أحبك وحدتي

أمير الظلام

كاتب جيد
قصة جميلة منقولة
ولكنى غيرت عنوانها
بعد اذنكم
واليكم عنوانها الأصلى فى النهاية

:gift:

إني خائف ...

أشعر بخوف شديد ينتابني ... قلبي يرتجف ..
جسمي مرتبك ...
لا أقدر على تحريك شيء من جسمي ..
من شدة خوفي ورعبي ...
ما هذا الصوت .. صوت مخيف ...
صوت زلزل لي كياني ... وأفقدني تلك النشوة ...
التي ما فتأت حصلت عليها لتوي ..
وأبعد كل الفرح الذي انتاب عيوني تلك اللحظة ...
تلك اللحظة ... اااااه .. ما أقسى تلك اللحظة ...
لن أنسى تلك اللحظة .. لن أنساها أبدا ..
أبدا ما حييت ..
قد يسأل الواحد منكم ماذا أقول .. وبماذا أتكلم ..
وما الذي انتابني فجأة .. لأتكلم كطفل صغير ..
لا يتجاوز العامين من عمره ..
قد تستغربون ...
أيخاف مثلي وهو ابن اثنين وعشرين عاما ...
أمر غريب ومضحك .. ولكن ... ولكن ... ااااه ..
هذه الكلمة ... كم آذتني ...
كم أخرجت من جوفي ..
آهات وآهات ..
نادى الزمان عليها..وأعطى حكمه الأبدي ..
بفراق وبعد ذليل .. وبألم ليله طويل..
أنادي أنادي ..
وصوتي مزق الآفاق ..
أين أنتي ... أين أنتي ..
عندما التقيت بك في ذلك اليوم ..
شعرت بذلك الإحساس .. إحساس من لا مشاعر له ..
احساس من كان قلبه دفين الحزن والأسى ..
فما إن رآكي .. تغيرت عليه الدنيا .. وشعر بالحنان ..
ودفئ القلب منك والأمان ..
فجأة ...

أما زلتم مستغربين من هذا الكلام .. حسناً ..
أريد من كل واحد منكم أن يتخيل ذلك الموقف ..
أريد منكم أن تعيشوه ..
بمشاعركم .. بأحاسيسكم .. بخيالكم الواسع ..

لذا أرجو من كل واحد منكم ..
أن يرجع بذكرياته إلى ما قبل عشرين عاما ..
عشرين عاما مضت ..
حيث الورد والزهور ..
وحياة السعادة كانت ..
كانت ..
تغني على صداها الطيور ..
هل تخيلتم أنفسكم .. هل رجعتم معي .. حسنا ..
ها أنا ذا ..
الطفل الرقيق البريء .. ألعب هنا ..وهناك ..
أقفز وألهو .. أمرح وأفرح ..
كنت حينها .. لم اتجاوز الربيعين من عمري ..
أبقوا أذهانكم في تلك الفترة .. وتعالوا معي لتعرفوا ...
قصتي وساعة الحائط ...
مضت الأيام .. ومرت السنين .. والأيام غنت ونادت بأعلى صوتها ..
فرحا وسرورا .. بماذا يا ترى .. نعم ..
لقد عقد قران والدي العزيز .. على أمي العزيزة ..
كان ذلك منذ 22 عاما تقريبا ..
عاش الزوجان حياة ملؤها الحب والصفاء ..
حياة عشق غشَّاها الوفاء ..
اتحدوا معا على السراء والضراء ..
واتفقوا على أن يصبروا معا .. ويتحدوا مر الأجواء ..
فترة الحب هذه .. لم تتجاوز الستة أشهر فقط ..
قد تسألون ماذا حصل بعدها .. لن أطيل بالإجابة ..
ولكن ..
تأبى مساوئ الحياة ومآسيها .. إلا أن ترسم خطاها على وجوه العشاق ..
وترسم نقشة الألم .. وتحكم بفراق المحبين .. شاءوا ذلك أم أبوا ..
فالحياة صعبة وصعب مراسها .. مهما حاولت فهمها ..
تفهمك أنه لا مناص من حياة الشقاء ..
وتأكد لك أنه لا بد من الفراق الأخير .. الذي حدث وللأسف ..
مع أحلى حبيبين ..
وأنقى عصفورين .. أمي وأبي ..
دارت الأحداث وتنوعت ..
وماجت الدنيا وتلونت ..
ازدادت البغضاء بين الناس .. ازداد الحقد فيما بينهم .. نسوا أن هذا حرام ..
نسوا أن الله لن يترك الظالم .. وسيحاسب كل من كانت له يد ومعونة ..
وأعان الشيطان على أفضل شيء يحبه ..
أتعرفون ما هو احب شيء عند الشيطان .. نعم ..
أن يفرق بين الأحبة ..
فيا تعس الحال عندنا .. فقد انتشر أباليس البشر بكثرة ..
واللذين ورثوا عن الشيطان اللعين .. هذه الصفة الأثيمة ..
التي دمرت الكثير من الأسر والعلاقات ..
التي كانت قد امتلأت ..
بحنان وعبير ..
ويغرد اطفالها بألحان العصافير ..
ولكن ...
فترة الحب التي عاشها والداي .. امتزجت بفرحة أعظم من هذا كله ..
كان ذلك ...
ظهوري بين أحشاء والدتي ..
وبدء الروح تنفخ في كياني ... فكانت أعظم فرحة ..
كنت البكر .. ما اجملها من فرحة ..
كان ذلك بعد مرور خمسة شهور من الزواج ..
ولكن...
مرت ستة أشهر .. وحدث ما حدث ..
فتارة أمي تغيب وتارة .. يصلح الله الحال لفترة بسيطة ..
فتعود للبيت .. ثم سرعان ما تتحرك شياطين الإنس ..
ليعيدوا الخراب والدمار في الأسر ..
فتعود أمي رغما عنها .. إلى ترك البيت مرة أخرى ..
واستمر هذا الحال .. حتى ..
ولدت أنا ..
وكانت قد صادفت أن أمي كانت قد تصالحت مع والدي ..
وكانت الأجواء ممزوجة بفرحة غامرة ..
استرخت على وجهيهما ..
أبي وأمي ..
ليتني رأيت تلك الفرحة ..

وتلك الوجنات السعيدة ..
وتمر الأيام وتنقضي الأسابيع .. فما لبث الهدوء يحل .. حتى حلت العاصفة من جديد ..
وأصبح الشقاء يدق أبواب العزيزين من جديد .. والشياطين رجعت للعمل ..
فتركت أمي البيت مرة أخرى .. كنت وقتها ... ابن سنتين من العمر ... وكانت أمي بتلك الفترة ..
تحمل في أحشاءها ..
أختي ..
وكان عمرها أربعة أشهر في رحم أمي ..
ااااااه
في يوم من أيام البعد ..
وفقد الحنان الدفين الذي يطل من أعماق فؤادي ..
رن جرس الباب ..
كنت بطبعي أفرح كثيرا لدى سماعي جرس الباب .. فهرعت سريعا نحو الباب ..
فإذا بها ...
فإذا بها أمي ...
غير معقول ..أمي ..
كنت حينها لم أرها منذ أكثر من سبع شهور متواصلة .. وقد كاد قلبي ينفطر ..
لأنني كنت أشعر بأنني فاقد لشيء ما .. لم أعرف ما هو ..
ولكن عندما رأيتها .. عرفت هذا الشيء ..
وأحسست بنشوة غمرتني .. وفرحة ملئت علي أجوائي ..
ولكنني لم أقم بما يفعله بعض الأطفال بكل عفوية ..
بأن يرتمي في حضنها ويقبلها وما شاكل ذلك
.. لا ..
بل دمعت عيني بلآلئ الدموع و قلت كلمة لن أنسااااااها أبدا ... أبدا ..
" ماما .. إنتي ليش بضلي تلحقي " ..
قد تستغربون معنى هذه الكلمة .. إلا أن أمي قد فهمتها جيدا ..
ومعناها ..
أمي لماذا أنتي دائما تذهبين وتتركيني وحيدا ولا تأخذيني معك ..
ذلك معناها القاسي .. الذي أفقد أمي صوابها .. وأجهشت بالبكاء ..
ولكن الغريب .. أنها لم تقم باحتضاني إلى صدرها الحنون ..
لم تفعل كما يفعل معظم الأمهات ..
بل دخلت إلى البيت بكل غضب وعصبية ..
وكأنها لم تكن مسرورة بعودتها إلى البيت ..
اااااه يا هذا الزمان ما أقساك ..
أتفقد الأم حنانها على وليدها فجأة ..
فعلا إن الزمان غادر .. فقد آذى أمي أشد الأذى ..
ومن شدة حزنها وألمها ..
نسيت أن تعطي حنانها الذي تكسر من ألم الزمان ..
إلى وليدها المحتاج إلى بئر من الحنان العميق ..
فدخلت أمي البيت غضبى .. فدخلت ورائها ..
يا ترى ماذا فعلت .. دخلت ورائها أغني وأهتف ..
" أجت ماما .. أجت ماما " ...
ودخلت خلفها سعيدا .. فجلست أمي على الأريكة ..
وملامح الحزن ومر الزمان .. قد ارتسم على وجنتيها الورديتين ..
وبدأت بالبكاء ..
رأيتها من بعيد ..
وكنت من عادتي في صغري .. إذا رأيت شخصا احبه ..
أرجع إلى الخلف عدة خطوات ..
ثم أجري تجاهه بسرعة .. وأرتمي في حضنه ..
فيأخذني ويقبلني ويشعرني بسعادته لما فعلت ثم ينزلني بعدها ..
فأشعر انا بفرح وسرور غامرين ..
ولكن ...
لما فعلت هذا الفعل مع أمي .. ورجعت عدة خطوات إلى الخلف ..
وبدأت أركض نحوها .. ووقعت في حضنها ..
فجأة ...
لا أعتقد ان ما ستسمعونه سيفرحكم .. ولكن هذا ما حصل ..
وصدقوني ..
لا ألوم أمي عليه .. فأمي لم تكن بذلك السن الكبير ..
كانت لا تتجاوز العشرين من عمرها ..
بالإضافة إلى ما تشعر به من الحزن ..
فلم يتسنى لها ملاعبتي وتقبل هذا العمل مني .. رغم عفويتي فيه ...
فقامت من مجلسها وبكل غضب .. وحملتني بعنف ..
وأخذتني إلى غرفة نومها ..
ووضعتني في سريري العالي الذي كنت انام عليه ليال طويلة بدونها ..
ووقفت عند باب الغرفة وقالت لي ..
قالت كلمة يرن صداها في وجداني ويؤرقه ..
يدخل صوتها في جوفي ويربكه ..
ويجعل منه كتلة صغيرة .. مليئة بالخوف ..
فارتبكت .. وشعرت بالاستغراب .. ماذا فعلت أنا .. ما هذا الذي يحدث ..
ظننت أنني قد أخطأت في حق أمي وآلمتها عندما قفزت بحضنها ..
ولكن..
أمي قالت تلك الكلمة .. ليس بهدف إخافتي ..
وإنما قالتها حتى ألتزم وأنام ..
ولكنني ..
لم اكن أشعر بالنعاس .. فأخذت انظر حولي ..
فلم أسمع سوى صمت الهدوء القاسي ..
ولم أرى سوى ضوء المغيب الخافت .. يطل من حافة النافذة ..
كان الليل قد اقترب من طمس النور ..
وفجأة ..
سمعت ذلك الصوت .. ذاك الصوت المدمر ...
أشعرني بخوف شديد زلزل كياني
وأفقدني تلك النشوة ...
التي ما فتأت حصلت عليها لتوي وأبعد كل الفرح الذي انتاب عيوني ..
فأصبح جسمي مرتبك ..
ولم أقدر على تحريك شيء من جسمي ..
كان ذاك الصوت ..
صوت ساعة الحائط التي كانت موجودة بالغرفة ..
ظننت أنها ذلك الشيء الذي أخبرتني به أمي .. وأنه جاء ليأكلني ..
فلم أتحرك من مكاني من شدة الخوف والفزع ..
ولم أستطع أن أنادي على أمي لأقول لها ..
تعالي أمي
..إني خائف ..
أريد حضنك ليحميني من الخوف والخطر المحدق بي ..
ولكنني لم أجرأ على البوح بكلمة واحدة حتى ..
وظللت واقفا على نفس وقفتي لأكثر من ساعة ونصف الساعة ..
دون حراك ..
مرتعبا خائفا ..
كدت أموت من شدة ذلك الخوف..
قد تستغربون .. لم أخاف ..
ما المخيف في ساعة الحائط تلك .. أجيبكم ..
كنت طفلا صغيرا .. لا يميز بين الأصوات ولا يعرفها حتى ..
فصوت الساعة ذاك .. لم أعرف أنه صوت ساعة أصلا ..
كل ما سمعته كان
.. تك تك تك تك .. فخفت منه .. وارتعب قلبي المعاني ..




لَكَمْ عَانَيْتُ الفِرَاقَ فِيْ كُلِّ لَيْلَةٍ ..
...............................أَبُوْحُ إِلِى الآَهَاتِ تَعَالِيْ وَامْسَحِيْ دَمْعِيْ ..

فَتَقُوْلُ كَلَّا مَا هُوَ مِنْ صِفَاتِيْ ..
................................أَنَا دُرَّتِيْ حُزْنٌ دَفِيْنٌ قَدْ جَاْءَ يَجْرِيْ ..
أَيَا آَهَاتَ القَلْبِ قُوْلِيْ وَرَدِّدِيْ ..
................................ لَنْ أَنْسَاكَ يَا يَومَ الفِرَاقِ بِكُلِّ عَزْمِيْ ...
لَنْ أَنْسَىْ وِحْدَتِيْ مُرَّ الزَمَانِ وَإِنَّنِيْ ..
................................ مَا زِلْتُ فَرْدَاً وَحِيْدَاً .. أُعَاْنِيْ وَأَبْكِيْ..



وقفتي على هذا الحال ... استمرت لمدة ساعة ونصف ..
ولا أحد يدري بي سوى ربي ..
واقف وقفة الجندي في أرض القتال ..
لكن دون سلاح ..
كان عدوي الخوف .. ولم أستطع مقاومة الدرع الذي كنت مربوط فيه ..
سريري العالي ..
فصرت محاطا بالعداوة المخيفة من كل جانب .. وعندها فعلا ..
شعرت بذاك الشعور .. ذاك الشعور اللئيم ..
الذي أنزل من عيني عبرة .. ما فتأت أنساها ..
وتطرق عيني ناظرة إلى المرآة ..
فأرى وجها بريئا حالما ..
تنزل من عينيه دمعة غضبى ..
ينظر بنظرة حاقدة ..
وبحدة خائفة .. مستوحشة ..
ما كرهت أحدا عندها والله .. وإنما .. كان تلك اللحظة ..
هي التفسير لما أنا فيه حاليا في هذا السن ..
فقد تستغربون .. أنا إنسان عاطفي جدا .. حساس جدا ..
أبكي لأبسط الأمور ..
أحزن على ألم الناس .. أحب الخير لكل الناس ..
لا أرفض طلبا لأيٍ كان ..
ولكن ..
وفوق هذا كله .. فقد أصبحت انسانا يحب الوحدة والعزلة .. العزلة ...
اااااااااااه ..
العزلة ذاتها ... التي شعرت بها ذاك اليوم .. كل ما سبق ..
كل تحليل شخصيتي .. كان تفسيره ..
كان تفسيره ذلك الموقف ..
لقد قلب كياني وأثر على عواطفي وجعلها طرية وهشة ..
تحزن وتبكي لأبسط الأمور ..
لا أعرف إن كانت هذه صفة حسنة .. ولكنني أستغرب من نفسي عندما ...
أمشي بين الطرقات ..
أسير وأسير ..
فجأة ..
أرى طفلا صغيرا .. يمشي على حافة الطريق ..
يحمل بيده قطعة من الحلوى .. كان قد خرج لشرائها ..
أو يكون أخ وأخته الصغيرة .. قد خرج معها ليشتري لها الحلوى ..
فأبكي واللللللللللله .. أبكي من كل قلبي ..
أبكي فرحا لما أراه من حنان الأخ على أخته ..
وأبكي أيضا .. لأنهم أطفال .. ومنظرهم يوحي بالبراءة ..
نفس البراءة تلك ... تلك ... تلك .... ااااااااااااااااااااااااه ....
تلك التي رأيتها على المرآة ..
في الغرفة المعزولة عن العالم ..
في غرفة الأحزان ..
غرفة الأحزان هذه .. غرفة الوحدة هذه .. هه ..
ااااااه لو أنكم تعلمون .. لو تعلمون ..
نفس الغرفة ..
ونفس النافذة ..
ونفس السرير ..
ونفس باب الغرفة ..
ونفس الغروب ..
ونفس الهدوء ..
الغرفة نفسها ..
إن قلمي يكتب عباراتي هذه ..
ويصف مشاعري وأحاسيسي هذه ..
من نفس الغرفة التي كانت بها مأساتي ..
نعم ..
أنا الآن ..
بكل غرابة أقولها ..
أنا الآن أسكن بنفس الغرفة .. التي كانت غرفة أحزاني ..
وإن لهذا تأثيرا علي حتى الآن ..
تشاء قدرة الله .. أن يدور الزمان .. وتتغير الأيام .. ويأتي علي يوم ..
وأعيش بنفس تلك الغرفة ..
بسريرها ..
ونافذتها ..
وغروبها وشروقها ..
والأَمَّرُ من هذا كله ..
هدوءها الصامت .. الذي أخرج من جوفي .. عواطفاً .. ومشاعر نادرة ..
حولت شخصيتي وصقلتها .. بورنيش من الأحزان .. ينبع قلبه ..
بالحب لكل الناس .. بالحزن على كل الناس ..
وعلى كل من يعاني .. أحبهم جميعا .. أحب الخير لهم جميعا ..
لكن ..
أحب وحدتي أكثر ..
أحب عزلتي في تلك الغرفة أكثر ..
أدخل غرفتي .. فتستقبلني قائلة .. إن لم تسعك الدنيا ..
وسعك صمتي وهدوئي ..
وسعك شمسي وغروبي ..
ويقول لي القلم .. خذني وأخرج ما يخالج صدرك ..
وأكتبه على ورق الأحزان .. بحبر من الدمع والدم ..
بكاهما قلبي .. ورأتهما عيناي ..
والسرير يقول لي .. إن كنت قد وقفت علي يوما مطولا ..
فخذ قسطا من الراحة بين جنباتي ..
يستقبلني ويضمني بحنان ..
هذه هي غرفتي .. تبكي لبكائي .. وتفرح لفرحتي ..
قست علي يوما .. وَشَعَرَتْ بذنبها .. فعوضتني كل تلك المعاناة ..
أحبك وحدتي ..
أحبك صمتي وهدوئي ..
أحبك شمسي وغروبي ...
أحبك غرفتي ..
تقترب الشمس من المغيب .. ويعود أبي من عمله إلى البيت ..
فيكون الوقت لفتح باب الغرفة الموصد بالدروع ..
وانا كما أنا ..
بلا حراك ..
دموعي بوجهي .. تحدق هنا وهناك ..
فجأة ...
سمعت صوت مفتاح الباب يتحرك .. فاستبشرت .. وفرح قلبي ..
لكن دون أن أتحرك ..
فإذا بها أمي .. قد فتحت باب الغرفة تريد منها شيئا ..
فرأتني على هذا الحال ..
واقفا .. باكيا .. متألما ..
فقالت لي .. " مالك يا ماما" ..
قلت لها ... قلت لها كلمة .. وانفجرت بالبكاء بعدها ..
قلت لها .." ماما أنا خايف" ..
فهرعت أمي علي تقبلني وتمسح عبراتي ..
وتقول لي ..
" يا قلبي يا ماما .. يا عمري إنتا .. يا حبيبي لهلأ ما نمت .. ييي علي أنا " ..
لن أنسى عبارتها هذه ما حييت ...
فضمتني لصدرها .. ضمة شعرت بأن كياني تزلزل من الحنان الغامر ..
فما إن حملتني من سريري .. ووضعتني في حضنها وهي تبكي من ألمي ..
نمت بين أحضانها ...
وعبراتي على خدي .. وجسمي قد أنهك من تعب الوقوف طويلا ..
فنمت بحضنها ..
نمت نومة شعرت أنها طويييلة ..
لم أستيقظ بعدها إلا وقد مرت عشر سنوات أخرى ..
وفوجئت بالصاعقة ..
فبعد أنا استيقظت من نومتي السعيدة بحضن أمي ..
وجدت أمي ...
وقد تركت البيت مرة أخرى ...
ولكن هذه المرة ...
تركته وللأبد ..
تركته ولن تعود أبدا .. أبدا ..
فقد .. طلقها والدي ..
وانتهت فترة الحب والحنان .. وانتهى جدول الربيع الحاني ..
الذي منحتني اياه أمي .. مرة في حياتها ..
مرة واحدة بحياتي أنا أيضا ..
مرة واحدة شعرت ما معنى حنان الأم ..
ولم أشعر به مرة أخرى طول حياتي .. حتى لحظتي هذه ..
منحتني حنانها ..
تذكرت تلك اللحظة ..
ولم أذكر سواها ..
وعندما نمت واستيقظت .. تمنيت لو انني لم أنم ..
تمنيت لو ظللت واقفا للأبد ..
واقفا دوما ..
انتظر أمي لتفتح باب الغرفة ..
حتى لا أستيقظ لأجد نفسي وقد فقدتها ...
قلبي تمزق .. تألم من فرقتها .. كم احتجت لها بحياتي .. قد افتقدتها ..
ولكن ..
من يسمعني ..
من يجيرني سوى ربي ..
من يقف معي .. فالكل قد توارى من حولي .. وبقيت وحيدا بحياتي ..
لم يبقى معي إلا ربي .. أيدني بفضله وقدرته جل جلاله ..
ومنحني الحنان والحب ..
وجعلني إنسانا له قدره ومقامه .. ومنحني الدرجات الدراسية العالية ..
وعوضني بفضائله العظيمة .. ومننه الكثيرة ..
عما فقدته في الأيام الخالية ..
فقلت بصوت عال مجلجل .. لا أريد سواك ربي .. لا أريد إلاك ربي ..
ارحمني برحمتك يا كريم ..
مالي سواك يا خالقي .. حياتي رضاك .. يا خالقي ..


لسان حالي يقول ويردد ..
إن كنت أطلت عليكم ..

فقلبي يعتذر ..
وإن كنت أبكيتكم ..
فعيني تستسمحكم ..
فاعذروني جميعكم ..
وأستودعكم الله ..



" قصتي .. وساعة الحائط"[/CENTER]
 

عاشق الفيحاء

كاتب جيد
رد: أحبك وحدتي

[align=center]
ولكن ..
من يسمعني ..

من يجيرني سوى ربي ..
من يقف معي .. فالكل قد توارى من حولي .. وبقيت وحيدا بحياتي ..
لم يبقى معي إلا ربي .. أيدني بفضله وقدرته جل جلاله ..
ومنحني الحنان والحب ..

الله يسلم دياتك.
[/align]
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: أحبك وحدتي

[align=center][table1="width:95%;background-color:burlywood;border:7px ridge sienna;"][cell="filter:;"][align=center]
أحب وحدتي أكثر ..
أحب عزلتي في تلك الغرفة أكثر ..

أدخل غرفتي .. فتستقبلني قائلة .. إن لم تسعك الدنيا ..
وسعك صمتي وهدوئي ..
وسعك شمسي وغروبي ..
ويقول لي القلم .. خذني وأخرج ما يخالج صدرك ..
وأكتبه على ورق الأحزان .. بحبر من الدمع والدم ..
بكاهما قلبي .. ورأتهما عيناي ..
والسرير يقول لي .. إن كنت قد وقفت علي يوما مطولا ..
فخذ قسطا من الراحة بين جنباتي ..
يستقبلني ويضمني بحنان ..
هذه هي غرفتي .. تبكي لبكائي .. وتفرح لفرحتي ..
قست علي يوما .. وَشَعَرَتْ بذنبها .. فعوضتني كل تلك المعاناة ..
أحبك وحدتي ..
أحبك صمتي وهدوئي ..
أحبك شمسي وغروبي ...
أحبك غرفتي ..

من قصتك تلك عطر
اقتبست هذه العبارات لما تحمل من معانٍ رائعة ..
وتحمل الكثير من صولجان روحي بحق ...
امتعتنا سيدي كن بخير واكثر ...
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

مواضيع مماثلة

أعلى