كيف تقمع الحقيقة

sako

كاتب جديد

1-السلطة الروحية




حصل تطوّر كبير في بريطانيا عام 1981م . فقد أوصت لجنة الدستور البريطاني بإلغاء ما عرف بقانون التكفير و الإلحاد !. هذا القانون الذي ينصّ بمعاقبة كل من يقوم بانتقاد المؤسسة الدينية و رجالها و تاريخها و كل ما ينسب إليها . هذا القانون الذي أبقى الشعوب في جهل تام عن ماضيهم الحقيقي . حتى هذا التاريخ ، كان أي انتقاد للكنيسة ، مهما كان عابراً ، يتعرّض للقمع مباشرة و يحذف من أجهزة الإعلان و دور النشر و غيرها من أوساط إعلامية .

بعد إزالة هذا القانون ، ظهرت حقيقة جديدة إلى العلن . و صدمت الملايين !. هذه الحقيقة التي طالما حاول بعض الرجال و النساء قولها عبر التاريخ ، لكنهم تعرّضوا للقمع و الملاحقة . أما الآن ، و بعد هذا التحوّل الكبير ، ظهرت الصورة بكامل أبعادها !.





سُمح لأوّل مرة لمؤسسة البي . بي . سي الإذاعية بتقديم برنامج وثائقي على شاشة التلفاز مؤلف من 13 حلقة عنوانه " كوزموس " . بالإضافة إلى نشر كتاب بنفس العنوان . أكّد هذا البرنامج ما كان يعلنه المؤرخون منذ زمن طويل لكن دون جدوى .

ـ " لقد عملت المؤسسة الدينية على منع حقائق كثيرة من الوصول إلى الجماهير " !.

ـ " الكنيسة هي المسئولة عن إغراق العالم في عصر الظلمات " !.


كارل ساغان في برنامج كوزموس
ـ " كل من حاول تحدى أي مظهر من مظاهر دين الدولة كان يعاقب بوحشية منقطعة النظير!".

ـ " أغلقت المكتبات و الهيئات التعليمية لأكثر من ألف عام ! و كل كتاب غير مسيحي كان يتلف في الحال ! و أصبحت القراءة و الكتابة مقتصرة على الكهنة . حتى الملوك حرموا من هذه النعمة . و في بلاد الجهلاء ، كل من يقرأ و يكتب هو الملك ! ".

و قد ظهر على شاشة البي بي سي أيضاً ، مسلسل وثائقي بعنوان " ذي بورغاس " ، يتمحور حول شخصية البابا ألكسندر السادس ( 1492م ـ1503م ) . و صدم الملايين من ما شاهدوه أمام أعينهم !. كانوا يظنون أن الباباوات القدامى هم بنفس الطيبة و الرقّة التي يتصف بها باباوات هذا العصر . لكن ماذا يحصل لهم لو تعرّفوا على سيرة البابا إنوسنت الثالث ( 1198م ـ 1216م ) ، و الكثيرون غيره من المسئولين عن أبشع الجرائم في التاريخ ؟!.. لقد حكم هؤلاء الرجال كطغاة ! كأي إمبراطور روماني مستبدّ !.

عندما سقطت روما بيد المتطرفين المسيحيين عام 410م ، دمّروا كل المؤسسات القائمة ما عدا الكنائس . و وقع السكّان تحت أقدام البابا إنوسنت الأوّل و عبدوه كممثّل الله على الأرض !. و أطفئت منارة المعرفة في العالم المسيحي ، و حلّت مكانها الخرافات ، و حكم الجهل و الفساد لمدّة ألف عام !.

ذكر كارل ساغان ( مقدم برنامج كوزموس ) مثالاً على المعاملة التي تلقاها العلماء على يد المتعصّبين المتعطّشين للسلطة . روى قصّة هيباتيا ( المولودة عام 370 م ) التي عملت في مكتبة الإسكندرية ، كانت عالمة فلك و رياضيات و فيزياء و رئيسة المدرسة الفلسفية الأفلاطونية . هذه انجازات استثنائية بالنسبة لمرأة في ذلك الزمن . و في تلك الفترة ، كانت الكنيسة الحديثة المنشأ تعزّز قوتها و نفوذها على الساحة ( بعد أن أصبحت تمثّل دين الدولة الرومانية ) ، و راحت تعمل على استئصال مظاهر الثقافة الوثنية . و السيدة هيباتيا وقفت في وسط هذه التحوّلات الاجتماعية النافذة . و طالما احتقرها رئيس أساقفة الاسكندرية . فهيباتيا التي مثّلت رمزاً للعلم و المعرفة في حينها كانت تمثّل بالنسبة لرئيس الأساقفة رمزاً للوثنية و الإلحاد !. لكنها استمرّت بممارسة مهنتها في التعليم و تأليف الكتب . و في عام 415م ، بينما كانت في طريقها إلى العمل ، تعرّضت لكمين على يد رجال الدين المتطرّفين التابعين لرئيس الأساقفة ، جرّوها من داخل العربة التي تقلّها ، مزّقوا ثيابها ، و قاموا بتقطيعها إرباً ! و حرقوا بقايا جسدها !. و جميع أعمالها و مؤلفاتها العلمية طمست و دمرت ، و نسي اسمها تماماً !. أما رئيس الأساقفة ، فأصبح فيما بعد قديساً !.

هذه ليست حادثة معزولة ، بل كانت جزءاً من عملية إبادة كبرى تم تنفيذها بانتظام و طالت جميع العلماء و المثقفين. و بقي الحال كذلك إلى أوائل القرن التاسع عشر !.


كان العلماء يقتلون بتهمة الوثنية . و عرّف رجال الدين الوثنية بأنها مذهب الشعوب المتوحّشة المجرّدة من الحضارة . و هذا التصنيف المحرّف لم يستثني فيثاغورث مثلاً ، أو إراتوسثينوس ، الرجل الذي أثبت كروية الأرض ! قبل عصر التنويري بألف و خمسمائة سنة !.... ألا يحقّ للمؤرخين العصريين أن يغضبوا بسبب إخفاء الحقيقة عن الشعوب ؟.

تعرّف كلمة " وثني " في القواميس على أنها تشير إلى الإنسان الهمجي ، الغير متحضّر ، الغير مثقّف ، الجاهلي ، الغير متنوّر .... صنّفت الكنيسة سقراط ، فيرجيل ، أفلاطون ، أرسطو ، هيباتيا ، سيسيرو ، و غيرهم من عمالقة الفكر الإنساني القديم بأنهم وثنيين !.

و بعد إجراء هذه التصنيفات و عملية استئصال الفكر الوثني القديم ، راح الكهنة ينشرون فكرهم الخلاّق و تعاليمهم الإنسانية الملهمة . معتمدين على روايات مقدّسة تذكر كيف وجب على الشعب المقدس قتل الأعداء و القضاء على مالهم و عدم العفو عن أحد منهم ، و كيف وجب قتل الرجال و النساء ، أطفالاً و رضّعاً ، بقراً و غنماً ، جمالاً و حميراً . و عبارات أخرى تدعوا إلى تهشيم أسنان الأعداء ، و غسيل الأقدام بدمائهم . و يمسكون صغارهم و يضربون بهم الصخور !. رسخوا هذه الأفكار في عقول الرعية و قاموا باستئصال العبارات العذبة التي كتبها ماركوس أريليوس و سينيكا و غيرهم من الفلاسفة " الوثنيين الملعونين " !. فإذا قمنا بمقارنة هذه المقتبسات بأخرى كانت محرّمة على الشعوب ، نكتشف حينها سبب حرمان الجماهير من الإطلاع عليها .


الفيلسوف المعاصر "سيلفر بيرش " مثلاً ، هذا الرجل الذي شبهه الكهنة بالشيطان ! و الذي لا يمكن لمؤلفاته و أفكاره الظهور على أي وسيلة إعلامية أو غيرها من وسائل جماهيرية مع أنه ألّف العديد من الكتب . هكذا كانت إجابات سلفر بيرش على الأسئلة التالية :

ـ كيف تعرّف الله للأولاد الصغار ؟

هذه ليست مهمة صعبة على الشخص إذا كان لديه فكرة واضحة عن القوّة الخفية التي تدير الحياة . أما بالنسبة إلي ، فسأشير إلى القدرة الفاتنة التي خلقت الطبيعة و طريقة عملها . سأشير إلى النجوم ... كحبات الماس المتناثرة في السماء . و أشير إلى عظمة الشمس ، و إلى انعكاس القمر . أشير إلى همسات النسيم و دمدمته ، و انحناء الصنوبر . أشير إلى الجدول الهزيل ، و المحيط الجبار . سوف أتلمّس كل مظهر من مظاهر الطبيعة مشيراً إلى أنها تدار بهدف مقصود . هدف عاقل . و جميعها تسير وفق قانون و تنمو وفق قانون . و هذه المظاهر المختلفة تشكّل جزء من نظام عظيم يصعب شموله . كون عملاق لا حدود له . لكنه محكوم بقانون . و تسير وفقه الكواكب العملاقة و الحشرات الصغيرة . العواصف و النسيم . كل الحياة ، بأشكالها و أحجامها المختلفة ، تسير بمشيئة هذا المدبّر العظيم . و بعدها أقول ، العقل الذي يدير كل هذه المظاهر ، و القوة التي تعزّز وجودها و استمرارها هو ما نسميه الله ..

ـ و هذا هو جواب الشيطان سيلفر بيرش على السؤال التالي :

متى هو الوقت الأفضل للتأمل ( الصلاة ) ؟

في الصباح .. عند بزوغ الفجر ، و تشرق الشمس فوق التلال ... و تبدأ العصافير بالأناشيد ...

هذا لم يرق للكهنة الذين يهتمون بالمسلمات أكثر من السلوك المستقيم !. ماذا تتوقّع من رجال يعتبرون عدوهم اللدود هو كل من آمن بالتالي :

إن أي شخص مهما كانت ديانته أو عرقه ، مؤمن أو غير مؤمن ، يمكن أن يكون ودود ، محب ، كريم ، رحيم ، و كل الصفات التي تجعله يستحق تصنيفه كإنسان مستقيم ..

هذا الكلام لا يناسب رجال الدين القابضين على رقاب الشعوب ، من كافة المذاهب و الطوائف . فالإنسان المستقيم بنظرهم هو من يؤمن بالمسلمات و التعاليم الخاصة بعقيدته ، و يجب عدم مجادلتها أبداً . حينها يصبح مستقيماً و يدخل الجنة !.

دعونا نتعرّف على بعض الحقائق التي سمح بنشرها بعد صدور قانون منع التكفير في بريطانيا :


ـ في القرن الرابع قبل الميلاد ، ظهر أبوقراط ، الطبيب الأوّل . قام بعلاج الأمراض مستنداً على طرق علمية أصيلة . و في القرن الثالث قبل الميلاد ، كان علم التشريح قد احتل مكانة بارزة في علم الطب ، و كشف عن الكثير من أسرار الجسد الإنساني . خاصة على يد أطباء مثل هيروفيلوس ، و إراسيترالوس . لكن الإعتقاد المسيحي بانبعاث الجسد بعد الموت أدّى إلى القضاء على هذه الأساليب العلاجية المتطوّرة السائدة في تلك الفترة . و بقي الأمر كذلك حتى القرن التاسع عشر الميلادي !. فتم تدمير المستشفيات و المصحات الرومانية و اليونانية على يد المتطرّفين . و تم ملاحقة الأطباء و المعالجين و ذبحهم . و ظهر بعدها طريقة علاج تعتمد على طرد الروح الشريرة من الجسد ! عن طريق المفاوضة معها ، و أحياناً ضرب المريض و تعذيبه ! و كان العامة يدفعون للكهنة أموالاً حتى يشفونهم بهذه الطريقة !.



ـ في العام 1096م ، بدأت الحملات الصليبية . يقول المؤرّخ البريطاني " أرثر فندلي " :

هذه الحملات لم تكن موجّهة ضد الشرّ ، و ليست ضد البؤس أو الفقر أو الجريمة أو الظلم أو غيرها من حجج و تبريرات . و لا كانت ضد شعوب غير مؤمنة وجب إجلائها من الأرض المقدسة كما ادعت الكنيسة . بل كانت حملة استعمارية توسّعية تجارية ليس لها أي أساس أخلاقي . المجازر التي ارتكبت على يد الصليبيين معروفة للجميع . و رجال الكنيسة المعاصرين يدينون هذا العمل الشرير .

ـ العام 1212م ، انطلقت حملة صليبية مؤلفة من أطفال !. إحدى أبشع الجرائم التي اقترفها المتعصبون في روما . 50.000 من الأولاد و البنات الصغار نقلوا إلى مرسيليا و مرافئ مختلفة في إيطاليا ! و لم يعد من هذه الحملة المجنونة أحد ! مات الآلاف نتيجة المرض و الوباء ، و الباقون أسروا و أصبحوا عبيداً !.

ـ العام 1209م ، انطلقت حملة صليبية موجّهة ضد المسيحيين الخارجين عن المذهب الأصيل . و كان هؤلاء الخوارج يسكنون في جنوب فرنسا ( الكاثاريين ) . اقترفت بحقهم جيوش البابا إنوسنت الثالث مجازر أدت إلى مقتل مئات الآلاف من الرجال و النساء و الأطفال !. تذكروا أن لا أحد يجيد الكتابة و القراءة سوى الكهنة ، و لا حتى الملوك ! و الجميع اعتمد على كلام الكهنة بأنه من مشيئة الله أن تقتل المهرطقين !. أليس هذا ما دفع الملك شارلز الخامس إلى ارتكاب المجازر بحق أهالي النثرلند ( هولندا ) راح ضحيتها 100.000 من السكان ؟!.


ـ 1450م ، اختراع الطباعة في أوروبا . خنجر في صدر الكهنوتية !. منذ ذلك التاريخ بدأت أوروبا و العالم تتحرر تدريجياً من قبضتها . و كانت عمليات الطباعة و النشر تجري بسرعة كبيرة جعلت الكهنة يعجزون عن اللحاق بها ، مهما أسرعوا بعمليات القتل و الإعدامات في محاولة الحد من انتشار المعرفة .

ـ 1536م ، حوكم وليم تنديل ، و وضع على خازوق و مات مخنوقاً ، و حرقت بقاياه بالنار ! كانت جريمته ترجمة العهد الجديد إلى الإنكليزية !.

ـ 1543م ، أثبت كوبرنيكوس أن الأرض تدور حول الشمس ، و ليس العكس . هذا ما توصّل إليه الفلكي الروماني أريستارشوس عام 280 قبل الميلاد ! لكن أعماله دمّرت على يد الكهنة المتعصّبين !. أما أعمال كوبرنيكوس ، فبقيت في الخفاء و لم يقبل بنشرها إلا بعد أن كان على فراش الموت خوفاً من غضب الكنيسة !. أما غاليليو الذي جاء فيما بعد ، فقد تراجع عن ادعائه بدوران الأرض حول الشمس بسبب تهديد الكنيسة !.

ـ في العام 1545م ، قرر الكهنة المجتمعين في مجلس ترنت أن النساء لها أرواح كما الرجال ! و قد توصلوا إلى هذا القرار بعد إجراء اقتراع بأغلبية ثلاثة أصوات فقط !. إذا كان كهنة عصر النهضة بهذا الغباء ، فكيف كانوا في القرون الأولى للميلاد ؟!.

ـ 1583م ، ذكر بول جونسون في كتابه " تاريخ المسيحية " إفادة قدمها الكاهن أليساندرو فاليغنانو تقول :


لا يوجد لدينا أي نفوذ في اليابان . لا نستطيع إرغامهم على فعل شيء لا يريدون فعله . وجب علينا استخدام طريقة لينة في إقناعهم و حجج قوية تثبت مصداقية ما نقوم به من تعاليم تبشيرية . إنهم لا يأبهون بتعرّضهم للضرب أو الصفع على الوجه أو السجن أو أي وسيلة شائعة بين المسيحيين الآسيويين ! إنهم سريعو الغضب إلى حد أنهم لا يطيقون الكلمة الفضّة أو غير مهذبة .

لو أن هنود أمريكا الوسطى و الجنوبية كانوا أقوياء مثل اليابانيين ، لو لم تتعرّض حضارات الإنكا و الأزتك المتقدّمة للدمار الكامل على يد البرابرة الأوروبيين ، لأصبحت الآن في صفوف الدول المتقدّمة في العالم . و تقدّم مساهمة مهمة في العلم و التكنولوجيا و الفلسفة كما تفعل اليابان الآن في خدمة البشرية !.

ـ في القرن السادس عشر ، اشتعلت حرب الثلاثين عام في ألمانيا . البروتستنت ضد الكاثوليك . و يقدّر أن عدد السكان انخفض من عشرين مليون إلى ستة ملايين نتيجة هذه الحرب !. جيوش جرارة من المرتزقة طافت البلاد تصول و تجول في الأرياف تاركة دمار لا يمكن تقديره !. إذا كان هناك مصداقية فيما كتب عن هذه الحروب ، نكتشف أن كل هذه المعارك الشرسة ليس لها أي سبب على الإطلاق !. لقد اختار أرثر فندلي عنوان مناسب لكتابه الممنوع من النشر : ( لعنة الجهل ) !.

ـ 1698م ، "ونستلي" يبني أوّل منارة حديثة لإرشاد السفن ( منارة أديستون ) . لكن قبل أن ينتهي من إنشاء هذه الوسيلة المهمة ، تعرّض لمقاومة شرسة من قبل مؤسسة الثالوث المقدّس ! هذه المؤسسة التي أوجدها الملك هنري الثامن لمجاملة رجال الدين . و كان عملها هو الصلاة من أجل أرواح البحارة المعذّبين في البحار . و كانوا يتقاضون مقابل هذا العمل كل ما خرج من حطام السفن التي تحطمت على السواحل !. فكلما ازداد عدد السفن المحطمة ازداد مدخولهم تلقائياً ! و لهذا السبب ، عارضوا أي فكرة جديدة تساعد على إنقاذ السفن من الدمار !.

ـ 1766م ، شيفالير دالابار ، امتنع عن رفع قبعته احتراماً لمسيرة دينية كانت تطوف شوارع أبيفيل ( فرنسا ) ، لأن الجو كان ماطراً . اتهم بعدم احترام المقدسات ، و الكفر و الإلحاد ! و حكم عليه بعقوبة التعذيب العادي و فوق العادي ! أي : قطعت يديه ، سحب لسانه بواسطة الكماشة ، حرق بالنار بينما كان على قيد الحياة !... ربما بدأنا نفهم الآن ما هي الدوافع وراء كتابات فولتير و توماس باين !.

ـ 1807م ، ولبرفورس ، فوكس ، توماس باين ، و رجال فكر آخرين ، نجحوا في التوجّه نحو إلغاء العبودية . و كان عملهم الإنساني قد تعرّض لمواجهة قوية من الكنيسة ! و حرّم البابا على كل كاثوليكي يقبل بإلغاء العبودية ! و أمر بحرق كل كتاب ينشر لصالح هذا التوجّه ! و تعرّضت القضية للأخذ و الرد بين رجال الكنيسة من جهة و الإنسانيين من جهة أخرى ، و بقي الحال كذلك حتى العام 1843م حيث تم إلغاء العبودية في بريطانيا .

في هذا الجو بالذات ، في الوقت الذي كان الأطفال يشنقون بسبب جرائم سرقة تافهة ، راحت تراود كارل ماركس أفكار الشيوعية . فوجب على كل من يذمّ هذا الرجل أن يتذكّر الظروف التي ألهمته بهذا التوجّه .


ـ 1807م ، أوّل قانون يتعلّق بالتعليم المجاني يمرّر على مجلس العموم . لكن الأساقفة الأعضاء في مجلس اللوردات أبدوا مقاومة كبيرة مما أدّى إلى إلغائه ! و هذا قضى على أوّل محاولة تقوم بها الدولة البريطانية لتعليم أبنائها . علّق ديفيس غيردي ، عضو البرلمان على قانون التعليم المجاني يقول :

قد تبدو هذه الفكرة مغرية في الظاهر . لكنها في الحقيقة ستكون مضرّة لأخلاقياتهم و سعادتهم . فسيتعلّمون كيف يزدرون نصيبهم في الحياة ، بدلاً من بقائهم خاضعين لأسيادهم . سوف يزداد عنادهم و تمرّدهم . و سوف يتمكنون من قراءة الكتب و المنشورات المحرّضة على النظام القائم ، و كتب فاسدة موجّهة ضد الدين و الكنيسة . و سوف يتواقحوا على أسيادهم . و بعد فترة ستضطرّ الحكومة لإنزال أشدّ العقوبات بحقّهم بسبب التصرفات التمرّدية ، و ستندم على تعليمهم و فتح عيونهم على أمور كثيرة !.

ـ 1835م ، السيد هنري رولنسون ينجح بفك رموز المخطوطات البابلية القديمة . و قام بترجمة مخطوط بابلي قديم يحتوي على قصّة مشابهة لقصة سيدنا يسوع !. تتحدّث عن المخلّص الذي يدعى " بل " ، عاش في فترة تعود إلى ألف عام قبل الميلاد ! و كان يعتبر بين أتباعه " ابن الله الوحيد " ! الثاني في الثالوث المقدّس ! أمه عذراء ! قام بإنجاز معجزات ! تآمر عليه الكهنة و قتلوه ! و حمل خطايا البشرية جمعاء ! ظهر بعد وفاته بأيام ! ثم عاد إلى السماء ! و سيعود من جديد في يوم الحساب !!!!؟؟؟.

ـ بين عامي 1850م و 1855م ، أحبطت أربعة قوانين تقرّ بالتعليم المجاني بسبب مقاومة المؤسسة الدينية !. كان الكهنة يعلمون جيداً أنه حين تتمكّن الجماهير من القراءة و الكتابة و التفكير بحرية ، سوف يؤدي ذلك إلى بداية نهاية الخرافات !.

ـ 1859م ، نشر كتاب داروين ( أصل الأجناس ) . ضربة قوية للمؤسسة الدينية !

ـ 1867م ، قانون للتعليم المجاني أحبط من جديد !. روبرت لوي ، نائب رئيس قسم التربية و التعليم يعلق ضدّ القرار قائلاً :

" يجب استثناء الطبقة العاملة من هذه المنحة الحكومية لعدم ملائمتهم عقلياً و أخلاقياً !".

ـ الأعوام التي تلت 1880م ، اكتشف " ليستر " مطهّر الجروح و مسكّن الآلام . لكنه واجه اعتراض من قبل الكهنة الذين ادعوا بأن هذه المواد تمثّل شرك للشيطان !. فقالوا : " إنها تسلب الله صيحات الألم التي يطلقها الجريح أو المريض المعذّب ! فوضع المعقمات على الجرح ستريح المريض و تحرمه من العذاب و التواصل مع الله

ـ 1981م ، عالم الفلك كارل ساغان ، مقدم برنامج كوزموس ، يضع اللوم على فيثاغورث و أفلاطون لأنهم شجّعوا على الإيمان بوجود كون عظيم ليس له حدود . و هذه الأفكار المناقضة لتعاليم الكهنة هي التي أدّت إلى تدمير المدارس الرومانية و الأغريقية على يد المتعصّبين الكنسيين !.

و بعد بثّ برنامج كوزموس بعدّة شهور ، نشر البروفيسور ( ف . رينس ) استنتاجه الذي يقرّ بأفكار فيثاغورث ! أي أنه يوجد فعلاً كون عظيم خارج إدراك حواسنا المحدودة !.

و راحت تظهر بعدها الآلاف من الدراسات المقموعة سابقاً ، كلها تثبت هذه الحقيقة !.

تذكروا أن فيثاغورث عاش في القرن السادس قبل الميلاد !.

إن عملية قمع المعرفة التي قامت بها المؤسسات الدينية عادت بنا ألف و خمسمائة عام إلى الوراء !.

لكن قبل أن يفهمني البعض خطئاً ... سيدنا يسوع كان مختلفاً .

سيدنا يسوع لم يعمل بهذا التوجّه الذي سلكه الكهنة .

سيدنا يسوع علمنا أن الفردوس موجود في داخلنا . و وجب علينا أن نبحث بأنفسنا عن خلاصنا بواسطة البحث عن الاستقامة .. أما الكهنة ، فعلموا كيف نقتل و نسفك الدم !.

كان سيدنا يسوع يزدري الغنى و المال الوفير و كان متواضعاً يعيش حياة بسيطة .. أما الكهنة ، فأرسوا نظام العروش البابوية ، المواكب الطنانة ، المراسم و الاحتفالات الدينية !.

علّمنا سيدنا يسوع أن نحترم الآخرين مهما كانت عقيدتهم .. أما الكهنة ، فعلمونا كيف نزدريهم و كل من يخالف التعاليم المقدّسة !.

أظهر سيدنا يسوع كراهيته للكهنوتية لأنها تنشر معتقدات و تعاليم كاذبة تتماشى مع مصالحها الذاتية .. لكننا وجدنا على الواقع جيوشاً من الكهنة و القسيسين !.

سيدنا يسوع يمثّل التآلف و الطيبة و الوداد و الإغاثة من المعاناة و الآلام .. أما الكهنة ، فأيدوا عمليات القتل و سحق الوثنيين الغير مؤمنين !.

سيدنا يسوع يمثّل وحدة البشرية جمعاء .. علّم الكهنة الشقاق و النزاع بين المعتقدات و المذاهب !. و هذا أدّى إلى ظهور المتعصبين المتشددين ، المؤمنين ، بطريقة عمياء ، بعقيدتهم المؤلفة من مسلمات مقدسة . و مستعدين لقتل الأطفال و النساء و تدمير كل ما يخص الكفار !؟.

ما الذي سبب هذا التناقض الكبير بين تعاليم سيدنا يسوع و أفعال المؤسسات الدينية و توجهاتها ؟. و من يجرؤ على الإجابة على هذا السؤال ؟!. هل هو الخوف من المؤسسة القائمة أو من الجماهير المخمورين حتى الثمالة بالمسلمات التي تشربوها لمدة ألفي عام ؟.. أو الاثنين معاً ؟!.

لماذا لازال الملايين يجهلون عن اجتماع نيقيا في العام 325م ؟ هذا الاجتماع الذي أقيم بأمر من الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير ، و أصبحت بعده الديانة المسيحية دين الدولة الرومانية . و انبثق من هذا الاجتماع الكتاب المقدّس و أدخل في محتوياته " العهد القديم " بتآمر من يهود نافذين في بلاط الإمبراطور . و ماذا عن اجتماع القسطنطينية عام 381م ؟ و اجتماع أفيسيوس عام 431م ؟ و اجتماع طليدة عام 589م ؟.

لازال المؤرخون يتجنبون هذه التواريخ كما نتجنب الطاعون !!.. لماذا ؟... هل يخافون غضب الشعوب المؤمنة الغير مستعدّة لتقبّل الحقائق التاريخية كما يقول البعض ؟ . أليس هذا هو الوقت المناسب ؟! هذا الوقت الذي نحن مقبلون فيه على حرب دينية جديدة ! خطط لها المشعوذون الاستراتيجيون بإتقان ؟!. هذا الجواب الأخير يذكرني بالأب الجليل جرجس حداد . حينما تعرّض للاعتداء من قبل أحد الأشخاص ( من نفس مذهبه ) ، فقط لأنه عبّر في مقابلة تلفزيونية عن أفكاره الإنسانية الخلاقة ، و التي اعتبرها ذلك الأحمق المعتدي تطاولاً سافراً على مسلمات عقيدته !.

هذا الرجل الجليل الذي قام بخدمات إنسانية كبرى أثناء الحرب الأهلية في لبنان . و لم يفرّق بين دين و مذهب خلال تقديم تلك الخدمات للمحتاجين و المعذّبين . هذا الرجل العظيم الذي لا يستهويه مجالسة الأغنياء و لا المواكب الطنانة . لا مرافقات و لا إجراءات أمنية ، كما يفعل غيره . يعيش حياة بسيطة . ينقطع عن الناس من حين لآخر و يختلي بنفسه ، ليخرج لنا بعد خلوته بكتابات خلاقة و أفكار إنسانية أصيلة ... لكنه للأسف الشديد ، دفع ثمن هذا السلوك المستقيم غالياً ! و قد صدم الملايين من المشاهدين حين تعرّض للضرب على الهواء مباشرةً !.. مهما حاول المسئولين و أصحاب المناصب الذين تسابقوا لإرضائه و تطييب خاطره بعد ذلك الحادث الأليم ، لكنهم لا يستطيعوا تجميل صورة الواقع المقيت . الواقع الذي يقول : إننا لازلنا نعيش في زمن الرعب من قول الحقيقة !.

لأن الشعوب لم تنضج بعد لتقبّل الحقيقة !. هذا ما قاله الأب جرجس حداد و هو يبتسم ، حينما سألوه عن سبب ما جرى له ..

جميع الأديان التي نشأت على هذه الأرض ، منذ فجر التاريخ ، تمحورت حول رجال مقدسين ، روحانيين ، يدعون للمحبة و الألفة بين البشرية ، حاربوا الشرّ بكل وجوهه ، و واجهوا السلطة الدينية السائدة في أيامهم ، حاربوا كهنتها و مشعوذيها و طغاتها . فتبعتهم الجماهير لصدق ما يقولون و يفعلون . و بعد أن فارقوا هذه الحياة تابع تلاميذهم المسيرة الشريفة ، و لحق بهم المؤمنين . لكن بعد مرور جيل أو جيلين ، نرى أن تلك المجموعة الشريرة قد ظهرت من جديد ، المجموعة ذاتها التي حاربها القديس . لكن هذه المرّة نراهم يمثّلون مذهبه و تعاليمه ! و يبشرون باسمه !. فيصبحون أشخاص نافذين بعد أن استمدوا قوتهم من شعبية القديس الراحل .. فيسيطرون على الجماهير بواسطة فرض تعاليم القديس !. و بما أن هدفهم هو السيطرة على المجتمع و ليس هدايته و إرشاده ، يقررون إضافة بعض النصوص في هذه التعاليم ! و قد يشطبون البعض منها . فيخرجون بفرائض دينية مفصّلة على مقاس نواياهم الشريرة !. و بدلاً من حكم الجماهير عن طريق المحبة و الاحترام و الألفة ، يذهبون إلى استعبادهم عن طريق نشر الرعب و الظلام و الجهل !.

هذه أساليب معروفة عند الكهنة في جميع أنحاء العالم ، و على مرّ العصور . و بما أنهم يعلمون أنه قد يظهر بين رعيتهم رجال أذكياء قد يكتشفون نواياهم و يفضحون ما هم فاعلون ، فيضيفون نصوصاً مقدسة تشدّد على موضوع العقاب !. سوف تعاقب عقاباً شديداً إذا فعلت كذا و كذا .. سوف تحرق في النار إذا قمت بكذا و كذا و كذا ...! و طبعاً .. هم على تمام المعرفة أن هذا العقاب سوف يكون من نصيبهم في العالم الآخر .. فلهذا السبب ، و من أجل بسط نفوذهم في هذه الدنيا ، يعتمدون على مجموعة من الحمقى المتعصبين الذين يعملون على خدمتهم بشكل أعمى طمعاً بالمكافئات الثمينة التي يعدونهم بها ، في الدنيا و الآخرة . و يعطونهم سلطات تنفيذية مطلقة على رقاب الشعوب !. و ليس على الشعوب سوى الخضوع للأمر المفروض قسراً ، ليس مخافة من الله ، بل خوفاً من هؤلاء الحمقى المتوحشين !. و بعد مرور عدة عقود زمنية على هذه الحال ، نرى أجيالاً من العبيد قد ظهرت في هذا المجتمع المقموع . راضخين تماماً للكهنة و كل ما يأمرون به و مؤمنين تماماً بتعاليمهم .

الجميع يعتبر البوذية هي ديناً بحد ذاته . لكن بوذا كان ينتقد النظام الديني . و قد رفض سلطة رجال الدين القائمة في عصره . و رفض استبدال المعتقدات الدينية السائدة ( الفيدا ) بمعتقدات أخرى تستند إلى تعاليمه ! لأنه كان يعلم بأنه عندما تتحوّل التعاليم الروحية إلى دين ستصبح عبارة عن احتفالات و مراسم شكلية لا تمثّل سوى مضيعة للوقت ، و أفكار لاهوتية هي ليست سوى خرافات .

علّم بوذا تلاميذه بأن يقرروا مصيرهم بنفسهم و لا يستشيروا الكهنة بتفاصيل حياتهم المختلفة ، و أن يتحملوا نتيجة أعمالهم التي لا أحد يعلم عنها سواهم ، و لا يستمعون لرأي الكهنة المظلّلين !. دعا بوذا إلى حياة متفانية تدعوا إلى التعاطف الكوني و الأخوة بين جميع البشر و حتى الكائنات ! و علّم كيف يصل الإنسان إلى حالة النيرفانا ( البحران أو التواصل مع الله ) و هي حالة روحية تؤدي إلى التحرر من العذاب و البؤس الدنيوي . لكن نلاحظ أن تعاليم بوذا قد أصبحت فيما بعد ديناً قائماً بحد ذاته !. دين قاسي متعدد المذاهب ، و احتفالات و مراسم ، و خرافات !. و ظهرت طبقة رجال دين مستبدين فعلوا بالشعوب ما فعلوه !.

هناك أمراً مهماً قد يفوتنا في هذا المجال . عندما نتكلّم عن شعوب راضخة رضوخاً تاماً بيد مجموعة من الكهنة ، هذا يعني استقراراً تاماً في البلاد !. هذه المعادلة معروفة منذ الأزل ، و طالما استغلها الملوك و السلاطين . فهذا الوضع يرضيهم تماماً . فيزيدون من سلطة الكهنة و نفوذهم و أحياناً يدعموهم في كل ما يقترفوه بحق الشعوب ! المهم أن تبقى البلاد في حالة استقرار !.

و بما أننا دخلنا في مجال الأمن و الاستقرار ، يجب أن نعلم أن في تلك الفترات القديمة ، منذ آلاف السنين ، كان هناك دول و إمبراطوريات مترامية الأطراف ، لا يمكن تخيّل مساحاتها الشاسعة . و بعض منها يتطلّب السفر لمدة سنتين من أجل اجتيازها من الحدود إلى الحدود ركوباً على الجياد أو الجمال !. و لم يكن في حينها أجهزة أمنية متطوّرة أو أجهزة اتصالات أو وسائل مواصلات سريعة . فكان كل ملك يبحث عن دين قوى يمكنه من القبض على الرعية من أرواحهم حتى يتمكن من الحفاظ على تماسك الدولة و وحدتها ! و بما أنه لم يكن يعرف مفهوم جهاز أمن الدولة في حينها ، نجد أن الجهاز الذي يقوم بنفس العمل هو ما يسمونه دين الدولة !. و هذا ما يفسّر سكوت الملوك و تغاضيهم عن الفواحش التي كان يرتكبها الكهنة و رجال الدين بحق الشعوب !.

لقد ألغى سيدنا رسول الله ص الطبقة الكهنوتية من الإسلام . و حرّمها تماماً . و وصف رجالها بالسحرة و المشعوذين . فكان يعرف مدى خطورة هذه الطبقة الاجتماعية على الشعوب و إمكانية إبعادهم عن الإيمان الأصيل . لكن ماذا حصل بعد وفاته بعقود قليلة و ظهور الممالك و الخلافات الإسلامية المختلفة هنا و هناك ؟ .. ظهرت هذه الطبقة من جديد !. لأنها كانت ضرورة استراتيجية و أمنية لا يمكن للملوك الاستغناء عنها أبداً !.

و اعتمدوا على فتاوى رجالها اعتماداً كبيراً في حكم الشعوب !. و برز ما كان معروف بمفتي السلطان !... أما اليوم ، و في هذا العصر الحديث ، رحنا نشاهد ظواهر غريبة عن المفهوم الإسلامي الحنيف ، عمليات جهادية مشبوهة هنا و هناك . أتذكّر جيداً ذلك المشهد المريع ، حينما أمر خلفاء أفغانستان المسلمين ( الطالبان ) بتفجير تماثيل بوذا بحجة القضاء على عبادة الأصنام ! تلك التماثيل التي تعود إلى آلاف السنين . تلك التماثيل التي مرّ بقربها أجدادنا الفاتحين المسلمين الأوائل ، و لم يمسّوا منها حجراً واحداً ! لأن أخلاقهم العالية و رسالتهم الشريفة هي أرفع مستوى و أرقى بكثير من النزول إلى هذا المستوى الهمجي . لقد تجرأ رجال طالبان بفعل ما لم يفكّر الفاتحين المسلمين الأوائل فعله منذ أكثر من ألف عام !. من الذي أفتى بهذا العمل ؟ من له مصلحة في تحريك مشاعر العداء عند البوذيين ( معتنقي الديانة البوذية ، الديانة الثالثة في العلم من حيث العدد ) نحو الإسلام ؟. من له مصلحة في الأعمال الأخرى المشبوهة حول العالم ؟.

هل بدأنا نشهد ظهور مفتيين من نوع آخر ؟ مفتي الاستخبارات الأمريكية مثلاً ؟ أو مفتي الموساد ؟.. لقد حذّر سيدنا رسول الله ص من هذه المظاهر المضرّة بالإسلام ، و التي سببها هو الطبقة الكهنوتية التي تنشأ تلقائياً في كل مذهب و دين ، و التي يمكن اختراقها من قبل جهات كثيرة مغرضة ، تعمل ضد الشعوب !... لقد دخل أعدائنا و تلاعبوا بمجال لا نجرؤ على الإسهاب في الحديث عنه .. لقد اخترقوا عالمنا الروحي المليء بالمسلمات و المقدسات ..إنها فعلاً خطة شريرة ذكية .. قام بها الأعداء .. لأنهم يعرفون أننا لا نجرؤ على مواجهتهم بحريّة كبيرة في ذلك العالم المقدّس ... تلك الطبقة الروحية الجليلة التي يختبئون وسطها و يصوّبون الضربات القاتلة نحونا !.

 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: كيف تقمع الحقيقة

موضوع غني بالمعلومات
لي عودة لاتمام قراءته
تسلم الايادي
دمت بخير
 
أعلى