فتيات للبيع شرعا وقانونا

GARDENIA

كاتب جيد جدا
[frame="13 98"]
لم تكن رشا تدرك أن نهاية أحلامها الوردية ستكون داخل زنزانة, ومن أين لذات التسعة عشر ربيعاً أن تدرك أن ما بنته من آمال سيكون مصيره الانهيار فجأة؟, وكيف لها أن تعلم أنها كانت جزءاً من صفقة رابحة, هي الطرف الخاسر الوحيد فيها بما تحمله من روح نفخها الله في رحمها, فجيب الوالد امتلئ مالاً, والشاري قضى وطره, وهي مرمية في السجن لسبب لا علاقة لها به.


رشا تلك الفتاة السورية الجميلة التي رأى الرجل الذي يدعى أباها فيها مورداً مالياً جيداً, فباعها لشخص سعودي, ولا أقول زوجها, فالزواج لا يكون المال هو الغاية الأولى منه. باعها ورماها في المجهول وتوجه إلى الله أن يحفظها, باعها مقنعاً نفسه بأنه يطبق الشرع والدين, وألقى بها في غياهب الصحراء, كمن يلقي كرة ثلج في نار ويرجو الله تعالى أن لا تذوب.

تقبع رشا في السجن, تضم جنينها في جوفها, لأن أباها أراد المال, فأرسلها مع من سماه زوجها, إلى السعودية, وعندما أرادت الرجوع إلى بلدها كي تقضي آخر أيام حملها بين أهلها فوجئت في المطار بتهمة موجهة لها وهي الإقامة غير الشرعية, فأودعت السجن, ويقضي القانون السعودي في مثل هذه الحالات بالسجن لمدة شهر والتغريم بعشرة آلاف ريال سعودي, فما كان من المشتري الشهم –الزوج- إلا أن تخلى عن بضاعته عسى الله أن يعوضها خير منها!!, طلقها لتلاقي مصيرها المجهول, فماذا يريد بها وبوجع الرأس الذي قد يأتي منها؟, وهو القادر على شراء العشرات من هذه السلعة, وهناك آلاف التجار المتلهفون لبيع ما لديهم من لحم غض, يرغبه من أصبح ماله قرآنه.

أكتب هذه الكلمات في وقت ما تزال فيه رشا تعاني برد السجن وألم الحمل, ألم كان المفروض به أن يكون فرحاً, فأصبح سكيناً يمزق أحشاءها, تناشد المعنيين في القنصلية السورية بأن يجدوا لها سبيلاً للنجاة مما هي فيه, وأرجو أن تكون حريتها قد عادت إليها وأنتم تقرأون هذه الكلمات, إن كتب الله لهذه الكلمات أن تنشر.

نعم أعزائي, تجارة اللحم البشري, تجارة راجت في بلدنا, تجارة رابحة في كل المقاييس, لا تحتاج إلى رأس مال, أو معرفة ودراية بأصول التجارة والبيع والشراء, كل ما تحتاجه بنات حسناوات يرغبهم الراغبون, وضمير ميت.

لا أدري هل الفقر شنيع إلى درجة نتاجر فيها بفلذات أكبادنا, مع أني أشك بأن الفقر هو السبب, فمن رأيتهم باعوا بناتهم لرعاة الجمال حالتهم المادية ميس


b

ورة, بل هي جيدة جداً, إنه الطمع, طمع الإنسان الذي لا يملأ عينه إلا التراب, طمع يبيع من أجله دماءه ولحمه وعرضه وأحباءه, ثم يتشدق بالشرف ومكارم الأخلاق, طمع يدفع الأب ليبيع ابنته مقابل دريهمات لا جعل الله في ايام عمره ما يكفي لأن يصرفها, وإني لأتساءل ما الفرق بين ما فعله والد رشا عندما تاجر بها, وبين من يدفع بناته للعمل في الدعارة, فالهدف واحد والطريق واحدة, فهدف الأب في الحالتين المال, وهدف الطرف الثاني في الحالتين الجنس, والفرق الوحيد هو ورقة تكلف بضع ليرات سورية تكتب في المحكمة الشرعية

أعرف أن الأصوات ستتعالى ضدي إذ أني شبهت الزواج بالزنا, لكن هل هذا زواج بالفعل, هل هدف الأب منه هو ستر بناته, وهل هدف الزوج منه إنشاء أسرة صغيرة, فإن كان الهدف غير ذلك فهو زواج شكلاً, شيء أخر تماماً مضموناً.

ليس زواجاً, بل تجارة حقيرة -واعذروني لهذا اللفظ- فلم أجد ألطف منه, تجارة حقيرة بعيدة كل البعد عن الأخلاق, تجارة لا يعمل بها إلا من رخص عليه عرضه, وخاف كلام الناس, فأراد أن يعطي لفعلته طابعاً شرعياً من خلال إجراء معاملة تشبه معاملة الزواج, فهل يا ترى خلا مجتمعنا السوري من زوج كفء برشا, وكلنا يعلم أن هناك الملايين من الشبان المثقفين الخلوقين الملتزمين الباحثين عن الحلال, إلا أن ما ينقصهم هو الدريهمات التي يبحث عنها والد رشا وأمثاله, والتي وجدوها في جيب ذلك السعودي, فعميت أبصارهم فلم يروا سواد قلبه, وزكمت أنوفهم, فلم يشتموا نتن رائحته.

في وقت تتعالى ضحكات قرينات رشا وتنير وجوههن البسمات وهن حاملات كتبهن متجهات إلى الجامعات, تقبع تلك السلعة المنتهية الصلاحية في السجن, تندب حظها, وحظ طفل قد يولد في السجن, وأي شرف لهذا الطفل أسمى من أن يولد في سجن.

رشا, سعاد, هناء, فاطمة, خديجة, قد تكون هذه أسماء لسلع بيعت, وقبض ثمنها وصرف, والله أعلم أين صرف, فربما ذهب ثمناً لبضع زجاجات خمر, أو بضع لقيمات, أو نثر فوق رؤوس الراقصات والغانيات, ومازالت الأمهات تنتج هذه البضاعة, وما زال الآباء يبيعون, وما زالت صرخات الإغتصاب تموت في صدور مخنوقة, ولا صوت يندد, ولا حركة تحاول إيقاف سوق النخاسة هذا.

[/frame]
 

فراشة ولة

كاتب محترف
رد: فتيات للبيع شرعا وقانونا

حسبي الله ونعم الوكيل
علي هل الوحوش البشريه
التي لاتعرف الرحمه

دمتي بخير
 

GARDENIA

كاتب جيد جدا
رد: فتيات للبيع شرعا وقانونا

حسبي الله ونعم الوكيل

علي هل الوحوش البشريه
التي لاتعرف الرحمه


دمتي بخير
تلك الوحوش تجد من يساعدها كي تتوحش اكتر
شكرا لمرورك ومشاركتك فراشة
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: فتيات للبيع شرعا وقانونا

حسبي الله ونعم الوكيل في هذا الاب

لا حول ولا قوة الا بالله
 

GARDENIA

كاتب جيد جدا
رد: فتيات للبيع شرعا وقانونا

الله لا يوفق هيك اب
يسلم دياتك معلمتي
الله يجيرنا

65.gif
اي والله الله لايوفقو
لنو باع لحم ابنته رخيصا
كانخاس تماما
شكرا لمرورك ياسمين
 
أعلى