سورة يوسف

حلا

كاتب جيد جدا
سورة يوسف (مكية)، نزلت في توقيت مقارب لنزول السورتين اللتين قبلها، يونس وهودوفي نفس الظروف . وهي أطول سورة تحتوي على قصة في القرآن، فقد احتوت على قصة سيدنا يوسف عليه السلام من بدايتها لنهايتها. عدد آياتها 111 آية
هذه المقالةنقلا عن محاضرات العلامة عمرو خالد بتصرف أتمنى لكم جل الفائدة في مواضيعي أختكم نورا

بسم الله الرحمن الرحيم​


أحسن القصص​



قال عنها علماء القصص أنها احتوت على جميع فنون القصة وعناصرها، من التشويق، وتصوير الأحداث، والترابط المنطقي، واستخدام الرمز​
.



فعلى سبيل المثال، نجد أن هذه القصة قد بدأت بحلم رآه سيدنا يوسف عليه السلام وانتهت بتفسير ذلك الحلم.
ونرى أن قميص يوسف الذي استُخدم كأداة براءة لإخوته، كان هو نفسه الدليل على خيانتهم... هذا القميص استُخدم بعد ذلك كأداة براءة ليوسف نفسه، فبرَّأه من تهمة التعدي على امرأة العزيز​
!!



ومن روعة هذه القصة أن معانيها وأحداثها متجسِّدة أمام قارئها وكأنه يراها بالصوت والصورة، وهي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما تتأثر به.
نحن لا نحتاج لشهادة علماء القصة فيها، لأن الله نفسه هو الذي يشهد على جودتها وروعتها​
:
]
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـٰذَاٱلْقُرْءانَ[ (3).
?



لكن هذه السورة لم تأت في القرآن لمجرد رواية القصص، لأن هدفها يتلخص في آخر سطر من القصة وهو قوله تعالى: ]إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ ٱلله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ[ (90​
).



فالمحور الأساسي للقصة هو​
:



يعلم ولا نعلم​



إن هدف سورة يوسف هو إعلامنا أن تدبير الله تعالى للأمور يختلف عن النظرة البشرية القاصرة، وكأنها تقول لنا: (ثِق في تدبير الله، واصبر ولا تيأَس​
).



إن الأحداث في سورة يوسف غريبة، وهي تسير بعكس الظاهر، فيوسف ولدٌ محبوبٌ من والده، وهذا الأمر بظاهره جيد ولكن نتيجة هذه المحبة كانت أن ألقاه إخوته في البئر. ومع أن إلقاء يوسف في البئر هو في ظاهره أمر سيئ، لكن نتيجة هذا الإلقاء كانت أن أصبح في بيت العزيز. ووجود يوسف في بيت العزيز هو أمر ظاهره جيد، لكنه بعد هذا البيت ألقي في السجن. وكذلك سجن سيدنا يوسف أمر في غاية السوء، لكن نتيجة هذا السجن كانت تعيينه في منصب عزيز مصر​
...



فالله سبحانه وتعالى يخبرنا من خلال قصة يوسف عليه السلام بأنه هو الذي يدّبر الأمور، وقد تكون نظرة المرء للأحداث التي تصير معه على أنها سيئة، لكن هذه النظرة قاصرة عن إدراك تقدير الله تعالى وحكمته في قضائه​
.



أنت عبد فيهما​



فإذا مرّت عليك، أخي المسلم، فترات ضيق أو بلاء، فتعلَّم من سيدنا يوسف عليه السلام، الذي كان متحلياً بالصبر والأمل وعدم اليأس رغم كل الظروف. وبالمقابل، تعلَّم منه كيف تواجه فترات الراحة والاطمئنان، وذلك بالتواضع والإخلاص لله عز وجل​
...



فالسورة ترشدنا أن حياة الإنسان هي عبارة عن فترات رخاء وفترات شدة. فلا يوجد إنسان قط كانت حياته كلها فترات رخاء أو كلها فترات شدة، وهو في الحالتين، الرخاء والشدة، يُختبر​
.



وقصة يوسف عليه السلام هي قصة ثبات الأخلاق في الحالتين، فنراه في الشدة صابراً لا يفقد الأمل ولا ييأس، ونراه في فترات الرخاء متواضعاً مخلصاً لله عز وجل​
.



بين السورة والسيرة​



وكما ذكرنا سابقاً، فقد أنزلت سورة يوسف في نفس الظروف التي أنزلت فيها سور يونس وهود، أي عند اشتداد البلاء على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته.
هذه الظروف كانت مشابهة لتلك التي واجهها يوسف عليه السلام​
.



فسيدنا يوسف ابتعد عن أبيه، والنبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه السورة في السنة العاشرة من بعثته كان قد فقد عمه أبو طالب وزوجته خديجة.
سيدنا​
يوسف ترك فلسطين بلد أبيه وذهب إلى مصر وتغرّب عن أهله، والنبي صلى الله عليه وسلم بعد سنتين من نزول السورة ترك مكة وهاجر إلى المدينة.
فسورة يوسف كانت تؤهل النبي لما هو مقدمٌ عليه من محن وابتلاءات، وتهيء المؤمنين جميعاً لأوقات الشدة التي سيواجهونها خلال حياتهم،
لذلك يقول عنها العلماء: "ما قرأها محزون ٌإلا سُرِّي عنه!!!".
 

الـعـرّاب

أدارة موقع رحى الذكريات
رد: سورة يوسف

ما شاء الله عليكي

جزاكي الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك

الف شكر على النقل المميز

تقبلي فائق احترامي واعجابي الشديد بموضوعك

تستحقي كل التقدير والثناء
 

*خالد*

من المؤسسين ,
رد: سورة يوسف

مشكورة حلا
ع المعلومات الرائعة
وجزآآك ربي كل الخير :SnipeR (69):
 

حلا

كاتب جيد جدا
رد: سورة يوسف

مشكورين كتير على مروركن الكريم
 
مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

أعلى