مذكرات طفلة

osama

مُشَرفْ سَابَق
كنت أرى نظرات الحزن ترتسم في أعين الجميع ..الكل يرتدي السواد عداي أنا كنت أرتدي ثوباً أحمر..،نادت جدتي بصوت عال ومبحوح (انزعوا عنها هذا الثوب الأحمر وأعطوها ثوباً أسود )!.
كنت خائفة من أصوات البكاء التي غطت المكان حتى أخذتني الرجفة غالبا ما كنت أفتقد أمي وعندما كنت أسال جدتي كان صمتها و دمعها المنهمر الجواب الوحيد!!
كنت أعلم أن أمي ستعود ، رجعت بذاكرتي قليلاً :لقد تركتني في منزل جدي وقالت : كوني عاقلة يا زينب .. وها أنا عاقلة وطيبة ولكنها لم تعد بعد !
لم اكن أفهم كلام من حولي ، كان البعض يتمتم ( يرحمها الله ).
هل يعني ذلك إنها لن تعود ؟!

*****
كان أبي هو الآخر يرتدي السواد، و حين امتدت يداه ليضع علي الغطاء وأنا استعد للنوم لم اشتشعر دفء الغطاء بل تحسست دفء يديه كأنما سرى إليهما دفء قلبه و حنانه ... حينها قال كلمات لم افهمها (من سيعتني بك بعد أمك ؟ )
- لماذا ألن تعود أمي ؟!
- يجب ان تعود ، كانت تحكي لي البارحة قصة ليلى والذئب .
- لكنها لم تكملها ؟ ترى هل أكل الذئب ليلى ؟ وعدتني أن تكملها هذه الليلة ، و الليلة بالذات أريد أن أنام بحجرها أريد أن تمسح على رأسي قبل أن تغمض عيني ،لكنها لم تتم القصة .
عودي ياأمي أرجوك .
أشتاق لقربها الليلة ، لكن .. لماذا لم تأت لتقول إنها الساعة الثامنة ، قد حان موعد النوم ! لماذا لم تأت لتقول: نظفي أسنانك كعادتها كل ليلة ؟ عودي يا أمي لتكملي القصة مضى أسبوع بأكمله لم أذق فيه حساء أمي اللذيذ ، ترى هل هي غاضبة ؟ مضى أسبوع لم أشم رائحة طعامها الشهي ، لعلعها مستاءة مني ؟ مر أسبوع لم أسمعها تترنم بأناشيد الأطفال لتبهجني ، ترى هل سئمت مشاكستي ؟ أسئلة حائرة كانت تدور في ذهني دون أن أجد لها جوابا سوى الصمت الذي أطبق على البيت ، ولم تكن نظرات أبي سوى صرخات مكتومة تعبر عن حيرته هو الآخر .
عودي ياأمي لتتمي القصة
*****
عدت اليوم من المدرسة لأفاجأ بامرأة تمشي في البيت ... كأنها صاحبة البيت ، كانت تنقل خطواتها بحرية ... عندما أسأل أبي عنها ومن تكون يجبيئني جوابه باهتا ( إنها أمك الثانية يازينب ) وتعلو وجهه ابتسامة صفراء.
صرخت في داخلي _ وكأني أتمرد على هذا الوضع الجديد _ .. إنها ليست أمي استحضرت وجه أمي في مخيلتي 00خاطبتها :إنهالست أنت ياأمي !
استطفتها وهي لا تزال في مخيلتي وهمست قائلة :عودي من أجلي هذه المرة وليس من أجل القصة .
كانت تلك الهمسات في داخلي أشبه بالصرخة ، لكنها صرخة في واد ورحت أهمس من جديد ..ها قد بدأت أعتاد على وجود المرأةالجديدة في البيت ... شيئاً فشيئاً بدأت أحكي لها ما يجري في مدرستي أو أثرثر عن زميلاتي لكني في لحظات الصمت أفتقد شعرك الكستنائي .. أفتقد طوله الذي يداعب وجناتي أشبه بجبل النجاة 00 أفتقد بشرتك السمراء .. أفتقد اللون الأحمر الذي يعتلي خديك ..أفتقد عينيك الطيبتين ..يديك الحانيتين ..تمنيتك ولو للحظة أعانقك فيها و أشم شذا عرفك الذي لا يضاهيه عطر .
عودي يا أمي أرجوك ، إنها لاتتم القصة .
*****
انضم إلى أسرتنا شخص جديد ، طفل غض ينادونه (سمير) إنهم لا يسمحون لي بأن ألمسه و كأنه آنية من زجاج يخافون أن تنكسر.
أبي يعانقه دوما و ينسى أن يعانقني ، أبي دوما يقبله و ينسى أن يقبلني.
عودي من أجلي
*****
تتالت الأيام وكلما كبرت ، كبرت تلك الاستفهامات في داخلي لكن أجوبتها بدأت تتضح ..أدركت أخيراً أنك لن تعودي ..أرقدي بسلام و لتهنأ روحك في مقعد صدق عند مليك مقتدر...
اطمئني يا أمي ، تعلمت كيف أتم القصة !!
 

دانيال

المدير العام للموقع
طاقم الإدارة
رد: مذكرات طفلة

- لماذا ألن تعود أمي ؟!
- يجب ان تعود ، كانت تحكي لي البارحة قصة ليلى والذئب
سبحان الله والله قصه مؤثرة اشكرك يا باشا
 

osama

مُشَرفْ سَابَق
رد: مذكرات طفلة

نورت الصفحة مديرنا الغالي
 

ahmad

مدير المنتدى
طاقم الإدارة
رد: مذكرات طفلة

سبحان الله والله قصه مؤثرة
الف شكر ياغالي
 

osama

مُشَرفْ سَابَق
رد: مذكرات طفلة

نورت الصفحة اخي احمد
 

waard

كبار الشخصيات
رد: مذكرات طفلة

والله يا اسامة دوختني وانا عم اقرئها

كل ما انزل سطر بقول اني خلصت

وجعني راسي يارف عمرك ولك سيمو
 

osama

مُشَرفْ سَابَق
رد: مذكرات طفلة

نورت الصفحة حبيبي ورد
 

مشاااااغبة

نجمة الموقع
رد: مذكرات طفلة

تتالت الأيام وكلما كبرت ، كبرت تلك الاستفهامات في داخلي لكن أجوبتها بدأت تتضح ..أدركت أخيراً أنك لن تعودي ..أرقدي بسلام و لتهنأ روحك في مقعد صدق عند مليك مقتدر...
اطمئني يا أمي ، تعلمت كيف أتم القصة !!

ادركت انك لن تعودي الله يصبر

يسلمو اسامة

بس حطيت عالجرح ملح يا غالي
 

osama

مُشَرفْ سَابَق
رد: مذكرات طفلة

لا الله يبعد عنك كل ملح
نورتي الصفحة مشاغبة
 

مواضيع مماثلة

أعلى