الدولة اليهودية(1)

فارس النور

كاتب جيد جدا
[align=center]


"إسرائيل " هي "دمغة الصهيونية ووصمتها" بما تعنيه من اصطناع "قومية" لليهود، ومن "استعمارهم فلسطين استيطانياً" بعد تهجيرهم من أوطانهم، ومن استهداف شعب فلسطين العربي بالاحتلال والإخراج من وطنهم، ومن تكريس الكيان الصهيوني "قاعدة عسكرية" متقدمة لقوى الطغيان الغربية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.
كان "الصهيوني" جورج بوش قد حاول عبثاً إقناع القادة العرب الذين التقى بهم في شرم الشيخ بإعلان قبولهم بهذا المصطلح. ولكنه فوجئ بمعارضة قوية من مصر والسعودية بخاصة، كما ذكرت أوساط واشنطن وردّد الإعلام الأمريكي ونقلناه في مقال سابق. وعلى الرغم من أنّ ممثلي الدولتين أوضحا له أن هذا المصطلح يتضمّن فيما يتضمّن مصادرة حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم المحتل منذ عام 1948م، إلا أنه أقدم على إعلانه في العقبة.
ما هي تداعيات هذا الإعلان الأمريكي "إسرائيل دولة يهودية"؟
برز هذا السؤال وهو مطروح علينا نحن العرب على الصعيدين الرسمي والشعبي. كأنّي "بنا" بحاجة إلى مزيد من الوقوف أمامه والتفكّر فيه. ذلك لأنّي من خلال متابعتي لصدى الإعلان في أوساطنا، وبعد مراجعة لمقالات الرأي في الصحف التي أقرأها لم أجد إلا القليل مما كتب حوله. وقد حمدتُ لمجلة "العودة" التي يصدرها مركز العودة الفلسطيني الذي مقره لندن أنها تناولته في افتتاحية العدد 138 لشهر حزيران (يونيو) 2003.
أوضحت هذه الافتتاحية أن وزارة الخارجية الصهيونية عمّمت على كل ممثّليها في الخارج عدم استعمال مصطلح "حق العودة" بحجة أنه لا يوجد هناك في القانون الدولي حق اسمه "حق العودة" و بدلاً منه يجب استخدام مصطلح "الرغبة في العودة"، كما حذَّرت الافتتاحية من أنّ قبول السلطة الفلسطينية مصطلح "إسرائيل دولة يهودية" أو سكوتها عنه يعني "تنازلها عملياً عن حق العودة ودفنه إلى الأبد بشهادة فلسطينية، ومنع عودة اللاجئين إلى وطنهم المحتل عام 1948م، كي لا تؤثّر عودتهم على الديموغرافية (الإسرائيلية) وطابع الدولة "اليهودي".
ونبّهت الافتتاحية على أن هذا المصطلح يتضمّن في طياته توجّه الصهاينة نحو طرد أبناء فلسطين من وطنهم بزعم "الحفاظ على نقاء الدولة اليهودية"، يستوي في ذلك فلسطينيو أراضي 67 وفلسطينيو أراضي 48 الذين فرضت عليهم "الجنسية الإسرائيلية".



أبعاد تطبيقية
إنّ من أسرع التداعيات ظهوراً على المسرح هذا القرار الذي اتخذه الكنيست (الإسرائيلي) يوم الأربعاء 16/7/2003 الذي قدّم مشروعه الأعضاء البرلمانيون لكتلة ليكود وفاز بأغلبية 26 وعارضه ثمانية. وقد جاء في نصّه عن الضفة الغربية و قطاع غزة الزعم الصهيوني "هذه المناطق ليست محتلة، لا من الناحية التاريخية، ولا من ناحية القانون الدولي، ولا بموجب الاتفاقيات التي وقّعتها (إسرائيل).
وقد دعا القرار إلى "مواصلة تعزيز المستعمرات الصهيونية وتطويرها، وإلى التمسك بالخطوط الحمر الصهيونية وفي مقدّمتها "السيادة المطلقة على القدس"، والاحتفاظ بالمناطق الأمنية الغربية والمناطق الأمنية الشرقية، وطالب في الوقت نفسه وبكل صفاقة تفكيك ما يسمّيه الصهاينة "منظمات الإرهاب" ووقف ما يسمونه "التحريض".
هكذا جاهر الكنيست بالموقف الصهيوني مُجهِزاً على ما تضمّنته "خريطة الطريق" من "مسكِّنات" قُدِّمت للفلسطينيين مثل "وقف الاستيطان" وإقامة دولة فلسطينية عام 2005، وأكمل بذلك موقف مجرم الحرب آراييل شارون الذي طرحه في لقاء رسمي حضر لاجتماع العقبة.
لقد جرى تسريب محضر ذلك اللقاء من داخل مركز "دانيال زين" الصهيوني للأبحاث، ووصلني عبر البريد الإلكتروني، وأخضعته كدارس تاريخ إلى "علم مصطلح التاريخ" فوجدته إن لم يكن صحيحاً فإنّ الذي صاغه يصوّر الواقع بأمانة، ورجَّحت صحته.
وكان المشاركون فضلاً عن شارون ومستشاريه و"موفاز"، عباس ودحلان، ووليم بيرنز المبعوث الأمريكي ومعه مندوب جورج تينيت والقنصل الأمريكي في تل أبيب.
يصوّر المحضر في أحد أجزائه ردّ فعل شارون حين طالبه الأمريكيون أن يعلن موافقته على خريطة الطريق دون أن يعلن تحفظاته الكثيرة عليها، وأن يترك باقي الأمور معتَمِداً على الثقة بأمريكا. فرفض شارون ذلك وقال: "أقول لكم بصريح العبارة إنّه لم يخلق في دولة (إسرائيل) من يتنازل عن شبر من أرض (إسرائيل)"، وأوضح أنّه أرسل إلى الرئيس بوش وإلى الكونغرس في واشنطن وزير السياحة في حكومته ليقول لهم: "إنّ الحلّ الذي نقبله ولا نقبل سواه هو أن يكون الأردن وطناً للفلسطينيين، وبإمكان أيّ فلسطيني في أيّ مكان كان، بما في ذلك عرب (إسرائيل) التوجّه إلى الأردن وإقامة دولتهم فيه".
وأردف قائلاً: "هذا هو الحلّ العملي الذي يوفّر علينا وعلى الفلسطينيين العذابات وعدم الاستقرار. فـ (إسرائيل) من البحر إلى النهر لن تكون إلاّ دولة يهودية نقية. وقد حمّلنا وزير السياحة اقتراحاً يقضي بإسكان أهالي الضفة لغربية وقطاع غزة في العراق، وتجنيسهم بالجنسية العراقية، للإسهام في عملية تحقيق توازن بين الشيعة والسنة".
يوضّح المحضر أنّ شارون ركّز في نهاية اللقاء على طلبه أن يعلم عباس وكلّ المسئولين الأمريكيين أنّ دولة (إسرائيل) هي دولة يهودية نقية. وهي لليهود في (إسرائيل) وكلّ العالم. وحين نبّهه وليم بيرنز أنّ هذا الأمر ليس في مصلحة (الإسرائيليين) ويبرزهم وكأنّهم عنصريون، ردّ شارون قائلاً: "إذا تركنا معادلة التكاثر السكاني على ما هي عليه الآن في (إسرائيل)، فإنّ دولة (إسرائيل) ستنتهي لأنّ العرب سيحكمونها"، وأعلن أنّه لن يقبل الذهاب إلى العقبة إلا أن يعلن الأمريكيون أنّ (إسرائيل) دولة يهودية. فقال وليم بيرنز "هذا الأمر يعود إلى بوش". وقد عاد الأمر إلى بوش فأعلن بملء الفم في العقبة مصطلح "دولة يهودية" وأضاف "تنبض بالحياة".
يكشف المحضر أنّ شارون طالب "عباس" أن يعلّق أن (إسرائيل) دولة يهودية، وأن لا يذكر في خطابه القدس أو الاستيطان أو الحدود أو اللاجئين أو السيادة أو المعتقلين أو عذابات الفلسطينيين أو الاحتلال. وحين نراجع بيان عباس في العقبة نجد أنه لم يذكر "دولة يهودية" وإنما ذكر "عذابات اليهود على مرّ التاريخ" وهو الزعم الصهيوني الذي يُتذرّع به لطرح فكرة الدولة اليهودية، والتاريخ منه براء، كما خلا الخطاب من النقاط السابقة الذكر.



ردّ مطلوب
لماذا أقدم الرئيس الأمريكي جورج بوش على إعلان صهيونيته في العقبة؟ وما دواعي إلزامه بلاده تنفيذ البرنامج الصهيوني لهذه المرحلة؟
في محاولة الإجابة، رجعنا إلى ما بات واضحاً من المخططات الأمريكية للسيطرة على دائرتنا الحضارية، ونهب ثرواتها والتسلط على موارد الطاقة فيها. وكان وقت التأمل فيما أسند من مهام للقاعدة الاستعمارية الاستيطانية (الإسرائيلية) من مهامّ في هذه المخططات التي أسهم "الصهاينة" بدور خاص في صياغتها في عهد هذه لإدارة الجمهورية المجاهرة بتبنِّيها ما يعرف "بالصهيونية المسيحية". وقد فصّلنا الحديث عن ذلك في مقالات سابقة.
و بعد.. فما الذي ينبغي علينا عمله؟
ألا ينبغي أن ننظّم، فلسطينيين وعرباً، على المستويين الشعبي والرسمي، حملة على مصطلح "إسرائيل دولة يهودية" تتولّى شرحه للعالم أجمع ومنهم اليهود غير الصهاينة، وتفضح عنصريته ومخالفته للقانون الدولي وتكشف ما يترتّب عليه من تداعيات.
إنّ جامعة الدول العربية قادرة على رسم خطوط هذه الحملة بمعونة جميع الدول العربية الأعضاء, وتحديد دور كل عنصر في تنفيذها. مطلوب أن يتضاعف تركيزنا على "حق العودة"، يقوم كلّ فلسطيني بإعلان تشبّثه به وتنظّم الدول العربية حملة لتأكيده ومباشرة البحث في تنفيذه. و قد شهدت لندن يوم السبت 19/7/2003 مؤتمراً جماهيرياً شارك فيه أبناء الشعب الفلسطيني في أوروبا، منظمة مركز العودة الفلسطيني تؤكّد على التمسك بحق العودة إلى الوطن الفلسطيني، من البحر إلى النهر، لاجئي 48 ولاجئي 67 على السواء.
مفروض أن تستمر المقاومة في فلسطين وفي العراق ويتصاعد ضمنها الكفاح المسلح الذي هو السبيل لتنبيه الشعب الأمريكي والشعب البريطاني واليهود غير الصهاينة إلى طغيان حكوماتهما والصهيونية، وكذلك لفرض المراجعة على بوش وبلير والتسليم على شارون. وقد رأينا كيف اقترب بلير من هذه المراجعة حين قال في الكونجرس إنّ أهمّ وسيلة لهزيمة الإرهاب في الشرق الأوسط (يقصد مقاومة الطغيان والعولمة المتوحشة) هي التوصل إلى حلّ للصراع العربي الصهيوني. ورأينا كيف شاء الله أن يخزيه بعد "تظاهرة" العولميين في الكونجرس احتفالاً به، فإذا بمقتل مستشار وزارة الدفاع البريطانية يوقعه في أزمة غير مسبوقة.
وما أعظم ما يمكن للمقاومة بكلّ أبعادها أن تحققه حين يشارك فيها كل فرد من أبناء أمتنا كل حسب طاقته ومن موقعه، وسوف تجعل "الصهيوني" بوش يعض أصابع الندم على ما قاله في العقبة. وها نحن نرى ما يفعله فيه أبطالها في العراق وفلسطين.
[/align]
 

ذكريات

كاتب جيد
رد: الدولة اليهودية(1)

يعطيك الف عافيه ومرسي كتييييييييييييير
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
 

دموع الشياطين

أمل بلا جسد
رد: الدولة اليهودية(1)

قبول السلطة الفلسطينية مصطلح "إسرائيل دولة يهودية" أو سكوتها عنه يعني "تنازلها عملياً عن حق العودة ودفنه إلى الأبد بشهادة فلسطينية، ومنع عودة اللاجئين إلى وطنهم المحتل عام 1948م،
الله يعطيهم العافية للعرب
والله يخليهم
والله يديم فوق راسنا منظمة التحرير
لك وين ما رحنا رافعة راسنا

اخ يا راسي

يسلمو على الطرح استاذ
 

ابتسامة طفلة

كاتب محترف
رد: الدولة اليهودية(1)

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
 

الباشا11

كاتب جيد
رد: الدولة اليهودية(1)

شكرا لك أخي الكريم على نقلك المميز
لك مني أجمل تحية
تقبل مروري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أعلى