الشيماء
كاتب جيد جدا
في الساعة السادسة من صباح كل يوم جمعة يعقد مزاد ليس لبيع الاثاث او السيارات ،او التحف الفنية النادرة انما مزاد لبيع (الحمير ) نعم لبيع الحمير ولكن ليس ذلك بموضوع جديد لكن الجديد والخطير فيه ان يباع لحوم هذه الحيوانات للاستهلاك البشري. يعقد المزاد في ساحة كبيرة تقع بين منطقة (الرحمانية ،والشيخ علي) وبحضور عدد كبير من المواطنين (المتعهدين) يتراوح عددهم مابين المئة والمئة وخمسون والذي يتاخر عن الحضور يكون حظه غير جيد وينتظر الاسبوع القادم لعل يكون افضل بالنسبة له . ولان الموضوع خطير ومقلق جدا ويحتاج الى الكتمان والحذر للوصول الى مصادر معلومات دقيقة قد تكتشف لأول مرة للمواطن الذي لايعلم ماذا يتناول من انواع اللحوم .
يقول ابو سلمان وهو بائع هذه الحيوانات (الحمير) يختلف الطلب حسب كبر الحيوان الحمار الكبير لايتجاوز سعره خمسون الف دينار على عكس الحيوان الصغير الذي يتجاوز الخمسمائة الف دينار عراقي والسبب لان(الحمير الصغير) يكون لحمه سهل الثرم ويشبه لحم العجل الصغير والمستهلك لايميز بينهم ولا تتصور ان حصولنا على هذه الحيوانات بالامر السهل نحن نذهب الى بعض المناطق الزراعية البعيدة من اجل شرائها ثم بيعها هنا في السوق الذي يحضره اعداد كبيرة من المواطنين .
من هم المتعهدون؟
يقول قيصر : متعهد لشراء الحيوانات نحن نشتري الحيوان من السوق ونذهب به الى مجازر خاصة بنا ونقوم بذبحه وثرمه بمكائن كبيرة ومن ثم نزن اللحم ونبيعه على اصحاب المطاعم ومعامل صناعة الكبة والبورك ولكن قبل ذلك نخلطه بقليل من لحم العراقي حتى يكون طعمه اكثر قبولا ولولا وجود اشخاص يشترون اللحم منا لما اشترينا تلك اللحوم ولكن هم لايعلمون نوع اللحم المباع واكثر المطاعم ومعامل صناعة الاغذية الجاهزة يخلطون اللحوم بعدة انواع لان اسعار اللحم العراقي العجل يتجاوز تسعة الاف دينار..
وبينما كان احد المتعهدين يروم الصعود الى سيارة البيكب المحملة بالحمير التي تثرم وتباع الى المواطنين عرضنا علية مبلغ من المال لشراء الحيوان ولكن الاجابة كانت الرفض لانه قال اذا وافقت على البيع لن اجني مبلغ يوازي ما سوف احصل علية بعد ذبح الحيوان وبيع لحمه لانني اشتريه بمبلغ خمسون الف دينار ويبلغ وزنه خمسون كيلو غرام وبعد الذبح ابيع الكيلو بسعر سبعة الاف دينار او بتسعة الاف اذا خلطته مع لحم العجل العراقي المثروم .
ولكن ما لفت انتباهنا ان المزاد يحضره اعداد كبيرة من الموطنين ومن مختلف الشرائح المقسمة بين قصاب ومتعهد بيع اللحوم واصحاب معامل صناعة الاغذية المختلفة الجاهزة وباعة حيوانات (الحمير) بعضهم يأ تون من المناطق القريبة من بغداد
يقول صلاح قصاب في سوق البياع : نحن لاننكر اننا قد نخلط قليلا من بعض انواع اللحوم وخصوصا ما يسمى اللحم الهندي او المستورد عندما نشتري اللحم يكون على شكل قطعة كبيرة يتجاوز وزنها العشرة كيلو غرامات ونحن كقصابين ولخبرتنا في المهنة نقول ان اللحم المستورد او ما يسمى (44)ليس لحم بقر اوعجل انما حيوانات مثل (الحمير ،او الخنزير ) وهناك دليل اخر ان اي قطعة من هذا اللحم لن تباع شريحة وانما مثرومة حتى يسهل طهيها واذا طبخت حتى لو قطعت الى قطع صغيرة لن تنضج والمواطن يشتري هذه الانواع من اللحوم وهو يعلم انها مستوردة.
يقول القصاب احمد : لماذا لانتكلم بصراحة عن من يقف وراء اسباب ارتفاع اسعار اللحوم العراقية بنوعيها (الغنم ،والعجل ) التهريب هو الذي يعتبرالحلقة المفرغة لاسواقنا المحلية وملء اسواق الدول المجاورة لان نوعية اللحوم العراقية من الخراف والعجول تفوق اللحوم الاخرى لهذا نجد حاليا انه لدينا ازمة في تربية الحيوانات وارتفاع اسعارها مما جعل المواطن العراقي يلجا الى اللحوم المستوردة وعدم وجود رقابة صحية او مجازر مجازة من وزارة الصحة والداخلية لان الجهات المعنية ايضا الداخلية مسؤولة عن طرد الطارئين على المهنة وحاليا يغشون المواطن ببيعهم لحوم حيوانات (الحمير ) واصحاب المهنة يعلمون من يستخدم تللك اللحوم ويبقى الزبون هو الحكم.
اصحاب المطاعم ؟
وتشهد شوارع بغداد انتشاراً كثيفاً لباعة اللحوم التي تجزر على الارصفة وفي المناطق والساحات الترابية ومع الاسف بعض المواطنين ومن فئات مختلفة يقبلون على شراء هذه اللحوم التي لايعلم مصدرها ولكن احد القصابين كان صريحا معنا في كلامه
وعد قصاب في منطقة بغداد الجديدة يقول : لقد اصبحت القصابة مهنة وفن لان القصاب يتفنن في طريقة عرض اللحوم وخلطها لتصبح عراقية ولا يستطع المواطن التفرقة بينها وبعض القصابين يقوم بخياطة (اللية او الشحوم ) لحيوان الماعز ليبيعه على اساس انه لحم خروف فضلا ًعن اضافة لحوم في ماكنة الثرم وعندما ياتي الزبون ويختار قطعة لحم العجل ويريد ثرمها يكون اللحم ممزوج باللحم المستورد لان سعر العجل يصل احيانا الى مليون دينار فكيف يمكن ان يربح القصاب اذا لم يمزج معه بعض الانواع والمواطنون يشترون اللحوم المستوردة اذن ما الغريب في ذلك
وللمعلومات فقط يوجد حاليا 22 منفذا حدوديا لم يتم السيطرة عليها والتجار يستوردون المواد الغذائية من اردأ المناشئ العالمية.
واللحوم والاسماك المستوردة حاليا تجرى عليها عملية الغش من اضافة اللون الاحمر لتظهر في صورة طازجة وكذلك زيادة وزنها بالماء والثلج.
يقول مصطفى استاذ جامعي : نتيجة عزوف الكثير من الفلاحين عن الزراعة وقلة مصادر المياة وارتفاع اسعار الاغنام التي تهرب الى خارج البلد جعل من الثروة الحيوانية عملة نادرة الوجود واذا لم تتخذ حلول جذرية من وزارة الزراعة والصحة سوف تنقرض هذه الحيوانات وتشهد ارتفاع اسعار ثلاث مرات اضافة الى طريقة الذبح العشوائي من دون الرجوع الى معرفة اعداد هذه الاغنام والابقار والعجول..
وسؤالنا هو هل ستبقى الابواب مفتوحة على مصرعيها ومتى تنتهي سلسلة الغش الغذائي وهنا يكمن دور الهئية العامة للكمارك والجهاز المركزي للسيطرة النوعية ولابد من الاسراع بالاجراءات القانونية الحازمة.