شباب "الكوفي شوب".. البحث عن شريك دائم أو مؤقّت؟!

محاكم

لآ يُـمـيزنيِّ لَـقَـبْ
المصدر : سونيا سفر
23/03/2009


zx5.jpg
مطاعم ومقاهٍ تنبض الحياة فيها مساءً بشكل يختلف عن نبض الشارع وصخب المدينة, زائروها في الغالب من جيل الشباب يترددون إليها لتأخذهم معها إلى عالم مفتوح في رحلة البحث عن شريك إمّا دائم وإما مؤقت، عالم يخفّف من عناء البحث عن الوجه الحسن والشباب "اللقطة"،أعداد كبيرة تتوافد إلى هذه الأماكن، ووجوه في الغالب تتكرر وبشكل يومي، وقد جذبهم شيء ما فيها.




بانة قطان (طالبة جامعية) قالت إنّها تأتي إلى هنا عدّة مرات في الأسبوع بهدف كسر الروتين، خاصة أيام العطلة الصيفية، فهنا ـ كما تصف الشابة ـ عالم آخر يضجّ بالحياة، مضي الوقت فيه دون أن نشعر به، نضحك، نتبادل النكت، نتعرف إلى أصدقاء جدد، إلى درجة أنّ معظم زائري هذا المكان يعرفون بعضهم، وإن كان في الاسم فقط.
التعارف بين الجنسين غاية تدرك في هذا المكان، فهنا تعرّف رامي.ج إلى شلّة جديدة، ومن هذه الشلة تعرف إلى شريكة له. يقول رامي: أتردّد إلى هنا بشكل يومي تقريباً أقضي مع الشلة وقتاً ممتعاً، فهنا أصبح لنا نظام معين ترأسه "الأركيلة"، و"بلوتوث الموبايل"، وتبادل النظرات.
الوجه الحسن أيضاً غاية شادي ولؤي، وهما شابان يقضيان ما يقارب الساعتين أو أكثر ـ على حدّ قولهما ـ مختارين الوقت ما بين الثامنة والعاشرة، ففي هذا الوقت تتوافد الشابات بأشكالهن وألوانهن ـ يعبر لؤي ـ مضيفاً: يسهل "التطبيق" هنا، فنجد الجميلات ومتوسطات الجمال، أنا وأصدقائي نقوم بإجراء عملية مسح بنظراتنا على جميع طاولات "الكوفي شوب" نرصد الوافدات الجديدات، وهنا تبدأ مرحلة تبادل النظرات. وعمّا يسعى إليه الشابان من كلّ هذا أجاب شادي: لا شيء سوى تمضية الوقت.
التعارف والتسلية ليسا وحدهما غاية روّاد "الكوفي شوب"، فنهلة (28 عاماً) تقول: لا أجد عيباً أنا وصديقاتي من أن نبحث عن شريك العمر في هذه الأماكن، حتى إنّ إحدى صديقاتي، وفي هذا "الكوفي شوب" تحديداً تعرفت إلى شاب وتزوجت منه.
على طاولات "الكوفي شوب" الدمشقي ثمّة حكايات كثيرة عن شبان وشابات التقوا في "الكافيه" نفسه، وافترقوا فيه أيضاً ليعود كلٌّ منهم إلى البحث عن شريك آخر في المكان ذاته أو في مكان مشابه، حيث عملية المسح بالنظرات.

كريم تعرّف أيضاً إلى شابّة في أحد هذه المطاعم، إلا أنّهما افترقا بعد عدّة أشهر، ولكن الانفصال سببه كان المكان ذاته، فالشاب يرى أنّها النهاية الطبيعية لطريقة تعارف كهذه، معتبراً أنّ كلّ فتاة تتعرف إلى شاب في هذه الأماكن ستقوم بالتعرف إلى غيره بسهولة.
المكان يعجّ بالمعجبين والمعجبات على اعتبار أنّ لكلّ معجب معجبة، ولكل معجبة معجب، وهنا لن نعمّم الصورة، فهذه الأماكن ليست حكراً على الرواد فقط، وإنّما هناك زوار يتوافدون إلى "الكوفي شوب" بشكل طبيعي لقضاء وقت مع صديق أو حتى مع أفراد العائلة، إلا أنّ المناخ العام لهذه الأماكن، وفي أوقات محدودة من اليوم يزداد فيها أصحاب الغاية الواحدة، كما وصفت مروة: الحكاية ذاتها تتكرر في الشوارع والأسواق، ولكن ربما تزداد في هذه الأماكن، لأنّ الجو العام هنا مناسب.
الشارع المطلّ على هذا "الكوفي شوب" أصيب بالعدوى حيث تنشط حركة السير، وليس أيّ سير، وإنّما ما يسمّى ـ بحسب اللغة الدراجة للشباب ـ بـ "الفتلات"، و"الفتلات" ـ كما تقول راما ـ أجمل ما في الأمر، خاصة في الصيف، تسترسل راما في الوصف: أنا وصديقاتي لا نختار إلا المطاعم مفتوحة الواجهات على الرصيف، حيث السيارت تفتل من حولنا أكثر من عدة مرات، فشباب "الفتلات" معظمهم مهضومون، ودون أن تدرك ما وجه "الهضامة" في الموضوع، تقول: لا أدري ما السبب لكن الأمر مسل وحسب.
العاملون في هذه الأماكن أيضاً أصبحوا يعرفون رواد "الكوفي شوب" بأسمائهم، خاصة أنهم يترددون كثيراً، بل إن بعضهم "ضرب صحبة" مع بعض النادلين.
محمود نادل في واحد من هذه المقاهي الدمشقية، يقول: أنادي الروّاد بأسمائهم فهم يتردّدون إلى هنا بكثرة، والبعض يطلب مني أن أعطي رقماً لشابة تجلس على طاولة أخرى، هنا يشعر الجميع بأنّهم في منازلهم "فوحدة الحال ماشية".
للحوار الصامت مكانة أيضاً، سواء بتبادل نظرات الجنسين، بما معناه أن يتمّم بتبادل الأرقام عبر "البلوتوث" أو من خلال انتقاد بعضهم ومراقبة البعض الآخر.
مسؤول عن النادلين في "الكوفي شوب" يقول: يكثر التعارف هنا، وقد يتعرف الشاب إلى أكثر من فتاة في يوم واحد، لا أعلم كيف يحفظ أسماءهنّ، كما تكثر الثرثرة هنا، والمضحك أن بعض الشابات يجلسن مدة ساعتين يتحدثن عن ملابس فلانة، و"ماكياج علانة" من الجالسات في المكان ذاته، كما أنّ الشباب هنا كلهم "شبيحة" والشابات دائماً يرتدين أفضل مالديهنّ قبل أن يأتين إلى هنا.


المدهش أنّ هذه السهرات شكّلت مجتمعات شبابية، مختلفة من حيث عالمها الحقيقي، هم متشابهون، فالوجوه هنا تكاد لا تتغير، و قد أجمعت على عادات تحكم مجموعهم بين قصص حب مؤقتة، وأخرى جدّية وصداقات بريئة، وأخرى بين بين، وكلام وسلام، ونظرات وإعجاب عن بعد.
ولكن ماذا بعد.. وعلى من يقع اللوم ؟ على شباب لاهث وراء البحث عن ملء فراغ لا نعلم من سببه فعلا؟ أم على النواقص في حياتهم، والتي يصعب معرفتها قبل معرفة الشباب عن قرب ومعرفة محيطهم .

محاكم
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: شباب "الكوفي شوب".. البحث عن شريك دائم أو مؤقّت؟!

تلكَ الظاهرة ليست منتشرة فقط في الكافي شوب الدمشقية
لقد بات هذا النوع من الاختلاط واللاسف ظارهة طبيعية في المجتمعات العربية كافة
وهنا ياتي دوور الاسرة في بناء شخصية المراهق حتى ولو كان بعيدا عن تلك الاسرة تسافر مبادئه معه
اينما وجد
طبيعي ان تنتهي تلك العلاقات بالفشل الذريع
فما بنيى على باطل فهو باطل
سررت كثيرا بطرحك المميز شكرا لك َ
وانا ارشح موضوعك لينال لقب الموضوع المميز مع اعتذاري من مشرف القسم
لتطاولي لكن مشكلة الشباب ونقاش القضايا المتعلقة بهِ ضرورة تحتم علينا الوقوف عندها
تحياتي ودمت بود
 

الـعـرّاب

أدارة موقع رحى الذكريات
رد: شباب "الكوفي شوب".. البحث عن شريك دائم أو مؤقّت؟!

طرح جميل اخي محاكم

بصراحة هي مشكلة صغيرة امام المشاكل الي عم يواجهها الشباب بوقتنا هاد

وكمان هي المشكلة قلة منا من يتعرض لهذه العادة

يعني بالسوري الفصيح

الي بيعملو هيك امور بينعدو على الاصابع

وكمان هيك ناس فاضية ورايقة

الحديث على هذا الموضوع طويل جدا

سأكتفي بالقليل

دمت بخير اخي
 

Dr.Fantasy

كاتب جديد
رد: شباب "الكوفي شوب".. البحث عن شريك دائم أو مؤقّت؟!

طرح جميل وراقي اخي العزيز ..


شكرا لما دونتة هنا استاذي



لا تحرمنا روعة طرحك ,,


 

LEGENDS

كاتب محترف
رد: شباب "الكوفي شوب".. البحث عن شريك دائم أو مؤقّت؟!

نضحك، نتبادل النكت، نتعرف إلى أصدقاء جدد،

لنا نظام معين ترأسه "الأركيلة"، و"بلوتوث الموبايل"، وتبادل النظرات.
الوجه الحسن

لا شيء سوى تمضية الوقت

على طاولات "الكوفي شوب" الدمشقي ثمّة حكايات كثيرة عن شبان وشابات التقوا في "الكافيه" نفسه، وافترقوا فيه أيضاً ليعود كلٌّ منهم إلى البحث عن شريك آخر في المكان ذاته أو في مكان مشابه، حيث عملية المسح بالنظرات.

فشباب "الفتلات" معظمهم مهضومون، ودون أن تدرك ما وجه "الهضامة" في الموضوع، تقول: لا أدري ما السبب لكن الأمر مسل وحسب.

:eh_s(10):

اخي محاكم بنظري هذا الأمر فيه شيئاُ من الوقاحة حيث تتبادل البنات والشباب شيئاً من الضحكات ثم النظرات :SnipeR (11): عادة دخيلة علينا من قبل الغرب فشباب و صبايا الكوفي شوب ليسو الا مقلدين للغرب بمعنى انه ان كانت الفتاة هناك تلتقي بشاب فستلتقي بآخر و آخر مرات عدة


شكراً لطرحك الموضوع عزيزي

تقبل مروري

LEGENDS

 

مواضيع مماثلة

أعلى