ammar_shahin
مدير منتديات شباب سوريا
فتاة مصرية تبكي بدلاً من الدموع.. نملاً!
الأربعاء, 16 يناير 2008
أمر طبيعي أن نذرف الدموع من أعيننا عندما نشعر بألم أو حزن أو حتى فرحة غامرة، لكن أن تذرف طفلة نملاً من عينيها بعد إحساس بألم حارق تحت جفنيها فهذا أمر فوق الطبيعي..
المشكلة أن أهل الاختصاص وهم أطباء العيون الكبار في مصر احتاروا في تفسير ما يحدث، البعض ظن أن هناك كيساً شفافاً من بيض النمل في مكان ما في الوجه، والبعض ظن أن هذه الحشرة التي التقطتها الأجهزة العلمية الدقيقة ليست نملة لكنها أشبه ما يكون بها، والبعض رأى أن يجري جراحة استكشافية في المناطق المحيطة بالعين لمعرفة الحقيقة بعد أن أكدت الأشعة والتحاليل والفحص المجهري أن الأنف والأذن والتجاويف فوق العين لا تحتوي على أي كيس لأي بيض نمل..
«أوان» زارت «مي» وأسرتها في مدينة السلام شمال القاهرة والتقت الطبيب المعالج واطلعت على الأشعة والتحاليل وصور أفلام الفيديو لترصد ما يدور حول فتاة النمل.
تقول «نورا» أخت «مي» الكبرى.. أختي في الصف الأول الإعدادي ومنذ عامين استيقظنا كلنا على صراخها.. أشارت إلى عينها اليمنى وقالت إنها تشعر بحرقان شديد تحت الجفن.. أسرعنا بها إلى طبيب عيون فحصها جيداً ووضع «القطرة» ثم استخرج «نملة» كانت ترقد تحت الجفن وقال البنت سليمة من الناحية الطبية وربما دخلت النملة في عينها وهي نائمة..
لكن الأمر تكرر عدة مرات وذهبنا إلى نفس الطبيب فاحتار معها وحولنا إلى أستاذ طب عيون لكنه لم يجد تفسيراً أيضاً.. لم يكن أمام والدتي إلا أن تأخذ «مي» إلى أحد الرجال المشهورين بمعالجة السحر..
وهنا تقول الأم نصرة محمد الدسوقي: الرجل المجنون قال لي إننى أنا المصابة بالسحر وقد انتقل إلى ابنتي والعلاج هو أن أدهن جسدي وجسد ابنتي بزيت معين أشتريه منه ثم نستحم بماء مغموس فيه ورق معين كتب عليه الشيخ كلامًا غير مفهوم.. وتضحك الأم وهي تكمل، لم يكن أمامنا إلا أن نفعل ما طلبه منا أملاً في العلاج، لكن البنت ظلت تستيقظ على آلام شديدة في العين ونفتح عينها فنرى نملة أو نملتين في قاع الجفن..
ذهبنا إلى شيخ آخر وآخر وطبيب وطبيب غيره ولم نجد علاجاً حتى الآن..
سألنا «مي» عما تشعر به قبل اكتشافها خروج النمل إلى عينها.. فقالت: كأن «مية نار» في عيني.. المشكلة إن أصحابي كلهم في المدرسة يضحكون عليّ ويقولون لي: أم النمل جاءت.. أم النمل راحت..
الطريف أن «مي» تحلم بأن تدخل كلية الطب وتتخصص في أمراض العيون لتعالج نفسها بنفسها!!
اتجهنا إلى الدكتور عصام حسن أخصائي العيون في مستشفى المطرية الذي يعالج «مي» ويتابع حالتها مع أساتذة أمراض عيون آخرين..
قال لنا: في البداية أجرينا فحصاً لقاع العين وأشعة بالرنين المغناطيسي على الجسد كله ولم نستطع أن نفسر ما يحدث.. وفي يوم اتصلت بي والدة «مي» وقالت لي إن نملة أخرى خرجت إلى عين البنت وأنهما في الطريق إليّ.. طلبت منهما أن يزوراني في عيادة تجمع بها عدد من الأطباء المتخصصين في طب العيون.. وعندما جاءت قالت لي إن البنت ظلت «تفرك» عينها حتى سقطت النملة مفتتة.. كشفنا على «مي» ووجدنا بقايا نملة وفي أثناء تشاوري مع الأطباء.. صرخت البنت وأسرعنا إليها فوجدنا نملة جديدة مستقرة في جفنها.. هنا تأكدت أن النمل لا يدخل إلى العين وإنما يخرج منها وانتبهت أنا والأطباء زملائي إلى أن الحالة جادة وعلينا إيجاد تفسير علمي لها.
> وما الذي تنتظرونه؟
- ناشدنا المعاهد المتخصصة في علوم الحشرات فحص هذا النوع من النمل ومدنا بالمعلومات عنه.. لكن حتى الآن لم يتصل بي أحد.
> هل تظن أن هناك كيس نمل في مكان ما في جسد الصغيرة «مي»؟
- من المحتمل أن تكون هناك بويضات شفافة لا تظهر في الأشعة والاحتمال الأكبر أن تكون داخل كيس دمعي في منطقة بين الأنف والعين ولذا يظهر النمل في الجفن السفلي لأن فتحة الكيس الدمعي قريبة جداً من الجفن السفلي..
> والحل؟
- لابد من ابتكار مادة تقتل هذه البويضات وقد اكتشفت مادة «اليوريك أسيد» المستخدمة في أمراض العيون بتركيز 5% قد تسهم في هذا.. لكن الآن نجري تجارب على الأرانب لنرى ما تأثير هذه المادة على هذه الحشرات.
> بعض الأطباء نصحوا والدة «مي» بالسفر لإجراء جراحة دقيقة في العين في الخارج.. ما رأيك؟
- لا أوافق على هذا.. فنحن كأطباء لا يمكن أن نضع المشرط إلا في مكان أوضحت الأشعة أن علينا العمل فيه.. وقد حذرت والدة «مي» من مثل هذه الجراحات.
> ألم يخطر ببالك أن الأمر يتعدى حدود العلم ولو لثانية؟
برغم أني طبيب إلا أنني (لاأكذب عليك) أرى أن الأمر غريب لذلك أود لو أسمع رأي الدين في مثل هذه الحالات النادرة..
فالسحر والحسد مذكوران في القرآن لكن في نفس الوقت علينا المضي في طريق المعامل.. لعل وعسى!
:SnipeR (15):