ملك الظلام
مَشرفّ سَابق
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعزائي تحيه
يسعى كل إنسان " عاقل " في هذه الحياة أن يبني نفسه لبنة لبنة ،
ليجعلها بناء متكاملا أو شبه متكامل - كما يظن - كل منا ..
يسعى لذلك بتوسيع مداركه ، وتنمية مواهبه ، وتهذيب أخلاقه،
وتزكية نفسه ، وزيادة معرفته .. وفهمه للحياة والكون والناس .. !
وهكذا العقلاء كما عرفتَهم الحياة ، وكما ذكرهم التاريخ ..
إنهم لا يقفون عند حد ، ولا تطربهم كثيرا كلمات " الثناء والتبجيل والتمجيد "
وعبارات الإطراء " القاتلة " ، التي تثبط العزائم من حيث يُظن أنها تحييها ،
وتفت في الهمم وقد ظن صاحبها أنما يشد من أزرها ويقوي من عزيمتها .. !
الحقيقة المؤسفة أننا نقتل بعضنا من حيث لا نشعر ،
ونصنع لأنفسنا من أنفسنا صورا وهمية مقعرة لا تنتمي للواقع ولا
تشكله ، فنقف .. !
لأننا أصبحنا نظن بناء على ما نسمع من تبجيل وثناء ،
أن قد بلغنا عنان السماء ، وربما ما زلنا نحبو فوق أديم الأرض ..
.. فنبقي ندور حول أنفسنا " المضخمة " نتأمل جمالها الموهوم ،
وبهاءها الساحر ، و بريقها الذي ينم بنفاسة الذهب ،
وليس خلفه إلا رداءة النحاس ..
كم أرجو أن نخرج في منتدياتنا من " مرحلة الثناء والتصفيق "
إلى مرحلة أكثر نضجا ، وأقوم سوقا ، وأشد بناء ..
فنمارس نبل " الصدق والوضوح " بجانب جمال غاية " الثناء والإطراء "
الذي نتبادله ونتساقاه ..
.. لأكون أكثر صراحة ووضوحا ...
تُكتب سطور ، فتتلقاها ألسن الثناء والإطراء ..
وفي لحظتي تلك .. أعود لأقرأها أخرى ، فما أجد فيها ما يستحق كل هذا ..
ولو صدقت وأسرت وتقيدت بهذا الإطراء ، لظننت أن الكاتب في مكانة ابن المقفع
أو في منزلة الجاحظ ، أو قديز عبد الحميد ..
والرافعي لم يعد شيئا يذكر ،
وماذا قدم المنفلوطي للأدب واللغة ،
وأي قلم " كليل " كان يحمله محمود شاكر .. وأي جهل كان يقيد طه حسين .... إلخ !
..
ولو " بعث " أحد هؤلاء من قبره ،
لتسلى باللهو علينا ،
وبالبكاء على الأدب أحايين ... وعاد لقبره باكيا لغة القرآن التي قتلناها بجهلنا المركب .. !
..
من السهل أن يقوم أحدنا ليسطر أحرفا أملاها عليه عقله " الذكي " ،
وظرافة نفسه التي رزقه الله إياها هبة منه .. ويبقى يبجلها ويتأملها ،
ويناجيها ويتسلى بها .. ويعيش في كوخ منعزل مع سطوره ، ولأننا لا نقرأ
إلا ما نكتب ، ظننا أن الأحبار نفدت إلا من بين أيدينا .. !
...
..
إننا إن عشنا تسيطر علينا أفكار ومقارنات بالواقع ومن حولنا وبثنائهم ..
فسنعيش " عزلة " فكرية ، نظن أن أقد أصبحنا فيها شيئا يذكر ..
.. فلنتحول من واقع إلى واقع ومن مقارنة إلى أخرى لنعلم إلى وصلنا ،
وأين يسير العالم الآخر .
وإن لنفسي ناصح ولمن أحب ،
أن نمارس فضح انفسنا ما أستطعنا ،
فلا خلاص من حبائل الثناء المقيدة ..
وأبواب الإطراء الموصدة ، إلا سيوف
" الفضائح "
، ومطارق "
العظماء " ..
وإلا بقينا كما نحن .. حتى نصدم بحقيقتنا أو نموت ! .
................
وإني منتظر منكم وسائل
" للفضح " جميلة ..
خالص شكري .
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]