م
ملكة الظلام
Guest
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل الخير والمحبة ، وتحيةً طيبةً عطرةً لكم أجمعين ، وبعد :
مر وقتٌ طويلٌ مذ كتبت لأخر مره ، لذا أعتذر مسبقاً على الإطالة وعن الركاكه
أتى زمانٌ وانقضى زمان
وكان للتاريخ وما زال في كل مكانٍ ، مكان
والحاضر ما هو إلا خلاصةٌ للتاريخ ، والتاريخ ما هو للحاضر إلا عنوان
سمعنا كثيراً ، بل وكثيراً ما سمعنا عن قصص رجالات الماضي وأفعالهم وبطولاتهم وإنجازاتهم التي لا زالت خالدةً حتى بعد مرور سنين وأعوامٍ على رحيلهم بل وقرون ، ولطالما أسرتنا تلك البطولات النادرةُ والإنجازاتُ الخارقه ، فمن ذا الذي لم يعجب بشجاعة الرسول وأصحابه في غزواتهم ومعاركهم برغم قلتهم وضعف عتادهم وعدتهم ، ومن ذا الذي لم يفغر فاه من الدهشة للفتوحات الضخمة التي حققها الاسكندر الأكبر ، أو من ذا الذي لم ينبهر من انتصارات يوليوس قيصر الساحقه ، او يستغرب من جرأة هتلر على إحتلال معظم أوروبا ومهاجمته للإتحاد السوفيتي نفسه بعظمته وقوته وجبروته ، ومن ذا الذي لم يترحم على المختار وينأسر بشموخه ، ومن ذا الذي لا يعرف جيفارا وثوراته ونضاله ...
قال أحد الشعراء يوماً
لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها ... ولكن احلام الرجال تضيق
والسؤال هنا
أين هي تلك الرجال ، وأين هي تلك الأحلام ؟!
وأين تكمن المشكلة بالضبط
هل ماتت الأحلام ،، أم انقرض الرجال ؟!
سيجيب البعض قائلاً بأن زمان أول قد تحول
وبأن الزمن ما عاد الزمن
فالزمن قد تغير وتبدل
ولكنني أرى ، بأن الزمان كان ولا زال على حاله
هو ، هو
ولكننا نحن من تغير ومن تحول
ألم تسمع قول الشافعي حين قال
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا ... وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمان بكل قبحٍ ... ولو نطق الزمانُ لنا هجانا
إذن ، ما دام الزمان هو نفسه ، فالمشكلة إذن باتت في الرجال
دعونا نستعرض بعضاً ممن مضى منهم
ونبدأ بخير خلق الله أجمعين ، محمدٍ رسول الله عليه أشرف الصلوات وأتم التسليم
فلقد كانت مهمة هذا اليتيم صعبةً بل ومستحيله ، دعوة الناس إلى تبديل كل معتقداتهم ومعتنقاتهم إلى أخرى تناقضها تماماً ، بل وترفض معظمها كليةً ، وهو الوحيد في شخصه وفي اعتقاده ، وهو اليتيم الفقير الذي لا حول له ولا سند الا الله رب العالمين ، ولننظر إلى ما حققه هذا الرجل العظيم خلال فترة دعوته التي امتدت إلى أقل من ربع قرن ، فلقد دعا وحارب وجاهد ، وبنى جذوراً راسخةً لدين ولدولةٍ كانا الأكثر إنتشاراً والأكثر إتساعاً على مر التاريخ بأسره ، ولننظر أيضاً إلى مواقف صحابته وأصحابه وتابعيه بعد ذلك ممن ساروا على نهجه وأتبعوا طريق الله وطريقته ، لنقف على امثلةٍ لا عد لها ولا حصر من البطولة والشجاعة والإنجاز في ظروفٍ وعوامل لا تهيؤ لهم كل ذلك بأي شكلٍ من الأشكال ..
وقد يقول قائلٌ بأن محمداً نبي ، ولقد كان مدعوماً بنصر الله وتأييده وملائكته ومعجزاته ، ولكن الأمثلة لا تقتصر على النبي محمدٍ عليه الصلاة والسلام فحسب ، فالتاريخ حافلٌ بها وزاخر ..
يوليوس قيصر ، القائد العسكري الشاب الذي أراد إستعادة أمجاد روما القديمه ، ثار بجيشه الصغير والمنهك من حروبه في بلاد الغال على قناصلة روما ومجلس الشيوخ فيها ليحتلها ويعلن نفسه ديكتاتوراً عليها ، وليحتل بعدها معظم أوروبا والكثير من دول شمال إفريقيا ومن بينها مصر ، وليقتل بعد ذلك غيلةً وغدراً خالد الذكر باقي الأثر أبد الدهر..
أما الإسكندر الاكبر فلقد كان مجرد صبي يافعٍ له احلامٌ وطموحاتٌ لم تعرف حدودا ، ولقد قاد جيشاً بسيطاً وهو في العشرين من عمره ليحتل به تركيا وبلاد الشام وليقهر الإمبراطور داريوس الذي كان يحكم دولة الفرس الضخمة والتي كانت تعد أقوى دولةٍ في ذاك الزمان ، وليفتح مدينة بابل نفسها عاصمة الفرس وليحتل معظم أسيا قبل أن يموت وهو في عمر الـ33 فقط ، تاركاً خلفه إمبراطوريةً واسعة الحدود مترامية الاطراف ..
أما هتلر وبغض النظر عن أفكاره وتطرفه ، فإنه كان مجرد طفلٍ من النمسا مات عنه ابوه وهو في عمر السابعة وامه وهو في التاسعه ، وقد كان هذا الطفل يتوق للدولة الجرمانية القديمة التي كانت تضم المانيا والنمسا وبولندا ، وكان يريد لدولته تلك ان تستعيد أمجادها ولشعبه أن يستعيد دوره كأفضل الشعوب في العالم بحسب رأيه ، ولقد إنتقل ذلك الغلام إلى ألمانيا ليعمل مساعد صباغٍ يعيش في الشارع ويشتري بنصف ما يكسبه قوته وغذاءه ، وبالنصف الأخر كتاباً ليقرأه ، وانضم هتلر في شبابه إلى حزبٍ صغيرٍ حديث النشوء كان يضم ثلاثةً هو رابعهم فقط لا أكثر ، يصبح بعد ذلك زعيم ألمانيا وقائداً لجيش ضم مليوني رجل ، إحتل فيها كما ذكرنا سابقاً معظم اوروبا وهاجم فيه الإتحاد السوفيتي نفسه وألحق به الكثير من الهزائم قبل أن تخونه العوامل والظروف والأرض ..
وليست الامثلة في الرجال فقط ، وهنالك لدينا الكثير من النساء التي ضربت أمثلةً تساوي ما ضربها الرجال ، فهذه جان دارك عذراء أورليانز قادت جيشاً فرنسياً وعمرها لم يتجاوز الثالثة عشرة فقط من عمرها لتحرر واحدةً من أكبر المدن الفرنسية من قبل البريطانيين في حرب الأعوام المئة الشهيره ، ولتكتب بذلك بداية النهاية لتلك الحرب ولتبدأ أول خطوات تحرير المقاطعات الفرنسية وإتحادها لتكوين فرنسا ...
إذن ، وبعد هذا الدرس التاريخي الممل ، نخلص للسؤال المهم
ما الذي كان يجمع هؤلاء الرجال ؟!
والجواب سهلٌ للغاية ويكمن في كلمةٍ واحدةٍ هي
الإيــمــان
وليس بالضرورة أن يكون هذا الإيمان بالله فقط ، وهو ما نفتقده بدورنا بلا شك ، ولكنه كان إيماناً بالنفس ، بالمباديء ، بالقناعات ، بالطموحات وبطبيعة الحال بالأحلام ..
بينما أصبحت هذه الشخوصُ والأمثلة مجرد أساطير في وقتنا الحاضر ، لأننا لم نعد نؤمن بأي ٍ مما سبق البته ، فمجمل همنا هو تحصيل لقمة عيشنا ، وعوضاً أن نأكل من أجل أن نعيش أصبحنا نعيش حتى نأكل ، ولو سألنا أحدهم عن احلامه في هذه الحياة لاقتصرت إجابته على التالي
مهنةٌ مريحةٌ ومربحه ، بيت ٌ وسياره ، زوجةٌ جميلةٌ ونقودٌ كثيره
هذا كل شيء
أما لو سألناه ما الذي تريد أن تفعله لوطنك ، لشعبك ولأمتك ، ماذا ستفعل ليذكرك التاريخ فإنه سيجيب
مالي وهذ ، أسكت ، فأنا أريد أن أعيش
ومن ثم يسوق لك المثل الشهير
ضع رأسك بين الرؤوس ، وقل يا قاطع الرؤوس
إذن لا مانع لدينا من أن نكون مجرد إمعاتٍ نميل آنى مال الناس بل ولا نخجل من الإعتراف بذلك صراحةً جبناً وخوفا ، ولا نريد لأنفسنا أي ذكر ٍ ولا دورٍ في التاريخ كما كان لمن قبلنا ، بل هي ولد وعاش ومات فقط لا أكثر ، أو كما يقول المثل
عاش ومات جبر ، من رحم أمه للقبر
دلالة ً على عدم وجود أي ذكر له أو دورٍ في حياته مما جعله يُنسى بعد مماته ..
لم يتغير الزمن ولن يتغير ، فالوقت هو ظرف زمانٍ فقط يتشكل ويتخذ صفاته بأفعالنا ومواقفنا وأقوالنا ، ولذلك فإن حجة الزمان باطلةٌ لا أساس لها من الصحه ، وهي مجرد حجة الضعيف الذي لا يملك من أمره شيئاً ، ولمن يقول باننا مُسّيرون في حياتنا فقط لا أكثر فإنني اجيبه بأننا مخيرون كما أننا مسيرون ، واختتم حديثي في النهاية بجملة أقتبسها من إنيادة فرجيل
القدر يبتسم للشجعان
أسعد الله أوقاتكم بكل الخير والمحبة ، وتحيةً طيبةً عطرةً لكم أجمعين ، وبعد :
مر وقتٌ طويلٌ مذ كتبت لأخر مره ، لذا أعتذر مسبقاً على الإطالة وعن الركاكه
أتى زمانٌ وانقضى زمان
وكان للتاريخ وما زال في كل مكانٍ ، مكان
والحاضر ما هو إلا خلاصةٌ للتاريخ ، والتاريخ ما هو للحاضر إلا عنوان
سمعنا كثيراً ، بل وكثيراً ما سمعنا عن قصص رجالات الماضي وأفعالهم وبطولاتهم وإنجازاتهم التي لا زالت خالدةً حتى بعد مرور سنين وأعوامٍ على رحيلهم بل وقرون ، ولطالما أسرتنا تلك البطولات النادرةُ والإنجازاتُ الخارقه ، فمن ذا الذي لم يعجب بشجاعة الرسول وأصحابه في غزواتهم ومعاركهم برغم قلتهم وضعف عتادهم وعدتهم ، ومن ذا الذي لم يفغر فاه من الدهشة للفتوحات الضخمة التي حققها الاسكندر الأكبر ، أو من ذا الذي لم ينبهر من انتصارات يوليوس قيصر الساحقه ، او يستغرب من جرأة هتلر على إحتلال معظم أوروبا ومهاجمته للإتحاد السوفيتي نفسه بعظمته وقوته وجبروته ، ومن ذا الذي لم يترحم على المختار وينأسر بشموخه ، ومن ذا الذي لا يعرف جيفارا وثوراته ونضاله ...
قال أحد الشعراء يوماً
لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها ... ولكن احلام الرجال تضيق
والسؤال هنا
أين هي تلك الرجال ، وأين هي تلك الأحلام ؟!
وأين تكمن المشكلة بالضبط
هل ماتت الأحلام ،، أم انقرض الرجال ؟!
سيجيب البعض قائلاً بأن زمان أول قد تحول
وبأن الزمن ما عاد الزمن
فالزمن قد تغير وتبدل
ولكنني أرى ، بأن الزمان كان ولا زال على حاله
هو ، هو
ولكننا نحن من تغير ومن تحول
ألم تسمع قول الشافعي حين قال
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا ... وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمان بكل قبحٍ ... ولو نطق الزمانُ لنا هجانا
إذن ، ما دام الزمان هو نفسه ، فالمشكلة إذن باتت في الرجال
دعونا نستعرض بعضاً ممن مضى منهم
ونبدأ بخير خلق الله أجمعين ، محمدٍ رسول الله عليه أشرف الصلوات وأتم التسليم
فلقد كانت مهمة هذا اليتيم صعبةً بل ومستحيله ، دعوة الناس إلى تبديل كل معتقداتهم ومعتنقاتهم إلى أخرى تناقضها تماماً ، بل وترفض معظمها كليةً ، وهو الوحيد في شخصه وفي اعتقاده ، وهو اليتيم الفقير الذي لا حول له ولا سند الا الله رب العالمين ، ولننظر إلى ما حققه هذا الرجل العظيم خلال فترة دعوته التي امتدت إلى أقل من ربع قرن ، فلقد دعا وحارب وجاهد ، وبنى جذوراً راسخةً لدين ولدولةٍ كانا الأكثر إنتشاراً والأكثر إتساعاً على مر التاريخ بأسره ، ولننظر أيضاً إلى مواقف صحابته وأصحابه وتابعيه بعد ذلك ممن ساروا على نهجه وأتبعوا طريق الله وطريقته ، لنقف على امثلةٍ لا عد لها ولا حصر من البطولة والشجاعة والإنجاز في ظروفٍ وعوامل لا تهيؤ لهم كل ذلك بأي شكلٍ من الأشكال ..
وقد يقول قائلٌ بأن محمداً نبي ، ولقد كان مدعوماً بنصر الله وتأييده وملائكته ومعجزاته ، ولكن الأمثلة لا تقتصر على النبي محمدٍ عليه الصلاة والسلام فحسب ، فالتاريخ حافلٌ بها وزاخر ..
يوليوس قيصر ، القائد العسكري الشاب الذي أراد إستعادة أمجاد روما القديمه ، ثار بجيشه الصغير والمنهك من حروبه في بلاد الغال على قناصلة روما ومجلس الشيوخ فيها ليحتلها ويعلن نفسه ديكتاتوراً عليها ، وليحتل بعدها معظم أوروبا والكثير من دول شمال إفريقيا ومن بينها مصر ، وليقتل بعد ذلك غيلةً وغدراً خالد الذكر باقي الأثر أبد الدهر..
أما الإسكندر الاكبر فلقد كان مجرد صبي يافعٍ له احلامٌ وطموحاتٌ لم تعرف حدودا ، ولقد قاد جيشاً بسيطاً وهو في العشرين من عمره ليحتل به تركيا وبلاد الشام وليقهر الإمبراطور داريوس الذي كان يحكم دولة الفرس الضخمة والتي كانت تعد أقوى دولةٍ في ذاك الزمان ، وليفتح مدينة بابل نفسها عاصمة الفرس وليحتل معظم أسيا قبل أن يموت وهو في عمر الـ33 فقط ، تاركاً خلفه إمبراطوريةً واسعة الحدود مترامية الاطراف ..
أما هتلر وبغض النظر عن أفكاره وتطرفه ، فإنه كان مجرد طفلٍ من النمسا مات عنه ابوه وهو في عمر السابعة وامه وهو في التاسعه ، وقد كان هذا الطفل يتوق للدولة الجرمانية القديمة التي كانت تضم المانيا والنمسا وبولندا ، وكان يريد لدولته تلك ان تستعيد أمجادها ولشعبه أن يستعيد دوره كأفضل الشعوب في العالم بحسب رأيه ، ولقد إنتقل ذلك الغلام إلى ألمانيا ليعمل مساعد صباغٍ يعيش في الشارع ويشتري بنصف ما يكسبه قوته وغذاءه ، وبالنصف الأخر كتاباً ليقرأه ، وانضم هتلر في شبابه إلى حزبٍ صغيرٍ حديث النشوء كان يضم ثلاثةً هو رابعهم فقط لا أكثر ، يصبح بعد ذلك زعيم ألمانيا وقائداً لجيش ضم مليوني رجل ، إحتل فيها كما ذكرنا سابقاً معظم اوروبا وهاجم فيه الإتحاد السوفيتي نفسه وألحق به الكثير من الهزائم قبل أن تخونه العوامل والظروف والأرض ..
وليست الامثلة في الرجال فقط ، وهنالك لدينا الكثير من النساء التي ضربت أمثلةً تساوي ما ضربها الرجال ، فهذه جان دارك عذراء أورليانز قادت جيشاً فرنسياً وعمرها لم يتجاوز الثالثة عشرة فقط من عمرها لتحرر واحدةً من أكبر المدن الفرنسية من قبل البريطانيين في حرب الأعوام المئة الشهيره ، ولتكتب بذلك بداية النهاية لتلك الحرب ولتبدأ أول خطوات تحرير المقاطعات الفرنسية وإتحادها لتكوين فرنسا ...
إذن ، وبعد هذا الدرس التاريخي الممل ، نخلص للسؤال المهم
ما الذي كان يجمع هؤلاء الرجال ؟!
والجواب سهلٌ للغاية ويكمن في كلمةٍ واحدةٍ هي
الإيــمــان
وليس بالضرورة أن يكون هذا الإيمان بالله فقط ، وهو ما نفتقده بدورنا بلا شك ، ولكنه كان إيماناً بالنفس ، بالمباديء ، بالقناعات ، بالطموحات وبطبيعة الحال بالأحلام ..
بينما أصبحت هذه الشخوصُ والأمثلة مجرد أساطير في وقتنا الحاضر ، لأننا لم نعد نؤمن بأي ٍ مما سبق البته ، فمجمل همنا هو تحصيل لقمة عيشنا ، وعوضاً أن نأكل من أجل أن نعيش أصبحنا نعيش حتى نأكل ، ولو سألنا أحدهم عن احلامه في هذه الحياة لاقتصرت إجابته على التالي
مهنةٌ مريحةٌ ومربحه ، بيت ٌ وسياره ، زوجةٌ جميلةٌ ونقودٌ كثيره
هذا كل شيء
أما لو سألناه ما الذي تريد أن تفعله لوطنك ، لشعبك ولأمتك ، ماذا ستفعل ليذكرك التاريخ فإنه سيجيب
مالي وهذ ، أسكت ، فأنا أريد أن أعيش
ومن ثم يسوق لك المثل الشهير
ضع رأسك بين الرؤوس ، وقل يا قاطع الرؤوس
إذن لا مانع لدينا من أن نكون مجرد إمعاتٍ نميل آنى مال الناس بل ولا نخجل من الإعتراف بذلك صراحةً جبناً وخوفا ، ولا نريد لأنفسنا أي ذكر ٍ ولا دورٍ في التاريخ كما كان لمن قبلنا ، بل هي ولد وعاش ومات فقط لا أكثر ، أو كما يقول المثل
عاش ومات جبر ، من رحم أمه للقبر
دلالة ً على عدم وجود أي ذكر له أو دورٍ في حياته مما جعله يُنسى بعد مماته ..
لم يتغير الزمن ولن يتغير ، فالوقت هو ظرف زمانٍ فقط يتشكل ويتخذ صفاته بأفعالنا ومواقفنا وأقوالنا ، ولذلك فإن حجة الزمان باطلةٌ لا أساس لها من الصحه ، وهي مجرد حجة الضعيف الذي لا يملك من أمره شيئاً ، ولمن يقول باننا مُسّيرون في حياتنا فقط لا أكثر فإنني اجيبه بأننا مخيرون كما أننا مسيرون ، واختتم حديثي في النهاية بجملة أقتبسها من إنيادة فرجيل
القدر يبتسم للشجعان
