رضا البطاوى
كاتب جيد جدا
- إنضم
- 25 يوليو 2015
- المشاركات
- 1,778
- النقاط
- 881
نظرات فى خطبة الموت الضيف الاخير
الخطيب أمير بن محمد المدرى والخطبة تدور حول الضيوف التى تأتى الإنسان قبل الموت وهى المصائب وقد استهل الخطبة بالحديث عن المصائب والسبب هو الصبر أو عدم الصبر عليها فقال :
"من هؤلاء الضيوف من هؤلاء الزوار.
هؤلاء الضيوف لهم مدة محددة يعلمها الله عز وجل لان الضيف لا يطيل ,من الناس من يحسن استقبال هؤلاء الضيوف والتعامل معهم .
من هؤلاء الضيوف المصيبة ,فالمصيبة تزورك يا عبدالله ولها مدة محددة يبتليك الله بها اتصبر ام لا , اتشكو حالك الى الناس ام تشكو حالك الى الملك جل وعلا ولسان حالك
((إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)) يوسف:86.
تأتيك المصيبة يا عبد الله اتتذلل لمخلوق ام تقول انا لله وانا اليه راجعون وتصبر وانما الصبر عند الصدمة الاولى.
ومن هؤلاء الضيوف النعمة والعافية يبتليك الله بها اتشكر ام تكفر ,ام تنسى حال النعمة وتسأل وتجأر حال النقمة كما قال تعالى ((وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا))الإسراء:83
ومن هؤلاء الضيوف هذه الايام وهذه الدقائق التي نعيشها ما هي الا ضيوف تحل علينا ثم تنطلق ,وما من يوم ينشق فجره الا وينادي ابن ادم انا يوم جديد وعلى عملك شهيد فأغتنمني فأني لا اعود الا يوم الوعيد ,وما انت يا ابن ادم الا ايام معدودات اذا ذهب يوم ذهب بعضك حتى تنتهي ويقال مات فلان ."
والخطأ هو نداء اليوم على إنسان وهو كلام بلا معنى فلا أحد يسمع هذا النداء اليومى لأن لا أحد أساسا يتكلم
ثم قال :
عبد الله اليوم 24 ساعة كل ساعة خزانة فارغة فأملأها بما تريد املأها بالذكر والقران والاحسان والايمان او املأها بالشر والكف والعصيان فإذا ما انتهت الساعة
اغلقت تلك الخزانة ولن تفتح الا يوم القيامة وحينئذ يقال لك
((اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)) الإسراء:14
ومن الضيوف التي تحل علينا المرض يبتلينا الله به ليكفر الله بها من خطايانا ويمتحن صبرنا ويذكرنا بنعمة العافية.
ومن هؤلاء الضيوف شهر رمضان الذي أنزل فيه القران ,هذا الضيف المبارك الذي يستمر عندنا اياما معدودات ثم ينطلق فمن الناس من يغتنم هذا الضيف فيفوز بالعتق من النيران ومن الناس من يفرط فيه ويخرج من بين يديه بلا شيء."
وأخيرا تحدث عن الضيف الأخير وهو المون حيث قال :
"ومن هؤلاء الضيوف والزوار ,الزائر الاخير الذي ليس بعده زائر والضيف الذي ليس بعده ضيف الا وهو الموت مفرق الجماعات وهادم اللذات وميتم البنين والبنات .
ولابد من وقفة مع هذا الضيف الاخير ."
وتحدث عن سبب كراهية الناس للموت فقال :
"عباد الله كلنا يكره هذا الزائر الاخير ,كلنا لا يحبه فلماذا؟؟
لماذا نكرهه ؟ مع أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خيّر بين البقاء في الدنيا والموت قال : بل الرفيق الأعلى :"
قطعا الله لم يخير أحد فى الموت لأنه قدر قدره على العباد فقال :
" كل نفس ذائقة الموت "
ثم كيف يخيره وقد أخبره انه ميت فقال :
" إنك ميت وغنهم ميتون"
ثم قال :
وعلى دربه سار أصحابه الذين كانوا يرحبون بالموت ويحسنون استقباله فهذا بلال بن رباح مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه الموت فتبكي زوجته وتولول وتقول وكرباه عليك يا بلالاه وحزناه عليك يا بلالاه فقال بلال لا تقولي وكرباه بل قولي وطرباه غدا نلقى الاحبة محمد وصحبه.
وهذا ابو هريرة يأتيه الموت فيقول اللهم اني أحب لقاءك فأحب لقاءي مرحبا بالموت حبيبا جاء على فاقة
ترى ما الفارق بيننا وبينهم ؟؟
لماذا نكره قدومه ؟ لماذا ؟ نخاف زيارته ؟
لماذا يرتعد القلب وجلا من ذكره ."
وطرح سؤالا عن أسباب كراهية الموت فقال :
"ما هي الأسباب :-
نحن نخاف الموت أولا حياء من الله :
قيل لأحدى التابعيات : أتحبين الموت ؟ قالت لا ، قيل ولم ؟ قالت : لو عصيت آدميا ما أحببت لقاءه فكيف أحب لقاء الله وقد عصيته .؟؟؟
أخي .....قل
يانفس توبي قبل ان لا تستطيعي ان تتوبي وأعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
نحن نخاف الموت ثانيا لاننا لاندري أين النزول وإلام المصير ؟؟؟
هل نحن من الفائزين السعداء ام نحن من الخاسرين الاشقياء
قال سعيد بن أبي عطية : لما حضر أبا عطية الموت جزع منه فقالوا له : أتجزع من الموت ؟؟ قال : مالي لا أجزع وإنما هي ساعة ثم لا أدري أين يذهب بي ؟؟
وكيف تنام العين وهي قريرة ……ولم تدر في أي المحلين تنزل لما حضرت أحمد بن خضرويه المنية سئل عن مسألة فدمعت عيناه وقال : يا بني كنت أدق بابه خمسا وتسعين سنة وها هو يفتح الساعة ، لا أدري يفتح بالقبول والسعادة أو الشقاوة فأنّى لي أوان الجواب ؟؟؟
الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم ان عملت بما يرضي الاله وان فرطت فالنار
دخلوا على الشافعي وهو يموت فقيل له كيف اصبحت ؟فقال اصبحت من الدنيا راحلا وللاخوان مفارقا ولسوء عملي ملاقيا ولكأس المنية شاربا وعلى الله واردا ولا ادري اروحي تصير الى الجنة فأهنيها ام الى النار فأعزيها ثم انشأيقول
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت رجاءي نحو عفوك ربي سلما
تعاضمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك اعضما
فما زلت ذا عفو عن الذنب
لم تزل تجود وتعفو منَة وتكرما
ولما حضرت ابراهيم النخعي الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك ؟ قال انتظر من الله رسولا يبشرني بالجنة أو بالنار .
عباد الله نحن نخاف الموت ثالثا لقلة الزاد :
ماذا قدمنا هل عملنا اعمالا تبيض وجوهنا يوم نلقى الله ,هل عملنا اعمالا تثبتنا عند قدوم الموت
قال جل وعلا : ((وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ)) المنافقون:10
تحسر بعض الناس عند موته فقيل له : ما بك ؟ فقال : ما ظنكم بمن يقطع سفرا طويلا بلا زاد ، ويسكن قبرا موحشا بلا مؤنس ويقوم بين يدي حكم عدل لا حجة .
عبد الله ما أخبار زادك .
بكم ركعة في جوف الليل أعتقت رقبتك من النار ؟ بكم يوم صمته في شدة الحر اتقيت حر جهنم ؟ بكم شهوة تركتها ترجو نعيم الأبد ؟؟ أين الزاد الذي يبلغ ؟ أين العمل الذي يصلح ..
نحن نخاف الموت رابعا لأننا مسرفون على انفسنا بالمعاصي
فالمسرفون في المعاصي يخافون القدوم ، ويهابون المنون أساءوا فخافوا ، وعاثوا فهابوا ، ماتوا فلا قوا ما كانوا يحذرون .
لاه بدنياه والأيام تنعاه ……والقبر غايته واللحد مثواه
يلهو ول كان يدري ما أعد له …إذا لأحزنه ما كان ألهاه
أو ما جنت يده لو كنت تعرفه …ويلاه مما جنت كفاه ويلاه
عباد الله ان هذا الزائر الاخير ارسل الله لنا برقيات قبل وصوله رحمة بنا لعلنا نتوب لعلنا نرجع لعلنا نعود."
قطعا لا يكره الموت إلا أحد شخصين :
الاول من علم أنه عصى الله وسيدخل جهنم ولذا فهو يعرف أنه اقترب من دخول النار
الثانى جاهل لا يعلم أن المسلم آمن عذاب الله
ومن ثم وصف الله كل المؤمنين المقبلين على الموت بالطمأنينة فقال :
" يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية "
كما أنه يبشرهم قبل موتهم بالجنة ويخبرهم بأنهم لا يحزنون كما قال :
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ"
وتحدث عن ان الموت يسبقه برقيات او رسائل تنذر بقربه فقال :
"عبد الله
قد بعث إليك الموت ؟
برقيات تعلمك بقرب وصول أجلك ... ما هي :
اولا المرض : لما مرض عبد الملك بن مروان مرض الموت جعل يلوم نفسه ويضرب بيده على رأسه ويقول : وددت انني كنت اكتسبت يوما بيوم ما يكفيني , واشتغل بطاعة الله .
انه المرض يا عباد الله كم من متكبرين واعزاء اذلهم المرض كم من اقوياء اضعفهم المرض كم من اغنياء افقرهم المرض .
فيا من استبعد موته واطال امله ونسي قبره فليقرأ موعظة الحسن البصري حين قال : من لم يمت فجأة مرض فجأة فأتقوا الله واحذروا مفاجأة ربكم
ان الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاع نحب قد اتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان ابرأ مثله فيما مضى
مات المداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومن اشترى
ثانيا من برقيا الموت الشيب : فالله الله في العمل قبل المشيب .
يا مسكين .. أحين يعطيك القوة تنساه ؟ وحين يسلبك إياها تذكره ؟ أف لك .. أما تعلم أنه ما من شعرة تبيض إلا وهي تقول للتي تليها : أختي قد جاء الموت فاستعدي له .
أخي .. الشيب رسول الله إليك يخبرك بدنوا أجلك فأعد لما بعده .
إذا الرجال ولدت أولادها ……وبليت من كبر أجسادها
وأصبحت أمراضها تعتادها ……تلك زروع قد دنا حصادها
واعلم أنك على سفر ، وأنك مغادر لا محاله .
وإذا رأيت بنيك فاعلم أنهم……قطعوا إليك مسافة الآجال
وصل البنون إلى محل أبيهم وتجهز الآباء للترحال
رحم الله الحسن البصري حين أيقظ الشيخ بقوله :
يا معشر الشيوخ .. ما ينتظر بالزرع إذا بلغ ؟ قالوا : الحصاد وأيقظ الشباب بقوله :
يا معشر الشباب .. إن الزرع قد تبلغه العاهه قبل أن يبلغ .
ثالثا من رسائل الضيف الاخير فراق الأحبة .
كان الرجل من السلف يبلغه موت أخ من إخوانه فيقول : أنا لله وإنا إليه راجعون كدت والله أن أكون أنا الميت فيزيده الله بذلك جدا واجتهادا .
افهم يا هذا ما أقول : كان ملك الموت قريبا منك في الدار التي تجاورك وقبض منها أخاك ، وكان من الممكن أن يغير وجهته ، ويقبضك لكن الله أعطاك فرصة أخرى ومد لك في العمر حتى تفيق فهل أفقت ؟"
قطعا لا يوجد شىء اسمه برقيات قبل الموت لأن لا أحد يعلم موعد موته ولا قربه ولا بعده ومن ثم يجب على المسلم أن يعمل لآخرته فى كل وقت لأنه لا يعرف متى يأتيه الموت
وتحدث هم وعظ القبور للناس فقال :
"ايها المسلمون:
لقد وعظتكم القبور فلم تترك مكانا لو عظ الواعظين ...
اخي ........ كم مرة استمعت فيها لو عظ القبور ؟ كم مرة زرتها.....
إلى من يشكو قسوة القلب ، والرجوع إلى الذنب ، ونكث العهد مع الرب ، والبعد عن الله بعد القرب : ألم تسمع أبدا قبل ذلك عن وعظ القبور ؟.؟؟
زر المقبرة لترى مكانك القادم فهل اعددت لك زادا وانيسا ورفيقا
اتيت القبور فناديتها اين المعظم والمحتقر تفانوا جميعا فما مخبر وماتوا جميعا ومات الخبر
فيا سائلي عن اناس مضوا اما لك فيما معتبر"
قطعا القبور لا تعظ أحد كما قال المدرى لأن واعظ الإنسان هو نفسه ولذا قال تعالى :
" إن أحسنتتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها "
وتحدث عن كون النوم أخو الموت حيث يمون الإنسان يوميا مرة أو مرتين بنومه ولذا على كل واحد محاسبة نفسع قبل نومه والاستغفار من ذنوبه فقال:
"عباد الله
كل يوم نموت فيه ونحيا .. ننام ونصحوا إلى أن يأتي اليوم الذي ننام فيه لنستيقظ على نفخة الصور يوم القيامة ؟؟ فالنوم اخو الموت فالنوم موت اصغر والموت نوم اكبر وكما تنامون تموتون وكما تستيقضون تبعثون
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم : (( كان إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول : باسمك الهم أحيا ، وباسمك اللهم أموت ، وإذا استيقظ قال : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )) .
ليذكر الإنسان الموت كل ليلة مع منامه بل ويذوق طعمه وإمكانية حدوثه إن ظن لحظة أنه معمر أو مخلد,
رب شروق بلا غروب .. رب ليل بغير نهار .. كم من رجل أمسى من أهل الدنيا وأصبح من أهل الآخرة .. وكم من رجل بات يقسم ميراث ابيه فلما حل الصباح لحق بأبيه ."
وتحدث عن استحالة الهروب من الموت فقال :
"عباد الله
اين الهروب من الموت :
نشرت مجلة القصيم السعودية أن شابا في دمشق حجز ليسافر وأخبر والدته أن موعد إقلاع الطائرة في الساعة كذا وكذا وعليها أن توقظه إن دنا الوقت ، ونام هذا الشاب ، سمعت أمه أخبار الأحوال الجوية في التلفاز ، وعلمت أن الرياح هوجاء ، وأنالجو غائم ، وأن هناك عواصف رملية فأشفقت على وحيدها فلم توقظه أملا في أن تفوته الطائرة .
ولما تأكدت أن الرحلة قد أقلعت ، أتت إلى ابنها لتوقظه فوجدته ميتا في فراشه فر من الموت ، وفي الموت وقع ، ومن المقدور لا ينجي الحذر ، وصدق ربنا :
((أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)) النساء:78"
قطعا لا مفر من الموت ولا شىء ينجى منه ولكن لكل موعد ومكان يموت فيه
وقطعا الحكاية هنا ليست هروب من الموت لأن الشاب طلب ايقاظه من النوم للذهاب حيث الطائرة
وتحدث حاكيا حكايات من التراث فقال :
"تأمل يا عبد الله ....
أنظر إلى هذه النماذج التي اصطحبت معها في قبرها ما تتقرب به إلى ربها لتنال بها الشفاعة : سعد بن أبي وقاص : آخر العشرة المبشرين بالجنة موتا وقد أوصى أن يكون شاهد إثباته جبه صوف كان لقي المشركين فيها يوم بدر ، فقال : أخبئها لهذا ، فكفن فيها .
وها هو علي بن عبد الله بن حمدان ( سيف الدولة ) جمع من نفض الغبار الذي اجتمع له من غزواته شيئا ، وعمله لبنة بمقدار الكف ، وأوصى أن توضع في لحده ، فنفذت وصيته .
وها هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق : أحد الفقهاء السبعة الذي أوصى وقال : كفنوني في ثيابي التي كنت أتهجد فيها
ترى .. ما حالك أنت يا عبد الله ؟ أي عمل من الصالحات سيؤنس وحشتك بعد موتك ؟ جبة قتال ، أم لبنة جهاد أم ثياب تهجد ام صلة رحم ام ركعات في الليل ام طاعة والدين ام حسن خلق ؟؟
أخي .. بادر من الآن .. الآن ..... الآن
أخي غدا تسافر فأين زادك ؟؟ أنقله إلى غير مسكن ؟؟ أسفر من غير تزود ؟ أقدوم إلى بلاد ربح بغير بضاعة ."
ونصح الخطيب المدرى الحضور بزيارة القبور مرة فى الشهر وأخذ الناس معه للزيارة للاتعاظ وأيضا بحضور الجنائز وغيرها فقال :
"أخي يا عبد الله :
احرص على زيارة المقابر مرة في الشهر وادع في هذه الزيارة لأموات المسلمين من عرفت منهم ومن لم تعرف .
شيع جنازة كلما استطعت واذكر : من تبع جنازة إيمانا واحتسابا وكان معها حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن يدفن فإنه يرجع بقيراط من الأجر .
لا تصرف جزء من وقتك في عمل تندم عليه بعد الموت واملا أوقات فراغك بما يفيدك في أمر دنيا أو أمر آخرة .
اعف عمن ظلمك .. صل من قطعك .. أعط من حرمك فالدنيا جيفة لا تستحق التنازع من أجلها وكلنا على سفر منها عاجلا أو آجلا .
أنفق مالك قبل أن يوزع غدا على الورثة ، وكلما كان إنفاقك في الدنيا أكثر كانت أملاكك في الجنة أكبر .
إذا صليت فصل صلاة مودع وكأنها آخر صلاة "
وكل هذه النصائح لا تغنى طالما أن الإنسان لم يستعد بالايمان والعمل الصالح من قبل حضور الموت
الخطيب أمير بن محمد المدرى والخطبة تدور حول الضيوف التى تأتى الإنسان قبل الموت وهى المصائب وقد استهل الخطبة بالحديث عن المصائب والسبب هو الصبر أو عدم الصبر عليها فقال :
"من هؤلاء الضيوف من هؤلاء الزوار.
هؤلاء الضيوف لهم مدة محددة يعلمها الله عز وجل لان الضيف لا يطيل ,من الناس من يحسن استقبال هؤلاء الضيوف والتعامل معهم .
من هؤلاء الضيوف المصيبة ,فالمصيبة تزورك يا عبدالله ولها مدة محددة يبتليك الله بها اتصبر ام لا , اتشكو حالك الى الناس ام تشكو حالك الى الملك جل وعلا ولسان حالك
((إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)) يوسف:86.
تأتيك المصيبة يا عبد الله اتتذلل لمخلوق ام تقول انا لله وانا اليه راجعون وتصبر وانما الصبر عند الصدمة الاولى.
ومن هؤلاء الضيوف النعمة والعافية يبتليك الله بها اتشكر ام تكفر ,ام تنسى حال النعمة وتسأل وتجأر حال النقمة كما قال تعالى ((وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا))الإسراء:83
ومن هؤلاء الضيوف هذه الايام وهذه الدقائق التي نعيشها ما هي الا ضيوف تحل علينا ثم تنطلق ,وما من يوم ينشق فجره الا وينادي ابن ادم انا يوم جديد وعلى عملك شهيد فأغتنمني فأني لا اعود الا يوم الوعيد ,وما انت يا ابن ادم الا ايام معدودات اذا ذهب يوم ذهب بعضك حتى تنتهي ويقال مات فلان ."
والخطأ هو نداء اليوم على إنسان وهو كلام بلا معنى فلا أحد يسمع هذا النداء اليومى لأن لا أحد أساسا يتكلم
ثم قال :
عبد الله اليوم 24 ساعة كل ساعة خزانة فارغة فأملأها بما تريد املأها بالذكر والقران والاحسان والايمان او املأها بالشر والكف والعصيان فإذا ما انتهت الساعة
اغلقت تلك الخزانة ولن تفتح الا يوم القيامة وحينئذ يقال لك
((اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)) الإسراء:14
ومن الضيوف التي تحل علينا المرض يبتلينا الله به ليكفر الله بها من خطايانا ويمتحن صبرنا ويذكرنا بنعمة العافية.
ومن هؤلاء الضيوف شهر رمضان الذي أنزل فيه القران ,هذا الضيف المبارك الذي يستمر عندنا اياما معدودات ثم ينطلق فمن الناس من يغتنم هذا الضيف فيفوز بالعتق من النيران ومن الناس من يفرط فيه ويخرج من بين يديه بلا شيء."
وأخيرا تحدث عن الضيف الأخير وهو المون حيث قال :
"ومن هؤلاء الضيوف والزوار ,الزائر الاخير الذي ليس بعده زائر والضيف الذي ليس بعده ضيف الا وهو الموت مفرق الجماعات وهادم اللذات وميتم البنين والبنات .
ولابد من وقفة مع هذا الضيف الاخير ."
وتحدث عن سبب كراهية الناس للموت فقال :
"عباد الله كلنا يكره هذا الزائر الاخير ,كلنا لا يحبه فلماذا؟؟
لماذا نكرهه ؟ مع أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خيّر بين البقاء في الدنيا والموت قال : بل الرفيق الأعلى :"
قطعا الله لم يخير أحد فى الموت لأنه قدر قدره على العباد فقال :
" كل نفس ذائقة الموت "
ثم كيف يخيره وقد أخبره انه ميت فقال :
" إنك ميت وغنهم ميتون"
ثم قال :
وعلى دربه سار أصحابه الذين كانوا يرحبون بالموت ويحسنون استقباله فهذا بلال بن رباح مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه الموت فتبكي زوجته وتولول وتقول وكرباه عليك يا بلالاه وحزناه عليك يا بلالاه فقال بلال لا تقولي وكرباه بل قولي وطرباه غدا نلقى الاحبة محمد وصحبه.
وهذا ابو هريرة يأتيه الموت فيقول اللهم اني أحب لقاءك فأحب لقاءي مرحبا بالموت حبيبا جاء على فاقة
ترى ما الفارق بيننا وبينهم ؟؟
لماذا نكره قدومه ؟ لماذا ؟ نخاف زيارته ؟
لماذا يرتعد القلب وجلا من ذكره ."
وطرح سؤالا عن أسباب كراهية الموت فقال :
"ما هي الأسباب :-
نحن نخاف الموت أولا حياء من الله :
قيل لأحدى التابعيات : أتحبين الموت ؟ قالت لا ، قيل ولم ؟ قالت : لو عصيت آدميا ما أحببت لقاءه فكيف أحب لقاء الله وقد عصيته .؟؟؟
أخي .....قل
يانفس توبي قبل ان لا تستطيعي ان تتوبي وأعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
نحن نخاف الموت ثانيا لاننا لاندري أين النزول وإلام المصير ؟؟؟
هل نحن من الفائزين السعداء ام نحن من الخاسرين الاشقياء
قال سعيد بن أبي عطية : لما حضر أبا عطية الموت جزع منه فقالوا له : أتجزع من الموت ؟؟ قال : مالي لا أجزع وإنما هي ساعة ثم لا أدري أين يذهب بي ؟؟
وكيف تنام العين وهي قريرة ……ولم تدر في أي المحلين تنزل لما حضرت أحمد بن خضرويه المنية سئل عن مسألة فدمعت عيناه وقال : يا بني كنت أدق بابه خمسا وتسعين سنة وها هو يفتح الساعة ، لا أدري يفتح بالقبول والسعادة أو الشقاوة فأنّى لي أوان الجواب ؟؟؟
الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم ان عملت بما يرضي الاله وان فرطت فالنار
دخلوا على الشافعي وهو يموت فقيل له كيف اصبحت ؟فقال اصبحت من الدنيا راحلا وللاخوان مفارقا ولسوء عملي ملاقيا ولكأس المنية شاربا وعلى الله واردا ولا ادري اروحي تصير الى الجنة فأهنيها ام الى النار فأعزيها ثم انشأيقول
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت رجاءي نحو عفوك ربي سلما
تعاضمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك اعضما
فما زلت ذا عفو عن الذنب
لم تزل تجود وتعفو منَة وتكرما
ولما حضرت ابراهيم النخعي الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك ؟ قال انتظر من الله رسولا يبشرني بالجنة أو بالنار .
عباد الله نحن نخاف الموت ثالثا لقلة الزاد :
ماذا قدمنا هل عملنا اعمالا تبيض وجوهنا يوم نلقى الله ,هل عملنا اعمالا تثبتنا عند قدوم الموت
قال جل وعلا : ((وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ)) المنافقون:10
تحسر بعض الناس عند موته فقيل له : ما بك ؟ فقال : ما ظنكم بمن يقطع سفرا طويلا بلا زاد ، ويسكن قبرا موحشا بلا مؤنس ويقوم بين يدي حكم عدل لا حجة .
عبد الله ما أخبار زادك .
بكم ركعة في جوف الليل أعتقت رقبتك من النار ؟ بكم يوم صمته في شدة الحر اتقيت حر جهنم ؟ بكم شهوة تركتها ترجو نعيم الأبد ؟؟ أين الزاد الذي يبلغ ؟ أين العمل الذي يصلح ..
نحن نخاف الموت رابعا لأننا مسرفون على انفسنا بالمعاصي
فالمسرفون في المعاصي يخافون القدوم ، ويهابون المنون أساءوا فخافوا ، وعاثوا فهابوا ، ماتوا فلا قوا ما كانوا يحذرون .
لاه بدنياه والأيام تنعاه ……والقبر غايته واللحد مثواه
يلهو ول كان يدري ما أعد له …إذا لأحزنه ما كان ألهاه
أو ما جنت يده لو كنت تعرفه …ويلاه مما جنت كفاه ويلاه
عباد الله ان هذا الزائر الاخير ارسل الله لنا برقيات قبل وصوله رحمة بنا لعلنا نتوب لعلنا نرجع لعلنا نعود."
قطعا لا يكره الموت إلا أحد شخصين :
الاول من علم أنه عصى الله وسيدخل جهنم ولذا فهو يعرف أنه اقترب من دخول النار
الثانى جاهل لا يعلم أن المسلم آمن عذاب الله
ومن ثم وصف الله كل المؤمنين المقبلين على الموت بالطمأنينة فقال :
" يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية "
كما أنه يبشرهم قبل موتهم بالجنة ويخبرهم بأنهم لا يحزنون كما قال :
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ"
وتحدث عن ان الموت يسبقه برقيات او رسائل تنذر بقربه فقال :
"عبد الله
قد بعث إليك الموت ؟
برقيات تعلمك بقرب وصول أجلك ... ما هي :
اولا المرض : لما مرض عبد الملك بن مروان مرض الموت جعل يلوم نفسه ويضرب بيده على رأسه ويقول : وددت انني كنت اكتسبت يوما بيوم ما يكفيني , واشتغل بطاعة الله .
انه المرض يا عباد الله كم من متكبرين واعزاء اذلهم المرض كم من اقوياء اضعفهم المرض كم من اغنياء افقرهم المرض .
فيا من استبعد موته واطال امله ونسي قبره فليقرأ موعظة الحسن البصري حين قال : من لم يمت فجأة مرض فجأة فأتقوا الله واحذروا مفاجأة ربكم
ان الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاع نحب قد اتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان ابرأ مثله فيما مضى
مات المداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومن اشترى
ثانيا من برقيا الموت الشيب : فالله الله في العمل قبل المشيب .
يا مسكين .. أحين يعطيك القوة تنساه ؟ وحين يسلبك إياها تذكره ؟ أف لك .. أما تعلم أنه ما من شعرة تبيض إلا وهي تقول للتي تليها : أختي قد جاء الموت فاستعدي له .
أخي .. الشيب رسول الله إليك يخبرك بدنوا أجلك فأعد لما بعده .
إذا الرجال ولدت أولادها ……وبليت من كبر أجسادها
وأصبحت أمراضها تعتادها ……تلك زروع قد دنا حصادها
واعلم أنك على سفر ، وأنك مغادر لا محاله .
وإذا رأيت بنيك فاعلم أنهم……قطعوا إليك مسافة الآجال
وصل البنون إلى محل أبيهم وتجهز الآباء للترحال
رحم الله الحسن البصري حين أيقظ الشيخ بقوله :
يا معشر الشيوخ .. ما ينتظر بالزرع إذا بلغ ؟ قالوا : الحصاد وأيقظ الشباب بقوله :
يا معشر الشباب .. إن الزرع قد تبلغه العاهه قبل أن يبلغ .
ثالثا من رسائل الضيف الاخير فراق الأحبة .
كان الرجل من السلف يبلغه موت أخ من إخوانه فيقول : أنا لله وإنا إليه راجعون كدت والله أن أكون أنا الميت فيزيده الله بذلك جدا واجتهادا .
افهم يا هذا ما أقول : كان ملك الموت قريبا منك في الدار التي تجاورك وقبض منها أخاك ، وكان من الممكن أن يغير وجهته ، ويقبضك لكن الله أعطاك فرصة أخرى ومد لك في العمر حتى تفيق فهل أفقت ؟"
قطعا لا يوجد شىء اسمه برقيات قبل الموت لأن لا أحد يعلم موعد موته ولا قربه ولا بعده ومن ثم يجب على المسلم أن يعمل لآخرته فى كل وقت لأنه لا يعرف متى يأتيه الموت
وتحدث هم وعظ القبور للناس فقال :
"ايها المسلمون:
لقد وعظتكم القبور فلم تترك مكانا لو عظ الواعظين ...
اخي ........ كم مرة استمعت فيها لو عظ القبور ؟ كم مرة زرتها.....
إلى من يشكو قسوة القلب ، والرجوع إلى الذنب ، ونكث العهد مع الرب ، والبعد عن الله بعد القرب : ألم تسمع أبدا قبل ذلك عن وعظ القبور ؟.؟؟
زر المقبرة لترى مكانك القادم فهل اعددت لك زادا وانيسا ورفيقا
اتيت القبور فناديتها اين المعظم والمحتقر تفانوا جميعا فما مخبر وماتوا جميعا ومات الخبر
فيا سائلي عن اناس مضوا اما لك فيما معتبر"
قطعا القبور لا تعظ أحد كما قال المدرى لأن واعظ الإنسان هو نفسه ولذا قال تعالى :
" إن أحسنتتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها "
وتحدث عن كون النوم أخو الموت حيث يمون الإنسان يوميا مرة أو مرتين بنومه ولذا على كل واحد محاسبة نفسع قبل نومه والاستغفار من ذنوبه فقال:
"عباد الله
كل يوم نموت فيه ونحيا .. ننام ونصحوا إلى أن يأتي اليوم الذي ننام فيه لنستيقظ على نفخة الصور يوم القيامة ؟؟ فالنوم اخو الموت فالنوم موت اصغر والموت نوم اكبر وكما تنامون تموتون وكما تستيقضون تبعثون
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم : (( كان إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول : باسمك الهم أحيا ، وباسمك اللهم أموت ، وإذا استيقظ قال : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )) .
ليذكر الإنسان الموت كل ليلة مع منامه بل ويذوق طعمه وإمكانية حدوثه إن ظن لحظة أنه معمر أو مخلد,
رب شروق بلا غروب .. رب ليل بغير نهار .. كم من رجل أمسى من أهل الدنيا وأصبح من أهل الآخرة .. وكم من رجل بات يقسم ميراث ابيه فلما حل الصباح لحق بأبيه ."
وتحدث عن استحالة الهروب من الموت فقال :
"عباد الله
اين الهروب من الموت :
نشرت مجلة القصيم السعودية أن شابا في دمشق حجز ليسافر وأخبر والدته أن موعد إقلاع الطائرة في الساعة كذا وكذا وعليها أن توقظه إن دنا الوقت ، ونام هذا الشاب ، سمعت أمه أخبار الأحوال الجوية في التلفاز ، وعلمت أن الرياح هوجاء ، وأنالجو غائم ، وأن هناك عواصف رملية فأشفقت على وحيدها فلم توقظه أملا في أن تفوته الطائرة .
ولما تأكدت أن الرحلة قد أقلعت ، أتت إلى ابنها لتوقظه فوجدته ميتا في فراشه فر من الموت ، وفي الموت وقع ، ومن المقدور لا ينجي الحذر ، وصدق ربنا :
((أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)) النساء:78"
قطعا لا مفر من الموت ولا شىء ينجى منه ولكن لكل موعد ومكان يموت فيه
وقطعا الحكاية هنا ليست هروب من الموت لأن الشاب طلب ايقاظه من النوم للذهاب حيث الطائرة
وتحدث حاكيا حكايات من التراث فقال :
"تأمل يا عبد الله ....
أنظر إلى هذه النماذج التي اصطحبت معها في قبرها ما تتقرب به إلى ربها لتنال بها الشفاعة : سعد بن أبي وقاص : آخر العشرة المبشرين بالجنة موتا وقد أوصى أن يكون شاهد إثباته جبه صوف كان لقي المشركين فيها يوم بدر ، فقال : أخبئها لهذا ، فكفن فيها .
وها هو علي بن عبد الله بن حمدان ( سيف الدولة ) جمع من نفض الغبار الذي اجتمع له من غزواته شيئا ، وعمله لبنة بمقدار الكف ، وأوصى أن توضع في لحده ، فنفذت وصيته .
وها هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق : أحد الفقهاء السبعة الذي أوصى وقال : كفنوني في ثيابي التي كنت أتهجد فيها
ترى .. ما حالك أنت يا عبد الله ؟ أي عمل من الصالحات سيؤنس وحشتك بعد موتك ؟ جبة قتال ، أم لبنة جهاد أم ثياب تهجد ام صلة رحم ام ركعات في الليل ام طاعة والدين ام حسن خلق ؟؟
أخي .. بادر من الآن .. الآن ..... الآن
أخي غدا تسافر فأين زادك ؟؟ أنقله إلى غير مسكن ؟؟ أسفر من غير تزود ؟ أقدوم إلى بلاد ربح بغير بضاعة ."
ونصح الخطيب المدرى الحضور بزيارة القبور مرة فى الشهر وأخذ الناس معه للزيارة للاتعاظ وأيضا بحضور الجنائز وغيرها فقال :
"أخي يا عبد الله :
احرص على زيارة المقابر مرة في الشهر وادع في هذه الزيارة لأموات المسلمين من عرفت منهم ومن لم تعرف .
شيع جنازة كلما استطعت واذكر : من تبع جنازة إيمانا واحتسابا وكان معها حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن يدفن فإنه يرجع بقيراط من الأجر .
لا تصرف جزء من وقتك في عمل تندم عليه بعد الموت واملا أوقات فراغك بما يفيدك في أمر دنيا أو أمر آخرة .
اعف عمن ظلمك .. صل من قطعك .. أعط من حرمك فالدنيا جيفة لا تستحق التنازع من أجلها وكلنا على سفر منها عاجلا أو آجلا .
أنفق مالك قبل أن يوزع غدا على الورثة ، وكلما كان إنفاقك في الدنيا أكثر كانت أملاكك في الجنة أكبر .
إذا صليت فصل صلاة مودع وكأنها آخر صلاة "
وكل هذه النصائح لا تغنى طالما أن الإنسان لم يستعد بالايمان والعمل الصالح من قبل حضور الموت