أشهد بأصابع الأشجار

SONDA

كاتب جيد جدا
ها هو نهر الزمن يجرفك ...
و الأشجار تلوح
بأذرعها الشبحية الرياحية
"وداعا"مرسومة بالأخضر...
و العصافير تعول بمناقيرها المكسورة ...
و أنا أتامل المياه تغمر وجهك
الذي كان يوما منارتي ...
و لا أقول شيئا ...لكنني أتثائب
***
لقد ألفت هذا المشهد
و كنت أعرف منذ البداية
أنني وجدتك لأضيعك
و أحببتك لأفقدك
فقد التقينا مصادفة
و أنت ذاهب الى فرحتك بمجدك ...
و أنا راجعة من ضجري بكل ما يفرحك الآن ...
و كنا سهمين متعاكسي الاتجاه
و كان لا مفر من الوداع كما اللقاء ...
***
أودعك بغصة صغيرة ..
فلحظة عبر كل منا صاحبه
أضاءت الدنيا كلها لبرهة
كما البرق المفاجىء في سماء صيفية ...
و شاهدت حقيقتي الهشة ..
و حقيقتك الهزلية
و لكن أمطر الحب دفئا ...
و في الاعصار امتزجنا
و توهمت العناصر أن لا فراق لنا ...
جميل أننا التقينا
و مريح أننا افترقنا ...و دخلنا في التثاؤب...
 
رد: أشهد بأصابع الأشجار

[align=center]
كأني مت ...
فقد سكن الوجع
وتعانق الشقاء والفرح متواطئين
وخرجا من مسرحي
ولفظ الحب أنفاسه
بعد ليل احتضار طويل

ولكن كأني مت
وهذا الفجر يحيق بي
من دون أن يهمس لي بشيء
وعما قريب تتسلق الشمس جرحي
في طريقها إلى اختراع يوم جديد
كأني مت ... لا جديد


كأني مت ...
لا أترقب لقاءك
لا أترقب فراقك
لا أشتهي عناقك
لا أشتهي خصامك
لا تفسير لدي
لا تفسير لديك أشتهي سماعه
لقد ولد كبرق
ورحل كبرق


ولكن كأني مت
والعشب في الحديقة عاد عشبا
ولم يعد كونا من غابات السحر
والأشجار عادت أشجارا
ولم تعد دروبا إلى مدن العجائب
وحتى الطائر
الذي احتضر قليلا
ثم مات للتو على نافذتي
ليس أكثر من جثة طائر
ستفوح منها رائحة نتنة
حين يلتهب النهار ...



كأني مت
اقرأ صفحت الصباح بلا مبالاة
وأطالع الاعلانات عن المنشطات الجنسية
والدواليب المحروقة وصور القتلى
من دون أن يصيبني ذلك التوهج اليومي
بالسخط أو الرضى
وجسدي لم يعد أسلاكا مشدودة
تومض كل ثانية ضوءا ونارا
وتلتهب حتى الانصهار
ووجع التمزق



كأني مت
وأستطيع أن أستعيد ذكرى جسدك
عضلة عضلة
من دون أن يختلج جسدي
شهوة أو غيرة أو غضبا
وأستطيع أن أستعيد
ذكرى ضحكاتنا في الغابات
من دون أن أحن أو أغص
وكل أصواتنا وهمهماتنا القادمة من الماضي
أسمعها
كما يسمع ميت تحت التراب
ضحكات المارة المجهولين في الشارع المجاور

كأني مت
كأنك كنت حقا من بعضي
وحين قتلتك في نفسي
لم أكن أدري أنني انتحرت
[/align]
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: أشهد بأصابع الأشجار

قلت انتهينا .
وقالوا انتهينا ...
وهاأنت ذا تمد أصابعك الدقيقة نحوي ,
ثم تغرسها في قلبي مرة واحدة كخمسة خناجر..

حين يغمى على الذاكرة ,
ويرحل الصحو عن مفاوز القلب
يزهر الفرح العتيق
وأعود قادرة على النظر إلى وجهك
دون أن ينزف جرح سري في روحي
وها أنت تزهر وتزهر
ها أنت تسري في الأرض أزهارا بنفسجية اسمها "لا تنسي"
من قال لك أنني نسيت؟!
عبثا نحاول التحليق عن أرض آثامنا
وإساءاتنا المتبادلة حبال ستظل تشدناأبدا إلى مستنقع التيه
*على زجاجك الموصد هطلت أكثر من مرة
وكنت دوما تبكي رحيلي دون أن تحول دونه!..
لماذا بعد أن علمتني أن أعيشك وهما وتعيشني حلما
عدت تبحث عن حقيقتي ؟

لن أكون لك ,
وكي أمعن في إيلامك
لن أكون لسواك أيضا !..

كيف كان كل ما كان ؟
كيف أبحرنا في نهر الفراق الذي لا عودة منه؟
لم اعد اذكر
كنا نصف جادين ,نصف هازلين (هكذا الفواجع دائما )
كنا نلهو فوق ثلج عمرنا قبل أن يتسخ
وتسلينا ببناء سور
ثم اكتشفناأننا بنينا السور فيما بيننا
ومن يومها وأنا أناديك وأنت تناديني من خلف السور
كيف استحالت النكتة البيضاء إلى ثلج اسود ؟!!

لم اعد وحيدة فوق الثلج
جاء الأطفال .وهاهم يلعبون
يقتربون مني ,يتأملونني ويرقصون منشدين :"المرأةالثلجية ,من صنعها؟!"
ثم فجأة يركض احدهم إلى أمه باكيا :"إن دمية الثلج تبكي !"
أمه لا تصدقه ....
وأنت ,حتى أنت لم تصدق !....
 

مواضيع مماثلة

أعلى