السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الناس في هذه الحياة مختلفون من حيث ألوانهم وتعدد لغاتهم وتباعد بلادهم عن بعض
بالرغم من ذلك لم يعلم عن أي منهم أنه لم تحدث بينهم خلافات ومنازعات وقيل وقال وأن
الطبيعة الغريزية للبشر تحمل كل منا على التغلب على خصمه واستيفاء حقه منه ان كان
خيرا وان كان شرا فان البشر يرفضون فكرة الخسارة ولذلك يسعى كل من الخصمين
للتغلب على الآخر وتحقيق النصر باي طريقة كانت مشروعة أو غير مشروعة
والأسلام عني بهذا الشأن قال تعالى:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى
الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقال تعالى: {لا خَيْرَ فِي
كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}
وقال تعالى في حق الزوجين {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ
وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}
وقد أجاز صلى الله عليه وسلم الكذب في الصلح بين الناس حيث قال
صلى الله عليه وسلم: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي
خيرا أو يقول خيرا" رواه البخاري ومسلم، ولمسلم "لم يرخص في
شيء مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث"
فعلى كل مسلم أن يكون دائما مشاركا في هذه الحياة بنفع إخوانه
مصلحا بينهم وأن يسارع بالإصلاح والعمل المثمر مسارعا إلى ما
يؤلف القلوب ويرفع مستوى أمته
ويقول الشاعر:
[motr]
لاتزهد الدهر في عرف بدأت به
كل امرء يجزي بالذي فعلا
ان الثناء ليحيي ذكر صاحبه
كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
[/motr]
فأيها المسلم اذا وقعت في خلاف مع أخيك المسلم عليك بقبول الصلح لما
فيه من الخير والأبتعاد عن الشر لما فيه من الخصومات والمشاهدات
والأضرار العظيمة من سفك للدماء وما يبذل في ذلك من أقوال بحق
وبدون حق مع أنها محرقة للقلوب
وداعية للهمومومضيعة للوقت بدون جدوى أو فائدة غالبا
فما على المسلم إلا أن يقبل الصلح متسامحا عن بعض حقه في
اعتقاده ليرتاح من عناء تحقيق حقه وقد يضيع حقه كليا بسبب عدم
خوف خصمه من الله وخصوصا في هذا الزمان وما فيه من زخرف
القول الذي يجعل الباطل حقا والحق باطلا مما يخالف قول الله
سبحانه {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا
فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.