اسباب الحلم

makady

كاتب جديد
:eh_s(21):
أساب الحلم ثمانية هى :-

أولاً :- رحمة بالجهال قال أبو الدرداء لرجل أسمعه كلاما يا هذا لا تعرقن فى سبنا ودع للصلح موضعاً فأنا لا نكافى من عصى الله فينا باكثر من أن نطيع الله فيه .. وشتم رجل الشعبى فقال أن كنت كما قلت فغفر الله لى وأن لم أكن كما قلت فغفر الله لك .. وعن النعمان بن مقرن المزنى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سب رجل المزنى عنده فجعل المسبوب يقول عليك السلام فقال صلى الله عليه وسلم : أما أمن ملكا بينكما يذب عنك كلما شتمك هذا قال له بل أنت وأنت أحق به وإذا قلت له وعليك السلام قال لا بل عليك وأنت أحق به ) ([1]) .. قال الله تعالى (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) ([2])
ثانياً :- القدرة على الأنتصار فيترك الانتقام لسعة صدره وحسن ثقته وفى الأثر : ( إذا قدرت عى عدوك فأجعل العفو شكراً للقدرة عليه ) .
ثالثاً :- علو الهمة وشرف النفس ومن الحكم المأثورة ( شرف النفس أن تحمل المكاره كما تحمل المكارم ) ([3])
رابعاً :- وأكثر رجل من سب الأحنف بن قيس وهو لا يجيبه فقال والله ما منعه من حوالى إلا هوانى عليه وسب رجل بن هيره فاعرض عنه فقال له الرجل إياك أعنى فقال له وعنك أعرض ورحم الله القائل :
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من أجابته السكوت
سكت السفيه فظن أنى عييت عن الجواب وما عييت
خامساً :- الاستحياء من جزاء الجواب يدعو إلى ذلك كمال المروءة وصيانة النفس فاحتمال السفيه خير من التشكل بصورته والأغضاء عن الجاهل خير من مشاكلته ..
سادساً :- إرادة التألف وهذا من كرم النفس قال الأحنف بن قيس ما عدانى أحد قط إلا أخذت فى أمره باحدى ثلاث خصال :
1- إن كان أعلى منى عرفت له قدره .
2- وأن كان دونى رفعت قدرى عنه .
3- وأن كان نظيرى تفضلت عليه .
فنظمه بعض الأدباء شعراً فقال :-
سالزم نفسى الصفح عن كل مذنب وإن كثرت منه إلى الجرائم
فما الناس إلا واحد من ثلاثة شريف ومشروف ومثل مقاوم
فأما الذى فوقى فأعرف قدره وأتبع فيه الحق والحق لازم
وأما الذى دونى فأحلم دائبا أصون به عرضى وإن لام لائم
وأما الذى مثلى فأن زل أو هفا تفضلت إن الفضل بالفخر حاكم
سابعاً :-أن يكون لمن جهل حرمة لازمة أو معروفا أسداه إليك وهذا من الوفاء وحسن العهد قال الشاعر العربى :-
أن الوفاء على الكريم فريضة واللوم مقرون بذى الأخلاق
وترك الكريم لمن يعاشر منصفاً وترى اللئيم مجانب الانصاف
ثامناً :- توقع الفرص الخفية للنيل من خصمه وهذا من الدهاء وقد قيل من ظهر غضبه قل كيده وقيل غضب الجاهل فى قوله وغضب العاقل فى فعله .. قال إياس ابن قتادة :-
تعاقب أيدينا ويحلم راينا ونشتم بالأفعال لا بالتكلم
هذه هى أسباب الحلم فان لم يوجد أحد هذه الأسباب المذكورة كان ذلا ولم يكن حلما لأن الحلم هو ضبط النفس عند هيجان الغضب فإذا فقد المرء الغضب عند سماع ما يغضب كان ذلك ذلا للنفس تأباه كرامة الأنسان ولذلك أنشد النابغة الجعدى بحضرة رسول اله صلى الله عليه وسلم :
ولا خير فى حلم إذا لم يكن له بوادر تحمى صفوة أن يمدراً
ولا خير فى جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما اورد الأمر صدرا
فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : وقالوا إذا كان الحلم مفسدة كان العفو معجزة وقيل العفو يفسد اللئيم بقدر إصلاحه من الكريم فمن فقد الغضب فى الأشياء المغضبة فقد عدم من فضائل النفس الشجاعة والأنفة والغيرة والدفاع عن الوطن والمال قال أبو تمام الطائى :-
والحرب تركب رأسها فى مشهد عدل السفيه به الف حليم
وقال الامام الشافعى رضى الله عنه :-
أعرض عن الجاهل السفيه فكل ما قال فهو فيه
ما ضر بحر الفرات يوما أن خاض بعض الكلاب فيه

وقال أيضاً :-
يخاطبنى السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهه فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
وقال أيضاً :-
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهى صامته والكلب يخسى لعمرى وهو نباح
وقال آخر :-
أحب مكارم الأخلاق جهدى واكره إن أعيب أو أعابا
وأصفح عن سباب الناس حلما وشر الناس من يهوى السبابا
سبحانك ربى

يا من تفرد بالبهاء وبالصفا فى عزة وله البقاء السرمدى
يا من وجب له الكمال لذاته فلذالك ترفع من تشاء وتسعد
أنت الذى تهب الكثير وتجبر القلب الكسير وتغفر الزلات
وتقول هل من تائب مستغفر أو نسأل له الحاجات
قال شاعر قديم :-
تولت بهجة الدنيا
وخان الناس كلهم



فكل جديدها خلق
فما أدرى بمن أتق


فضل الحلم والسبيل إليه :-
وأفضل الإيمان أن يتحمل المسلم الصبر على ما يكره ويستجيب لقوله تعالى : " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " ([4]) .. ويتخلق بأخلاق الإسلام فى قوله تعالى :- " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " ([5]) وفى الحديث عن أبن عمر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وجبت محبة الله على من أغضب فحلم ) ([6])
وعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع به الدرجات قالوا نعم يا رسول الله قال نحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطى من حرمك وتصل من قطعك ) ([7])
وقال لقمان الحكيم : ( لا يعرف الحليم إلا عند الغضب . ولا يعرف الشجاع إلا فى الحرب ولا يعرف الصديق إلا إ ذا احتيج إليه وما تكلم أحد بشئ فى غضبه الا وندم عليه فى الرضا ولا حلم الا مع الانتصار ولا عفو الا مع الاقتدار ) ([8])
وقد قيل لجعفر الصادق وعنده رجل سيئ الخلق كثير الغضب سريع الانفعال أتطيق معاشرة هذا وأتعلم منه الحلم ويذكر عنه رضى الله عنه أنه كان يغسل يديه وغلامه يصب الماء عليه فسقط الابريق وتطاير الماء إلى وجهه فنظر إليه نظرة غضب فقال له الغلام والكاظمين فقال كظمت غيظى فقال له والعافين عن الناس قال عفوت عنك فقال والله يحيى المحسنين فقال له أنت حر لوجه الله ([9])
وقيل للأحنف ابن قيس ممن تعلمت الحلم قال من قيس أبن عاصم بن المنقرى رايته قاعد بفناء داره نتلقى نصححه ونستمع من حكمه وهو جالس محتبيا وبينما نحن كذلك إذا أقبل ابناءه عليه ومعهم فتى مقتول يتشخط فى دمه وفتى آخر مكبل بالسلال والقيود فكان المقتول بن قيس والمكبل هو قاتله وكان ابن أخيه فاقبل عليه أبناءه وقالوا له قامت مشاحته بين هذين فقتل ابن عمنا أخانا ولم نفعل به شيئاً إلا بعد رايك وأمرك فماذا تامرنا فالتفت إلى القاتل وقال له يا ابن أخى لماذا فعلت هذه الجريمة الشنعاء فوالله لقد اثمت بربك ورميت نفسك بسهمك وقتلت ابن عمك ثم أنشد هذين البيتين .
أقول للنفس تأسا وتعزية إحدى يدى أصابتن ولم ترد
كلاهما خلف عن فقد صاحبه هذا أخى حين أدعوه وذا ولدى
ثم سكت قليلاً وقال لأكبر أبناءه حل وثاق أبن عمك وأفكك قيوده وأدفن أخاك وسق إلى أمك مائة ناقه دية أبنها فأنها غربية عنا قال الأحنف فوالله ما فك حبوته ولا غير جلسته ولا قطع حديثه الذى كان يتحدث فيه فكنا نعجب من حلمه فى مواقف الثرور ([10])
شرف الحلم فى يوم القيامة :-

قال عمر بن محمد الأسلمى حدثنا عبدالله بن شيب المدينى ذكر إبراهيم عبدالرحمن الشامى ذكر حاتم بن اسماعيل عن عبدالله بن أبى يحيى عن سعيد بن أبى المنذر عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أربع يشرف بهن الأنسان يوم القيامة أن تصل من قطعك وتغطى من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتحلم عمن جهل عليك ) ([11]) وعن على رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( إن الرجل المسلم ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم وأنه ليكتب جاراً وما يملك الا أهل بيته .. ([12])
فضل أهل الحلم يوم القيامة :-

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة ينادى مناد أين أهل الفضل فيقوم ناس وهم يشير فينطلقون سراعاً إلى الجنة فتتلقهم الملائكة فيقولون أننا نراكم سراعا إلى الجنة فمن أنتم فيقولون نحن أهل الفضل فيقولون ما كان فضلكم فيقولون كنا إذا ظلمنا صبرنا وإذا أسى إلينا غفرنا وإذا جهل علينا حلمنا فيقال لهم ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين . ([13])
وعن أبن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث من يكن فيه واحدة منهن فلا يعتدن بشئ من عمله . تقوى تحجزه عن معاصى الله وحلم يكف به السفيه وخلق يعيش به بين الناس ) ([14]) وعن عمرو بن دينار رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب الحليم الحيى الغنى المتعفف ويبغض البذى السائل المتلحف ) ([15])
صور من حلم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ..
ولقد ضرب لنا رسول الله أروع الأمثلة فى الحلم .. وقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم ( ان يعلم اصحابه هذا الدرس فى الأناة وضبط النفس فقد ورد أن أعربى جاءه يطلب منه شيئا فأعطاه ثم قال له أحسنت إليك فقال الاعربى لا ولا أجملت فغضب المسلمون وقاموا إليه فاشار إليهم أن كفوا ثم قام ودخل منزله فأرسل إليه وزاده شيئا ثم قال له أحسنت إليك قال نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً فقال له النبى صلى الله عليه وسلم أنك قلت ما قلت آنفا وفى نفس أصحابى من ذلك شئ فأن أحببت أن تقول بين أيديهم ما قلت بين يدى حتى يذهب ما فى صدورهم عليك قال نعم : فلما كان الغد جاء النبى أن هذا الأعرابى . قال ما قال : فزدناه فزعم أنه رضى اكذلك قال نعم فجزاك الله من أهل وعشيره خيرا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثلى ومثلى هذا الاعرابى كمثل رجل له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها الا نفورا فنادهم صاحبها فقال لهم خلوا بينى وبين ناقتى فانى أرفق بها منكم وأعلم فتوجه لها بين يديها فاخذ من قمام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها وأستوى عليها وأنى لو تركتم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار ([16]) وعن أنس بن مالك رضى الله عنه . قال كنت امشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وعليه برد نجرانى غليظ الحاشيه فادركه أعربى فحبذه بردائه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة حبذته ثم قال يا محمد مر لى من مال الله الذى عندك فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء ) ([17]) .. أرءايت إلى هذا الحلم العظيم والأدب الجم أن الأعربى يتطاول على الرسول بيده فيجذيه هذه الجزية العنيفة التى جعلت رقبة النبى تحمر ويتطاول عليه بلسانه فيقول له أحمل لى بعيرى هذين من مال الله الذى عندك فأنك لا تحمل لى من مالك ولا من مال أبيك كما فى بعض الروايات .. لكن حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسع لمثل هذه المواقف التى يطيش فيها لب أهل الأرض ويقول للاعرابى مقررا الحق المال مال الله ويقاد منك يا اعرابى ما فعلت بى ويرفض الرجل أن يقتص منه الرسول وأن يجذبه كما جذبه ويبتسم الرسول للاعرابى لأنه ما اراد حقيقه القود والقصاص أنما أراد أن ينبه إلى خطا ما فعل ولا يكتفى النبى بحلمه أنما يمنحه ما طلب فيأمر أحد الصحابة ويقول له : احمل له على بعيريه هذين على بعير شعيرا وعلى الآخر تمرا ) ([18])
وعن أبى هريرة رضى الله عنه : قال كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حق فاغلظ له فهم به أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن لصاحب الحق مقالاً فقال لهم فاشروا له سنا فأعطوه فقال أنا لا نجد إلا سنا هو خير من سنة قال فاشروه فأعطوه إياه فان خيركم أو خيركم أحسنكم قضاء ) ([19]) .. وهذا الرجل وأن كان له حق يطلبه إلا أنه تشدد فى المطالبة وأغلظ فى الكلام فيواجهه الرسول صلى الله عليه وسلم بحلمه الذى يدفعه إلى أن يعطيه أكثر من حقه وينتهز الرسول الفرصة ليلقن أتباعه درسا فى الحلم ويضع هذه القاعدة العظيمة ( إن لصاحب الحق مقالا فليعذر الحلماء أصحاب الحقوق ) ([20])
روى أبو أمامه أن غلاماً شاباً أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا بنى الله أتاذن لى فى الزنا فصاح به الناس فقال النبى قربوه أدن فدنا حتى جلس بين يديه فقال النبى صلى الله عليه وسلم : أتحبه لأمك قال لا جعلنى الله فداك قال كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ..أتحبه لأبنتك قال لا جعلنى الله فداك قال كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم أتحبه لأختك وزاد بن عوف حتى ذكر العمة والخالة وهو يقول فى كل واحدة لا جعلنى الله فداك وهو صلى الله عليه وسلم يقول وكذلك الناس لا يحبونه .. فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال اللهم طهر قلبه وأغفر ذنبه وحصن فرجه ولم يكن شئ أبغض إليه منه يعنى من الزنا ) ([21])
أرأيت هذا الحلم العظيم على الشاب الذى كادت تغلبه شهوته وتتحكم فيه غريزته حتى جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم : يستأذنه فى أشباعها بهذه الجريمة البشعة وكيف أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم فى أقناعه رويداً رويداً بشاعتها حتى أكرمه الله فطهر منها قلبه وحصن له فرجه وهكذا ينبغى أن يكون الدعاة والمربون والعلماء والمصلحون ([22]) ..
وروى أن النبى صلى الله عليه وسلم : أقترض مالاً من رجل يهودى ووعده برده بعد ستة أشهر ومضى الوقت المحدد لسداد الدين ولم يتيسر للنبى صلى الله عليه وسلم وجود المبلغ فى يده وجاء اليهودى يسأله الوفاء بدينه فطلب الرسول مهلة أخرى فأبى اليهودى إلا أن يأخذ حقه لوقته وزاد على ذلك أن قال للنبى صلى الله عليه وسلم يابنى هاشم أنكم تماطلون فى رد الحقوق إلى أربابها فغضب الصحابة من قوله وعز عليهم أن يهان رسول الله أمامهم فقام عمر إلى النبى وقال يا رسول الله أو يخاطبك هذا الأحمق بهذه اللغة مرنى اضربه فأجابه النبى فى سماحة بالغة وحلم عجيب هون عليك يا عمر فأن لصاحب الحق لمقال وأن له لشأن الآخير من ذلك يا ابن الخطاب فقال له عمر وما خير من ذلك يا رسول الله قال النبى صلى الله عليه وسلم : خير من ذلك أن تأمرنى بحسن الأداء وتأمر اليهودى بحسن التقاضى فلما سمع ذلك اليهودى أحمر وجهه خجلاً وعلاه الحياء وقال والله يا نبى الله لقد ثبت فى كل أخلاقك كل صفة ذكرتها التوراة لك إلا صفة واحدة جئت لأستبينها اليوم وهى أنك تحلم على جهل عليك وقدر رأيتها فيك هذه الساعة ومن أجل ذلك أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ) ([23])
وعن أنس بن مالك رضى الله أن امرأة يهودية أتت رسول بشاة مسمومة فأكل منها فجئ بها إلى رسول الله فسألها عن ذلك قالت أردت لأقتلك فقال ما كان الله ليسلطك على ، أو قال على ذلك قالوا إلا نقتلها قال لا قال أنس فما زلت أعرفها فى لهوات رسول صلى الله عليه وسلم يعنى أثر السم فى فمه ([24]) وعن جابر بن عبدالله البجلى رضى الله عنه قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة منصرفة من حنين وفى ثوب بلال رضى الله عنه فضة ورسول الله يقبض منها يعطى الناس فقال يا محمد أعدل قال ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل لقد خبت وخسرت إذا لم يكن أعدل فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه دعنى يا رسول الله فأقتل هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ الله أن يتحدث الناس أنى أقتل أصحابى أن هذا وأصحابه يقراءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية ([25]) ..هكذا *** دائرة حلمه صلى الله عليه وسلم حتى تشمل المنافقين فلا ينزل به العقاب اللائق به بل يكتفى بتذكير نفسه ومن حوله بهذه الحقيقة من يعدل اذا لم أكن أعدل لقد خبت وخسرت أت لم أكن أعدل ) ([26])
وعن عبدالله أبن عمر رضى الله عنهما أن عبدالله بن ابى بن سلول لما توفى جاء أبنه إلى النبى صلى الله عليه وسلم : فقال أعطينى قميصك اكفنه فيه وصل عليه واستغفر الله له فاعطاه قميصه وقال اذنى ( أعلمنى ) أصلى عليه فأذنته فلما أراد أن يصلى جذبه عمر بن الخطاب فقال أليس الله قد نهاك ان تصلى على المنافقين فقال أنا بين خيرتين قال أستغفر لهم أولاً تستغفر لهم فنزلت هذه الآية الكريم (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً ) ([27]) ..
وعن أحمد عن عمر رضى الله عنه بلفظ آخر فيه فلما وقف عليه يريد الصلاة عليه تحالت حتى قمت فى صدره فقلت يا رسول الله أعلى عدو الله الله عبدالله بن أبى القائل كذا يوم كذا وكذا يعد وايامه قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم حتى إذا اكثرت عليه قال أخر عنى يا عمر أنى خيرت فاخترت قد قيل أستغفر لهم الآية : لو أعلم أنى لو زدت قال ثم صلى الله عليه وسلم عليه ومشى معه وقام على قبره حتى فرغ منه قال : أى عمر فتعجبت من جراتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم : **** الله ما كان الا يسير حتى نزلت هاتان الآيتان ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ) ([28]) ..
وقد ورد أن البنى صلى الله عليه وسلم : خطب فى الناس عصر يوم من الأيام فكان مما قاله لهم إن بنى آدم خلقوا على طبقات شتى الا وأن منهم البطئ الغضب سريع الفئ والسريع الغضب سريع الفئ والبطئ الفيئ سريع الغضب الا وخيرهم بطئ الغضب سريع الفيئ .. وشرهم سريع الغضب بطيئ الفيئ إلا وأن منهم حسن القضاء حسن الطلب ومنهم سيئ القضاء حسن الطلب ومنهم سيئ الطلب حسن القضاء فتلك بتلك إلا وأن منهم سيئ القضاء سيئ الطلب إلا وخيرهم حسن القضاء حسن الطلب وشرهم سيئ القضاء سيئ الطلب إلا وأن الغضب جمرة فى قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينه وانتفاخ أودجه فمن أحسن بشئ من ذلك فليلتصق بالأرض ([29]) ..
وعن عائشة رضى الله عنها : أنها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد قال لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسى على ابن عبد *** بن عبد كلال فلم يجبنى إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهى فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فروغت رأسى فاذا أنا بسحابة قد أضلتنى فنظرت فاذا جبريل فنادانى فقال أن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لـامره بما شئت فيهم فنادانى ملك الجبال فسلم على ثم قال يا محمد فقال ذلك فما شئت ان شئت أطبق عليهم الأخشبين فقال النبى صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ([30])
الرسول صلى الله عليه وسلم :- ( يعفو عن سفانه بنت حاتم الطائى ) .
حدث الامام على كرم الله وجهه قال لما أتينا بسبايا طئ كانت فى النساء جارية جميلة وهى سفانة بنت حاتم الطائى فلما رايتعا أعجبت بها فقلت لا طلنها إلى رسول الله ليجعلها من فيئ فلما تكلمت أنيت جمالها لما سمعت من فصاحتهما فقال : يا محمد هلك الوالد وغاب الوافد فان رأيت أنى تخلى عنى فلا تشمت بى أحياء العرب فأنى بنت سيد قومى كان أبى يفك العانى ويحمى الذمار ويقرى الضيف ويشبع الجائع ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشى السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا بنت حاتم الطائى .. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جارية هذه صفة المؤمن لو كان أبوك أسلاميا لترحمنا عليه خلوا عنها فأن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق ([31])
أمثلة من الحلم عند الصحابة والتابعين :-
ومن الذين اشتهروا بالحلم من الصحابة الأجلاء هو سيدنا أولاً : معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما لقد بلغ من حلمه رضى الله عنه انه كان يقول ووالله لو كان بينى وبين الناس شعرة ما أنقطعت لأنهم إذا شدوا أرخيت وإذا أرخوا شددت .. ولقد وقع بينه وبين عبدالله بن الزبير واقعة تدل على مبلغ حلمه وسماحة نفسه وتمكنه من سياسة الأمور ومعالجة الخطوب والأزمات لقد كان عبدالله بن الزبير خصمه الألد ومنافسه الأول فى الخلافة ولم يباعه على أمارة المؤمنين . وقد استطاع عبدالله بن الزبير أن يقتطع من خلافته أرض الحجاز وينص نفسه خليفة عليها مما جعل معاوية يحقد عليه الحقد كله وحدث أن كان بينهما حوار فى أرض زراعية وكان لكل واحد منهما عمالا وعبيداً يعملون له فى حقله . وكان لابد أن يقع بين العمال تشاجر وشحناء وكان عمال معاوية رضى الله عنه أشد بأسا وأكثر قوة من عمال أبن الزبير إلى حد أنهم استطاعوا أن ينتزعوا الأرض من عمال بن الزبير ويفسدون عليهم زرعه فلم علم بذلك عبدالله بن الزبير كتب إلى معاوية فى الشام كتاب يقول فيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله بن الزبير فى مكة إلى معاوية بالشام أما بعد فيا معاوية إن عمالك قد دخلوا فى أرضى وأفسدوا على زرعى وأساءوا إلى عمالى فانههم عن ذلك والا كان لى ولك شأن والسلام .. فلما وصل الكتاب إلى معاوية ووقف على ما جاء فيه وأستدعى أبنه يزيد وهو يومئذ ولى عهده والخليفة المنتظر من بعده فلما حضر إلى مجلسه دفع إليه الكتاب وقال له ماذا ترى فيما قاله أبن الزبير فأجابه يزيد يا أمير المؤمنين أرى إن ترسل إليه بجيش قوى يكون أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه فقال له معاوية سيكون خير من ذلك يا يزيد ووالله أنى أصنع بسيفى حيث يغنى صوتى ولا أضع حيث يغنى لسانى ثم التفت إلى كاتبه وقال له أكتب ما أمليه عليك : ( بسم الله الرحمن الرحيم من معاوية إلى ابن حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة سلام الله عليك وبعد فقد جاءنى كتابك وعرفت ما فيه والدنيا كلها بما فيها يسيرة عندى إذا قوبلت بغضبك وقد أمرت بأرضى وما فيها من عبيد وعمال أن تكون ملكا لك فضمها إليك والسلام فلما وصل الكتاب إلى أبن الزبير زال عنه غضبه فكتب إلى معاوية كتاباً ثانيا لا تشبه لهجته وأسلوبه الكتاب الأول قال فيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) من عبدالله بن الزبير إلى أمير المؤمنين معاوية أما بعد فقد وصلنى كتابك ووقفت على ما جاء فيه وأنى أحمد وحلمك الذى بؤك من قريش هذه المنزلة والسلام .. فلما وصل الكتاب أستدعى أبنه يزيد ودفعه إليه فتعجب من حلم أبيه وهنا قال له معاوية ينصحه ويبن له فضل الحلم ومبلغ أثره فى الأنة القلوب فقال له يا بنى إذا أبيلت فى دولتك بشئ من هذه الأمور فعالجه بهذا الدواء وأعلم بأن من عفا ساد ومن حلم عظم ومن جاد استمال إليه القلوب ) ([32])
وكان من الذين عرفوا بالحلم الكثير وبالسماحة والمرؤة فى مواقف الشر والغضب سيدنا على بن الحسين المشهور بزين العابدين : فقد استأجر رجل من بنى امية سفيها لسيقنده وينال منه فأسرع الرجل العلى وهو جالس بين اتباعه وأحبائه وجعل يشتمه وينال من قدره ويتخلق عليه القبائح والعيوب وسيدنا على ساكت لا يجبه بشئ حتى أفرغ كل ما فى جعته من شتائم وسباب وهذا قال له سيدنا على يا أخى إن كنت كما قلت فغفر الله لى وأن لم اكن قلت فغفر الله لك ([33])
ثانياً :- من حلم على رضى الله عنه :- ([34])
روى أن على بن أبى طالب كرم الله وجه نادى غلاما فلم يجبه فناده ثانية فلم يرد ثم ناداه ثالثة فلم يتحرك وراه مضطجعا فقال له أما تسمع يا غلام .. قال نعم قال الامام ( الحليم ) فما الذى حملك على الا تجبنى قال أمنت عقوبتك فتكاسلت ولم أجب . فقال له أذهب فأنت حر لوجه الله تعالى هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فالواجب على المسلم أن يقتدى بهم وان يفعل مثل ما فعلوا من الحلم والتخلق به ومن أعجب وأغرب ما رواه التاريخ فى مواقف الحلم ان رجلا كان يعمل وزيراً لملك ظالم وكان طاغية غشوم لا يعجبه إن يقف أحد فى طريقه أو يخطى رايه أو يقلل من وجهة نظره حتى ولو كان فى ذلك الضرر والهلاك وقد أبتلى به هذا الوزير وحدث أن طرئت مشكلة من لمشاكل أبدى الملك فيها راية فلم يعجب ذلك الوزير ، وأبدى رأيا آخر وأصر على تنفيذه فاغتظ الملك منه وأصر على أن ينتقم منه انتقاماً فظيعاً لم يسمع بمثله من قبل فأمر بذبح أبنه وأن يطبخ ويقدم للوزير على مائدة الغداء وأن ياكل منه أمام عينه وتجلد الوزير لحر المصيبة وحلم أمام الكارثة ونفذ قرار الملك الظالم وحمل الطعام إلى الوزير فأكل منه وبعد انتهاء المأساة خرج الوزير إلى قصره فعاتبه أصحابه على حلمه وتجلده أمام هذا الخطب الأليم فقال ويحكم لو لم أحلم على هذه المصيبة وأصبر عليها لأنزل الطاغية بى ما هو شر منها فقالوا له وما شر بعد هذا الشر وقد ذبح ولدك وأطعمك إياه فأجابهم لو لم أحلم على ما حدث لذبح أبنى الثانى فرضيت بأن أكون أعور خير من إن أكون أعمى فقالوا لك أبوك ولن تلد حواء حليما بعدك ([35])
وكان أبو مسلم الخولانى من كبار التابعين وكان حليما سمحا وشهما كريما قالوا أنه حدث خلاف بينه وبين أحد أتباعه فأساء إليه صاحبه إساءة بالغة وظن أنه سيعاقبه عليها ولابد من أن ينتقم لنفسه منه ، ولكن أبو مسلم فاجئه لحلمه فلم يصدق نفسه ولم يطمن إلى أنا أبا مسلم قد حلم عليه فجعل يعتذر ويلح فى طلب العفو منه وأبو مسلم يطمئنه حتى سأله القسم على أنه قد عفا عنه فأجابه أبو مسلم سبحان الله يا أخى قد تشئ فتحلم عليك افلما أحسنت نسئ إليك فاقبل الرجل على أبى مسلم وجعل يقبل جبينه ويده ويقول والله يا سيدى هكذا تكون الرجال وهكذا تكون المروءة وهكذا يكون الشمم والاباء ([36]) ..
لقد حث الإسلام على الحلم وجعله خلقا عظيما من اخلاق المؤمنين أقتداء وتأسيا بسيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبالأنبياء السابقين عليهم السلام أجمعين كذلك نجد الإسلام حدد أتباعه من الغضب لذا نجد الرسول صلوان الله وسلامه عليه حذر منه اشد التحذير وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلا قال للنبى صلى الله عليه وسلم : ( أوصنى قال لا تغضب فردد مراراً لا تغضب ) ([37])
وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم : اصحتبه يوماً فقال ما تعدون الصرعة فيكم قلنا الذى لا يصرعه الرجال قال ليس بذلك ولكنه الذى يملك نفسه عند الغضب ([38])
وعن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على راس الخلائق حتى يخيره من أى الحور العين شاء ([39])
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كن فيه أواه الله فى كنفه وستر عليه برحمته وأدخله الله فى محبته من إذا أعطى شكر وإذا قدر غفر وإذا غضب فتر ) ([40])
( مظاهر الغضب وخطورته ) ([41])
الغضب غريزة بشرية شأنها شأن باقى الغرائز التى أودعها الله فى الإنسان لتودى دورها الذى خلقت من أجله ولها أصالها الواضح بغريزتين هما الحب والكره فانها تتبعهما وإذا ما كان حول الإنسان فيه ما يوافق غرضه وفيه ما يخالفه فلابد من حب ما يوافقه وكراهية ما يخالفه فإذا أخذ منه ما يحبه أو حدث له ما يكرهه ظهرت غريزة الغضب فى الحالتين .. فالإنسان لابد أن يغضب ولا يستطيع تجاهل وجود هذه الغريزة فى النفس البشرية ولا يمكت القضاء عليها واستئصالها فلابد منها تكوين الإنسان وحياته ومنهج الإسلام فى مثل هذه الغرائز أنه لا يكبتها ولا يصادمها كيف وقد غرزها الله فى الإنسان لتقوم بوظائف مطلوبة لحياة الإنسان وتعمير هذا الكون .. إن الإسلام يسير بها نحو الاعتدال بتقديم التوجيهات التى تصل بها إلى المستوى المطلوب .. وهذه الغريزة لو نقصت عن معدلها المنشود ايدت آثار لا تتفق مع الإسلام فنجد الشخص لا يغار على أهل بيته ولا يغار على محارم الله إذا أنتهكت أو مقدسات دينه إذا أغتصبت ويسكت عندما يرى ذلك وتتجلد أحاسيسه وتتجمد مشاعره ويرضى بالذل والهوان ويقنع بالضعف والخلاذن ويستسلم للمهانة والحرمان .. وإذا زادت هذه الغريزة عن معدلها المطلوب وأستخدمت فى غير موضعها المنشود جرت إلى التهور وارتكاب المعاصى والمخافات الشرعية فلابد من وجود قدر محمود من الغضب لدى كل إنسان ولا تتحقق بشرية الإنسان بدون هذه الغريزة ولا يمكننا أن نتصور بشراً لا يغضب ولو تصور ذلك لبشر لتصور لرسول الله صلى الله عليه وسلم : فإنه كان يغضب حتى تحمر وجنتاه حتى قال : ( اللهم أنا بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مسلم سببته أو لعنته أو ضربته فاجعلها منى صلاة عليه وزكاة وقربه تقربة بها إليك يوم القيامة .. ([42])
وقال عبدالله بن عمرو بن العاص : يا رسول الله أكتب عنك كل ما قلت فى الغضب والرضا فقال أكتب فوالذى بعثنى بالحق نبيا ما يخرج منه إلا حق وأشار إلى لسانه فلم يقل أنى لا أغضب ولكن قال إن الغضب لا يخرجنى عن الحق أى لا أعمل بموجب الغضب ([43]) ويتحدث الامام الغزالى عن هذه الآثار وتلك المظاهر فيقول : ( وأما أثار هذا الغضب فى الظاهر تغير اللون وشدة الرعدة فى الأطراف وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام وأضطراب الحركة والكلام حتى يظهر الزبد على الأشداق وتحمر الأحداق وتنقلب المناظر وتستحيل الخلقة ولو رأى الغضبان فى حالة غضبه قبح صورته لسكن غضبه حياء من قبح صورته واستحالة خلقته وقبح باطنه أعظم من قبح ظاهره فان الظاهر عنوان الباطن وإنما قبحت صورة الباطن أولاً :- ثم أنتشر قبحها إلى الظاهر ثانياً .. فتغير الظاهر ثمرة تغير الباطن فقس الثمرة فهذا أثره فى الجسد .. وأما أثره فى اللسان : فانطلاقه بالسب والفحش من الكلام الذى يستحى منه العقل .
أما أثره على الأعضاء :- فالضرب والتهجم والتمزيق والقتل والجرح عند التمكن من غير مبالاة وأما أثره فى القلب مع المغضوب عليه فالحقد والحسد واضمار السوء والشماتة بالمساءات والحزن بالسرور والعزم على أفشاء السر وهتك الستر والاستهزاء إلى غير ذلك من القبائح فهذه ثمرة الغضب المفرطة ([44])
هكذا يشرح لنا الغزالى ما يمكن أن يفعله الغضب بالإنسان إذا لم يتمكن أن يفعله الغضب بالإنسان إذا لم يتمكن من السيطرة التامة على هذه الغريزة الخطيرة ([45])
علاج الغضب : ([46])
ويمكن أن نقسم العلاج إلى نوعين هما :-
أولاً : وسائل العلاج النظرية :-

وتنقسم إلى أربعة أقسام هى :-
أولاً :- البعد عن أسباب الغضب .. فلا يتكبر الإنسان على خلق الله فما هو إلا حفنة من تراب ولا يعجب بنفسه بل يتواضع لله تعالى ولا يفتخر بحسبه أو نسبه فلا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى ولا يكثر من الهزل والمزاح بل يستثمر وقته فيما يفيد فما الحياة إلا ساعة يعقبها ممات . ولا يعبر أحد بما فيه خشية أن يعاقبه الله ويبتليه .
ثانياً :- أن يذكر نفسه بما ورد فى القرآن والسنة المطهرة من مدح للحلم وأهله .
ثالثاً :- أن يعلم أن قدرة الله عليه أقوى من قدرته على الشخص المغضوب عليه فليخف من غضب الله عليه وعقابه له .
رابعاً :- أن يتصور شكله ومنظره عند ثورته وغضبه وعساه يستحى ويخجل ويجنح إلى الحلم وكظم الغيظ .
ثانياً :- وسائل العلاج العملية :
وتنقسم إلى سبعة أقسام هى :-
أولاً :- الاستعاذة : عن سليمان بن حرد رضى الله عنه قال أستب رجلان عند النبى صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنى لا أعرف كلمة لو قالها هذا لذهب عنه الذى يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) ([47])
ثانياً :- الدعاء الذى علمه النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا غضبت عائشة وقال يا عويش قولى : ( اللهم رب النبى محمد أغفرلى ذنبى وأذهب غيظ قلبى وأجرنى من مضلات الفتن ) ([48]) \
ثالثاً :- أن يلزم الصمت بعد ذلك فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اعلموا ويسروا ولا تعسروا وإذا غضب أحدكم فليسكت ) ([49])
رابعاً :- الجلوس أو الاضجاع فعن أبى ذر الغفارى قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع ) ([50])
خامساً :- الوضوء أو الاغتسال عن أبى وائل القاص قال دخلنا على عروة بن محمد السعدى فكلمه رجل فاغضبه فقام فتوضأ ثم رجع وقد توضأ فقال حدثنى أبى عن جدى عطيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( أن الغضب من الشيطان وأن الشيطان خلق من النار وأنما نطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) ([51])
وفى رواية للحديث ( فإذا غضب أحدكم فليغتسل ) ([52])
سادساً :- المواظبة على كلمة التوحيد التى بها يتجدد الإيمان ويقوى اليقين ويشغل القلب والنفس بها يرضى الله : ( لا إله إلا الله وحد لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ( مائة مرة )
عن ابى هريرة رضى اله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أن من قالها فى يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به الا رجل عمل أكثر من ذلك فهذا حرز عظيم النفع جليل الفائدة يسير على من سهله الله عليه ..
سابعاً :- كثرة ذكر الله تعالى أى بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ونحو ذلك . وأن السلامة كل السلامة فى طمأنينة القلب الذاكر وسكينة النفس الشاكرة المطمئنة بالله عز وجل المؤمنة بلقائه العاملة بما فيه مرضاته *** لكل الأسباب المؤدية لفتح نوافذ القلب أملهم وسوسة الشيطان ومكره وشره ومن حكم أبن القيم الجوزية :-
وخذ لنفسك نوراً تستضئ به يوم أقتسام الورى الأنوار بالرتب
فالجسر ذو ظلمات ليس يقطعه الا بنور ينجى العبد فى الكرب
وفى الأثر :- ( أن الشيطان حلق من نار وأنما تطفأ النار بالماء ) ..
وليستعذ المرء عند الغضب بالله ليرد عنه كيده إلى غير ذلك من العلاج الذى وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم من الغضب وأنه مرض لا يأتى بخير مطلقاً وأنما عواقبه وخيمة حيث يخرج صاحبه من النور إلى الظلام ومن السعادة إلى الشفاء .. لذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر منه فيقول : لا تغضب ، لا تغضب ([53])
فالواجب على المسلم أن يبتعد عن جميع أنواعه وأنما يتخلق بالحلم وليكون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة له وصدق الله القائل : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) ([54])
والمسلم متى استعان بالله وتوكل عليه فأن الشيطان لا يكون له عليه سبيلا ..
(( فوائد ))
كلمات يقولهن من يأرق بالليل أو يفزع من النوم:-
1- أعوذ بكلمات لله التامات من غضبه وعقاب وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون
2- يستحسن عند اضطجاعه للنوم أن يبدأ قائلاً : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ويدعو بما سبق فى ( 1 ) .
3- أن يقول ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامة ويذكر ما سبق فى ( 1 )
4- أن يقول : أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرا وبر ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرا فى الأرض ومنشر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق الا طارقاً يطرق بخير يا رحمن ) قالها رسول الله : فى واد أقبلت فيه الشياطين من كل جهة وبيد أحدهم شعلة يريد أن يلقيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطفا الله نارهم وهزمهم ..
5- مع قراءة المعوذات والنفخ فى الكفين بعد كل قراءة قبل النوم والمسح على الراس والصدر والظهر بحضور نية وطمع شديد فيما عند الله من الرحمة ويصلى ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه وسلم : ( يفعل ذلك أو يقوم غيره به )
( من وصايا السلف )
قال الإمام الحسن البصرى رحمه الله تعالى :-
أبن آدم أنك تموت وحدك وتبعث وحدك وتحاسب وحدك ..
أبن آدم : لو أن الناس كلهم أطاعوا الله وعصيت أنت لم تنفعك طاعتهم ولو عصوا الله واطعت أنت لم تضرك معصيتهم .
أبن آدم :- ذنبك ذنبك فأنما هو لحمك ودمك فأن سلمت سلم لك لحمك ودمك . وأن تكن الأخرى فإنما هى نار لا تطفأ وجسم لا يبلى ونفس لا تموت . ([55])
( عظمة المصطفى صلى الله عليه وسلم فى زهده وقناعته )
زهد الرسول صلى الله عليه وسلم :- فى الحياة وعاش معيشة الفقراء كان يكتفى من الطعان بالبلح والماء وخبز الشعير وينام على الحصير .. ذات يوم زار عمر بن الخطاب رضى الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيته فوجده نائماً على حصير خشن وقد أثر الحصير فى جنبه تأثر عمر مما رأه وبكى فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما الذى يبكيك يا ابن الخطاب : فقال عمر يا نبى الله ومالى لا أبكى وهذا الحصير قد أثر فى جنبك وليس عليك غير ثوب واحد ولا أرى فى هذه الحجرة الا مقدار قليلاً من الشعير . وذلك ( كسرى ) ملك فارس وذلك ( قيصر ) ملك الروم يعيشان فى الثمار والنعيم والثياب الغالى وانت نبى الله المختار فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( يا أبن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ) ([56])
من وصايا الإمام على لأبنه الحسن رضى الله عنهما :-
قال الحسن رضى الله عنه أوصانى ابى على رضى الله عنه قبل موته بثلاثين خصلة ( قال يا يا بنى أن أنت عملت بها فى الدنيا سلمك الله من شر الدنيا والآخرة .. قال : لت وما هى يا أبة : قال أحذر من الأمور ثلاثا وخف ثلاث وأرج ثلاث .. ووافق ثلاثا وأستح من ثلاث .. وأفزع إلى ثلاث .. وشح على ثلاث وتخلص إلى ثلاث .. وأهرب إلى ثلاث .. وجانب ثلاث يجمع الله لك بذلك حسن السيرة فى الدنيا والأخرة .. فأما التى أمرتك أن تحذرها : فاحذر الكبر والغضب والطمع : فأما الكبر فإنه خصلة من خصال الاشرار والكبرياء رداء الله ومن أسكن قلبه مثقال حبة من كبر أورده النار .. والغضب : يسفه الحليم ويطيش العالم ويفقد معه العقل ويظهر معه الجهل .. والطمع : فخ من فخاخ ابليس وشرك من عظم احتياله يصيد ب العلماء والعقلاء وأهل المعرفة وذوى البصائر .. قلت صدقت يا ابة فاخبرنى عن قولك خف ثلاثا : قال نعم يا بنى خاف الله وخاف من لا يخاف الله وخاف لسانك فأنه عدوك على دينك يؤمنك الله جميع ما خفته . قلت صدقت يا أبة فأخبرنى عن قولك وارج ثلاثا قال يا بنى أرج عفو الله عن ذنوبك وأرج محاسن عملك وأرج شفاعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم قلت صدقت يا أبة فأخبرنى عن قولك وافق ثلاثا قال نعم وافق كتاب الله تعالى ووافق سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ووافق ما يواف الحق والكتاب قلت صدقت با أبة فأخبرنى عن قولك أستح ثلاثا : قال نعم يا بنى : أستح من مطالعة الله إياك وأنت مقيم على ما يكره .. وأستح من الحفظة الكرام الكاتبين .. واستح من صالح المؤمنين قلت صدقت يا أبة فأخبرنى عن قولك .. أفزع إلى ثلاث : قال نعم يا بنى أفزع إلى الله فى ملمات أمورك وأفزع إلى التوبة فى مساوى عملك وأفزع إلى أهل العلم وأهل الأدب .. قلت صدقت يا أبة فأخبرنى عن قولك شح على ثلاث قال نعم : شح على عمرك أن تفنيه فيما هو عليك لا لك وشح على دينك ولا تبذله للغضب وشح على كلامك إلا ما كان لك ولا عليك قلت صدقت يا أبة فأخبنى عن قولك تخلص إلى ثلاث قال نعم تخلص إلى معرفتك نفسك واظهار عيوبها ومقتك إياها وتخلص إلى تقوى الله ثم تخلص إلى اخمال نفسك وأخفاء ذكرها .. قلت صدقت يا أبة فأخبرنى عن قولك أهرب ن ثلاث : أهرب من الكذب وأهرب من الظالم . واهرب من مواطن الامتحان التى يحتاج فيها إلى صبرك .. قلت صدقت يا أبة فأخبرنى عن قولك جانب ثلاث قال نعم : جانب هواك وأهل الأهواء وجانب الشر وأهل الشر وجانب الحمقى وان كانوا متقربين أو شيخه والسلام .. ([57])
(( عد لحمى مولاك )) ([58])
رويدك فالأيام تأتى وتذهب
وتقترف الأثام جهلا وغفله
كأنك تنسى الموت والموت منشب
فعد لحمى مولاك عودة نادم
وقلب ملى بالأسى من ذنوبه
تجد منه إكراماً وصفحاً فأنه
وكلا الذى ترجو من العفو والرضا
فلا تك من يزداد بعداً وجفوة
ولا تتردد فى الرجوع إلى الهدى



وتشغلك الدنيا فتلهو وتلعب
وعمرك يمضى والردى منك يقرب
مخالبه فيما وهل ثم مهرب
بدمع غزير خشية الله يسكب
وخوف لقاء كم يجل ويرهب
عليك من الأباء أحنى وأحدب
ستلقى وتلقى فوق ما كنت تطلب
ولا تك من بالآثم يغرى ويعجب
فكم سأل الغفار عاص ومذنب



https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref1([1] ) رواه مسلم

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref2([2] ) سورة فصلت ( 34 )

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref3([3] ) اداب الدين والدنيا / للحسن البدوى صـ 245 ط المكتبة الثقافية سنة 1955م بيروت لبنان ط أولى .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref4([4] ) سورة الاعراف (199) .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref5([5] ) سورة فصلت (34)

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref6([6] ) اخرجه االترمزى

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref7([7] ) الترغيب والترهيب جـ3 صـ

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref8([8] ) اخلاقنا د/ محمد ربيع محمد جوهر صـ2 العدد 12 مكتبة المسلم *** اسلامات ط1 المؤسسة العربية الحديثة .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref9([9] ) الحلم لابن ابى الدنيا تحقيق مجدى السيد ابراهيم صـ24 ط دار القرآن الكريم .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref10([10] ) المرجع السابق صـ25 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref11([11] ) أخرجه الترمزى . الترغيب والترهيب جـ3 صـ225 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref12([12] ) الحلم للحافظ بن أبى الدنيا صـ22 – تحقيق مجدى سيد إبراهيم .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref13([13] ) المرجع السابق صـ51 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref14([14] ) الحلم للحافظ بن أبى الدنيا تحقيق مجدى السيد إبراهيم صـ51 مكتبة القرآن الكريم ط 1986 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref15([15] ) المرجع السابق صـ50- 51 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref16([16] ) اخلاقنا د/ محمد ربيع محمد جوهر صـ231 ، صـ232 اخرجه البراز من حديث ابو هريرة تخريج العراقى

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref17([17] ) رواه البخارى فى اللباس الفتح جـ10 صـ275 وفى الادب الفتح 10/53 ومسلم فى الزكاة 2/730 وابو داود *** المعبود 13/ 132

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref18([18] ) اخلاقنا د/ محمد ربيع محمد جوهر صـ231 – 232 سلسلة مكتبة المسلم العصرية (اخلاقنا) ط *** الهيئة الحديثة 1988م

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref19([19] ) رواه مسلم فى كتاب المساواة جـ3 صـ1225 رقم الحديث 1601

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref20([20] ) رواه أحمد باسناد جيد رجاله رجال الصحيح تخريج ****

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref21([21] ) للاحاجيث الاحياء / الاحياء جـ7 / 1236 رواه أحمد والطبرانى – ط/ دار *****

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref22([22] ) اخلاقنا د/ محمد ربيع محمد جوهر صـ234 ط 1988 .. ط أولى المؤسسة العربية الحديثة السلوك الاجتماعى فى الاسلام الشيخ / حسن أيوب صـ67- 69 ط الطباعة والنشر الاسلام ط أولى 1417هـ 1916م .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref23([23] )سير الصالحين والنبيين والمتقين ، جـ2 ، ص 44.

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref24([24] )المرجع السابق ص 44.

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref25([25] ) رواه مسلم جـ2 /740 ط ، دار الحديث .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref26([26] ) اخلاقنا ص 235 ، د/محمد ربيع محمد جوهر ، ط 1988م ، ط أولى .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref27([27] ) سورة التوبة ( 84)

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref28([28] ) جامع الترمزى ، ج5 / 261 ، وقاللا حسن صحيح .والآيات من سورة التوبة ( 84، 85 )

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref29([29] )رواه الترمزى وقال حديث حسن ، 3/449.

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref30([30] ) البخارى 8/14 ، 71، 104 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref31([31] ) الإسلام دين الانسانية تأليف / محمد عطية الابراشى ط1 مكتبة مصر 1981م .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref32([32] ) سيد الصالحين وانيس المتقين جـ2 صـ45، 46، 47 الشيخ / احمد الشهاوى ط دار التأليف 1986

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref33([33] ) المرجع السابق جـ2 صـ50 ط أولى

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref34([34] ) الاسلام دين الانسانية صـ169 تأليف / محمد عطيه الابراشى ط أولى مكتبة مصر 1981م .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref35([35] ) المرجع السابق جـ2 صـ49 ط أولى 1986م دار التأليف 1986م

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref36([36] ) المرجع السابق جـ2 صـ48، 49

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref37([37] ) أخرجه البخارى فى الأدب المفرد **** جـ10 صـ519 ط دار المعرفة

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref38([38] ) رواه مسلم فى البر والصلة جـ4 صـ2014

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref39([39] ) رواه أبو داود وعود المعبود جـ13 /135 / 136

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref40([40] ) الترغيب والترهيب جـ3 / 449 ط الأوقاف 1980م

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref41([41] ) أخلاقنا د/ محمد ربيع محمد جوهر ط أولى استاذ أصول الدين والفلسفة بكلية أصول الدين جامع الأزهر صـ237 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref42([42] ) اخلاقنا صـ237 د/ محمد ربيع جوهر الاستاذ بجامعة الأزهر ط أولى 1988م المجتمع *** فى ظل االإسلام تأليف / محمد أحمد ابو زهرة عضو مجمع البحوث الإسلامية ط مجمع البحوث الاسلامية 1425هـ

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref43([43] ) أخلاقنا د/ محمد ربيع محمد جوهر صـ238 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref44([44] ) المرجع السابق صـ239 ط أولى سنة 1988 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref45([45] ) المرجع السابق صـ240 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref46([46] ) أخلاقنا د/ محمد ربيع محمد جوهر – استاذ العقيدة والفلسفة جامعة الآزهر صـ240 ط المؤسسة العربية الحديثة ط أولى 1988م .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref47([47] ) رواه أبو داود فى الادب عون المعبود جـ13 / صـ139

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref48([48] ) رواه بن السنى فى اليوم والليلة عن عائشة 9/ 1953

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref49([49] ) رواه البخارى فى الادب *** جـ1/ 342

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref50([50] ) رواه ابو داود فى الأدب عون المعبود جـ13 / 140

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref51([51] ) المرجع السابق الجزء والصفحة

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref52([52] ) ابن عساكر عن معاوية كنز العمال جـ3/ 519

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref53([53] ) متفق عليه .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref54([54] ) سورة الاحزاب ( 21 )

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref55([55] ) الزهد للإمام الحسن البصرى ط الحلبى 1411 هـ

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref56([56] ) مجلة منار الإسلام .. بأقلام القراء اشراف / حسين المحسى عدد ربيع الثانى 1411هـ صـ125 اسلامية ثقافية شهرية اكتوبر 1990م تصدر عن دولة الامارات العربية سنة 16 العدد الرابع

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref57([57] ) من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم شرح وتعليق الشيخ / طه عبدالله العفيفى ط أولى 1400هـ دار الاعتصام – القاهرة جـ3 صـ92- 93 .

https://www.manartsouria.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref58([58] ) قصيدة شعرية ( عد لحمى مولاك ) للاستاذ / محمد ابراهيم *** مجلة منار الاسلام عدد ربيع الثانى 1411هـ اكتوبر 19991 صـ17 – دولة الامارات العربية المتحدة .
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: اسباب الحلم

أعرض عن الجاهل السفيه فكل ما قال فهو فيه
ما ضر بحر الفرات يوما أن خاض بعض الكلاب فيه

وقال أيضاً :-
يخاطبنى السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهه فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
وقال أيضاً :-
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهى صامته والكلب يخسى لعمرى وهو نباح
وقال آخر :-
أحب مكارم الأخلاق جهدى واكره إن أعيب أو أعابا
وأصفح عن سباب الناس حلما وشر الناس من يهوى السبابا
سبحانك ربى

سبحان الله ولا اله الا هو

1- أعوذ بكلمات لله التامات من غضبه وعقاب وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون
2- يستحسن عند اضطجاعه للنوم أن يبدأ قائلاً : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ويدعو بما سبق فى ( 1 ) .
3- أن يقول ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامة ويذكر ما سبق فى ( 1 )
4- أن يقول : أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرا وبر ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرا فى الأرض ومنشر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق الا طارقاً يطرق بخير يا رحمن ) قالها رسول الله : فى واد أقبلت فيه الشياطين من كل جهة وبيد أحدهم شعلة يريد أن يلقيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطفا الله نارهم وهزمهم ..
5- مع قراءة المعوذات والنفخ فى الكفين بعد كل قراءة قبل النوم والمسح على الراس والصدر والظهر بحضور نية وطمع شديد فيما عند الله من الرحمة ويصلى ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه وسلم : ( يفعل ذلك أو يقوم غيره به )

عليه صلوات الله وسلامه


الله عليك سيدي الف شكر والف تحية لجهودك
مقال بغاية الاهمية
علنا نستطيع تطبيق ماجاء به
53.gif


 

مواضيع مماثلة

أعلى