رضا البطاوى
كاتب جيد جدا
- إنضم
- 25 يوليو 2015
- المشاركات
- 1,778
- النقاط
- 881
نقد مقال إفلاس الطبري وانتحار ابن كثير ...
المقال لحكيم الليبي والاسم بالقطع مستعار لأنك لا تدرى هل هو علمانى أو يهودى او نصرانى أو ملحد والمقال هو رد على ردود على 19 سؤال طرحهم الرجل في أحد المنتديات وفى البداية أخبرنا الراد الرئيسى عليه بشر أنصاره بالنصر وهو مهزوم فقال :
"استعجل السيد سالم بن عمار بدق طبول النصر وانشاد اناشيده وأهزوجاته، وبدأ يحمد هذا ويثني على ذاك على هذا النصر المؤزر، ويحلل أسباب انكساري، ويخاطب القراء بتواضع جم بعد أن أشهر القلم مدافعا عن الحوزة وأحرز النصر المبين، ولم ينس أن يحثهم على التمسك بالعلم كي لا يضطر هو الى خوض غمار المعارك مرة أخرى، كل هذا والمعركة لم تبدأ بعد، وقد ذكرني في هذا بمذيعي الأخبار في حرب سبعة وستين وهم يعدون الطائرات التي أسقطت والأراضي التي حررت، ويخدعون الناس ويمنونهم بالنصر المؤزر حتى إذا انقشع الغبار وجدوا أنفسهم وقد عادوا بخفي حنين، وباؤوا بسخط من الناس وخسران مبين "
والليبى يذكرنى باليسار الذى كان يطلق على التيار الدينى الإسلامويون أخذا من مقولة الدمويون فيطلق على المهتمين بالإسلام الإسلاميين فيقول:
"ولا يكاد ينقضي عجب الانسان حتى يفارق هذه الدنيا، ومن ظن أنه رأى فنون العجب فاستوفاها فهو مخطىء، وكلما ظننت أني رأيت عجائب الاسلاميين جاؤونا بالمزيد، فهم في ذلك مبدعون كابداع صاحب الخيمة المشهورة والناقة الممهورة ... ولكن لماذا أقول ذلك؟"
ويذكرنا الرجل بما حدث في الحوار وهو أن من ردوا عليه اتهموه باتباع المستشرقين ومن ثم لم يذكر لهم أى كلمة فقال :
"لعلك تذكر عزيزي القارىء أني اتهمت في بداية هذا الحوار بترديد كلام المستشرقين، وتعهدت للقارىء الكريم اني لن أورد كلمة لمستشرق وانما سأستشهد بالقرآن والأحاديث الصحيحة، وكلام العلماء والمفسرين الأجلاء، ولعلك تلاحظ أنهم لم يستطيعوا الطعن في أي حديث حتى الآن وأرجوهم أن يفعلوا اذا وجدوا مطعنا ... ولكن يبقى السؤال: ما هو وجه العجب الذي أشرت اليه في بداية المقال؟"
ومن ردوا عليه عن الاخذ بكلام العلماء والمفسرين كسالم طالبوه باتخاذ البخارى ومسلم فقط كمراجع لكتاباته فقال :
"وجه العجب انهم بعد ان اتهموني بالاخذ بكلام المستشرقين أصبحوا ينهونني عن الاخذ بكلام العلماء والمفسرين، وقد أورد السيد سالم بن عمار نصا مفاده أنه لا يقبل الا ما كان في البخاري ومسلم وبعض الاحاديث الصحيحة المتناثرة في بعض كتب الحديث الأخرى، وقال صلاح عبد العزيز كلاما مشابها ..وأنا ان لم أخرج من هذا الحوار الا بهذه فهي حسبي، فهاهم يضعون كتب السيرة والتاريخ والتفسير في كفة واحدة مع كتب المستشرقين، وبعد ان اشتكوا طويلا من ظلم المستشرقين إذا بهذه الفظائع ليست من افتراء المستشرقين وانما هي من قول علماء الاسلام "
ومع كل هذا نزل الرجل على رغبة سالم الذى ألزمه بالقرآن والبخارى ومسلم واعتبر الليبى ذلك كفرا بالتراث وأن سالم ومن معه أفلسوا مع أنهم كانوا يدعون من قبل لقراءة تلك الكتب والأخذ بها فقال:
" ... وأنت أيها القارىء الكريم لست منذ اليوم ملزما بقراءة أي كتاب، بل أنت منهي عن ذلك الا ثلاثة كتب: القرآن والبخاري ومسلم .. وكفي الله المؤمنين القتال ...
هل هذه بادرة افلاس أيها السادة؟ هل نحرق كتب الطبري والقرطبي وابن كثير والزمخشري والبيضاوي وابن الأثير والواقدي وابن سعد وابن هشام وابن عبدالبر والسيوطي؟ ولماذا نستبقيها اذا كانت مما لا يحتج به واذا كانت تحتوي على البشاعات في حق رسول الله وأهله وصحبه؟
اليس من الإفلاس أن يتنصل المرء من تراثه ويتبرأ منه علنا ويدعو الناس الى عدم الأخذ منه وهو الذي طالما دعاهم الى الرجوع الى التراث وكتب العلماء ونبذ كتب المستشرقين؟ ألا ترون أن المفلس هو من يشطب بجرة قلم مؤرخين ومفسرين شوامخ كالطبري والقرطبي والزمخشري وابن كثير؟"
وطلب الليبى من سالم ان يراجع مقالاته وسيجد انهم استشهد بالكتب التى يرفضها حاليا فقال:
"وكان الأولى به أن ينصح نفسه بهذا الكلام قبل أن يوجهه لنا، فبنظرة سريعة الي مقالاته على هذه الصفحة نجد أنه يستشهد بصفة الصفوة، والرحيق المختوم، وكتب فضائل الصحابة وغيرها، ولم يلتزم الكاتب بما يريد أن يلزمنا به من الاخذ فقط من صحيحي البخاري ومسلم، فما هو المعيار؟ هل تأخذ من الكتب فقط ما كان موافقا لهواك ومؤيدا رأيك؟
ونعلم أن البخاري جاء بعد الرسول بنحو قرنين ونصف القرن من الزمان، فكيف كان الناس يؤرخون قبل مجيء البخاري؟ وماذا نفعل بالتاريخ بعد البخاري؟"
وتساءل عن المعيار الهش الذى طالب به سالم طالبا منه الاجابة على حكاية أن الرسول(ص) أمر بقتل رجل كان يتهم بمارية القبطية بدون أدلة؟ فقال:
"وليته التزم بهذا المعيار على هشاشته فهو لم يجب عن سؤالي الذي ورد في صحيح مسلم عن أن الرسول أمر بقتل رجل كان يتهم بمارية القبطية بدون أدلة ولا أربعة شهود ولا هم يحزنون، فهل ستشطب صحيح مسلم أيضا لتتفادى هذه المعضلة؟وأنا أربأ بوقتي الثمين أن أضيعه في الرد على كتابات مشوشة الأسلوب، مففكة الأركان، تكاد الشتائم تقفز من بين ثنايا سطورها، ولا تكاد تستخلص منها حجة أو ما يشبهها من بين السباب، ولكن بعضهم يلح الحاحا شديدا"
بالقطع الليبى الذى ادعى هشاشة المعيار لم يجعل هناك معيار أساسى وحيد وهو القرآن بدلا من كتب البشر وإنما أصر على أن يذكرنا بحكاية لا أصل لها وهى حكاية قتل المتهم بمارية وهى حكاية ليست من الوحى وتتنافى تماما مع رحمة الرسول(ص) وعدله
الغريب أن في كتب الشيعة لا يوجد قتل وحكاية الإفك في مارية وليست في عائشة كما يقول التراث السنى وكلاهما يكذب القرآن
واعتبر الليبى محاوريه كالطالب الفاشل الذىى ملأ صفحات إجابة الامتحان بأى كلام لعله يفوز ببضع درجات شفقة من المصحح فقال :
" وإذ أني لا أرغب أن يتحول هذا السجال الى جدل عقيم فاني سأرد باختصار على ما زعموه من حجج بخصوص قضية زواج الرسول من عائشة، ولاحظ عزيزي القارىء اني لم أورد قضية زواج الرسول من عائشة كسؤال ضمن أسئلتي التسعة عشر، وانما كان سؤالي الأول عن شك الرسول في عائشة، وهم في هذا كالتلميذ الذي لا يحسن أن يجيب على أي سؤال في ورقة الامتحان فيختار سؤالا من ذهنه ويسود باجابته الصفحات حتى لا يسلم ورقة الاجابة بيضاء خاوية عسى أن يكسب بعض الدرجات من باب الشفقة، وليتهم أحسنوا استدرار الشفقة ولكنهم لم يستطيعوا ذلك فقد جاءت أجوبتهم عن السؤال الاختياري مفككة متلعثمة، ترجم بالغيب وتحاول تغطية الشمس بالغربال."
وكعادة من يكتبون كالليبى يعتبرون أن مجرد تكرار الحكاية في كتب مختلفة هو دليل على أن حدثت بشكل ما دون النظر في اختلافات الروايات وتناقضاتها التى تجعلها كلها غير مقبولة ومن ثم هو يصدق قتل الرسول(ص) للمتهم بدون دليل أو شهود بناء على أن حكاية إفك عائشة حدثت فيقول:
"وقد فصلت أدلتي في موضوع شك الرسول في عائشة في مقال سابق فلا أرى حاجة للتكرار. ولتأكيد هذا الفهم فقد أوردت حديث مسلم الذي أمر فيه الرسول بقتل رجل لأنه اتهم بمارية القبطية بدون أدلة ولا شهود مما يدل على أن شكه في عائشة ليس حادثة منفصلة وانما لها ما يؤيدها (وهذا ما تجاهلوه تماما)."
قصة الإفك في القرآن لا يوجد فيها اسم عائشة أو غيرها ومن يراجعها جيدا سيجد أنها اتهام بزنى جماعى وهو ما يسمونه تبادل الزوجات وليس حادثة زنى فردى بين رجل وامرأة بدليل التالى:
أن الله أمر المؤمنين والمؤمنات أن يظنوا في أنفسهم الخير فقال :
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين"
أن الله اعتبر الإفك دعوة لنشر وهو اشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم واشاعة الفاحشة لا تكون بحادثة فردية وإنما بحوادث كثيرة وهى ما يسمى الزنى الجماعى وفى هذا قال تعالى :
"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة"
وناقش الليبى زواج النبى(ص) من عائشة وهى طفلة ردا على ما قاله سالم ومن معه فقال:
"ومع ذلك، سأرد على ما أوردوه في مقالاتهم الأخيرة بصورة مختصرة قدر الامكان:
1 - قضية العرف: قالوا ان العرف لم يكن يستنكر زواج الأطفال، ونقول لهم أنه حتى لو كان العرف لا يستنكره فانه لا يليق بالأنبياء، ولا يليق برجل في الرابعة والخمسين من العمر أن يؤذي براءة فتاة في التاسعة بالجماع فهذا مما تأباه النفوس السوية، وأنت لن تعرض هذا الأمر على شخص ذي فطرة سوية أيا كان دينه ومذهبه إلا ويستنكره، فلم المكابرة؟ كذلك فانه لو كان العرف يبيح زواج فتاة في التاسعة لكنا سمعنا عن غير عائشة ممن تزوجن في التاسعة، ولو كان عندهم مثال من الصحابيات أو حتى من المشركات لأتوا به ولكنهم لا يستطيعون لانه ببساطة لا توجد فتاة تتزوج في التاسعة ولم نسمع أن أحدا فعلها حتى في أزمنة سابقة على زمن الرسول أو لاحقة له.
2 - قضية النضج: لا يخفى عن القارىء أنه اذا كانت سن النضج مبكرة في المناطق الحارة فانها ستنضج الجميع، فتيات وشبانا ولن تنضج عائشة فقط، فما بالهم لم يستطيعوا أن يأتوا بأمثلة أخرى؟ وطبعا لا نعتد بمن تزوجن في الثانية عشر أو الرابعة عشر فالفرق بين. كما ان قضية النضج تغفل نقطة أخرى وهي أنه من المفهوم أن تتزوج فتاة نضجت مبكرا شابا نضج مبكرا هو الآخر، أو حتى شخصا يفوقها عمرا ولكن أن يفوقها عمرا بأربعة عقود ونصف؟
والحديث المروي عن عائشة لا يدل بحال على نضجها فلا يوجد في الحديث ما يدل على معرفتها بأنها كانت ستزف الى الرسول في ذلك اليوم، وانما تحدثت عن كونها تلعب في أرجوحة فأخذتها أمها وطرحت جميمتها وساقتها الي الرسول .. فهل في هذا ما يدل على النضج؟
وحتى بعد ذلك بزمن نجد أحاديث صحيحة عن عائشة تتحدث فيها عن لعبها بالدمى المجنحة ودخول الرسول عليها وهي تلعب مع صويحباتها بالدمى فيفزعن من الرسول ويغادرن مما يدل على أنها لم تنضج حتى بعد سنوات من زواجها فارحمونا من قصة النضج احتراما لعقولنا ...
3 - التكليف: لعلنا نذكر حديث الرسول عن أمر الأطفال بالصلاة في سبع وضربهم عليها في عشر، ونعلم أن الرسول لا ينطق عن الهوى، فهو يقر بهذا ان الطفل لا يمكن الزامه حتى بالصلاة وهي عمود الدين مالم يبلغ العاشرة، فكيف بمن لا يكلف حتى بالصلاة أن يكلف بأداء الواجبات الجنسية؟
4 - الحيض: حاول الاخوة اثبات أن عائشة كانت قد بلغت المحيض في سن التاسعة، وقلنا أن مجرد أن يبرز نهدا فتاة في التاسعة لا يعطي رخصة لاقتطاف براءتها ... ونسي الاخوة أن الاسلام لا يحرم زواج الفتاة التي لم يأتها الحيض والدليل على هذا قول القرآن (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن) .. وتخيل أيها القارىء فتاة تتزوج وتطلق وتنزل فيها الآيات وتوضع لها الأحكام وهي لم تبلغ المحيض بعد وقارن هذا بموضوع العبيد والإماء الذي لم تنزل فيه الشريعة الخاتمة بحكم شاف يحرمه فأيهما أهم؟.
5 - انكار اليهود والكفار: دندن الكثيرون حول نقطة انه اذا كان زواج الرسول مما يستبشع لكان اليهود والكفار أول من أنكر ذلك فلماذا لم يفعلوا؟"
الليبى الذى يحاول أن يجعله نفسه مدافعا عن العدل والحق في الفقرات السابقة صدرت منه أقوال تبين كراهيته للإسلام منها :
وقارن هذا بموضوع العبيد والإماء الذي لم تنزل فيه الشريعة الخاتمة بحكم شاف يحرمه فأيهما أهم؟."
فهنا اتهام للدين بالنقص مع أن موضوع العبيد والإماء الحكم فيه ظاهر واضح وهو تحرير الرقاب بكل وسيلة ممكنة حتى أن الزكاة فيها سهم مخصص لتحريريهم كما قال تعالى :
"وفى الرقاب"
فضلا عن أن الكثير من الذنوب كفارتها ألأولى تحرير رقبة
ونجد الرجل لا يفهم القرآن فيقول " ونسي الاخوة أن الاسلام لا يحرم زواج الفتاة التي لم يأتها الحيض والدليل على هذا قول القرآن (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن)"
فالإسلام حرم زواج اليائسات من المحيض وهن أنفسهم اللائى لم يحضن فالله لم يحل زواج الطفلات لعدم العقل وعدم البلوغ
وترك الرجل الموضوع وهو زواج الطفلة ليدخلنا في متاهة الاغتيالات السياسية المزعومة فنقل لنا من بطون الكتب ما يلى:
"ولعله من المناسب هنا أن نفتح بايجاز ملف الاغتيالات السياسية في عهد الرسول لكل من عارضه بالشعر دع عنك من عارضه بالسيف لنعلم أن معارضة الرسول لم تكن لتمر بدون عقوبة قاسية لا يشفع فيها كون المعارض رجلا أو امرأة، شيخا أو صغيرا، ولم تنج منه حتى المرأة التي ترضع أولادها، واليكم التفصيل:
اغتيال عصماء بنت مروان:
أرسل الرسول عميرا بن عدي إلى عصماء بنت مروان وأمره بقتلها لأنها ذمته. فجاءها ليلا، وكان أعمى، فدخل عليها بيتها، وحولها نفر من ولدها نيام ومنهم من ترضعه فجسها عمير بيده، ونحى الصبي عنها، وأنفذ سيفه من صدرها إلى ظهرها. ثم رجع فأتى المسجد فصلى، وأخبر الرسول بما حصل، فقال الرسول: لا ينتطح فيها عنزان، وأثنى على عمير ثناء جميلا، ثم أقبل الرسول على الناس وقال: من أحب أن ينظر إلى رجل كان في نصرة الله ورسوله فلينظر إلى عمير بن عدي. [المنتظم لابن الجوزي ص518 وعدة كتب أخرى]"
الليبى هنا يستهبل ويستغفل القراء في تصديقه لرواية وهى أن أعمى وركز على أعمى سار في الشارع ليلا ودخل بيت المرأة بعد أن فتحه وسار فى البيت في الحجرات المختلفة حتى وجد حجرة نومهم فتحسس النائمين حتى قتل المرأة على أساس أنه عرف مكان رقبتها ليخنقها
حكاية لا يمكن أن يصدقها طفل فهات أعمى أى أعمى واطلب منه أن يمشى وحده ويدخل بيت فلان وانظر ماذا سيحدث له
إغتيال أبي عفك اليهودي:
كان أبو عفك اليهودي شيخا كبيرا قد بلغ مائة وعشرين سنة وكان يقول الشعر في هجو الرسول، فقال رسول الله: من لي بهذا الخبيث؟ وفي ليلة حارة نام أبو عفك بفناء منزله، وعلم سالم بن عمير به، فأقبل إليه ووضع سيفه على كبده فقتله. [طبقات ابن سعد ص242 ومغازي الواقدي ص64 وعدة كتب أخرى]
إغتيال كعب بن الأشرف:
لما بلغ الرسول أن كعب بن الأشرف كان يهجوه، ويحرض قريشا عليه، أرسل خمسة رجال، منهم أبو نائلة أخو كعب من الرضاعة لقتله. فمشى معهم الرسول إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال: انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم. ثم رجع الرسول إلى بيته وهو في ليلة مقمرة. فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصن كعب وكان حديث عهد بعرس، فهتف أبو نائلة، فوثب كعب في ملحفته خارجا آمنا إذ عرف صوته، فغدروا به وقتلوه وأخذوا رأسه ثم عادوا راجعين حتى بلغوا بقيع الفرقد فكبروا. فلما سمع الرسول تكبيرهم كبر وعرف أنهم قتلوه. ثم انتهوا إليه وهو قائم يصلي فقال أفلحت الوجوه. قالوا وجهك يا رسول الله، ورموا برأسه بين يديه!. [وهذه القصة لا يخلو منها كتاب وانظر القرطبي مثلا ولاحظ أخي القارىء أن كعب ابن الأشرف كان معاهدا كما يرويه الطبري في تفسيره واستدل به العلماء على جواز قتل المعاهد اذا سب الرسول]
إغتيال أبي رافع سلام بن أبي الحقيق:
أرسل الرسول عبد الله بن عتيك، ومعه أربعة رجال لقتل أبي رافع لمعاداته للرسول. فلما هدأت الأصوات جاءوا إلى منزله فصعدوا درجة له وقدموا عبد الله بن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية. فاستفتح وقال: جئت أبا رافع بهدية!، ففتحت له امرأته، فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح، فأشار إليها بالسيف فسكتت، فدخلوا عليه فعلوه بأسيافهم وقتلوه. [طبقات ابن سعد – ص274]"
لاحظوا الذى لم يلاحظه الليبى وهو الرطن باليهودية فلا وجود للغة يهودية لأن اليهود يتحدثون بمعظم لغات العالم وإنما المعروف أنها العبرية أو العبرانية وقال:
إغتيال أم قرفة:
قتلت أم قرفة في سرية لزيد بن حارثة، إذ عمد قيس بن المحسر إلى أم قرفة وهي عجوز كبيرة فقتلها قتلا عنيفا ربط بين رجليها حبلا ثم ربطها بين بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعاها وقتل النعمان وعبيد الله ابني مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر وقدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك فقرع باب النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه عريانا يجر ثوبه حتى اعتنقه وقبله فأخبره بما ظفره الله به [طبقات ابن سعد – ص274]
وأضف الى ذلك من أمر بقتلهم ولو وجدوا متعلقين بأستار الكعبة وهم ستة رجال وأربعة نساء [مختصر تاريخ دمشق، وأسد الغابة ص782] وغيرهم مما يقصر المجال عن ذكرهم، فلا أظن أن هذا المناخ كان مما يشجع الناس على ابداء آرائهم، وما أدراك أن بعض هؤلاء القتلى انما قتل بسبب استنكاره لزواج الرسول من عائشة؟ وهل تستطيع أن تأتينا بأشعارهم التي استحقوا بها القتل؟"
الرجل بدلا من ان يعود لكتاب الله لينفى كل تلك الحوادث لأنها قائمة على عصيان الله ليس مرة ولا اثنين بل عشرات المرات فيما لو صدقنا كتب التاريخ والروايات
فهل يترك الله رسوله(ص) دون تنبيه إلى هذا الذنب وهو ينبهه في كل مرة يذنب فيها؟
النص النافى لكل تلك الروايات هو قوله تعالى :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
الغريب أن الروايات في قتل كل واحد ممن ذكر وممن لم يذكر متناقضة فيمن قتل وعددهم والمكان والزمان والكيفية والأحداث وبالقطع لم أذكر ذلك لأن ذلك يحتاج لكتاب منفرد وهو ما سبق أن كتبته في كتاب فرية الاغتيالات
وأكمل الليبى فقال:
6 - قالوا انه لو أن المسلمين كانوا ليخفوا شيئا لأخفوا قصة الافك، وهذا من المستحيلات: فكيف كان الرسول سيخفي قصة الافك وهو لا يرضى بأقل من آية قرآنية لتبرئة زوجته؟ فكيف ستبقى الآية وتختفي القصة؟
ولعله من المفارقات الطريفة أن قصة مشابهة وهي قصة اتهام مارية القبطية بالزنا مع رجل والتي وردت في صحيح مسلم لم تحظ بنفس الاهتمام السماوي، فلم يطلب الرسول آية لتبرئتها ولم تتبرع السماء بذلك، ولم يطلب دليلا على اجرام الرجل بل أرسل اليه عليا ليقتله بدون أدلة ولا شهود، فهل لهذا علاقة بكون عائشة حرة ومارية جارية؟ وهل أعراض الحرائر هو مما يهم السماء بينما لا تهتم لأعراض الجواري؟"
كما سبق القول الحكايات لم تحدث إطلاقا لا هذه ولا تلك ومع هذا الرجل مصر على السخرية من الله الذى يسميه السماء في الفقرة السابقة " وهل أعراض الحرائر هو مما يهم السماء بينما لا تهتم لأعراض الجواري"
وحكى دفاعات القوم عن الزواج الذى لم يحدث وهو زواج النبى(ص) بعائشة وهى طفلة فقال :
7 - قال بعضهم أن المعاشرة الجنسية للطفلات الصغيرات كانت شائعة عند اليهود، وحتى ان صح ذلك فما الذي يجعل الرسول يقتدي باليهود في هذا الفعل الشنيع وهو الذي يأمر بمخالفتهم في أبسط الأمور من اللباس وغيرها؟ كما قالوا أن مريم تزوجت يوسف النجار وعمرها 12 أو 14 سنة، ولا يخفى على القارىء الفرق بين فتاة في التاسعة وفتاة في الثانية عشر فالبون شاسع، وتأمل أن هذا الزواج ان صح قد حدث قبل زواج الرسول بستة قرون، فكان الأولى حسب نظرية النضج المبكر التي اخترعوها ان تتزوج الفتيات في ذلك الوقت في سن السادسة أو السابعة ولكنهم رغم اجتهادهم لم يجدوا سابقة لهذه الحادثة الغريبة لا عند العرب ولا اليهود ولا النصارى ولا الهنود ولا المغول."
وأدخلنا الليبى في متاهة أخرى رغم انه قال أن حديثه سيقتصر على زواج الطفلة وهى زواج طليقة المتبنى فقال :
"8 - اتهمنا بعضهم بالرغبة في خلط الأنساب وهذا من العجب، فان من يرغب في حفظ الأنساب لا يدخل بالنساء بدون استبراء أرحامهن، ولا يعجب بزوجة متبناه فيطلقها منه ويتزوجها، وحتى لو كان الغرض من ذلك هو التشريع فكان من الممكن أن يبيح الرسول ذلك بدون أن يضرب المثل بنفسه درءا للقيل والقال، فلا يوجد ما يجبر الرسول على ضرب المثل بنفسه لايضاح كل التشريعات وهو الذي يتبعه المؤمنون دون نقاش (وقالوا سمعنا وأطعنا).
9 - وقلنا أن عدم الزواج من زوجة الابن المتبنى كان من العادات الحميدة في الجاهلية وخالفهم فيها الرسول، فأنكره بعضهم علينا وتعللوا بحفظ الانساب الخ .. ونحن نعلم أن زيدا كان عبدا ثم ابنا للرسول لسنين طويلة في مكة ثم في المدينة فلماذا لم تتذكر السماء موضوع التشريع المزعوم الا بعد أن زار الرسول زيدا ورأى زينب فأعجبته كما بينا في مقال؟ أليست هذه من المصادفات العجيبة كمصادفة نزول آية براءة عائشة فقط بعد أن تحدث اليها الرسول وأقنعته ببرائتها؟"
ونجد سخرية الليبى من الله الذى سماه فقال:
"فلماذا لم تتذكر السماء موضوع التشريع المزعوم الا بعد أن زار الرسول زيدا ورأى زينب فأعجبته"
الغرابة في كلامه هو أنه يصدق كلام الروايات في حكاية رؤية النبى(ص) لابنة عمته وكأنه لم يراها طوال اربعين أو خمسين سنة وكأنه لم يزوجه لمتبناه بنفسه؟
والغرابة انه لا يذكر أن النبى(ص) مكث مدة يخفى في نفسه أمر الله بالزواج من المطلقة بعد طلاقها " وتخفى في نفسك ما الله مبديه" والذى أبداه الله هو زواج المتبنى لطليقة ابنه بالتنبنى وليس شهوته ورغبته الجنسية كما يزعم الليبى
ثم قال :
10 - وأما خبر نزول جبريل بصورة عائشة في يده فهو فرصة جيدة أعزائي القراء لفهم طبيعة العقل الديني المستعد لقبول جميع الخوارق والأساطير بدون تردد وذلك لمجرد ورودها في النص المقدس، ولو لم يرد هذا الحديث في البخاري أو مسلم وورد مثله في الانجيل مثلا لوجدنا هؤلاء الإخوة يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على الخرافات التي يؤمن بها النصارى ..
ونحن نعلم أن كل من تزوجهن الرسول هن أمهات للمؤمنين وكلهن أزواجه في الجنة، فلماذا لم ينزل جبريل بصورهن أيضا؟ هل هذا يرجع الى أن عائشة بنت أبي بكر وهو من هو في الفضل؟ فما بال حفصة بنت عمر بن الخطاب؟"
حديث الصورة المزعومة يتنافى مع القرآن وهو أن الملاك لا ينزل إلا في صورة رجل كما قال سبحانه:
"وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضى الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون"
وقال " فتمثل لها بشرا سويا"
ونلاحظ استهزاء الليبى بقوله لفهم طبيعة العقل الديني المستعد لقبول جميع الخوارق والأساطير بدون تردد وذلك لمجرد ورودها في النص المقدس" فهو يعلم أن النص المقدس هو القرآن وليس الروايات كما نلاحظ أنه يحاول نفى النصرانية عن نفسه من خلال قوله " ولو لم يرد هذا الحديث في البخاري أو مسلم وورد مثله في الانجيل مثلا لوجدنا هؤلاء الإخوة يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على الخرافات التي يؤمن بها النصارى"
ويواصل الرجل حديثه فيقول:
"ونعلم أيضا أن الرسول يفوق عائشة في العمر بأربعة عقود ونصف، وأبوها هو أقرب أصحابه اليه قبل أن تولد عائشة بعقود فلا شك أنه رآها وهي وليدة وطفلة، ولا شك أنه أراد أن يتزوجها ولا أرى حكاية الصورة الا حجة واهية لتبرير هذا الزواج العجيب، وكان أيسر على جبريل أن يدله على بيت أبي بكر لكي يرى عائشة بدلا من استنساخ الصور.
11 - زواج الرسول من بكر واحدة: وهذه من المغالطات المشهورة التي يعمد اليها الاسلاميون لإيهام الناس ان الرسول كان زاهدا في النساء، وهذا غير صحيح وكتب الفقه والحديث والسيرة والتاريخ مليئة بالقصص التي تنفي هذا، والرسول يقول عن نفسه (حبب الى من دنياكم الطيب والنساء) والرسول تزوج امرأة واحدة غنية تكبره سنا ولم يتزوج أو يتسرى عليها لمدة خمس وعشرين سنة، وبمجرد وفاتها، وفي غضون اثني عشرة سنة تزوج ما يقارب من أربعة عشر امرأة منهن عائشة بنت ابي بكر، وسودة بنت زمعة، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وام سلمة واسمها هند بنت ابي امية، وجويرية بنت الحارث، وام حبيبة بنت ابي سفيان، وزينب بنت جحش، وصفية بنت حيي بن اخطب، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة، وهي التي يقال لها ام المساكين، كما تزوج نساء لم يدخل بهن كالشنباء بنت عمرو الغفارية، وعمرة بنت يزيد الكلابية (وقيل أسماء بنت النعمان بن الجون)، ويوجد خلاف كبير عن عدد وأسماء من لم يدخل بهن فسنتجاوزه.
ومن ملك اليمين كانت عنده مارية القبطية، وريحانة بنت زيد من بني قريظة (وهذه أعتقها وتزوجها وماتت عنده)، بخلاف من أهدت نفسها للنبي وأبيح له الاحتفاظ بها بعد نزول اية سورة الاحزاب: "وأمرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين". وبالنظر الى هذا العدد من النساء والاماء وغيرهن يصعب القول بالزهد في النساء، وتبقى قصة زواجه منهن لمصلحة الدعوة ولحكم شرعية أخرى، وهذه مغالطة ثانية يسعدنا أن نفندها بالتفصيل في مقال آخر ولكن باختصار فانه لو كان الهدف تمكين الدعوة لكان الأولى به أن يفعل ذلك في مكة عندما كان مستضعفا وكانت الدعوة في حاجة الى النصرة وليس بعد أن تمكن له الأمر في المدينة.
وقد وردت الأحاديث الصحيحة أن الرسول كان يطوف على نسائه في اليوم الواحد، وكانوا يتحدثون انه أعطي قوة أربعين رجلا في الجماع ونعلم أيضا انه كان يقبل زوجاته وهو صائم، وأنه يأمر زوجتة يشد الازار ثم يأتيها في حيضها، فلعلهم يعفوننا قليلا من قصة الزهد هذه لأنها لا تستقيم."
في الفقرة نجد اتهاما بأن زواجه(ص) من النساء كان لمصلحة الدعوة ولحكم شرعية أخرى والحقيقة أن كل ما يقال عن زواجات النبى(ص) من غريبات عنه هو أمر يكذب القرآن فقد تزوج من المكيات في مكة ومن بنات عماته وعمه وخاله وخالاته اللاتى هاجرن معه وليس من كل تلك القبائل والسبب ليس شهوة ولكن لأنهن كن يعشن في بيته وهو يدخل عليهن ليل نهار ولا يعدم أن يرى من واحدة منهن ما يسوءه من كشف بعض الجسم ومن ثم كان أمر الله بزواجهن حتى لا يحدث شىء محرم زد على هذا أن أحدا لم يتزوجهن في تلك الفترة التى كان فيها المهاجرون وحتى ألأنصار فقراء بسبب اقتسامهم مال الأنصار وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك"
وتحدث عن كون الرجل ظالم في حكاية سودة فقال :
"12 - قالوا أيضا انه لو كان راغبا في النساء لما تزوج الأرامل كبيرات السن، فنحيلهم الى قصة أم المؤمنين سودة بنت زمعة، فالقرطبي يقول في تفسيره [قال ابن أبي مليكة: إن سودة بنت زمعة لما أسنت أراد النبي –ص- أن يطلقها، فآثرت الكون معه، فقالت له: أمسكني وأجعل يومي لعائشة؛ ففعل صلى الله عليه وسلم، وماتت وهي من أزواجه] فها نحن نرى هذه المرأة التي تزوجها بعد وفاة خديجة مباشرة وأفنت عمرها معه أراد أن يطلقها لأنها كبرت في السن، ولم ينقذها من الطلاق الا أن تنازلت عن يومها لعائشة، واذا نظرنا الى رواية ابن سعد في طبقاته فالقصة أكثر مأساوية [حدثنا القاسم بن أبي بزة أن النبي بعث إلى سودة بطلاقها فلما أتاها جلست على طريقه الى بيت عائشة فلما رأته قالت أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه لم طلقتني؟ ألموجدة وجدتها في؟ قال لا قالت فإني أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني وقد كبرت ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة فراجعها النبي وقالت فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة]، فهذه المرأة التي عاشرت الرسول ما يقارب السنوات العشر بعث اليها بطلاقها ولم تستطع الا ان تترصد له في الطرقات وقد أقر بأنه لم يطلقها لذنب اقترفته أو لموجدة وجدها عليها، ويبدو أنها عرفت سبب طلاقها فأعفته بقولها أنها لا حاجة لها في الرجال، ولا أستطيع أن اقاوم اضافة هذا السؤال الى أسئلتي وهو: "اذا كانت رابطة الزوجية في الاسلام علاقة انسانية، واذا كان الله والرسول يأمران بالعدل بين الزوجات، فكيف قبل الرسول بأن تتنازل سودة عن يومها لعائشة؟ وهل هذا من العدل؟ وحتى لو كانت سودة كبيرة في السن ولا حاجة لها في المعاشرة الجنسية، ألا يحق لها يوم كبقية النساء حتى وان كان للحديث والمسامرة؟ وهل الحياة الزوجية في الاسلام جنس فقط؟ وهل هذا جزاء الزوجة المخلصة إذا كبرت في السن؟ " وهذا هو سؤالنا العشرين كي لا نخطىء العد.
ونعلم عزيزي القارىء أن المشايخ سيثورون علينا ويتهموننا بالافتراء فنورد لهم فهم العلماء الأجلاء لهذه القصة، فقد جاء في تفسير القرطبي [عن علي بن أبي طالب أن رجلا سأله عن هذه الآية فقال: هي المرأة تكون عند الرجل فتنبو عيناه عنها من دمامتها أو فقرها أو كبرها أو سوء خلقها وتكره فراقه؛ فإن وضعت له من مهرها شيئا حل له أن يأخذ وإن جعلت له من أيامها فلا حرج. وقال الضحاك: لا بأس أن ينقصها من حقها إذا تزوج من هي أشب منها وأعجب إليه]. فتأمل عدل الشريعة وتكريمها للمرأة!!والانسان السوي يرى أنه ليس من المروءة أن تعاشر امرأة لسنوات ثم تطلقها لأنها كبرت في السن، أو تبقيها بعد أن تسلبها حقها، فهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ ولكننا أمام ذات العقل الديني الذي يقلب الحقائق الواضحات فليتهم اكتفوا بالسكوت عن هذه الحادثة المؤسفة بل شطحوا بمحاولة تصوير حكمة الشرع في ان المرأة إذا خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا فلا جناح عليها أن تتنازل له عن جزء من حقوقها، أو عنها جميعا، وكأن الرجل لا يكبر في السن ولا يعتريه القبح أو الوهن أو الدمامة أو سوء الخلق، فاذا بالظلم ينقلب عدلا والاستغلال البشع ينقلب حكمة، وأترك للقارئات الكريمات أن يتأملن هذه الشريعة السمحاء وماذا سيكون مصيرهن إذا طبقت يوما ما."
وبالقطع الروايات في أمر سودة كلها كاذبة فالرسول (ص) العادل الذى يطيع ربه يعلم جيدا أن عدم جماع المرأة أكثر من أربعة أشهر هو طلاق رسمى كما قال تعالى :
" للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم"
ومن ثم فالحكاية هى تكذيب مباشر لكتاب الله والرسول(ص) لن يظلم امرأة الظلم البين كيف وهو موصوف بالرحمة ؟
ثم قال:
13 - وقال البعض أن سد الذرائع هو أصل عظيم من أصول الدين ونحن لا نخالفه في هذا ونقول أنه من باب سد الذرائع عدم الزواج من طفلة ذات تسع سنوات منعا لاستنكار الناس واستهجانهم، كما أنه من باب سد الذرائع الترفع عن الزواج من مطلقة الابن بالتبني.
14 - وقد أتانا بعضهم بعجائب أخرى إذ اشترط أن نأتيه بمصادر الأسئلة والأدلة عليها، ونحن نفهم أن يأتي الانسان بدليل على دعوى ولكن أن يأتي بدليل على سؤال فهذا من العجب! كما اشترط أن نأتي له بأرقام الصفحات ويبدو أن من يعجز عن الاجابة يعمد الى إثارة الغبار، وكان الاولى بهم أن يثبتوا ان هذه الروايات غير صحيحة اذا كان يستطيعون ذلك، أما المصادر فأنا أذكرها ويستطيع من أراد أن يتأكد منها فليفعل، فلن نفتري على الطبري أو ابن كثير أو مسلم أو البخاري وكتبهم موجودة في متناول الخاصة والعامة.
15 - وأورد بعضهم حجة عجيبة وهي أنه لا يقبل ما جاء في كتب التفسير والتاريخ الا ما كان في البخاري ومسلم، ونقول له: ماذا كان يفعل علماء المسلمين ان لم يمحصوا كتبهم؟ ولم لم تفعل أنت ذلك مثلا؟ وأين كان آلاف العلماء الذين يسودون الصفحات في فقه الحيض والنفاس؟ ولم لم تسعفهم غيرتهم على الرسول في تمحيص ما ورد عنه من أخبار؟
وتعلم عزيزي القارىء أن هذه كتب السيرة والتاريخ كما رواها علماء الاسلام، وأن هذه القصص وردت فيها بروايات مختلفة، وقد وردت في عدة كتب لعلماء لم يعاصر بعضهم بعضا فما الذي يجعل كل هؤلاء العلماء يتفقون على رواية قصص كاذبة بأسانيد مختلفة؟ وهل هم أغير من هؤلاء العلماء على الرسول وأهله؟ أم هم أدرى بعلوم الحديث والجرح والتعديل من علماء أنفقوا أعمارهم فيها؟
ونحن اذا أخذنا من هؤلاء العلماء لا نسلم واذا أخذنا من المستشرقين أقاموا علينا الدنيا، وإذا أتينا بتحليل من عندنا اتهمونا بالجهل، فمن أين نأخذ التاريخ يا حضرات المشايخ؟وأخيرا، أذكر القارىء بأن كل هذه الجعجعة لم يتبعها طحن، وأنهم لم يتعرضوا لأسئلتي التسعة عشر والتي أصبحت اليوم عشرين، فلعلهم يمنون علينا بالاجابة فقد طال انتظارنا، خاصة اذا علمنا أنهم يجمعون أن هذه شبهات واهية، وأن الرد عليها من أيسر الأمور، وبعضهم قرع طبول النصر قبل أن يبدأ في الاجابة .."
تبقت كلمة وهى أن عدم محاكمة كل كتب الروايات إلى كتاب الله هو واحدة من اكبر المصائب التى تجعل الدين متناقض ومن يطالبون بتصديقها دون عرضها على القرآن هم أناس يريدون ابقاء الكفر في الإسلام من خلال تصديق الحكايات فتجد كل صاحب شهوة يريد ابقاء سبى النساء وجماع الإماء بلا زواج وزواج الطفلات وقتل المعارضين دون اعتداء منهم وغير هذا
المقال لحكيم الليبي والاسم بالقطع مستعار لأنك لا تدرى هل هو علمانى أو يهودى او نصرانى أو ملحد والمقال هو رد على ردود على 19 سؤال طرحهم الرجل في أحد المنتديات وفى البداية أخبرنا الراد الرئيسى عليه بشر أنصاره بالنصر وهو مهزوم فقال :
"استعجل السيد سالم بن عمار بدق طبول النصر وانشاد اناشيده وأهزوجاته، وبدأ يحمد هذا ويثني على ذاك على هذا النصر المؤزر، ويحلل أسباب انكساري، ويخاطب القراء بتواضع جم بعد أن أشهر القلم مدافعا عن الحوزة وأحرز النصر المبين، ولم ينس أن يحثهم على التمسك بالعلم كي لا يضطر هو الى خوض غمار المعارك مرة أخرى، كل هذا والمعركة لم تبدأ بعد، وقد ذكرني في هذا بمذيعي الأخبار في حرب سبعة وستين وهم يعدون الطائرات التي أسقطت والأراضي التي حررت، ويخدعون الناس ويمنونهم بالنصر المؤزر حتى إذا انقشع الغبار وجدوا أنفسهم وقد عادوا بخفي حنين، وباؤوا بسخط من الناس وخسران مبين "
والليبى يذكرنى باليسار الذى كان يطلق على التيار الدينى الإسلامويون أخذا من مقولة الدمويون فيطلق على المهتمين بالإسلام الإسلاميين فيقول:
"ولا يكاد ينقضي عجب الانسان حتى يفارق هذه الدنيا، ومن ظن أنه رأى فنون العجب فاستوفاها فهو مخطىء، وكلما ظننت أني رأيت عجائب الاسلاميين جاؤونا بالمزيد، فهم في ذلك مبدعون كابداع صاحب الخيمة المشهورة والناقة الممهورة ... ولكن لماذا أقول ذلك؟"
ويذكرنا الرجل بما حدث في الحوار وهو أن من ردوا عليه اتهموه باتباع المستشرقين ومن ثم لم يذكر لهم أى كلمة فقال :
"لعلك تذكر عزيزي القارىء أني اتهمت في بداية هذا الحوار بترديد كلام المستشرقين، وتعهدت للقارىء الكريم اني لن أورد كلمة لمستشرق وانما سأستشهد بالقرآن والأحاديث الصحيحة، وكلام العلماء والمفسرين الأجلاء، ولعلك تلاحظ أنهم لم يستطيعوا الطعن في أي حديث حتى الآن وأرجوهم أن يفعلوا اذا وجدوا مطعنا ... ولكن يبقى السؤال: ما هو وجه العجب الذي أشرت اليه في بداية المقال؟"
ومن ردوا عليه عن الاخذ بكلام العلماء والمفسرين كسالم طالبوه باتخاذ البخارى ومسلم فقط كمراجع لكتاباته فقال :
"وجه العجب انهم بعد ان اتهموني بالاخذ بكلام المستشرقين أصبحوا ينهونني عن الاخذ بكلام العلماء والمفسرين، وقد أورد السيد سالم بن عمار نصا مفاده أنه لا يقبل الا ما كان في البخاري ومسلم وبعض الاحاديث الصحيحة المتناثرة في بعض كتب الحديث الأخرى، وقال صلاح عبد العزيز كلاما مشابها ..وأنا ان لم أخرج من هذا الحوار الا بهذه فهي حسبي، فهاهم يضعون كتب السيرة والتاريخ والتفسير في كفة واحدة مع كتب المستشرقين، وبعد ان اشتكوا طويلا من ظلم المستشرقين إذا بهذه الفظائع ليست من افتراء المستشرقين وانما هي من قول علماء الاسلام "
ومع كل هذا نزل الرجل على رغبة سالم الذى ألزمه بالقرآن والبخارى ومسلم واعتبر الليبى ذلك كفرا بالتراث وأن سالم ومن معه أفلسوا مع أنهم كانوا يدعون من قبل لقراءة تلك الكتب والأخذ بها فقال:
" ... وأنت أيها القارىء الكريم لست منذ اليوم ملزما بقراءة أي كتاب، بل أنت منهي عن ذلك الا ثلاثة كتب: القرآن والبخاري ومسلم .. وكفي الله المؤمنين القتال ...
هل هذه بادرة افلاس أيها السادة؟ هل نحرق كتب الطبري والقرطبي وابن كثير والزمخشري والبيضاوي وابن الأثير والواقدي وابن سعد وابن هشام وابن عبدالبر والسيوطي؟ ولماذا نستبقيها اذا كانت مما لا يحتج به واذا كانت تحتوي على البشاعات في حق رسول الله وأهله وصحبه؟
اليس من الإفلاس أن يتنصل المرء من تراثه ويتبرأ منه علنا ويدعو الناس الى عدم الأخذ منه وهو الذي طالما دعاهم الى الرجوع الى التراث وكتب العلماء ونبذ كتب المستشرقين؟ ألا ترون أن المفلس هو من يشطب بجرة قلم مؤرخين ومفسرين شوامخ كالطبري والقرطبي والزمخشري وابن كثير؟"
وطلب الليبى من سالم ان يراجع مقالاته وسيجد انهم استشهد بالكتب التى يرفضها حاليا فقال:
"وكان الأولى به أن ينصح نفسه بهذا الكلام قبل أن يوجهه لنا، فبنظرة سريعة الي مقالاته على هذه الصفحة نجد أنه يستشهد بصفة الصفوة، والرحيق المختوم، وكتب فضائل الصحابة وغيرها، ولم يلتزم الكاتب بما يريد أن يلزمنا به من الاخذ فقط من صحيحي البخاري ومسلم، فما هو المعيار؟ هل تأخذ من الكتب فقط ما كان موافقا لهواك ومؤيدا رأيك؟
ونعلم أن البخاري جاء بعد الرسول بنحو قرنين ونصف القرن من الزمان، فكيف كان الناس يؤرخون قبل مجيء البخاري؟ وماذا نفعل بالتاريخ بعد البخاري؟"
وتساءل عن المعيار الهش الذى طالب به سالم طالبا منه الاجابة على حكاية أن الرسول(ص) أمر بقتل رجل كان يتهم بمارية القبطية بدون أدلة؟ فقال:
"وليته التزم بهذا المعيار على هشاشته فهو لم يجب عن سؤالي الذي ورد في صحيح مسلم عن أن الرسول أمر بقتل رجل كان يتهم بمارية القبطية بدون أدلة ولا أربعة شهود ولا هم يحزنون، فهل ستشطب صحيح مسلم أيضا لتتفادى هذه المعضلة؟وأنا أربأ بوقتي الثمين أن أضيعه في الرد على كتابات مشوشة الأسلوب، مففكة الأركان، تكاد الشتائم تقفز من بين ثنايا سطورها، ولا تكاد تستخلص منها حجة أو ما يشبهها من بين السباب، ولكن بعضهم يلح الحاحا شديدا"
بالقطع الليبى الذى ادعى هشاشة المعيار لم يجعل هناك معيار أساسى وحيد وهو القرآن بدلا من كتب البشر وإنما أصر على أن يذكرنا بحكاية لا أصل لها وهى حكاية قتل المتهم بمارية وهى حكاية ليست من الوحى وتتنافى تماما مع رحمة الرسول(ص) وعدله
الغريب أن في كتب الشيعة لا يوجد قتل وحكاية الإفك في مارية وليست في عائشة كما يقول التراث السنى وكلاهما يكذب القرآن
واعتبر الليبى محاوريه كالطالب الفاشل الذىى ملأ صفحات إجابة الامتحان بأى كلام لعله يفوز ببضع درجات شفقة من المصحح فقال :
" وإذ أني لا أرغب أن يتحول هذا السجال الى جدل عقيم فاني سأرد باختصار على ما زعموه من حجج بخصوص قضية زواج الرسول من عائشة، ولاحظ عزيزي القارىء اني لم أورد قضية زواج الرسول من عائشة كسؤال ضمن أسئلتي التسعة عشر، وانما كان سؤالي الأول عن شك الرسول في عائشة، وهم في هذا كالتلميذ الذي لا يحسن أن يجيب على أي سؤال في ورقة الامتحان فيختار سؤالا من ذهنه ويسود باجابته الصفحات حتى لا يسلم ورقة الاجابة بيضاء خاوية عسى أن يكسب بعض الدرجات من باب الشفقة، وليتهم أحسنوا استدرار الشفقة ولكنهم لم يستطيعوا ذلك فقد جاءت أجوبتهم عن السؤال الاختياري مفككة متلعثمة، ترجم بالغيب وتحاول تغطية الشمس بالغربال."
وكعادة من يكتبون كالليبى يعتبرون أن مجرد تكرار الحكاية في كتب مختلفة هو دليل على أن حدثت بشكل ما دون النظر في اختلافات الروايات وتناقضاتها التى تجعلها كلها غير مقبولة ومن ثم هو يصدق قتل الرسول(ص) للمتهم بدون دليل أو شهود بناء على أن حكاية إفك عائشة حدثت فيقول:
"وقد فصلت أدلتي في موضوع شك الرسول في عائشة في مقال سابق فلا أرى حاجة للتكرار. ولتأكيد هذا الفهم فقد أوردت حديث مسلم الذي أمر فيه الرسول بقتل رجل لأنه اتهم بمارية القبطية بدون أدلة ولا شهود مما يدل على أن شكه في عائشة ليس حادثة منفصلة وانما لها ما يؤيدها (وهذا ما تجاهلوه تماما)."
قصة الإفك في القرآن لا يوجد فيها اسم عائشة أو غيرها ومن يراجعها جيدا سيجد أنها اتهام بزنى جماعى وهو ما يسمونه تبادل الزوجات وليس حادثة زنى فردى بين رجل وامرأة بدليل التالى:
أن الله أمر المؤمنين والمؤمنات أن يظنوا في أنفسهم الخير فقال :
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين"
أن الله اعتبر الإفك دعوة لنشر وهو اشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم واشاعة الفاحشة لا تكون بحادثة فردية وإنما بحوادث كثيرة وهى ما يسمى الزنى الجماعى وفى هذا قال تعالى :
"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة"
وناقش الليبى زواج النبى(ص) من عائشة وهى طفلة ردا على ما قاله سالم ومن معه فقال:
"ومع ذلك، سأرد على ما أوردوه في مقالاتهم الأخيرة بصورة مختصرة قدر الامكان:
1 - قضية العرف: قالوا ان العرف لم يكن يستنكر زواج الأطفال، ونقول لهم أنه حتى لو كان العرف لا يستنكره فانه لا يليق بالأنبياء، ولا يليق برجل في الرابعة والخمسين من العمر أن يؤذي براءة فتاة في التاسعة بالجماع فهذا مما تأباه النفوس السوية، وأنت لن تعرض هذا الأمر على شخص ذي فطرة سوية أيا كان دينه ومذهبه إلا ويستنكره، فلم المكابرة؟ كذلك فانه لو كان العرف يبيح زواج فتاة في التاسعة لكنا سمعنا عن غير عائشة ممن تزوجن في التاسعة، ولو كان عندهم مثال من الصحابيات أو حتى من المشركات لأتوا به ولكنهم لا يستطيعون لانه ببساطة لا توجد فتاة تتزوج في التاسعة ولم نسمع أن أحدا فعلها حتى في أزمنة سابقة على زمن الرسول أو لاحقة له.
2 - قضية النضج: لا يخفى عن القارىء أنه اذا كانت سن النضج مبكرة في المناطق الحارة فانها ستنضج الجميع، فتيات وشبانا ولن تنضج عائشة فقط، فما بالهم لم يستطيعوا أن يأتوا بأمثلة أخرى؟ وطبعا لا نعتد بمن تزوجن في الثانية عشر أو الرابعة عشر فالفرق بين. كما ان قضية النضج تغفل نقطة أخرى وهي أنه من المفهوم أن تتزوج فتاة نضجت مبكرا شابا نضج مبكرا هو الآخر، أو حتى شخصا يفوقها عمرا ولكن أن يفوقها عمرا بأربعة عقود ونصف؟
والحديث المروي عن عائشة لا يدل بحال على نضجها فلا يوجد في الحديث ما يدل على معرفتها بأنها كانت ستزف الى الرسول في ذلك اليوم، وانما تحدثت عن كونها تلعب في أرجوحة فأخذتها أمها وطرحت جميمتها وساقتها الي الرسول .. فهل في هذا ما يدل على النضج؟
وحتى بعد ذلك بزمن نجد أحاديث صحيحة عن عائشة تتحدث فيها عن لعبها بالدمى المجنحة ودخول الرسول عليها وهي تلعب مع صويحباتها بالدمى فيفزعن من الرسول ويغادرن مما يدل على أنها لم تنضج حتى بعد سنوات من زواجها فارحمونا من قصة النضج احتراما لعقولنا ...
3 - التكليف: لعلنا نذكر حديث الرسول عن أمر الأطفال بالصلاة في سبع وضربهم عليها في عشر، ونعلم أن الرسول لا ينطق عن الهوى، فهو يقر بهذا ان الطفل لا يمكن الزامه حتى بالصلاة وهي عمود الدين مالم يبلغ العاشرة، فكيف بمن لا يكلف حتى بالصلاة أن يكلف بأداء الواجبات الجنسية؟
4 - الحيض: حاول الاخوة اثبات أن عائشة كانت قد بلغت المحيض في سن التاسعة، وقلنا أن مجرد أن يبرز نهدا فتاة في التاسعة لا يعطي رخصة لاقتطاف براءتها ... ونسي الاخوة أن الاسلام لا يحرم زواج الفتاة التي لم يأتها الحيض والدليل على هذا قول القرآن (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن) .. وتخيل أيها القارىء فتاة تتزوج وتطلق وتنزل فيها الآيات وتوضع لها الأحكام وهي لم تبلغ المحيض بعد وقارن هذا بموضوع العبيد والإماء الذي لم تنزل فيه الشريعة الخاتمة بحكم شاف يحرمه فأيهما أهم؟.
5 - انكار اليهود والكفار: دندن الكثيرون حول نقطة انه اذا كان زواج الرسول مما يستبشع لكان اليهود والكفار أول من أنكر ذلك فلماذا لم يفعلوا؟"
الليبى الذى يحاول أن يجعله نفسه مدافعا عن العدل والحق في الفقرات السابقة صدرت منه أقوال تبين كراهيته للإسلام منها :
وقارن هذا بموضوع العبيد والإماء الذي لم تنزل فيه الشريعة الخاتمة بحكم شاف يحرمه فأيهما أهم؟."
فهنا اتهام للدين بالنقص مع أن موضوع العبيد والإماء الحكم فيه ظاهر واضح وهو تحرير الرقاب بكل وسيلة ممكنة حتى أن الزكاة فيها سهم مخصص لتحريريهم كما قال تعالى :
"وفى الرقاب"
فضلا عن أن الكثير من الذنوب كفارتها ألأولى تحرير رقبة
ونجد الرجل لا يفهم القرآن فيقول " ونسي الاخوة أن الاسلام لا يحرم زواج الفتاة التي لم يأتها الحيض والدليل على هذا قول القرآن (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن)"
فالإسلام حرم زواج اليائسات من المحيض وهن أنفسهم اللائى لم يحضن فالله لم يحل زواج الطفلات لعدم العقل وعدم البلوغ
وترك الرجل الموضوع وهو زواج الطفلة ليدخلنا في متاهة الاغتيالات السياسية المزعومة فنقل لنا من بطون الكتب ما يلى:
"ولعله من المناسب هنا أن نفتح بايجاز ملف الاغتيالات السياسية في عهد الرسول لكل من عارضه بالشعر دع عنك من عارضه بالسيف لنعلم أن معارضة الرسول لم تكن لتمر بدون عقوبة قاسية لا يشفع فيها كون المعارض رجلا أو امرأة، شيخا أو صغيرا، ولم تنج منه حتى المرأة التي ترضع أولادها، واليكم التفصيل:
اغتيال عصماء بنت مروان:
أرسل الرسول عميرا بن عدي إلى عصماء بنت مروان وأمره بقتلها لأنها ذمته. فجاءها ليلا، وكان أعمى، فدخل عليها بيتها، وحولها نفر من ولدها نيام ومنهم من ترضعه فجسها عمير بيده، ونحى الصبي عنها، وأنفذ سيفه من صدرها إلى ظهرها. ثم رجع فأتى المسجد فصلى، وأخبر الرسول بما حصل، فقال الرسول: لا ينتطح فيها عنزان، وأثنى على عمير ثناء جميلا، ثم أقبل الرسول على الناس وقال: من أحب أن ينظر إلى رجل كان في نصرة الله ورسوله فلينظر إلى عمير بن عدي. [المنتظم لابن الجوزي ص518 وعدة كتب أخرى]"
الليبى هنا يستهبل ويستغفل القراء في تصديقه لرواية وهى أن أعمى وركز على أعمى سار في الشارع ليلا ودخل بيت المرأة بعد أن فتحه وسار فى البيت في الحجرات المختلفة حتى وجد حجرة نومهم فتحسس النائمين حتى قتل المرأة على أساس أنه عرف مكان رقبتها ليخنقها
حكاية لا يمكن أن يصدقها طفل فهات أعمى أى أعمى واطلب منه أن يمشى وحده ويدخل بيت فلان وانظر ماذا سيحدث له
إغتيال أبي عفك اليهودي:
كان أبو عفك اليهودي شيخا كبيرا قد بلغ مائة وعشرين سنة وكان يقول الشعر في هجو الرسول، فقال رسول الله: من لي بهذا الخبيث؟ وفي ليلة حارة نام أبو عفك بفناء منزله، وعلم سالم بن عمير به، فأقبل إليه ووضع سيفه على كبده فقتله. [طبقات ابن سعد ص242 ومغازي الواقدي ص64 وعدة كتب أخرى]
إغتيال كعب بن الأشرف:
لما بلغ الرسول أن كعب بن الأشرف كان يهجوه، ويحرض قريشا عليه، أرسل خمسة رجال، منهم أبو نائلة أخو كعب من الرضاعة لقتله. فمشى معهم الرسول إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال: انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم. ثم رجع الرسول إلى بيته وهو في ليلة مقمرة. فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصن كعب وكان حديث عهد بعرس، فهتف أبو نائلة، فوثب كعب في ملحفته خارجا آمنا إذ عرف صوته، فغدروا به وقتلوه وأخذوا رأسه ثم عادوا راجعين حتى بلغوا بقيع الفرقد فكبروا. فلما سمع الرسول تكبيرهم كبر وعرف أنهم قتلوه. ثم انتهوا إليه وهو قائم يصلي فقال أفلحت الوجوه. قالوا وجهك يا رسول الله، ورموا برأسه بين يديه!. [وهذه القصة لا يخلو منها كتاب وانظر القرطبي مثلا ولاحظ أخي القارىء أن كعب ابن الأشرف كان معاهدا كما يرويه الطبري في تفسيره واستدل به العلماء على جواز قتل المعاهد اذا سب الرسول]
إغتيال أبي رافع سلام بن أبي الحقيق:
أرسل الرسول عبد الله بن عتيك، ومعه أربعة رجال لقتل أبي رافع لمعاداته للرسول. فلما هدأت الأصوات جاءوا إلى منزله فصعدوا درجة له وقدموا عبد الله بن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية. فاستفتح وقال: جئت أبا رافع بهدية!، ففتحت له امرأته، فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح، فأشار إليها بالسيف فسكتت، فدخلوا عليه فعلوه بأسيافهم وقتلوه. [طبقات ابن سعد – ص274]"
لاحظوا الذى لم يلاحظه الليبى وهو الرطن باليهودية فلا وجود للغة يهودية لأن اليهود يتحدثون بمعظم لغات العالم وإنما المعروف أنها العبرية أو العبرانية وقال:
إغتيال أم قرفة:
قتلت أم قرفة في سرية لزيد بن حارثة، إذ عمد قيس بن المحسر إلى أم قرفة وهي عجوز كبيرة فقتلها قتلا عنيفا ربط بين رجليها حبلا ثم ربطها بين بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعاها وقتل النعمان وعبيد الله ابني مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر وقدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك فقرع باب النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه عريانا يجر ثوبه حتى اعتنقه وقبله فأخبره بما ظفره الله به [طبقات ابن سعد – ص274]
وأضف الى ذلك من أمر بقتلهم ولو وجدوا متعلقين بأستار الكعبة وهم ستة رجال وأربعة نساء [مختصر تاريخ دمشق، وأسد الغابة ص782] وغيرهم مما يقصر المجال عن ذكرهم، فلا أظن أن هذا المناخ كان مما يشجع الناس على ابداء آرائهم، وما أدراك أن بعض هؤلاء القتلى انما قتل بسبب استنكاره لزواج الرسول من عائشة؟ وهل تستطيع أن تأتينا بأشعارهم التي استحقوا بها القتل؟"
الرجل بدلا من ان يعود لكتاب الله لينفى كل تلك الحوادث لأنها قائمة على عصيان الله ليس مرة ولا اثنين بل عشرات المرات فيما لو صدقنا كتب التاريخ والروايات
فهل يترك الله رسوله(ص) دون تنبيه إلى هذا الذنب وهو ينبهه في كل مرة يذنب فيها؟
النص النافى لكل تلك الروايات هو قوله تعالى :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
الغريب أن الروايات في قتل كل واحد ممن ذكر وممن لم يذكر متناقضة فيمن قتل وعددهم والمكان والزمان والكيفية والأحداث وبالقطع لم أذكر ذلك لأن ذلك يحتاج لكتاب منفرد وهو ما سبق أن كتبته في كتاب فرية الاغتيالات
وأكمل الليبى فقال:
6 - قالوا انه لو أن المسلمين كانوا ليخفوا شيئا لأخفوا قصة الافك، وهذا من المستحيلات: فكيف كان الرسول سيخفي قصة الافك وهو لا يرضى بأقل من آية قرآنية لتبرئة زوجته؟ فكيف ستبقى الآية وتختفي القصة؟
ولعله من المفارقات الطريفة أن قصة مشابهة وهي قصة اتهام مارية القبطية بالزنا مع رجل والتي وردت في صحيح مسلم لم تحظ بنفس الاهتمام السماوي، فلم يطلب الرسول آية لتبرئتها ولم تتبرع السماء بذلك، ولم يطلب دليلا على اجرام الرجل بل أرسل اليه عليا ليقتله بدون أدلة ولا شهود، فهل لهذا علاقة بكون عائشة حرة ومارية جارية؟ وهل أعراض الحرائر هو مما يهم السماء بينما لا تهتم لأعراض الجواري؟"
كما سبق القول الحكايات لم تحدث إطلاقا لا هذه ولا تلك ومع هذا الرجل مصر على السخرية من الله الذى يسميه السماء في الفقرة السابقة " وهل أعراض الحرائر هو مما يهم السماء بينما لا تهتم لأعراض الجواري"
وحكى دفاعات القوم عن الزواج الذى لم يحدث وهو زواج النبى(ص) بعائشة وهى طفلة فقال :
7 - قال بعضهم أن المعاشرة الجنسية للطفلات الصغيرات كانت شائعة عند اليهود، وحتى ان صح ذلك فما الذي يجعل الرسول يقتدي باليهود في هذا الفعل الشنيع وهو الذي يأمر بمخالفتهم في أبسط الأمور من اللباس وغيرها؟ كما قالوا أن مريم تزوجت يوسف النجار وعمرها 12 أو 14 سنة، ولا يخفى على القارىء الفرق بين فتاة في التاسعة وفتاة في الثانية عشر فالبون شاسع، وتأمل أن هذا الزواج ان صح قد حدث قبل زواج الرسول بستة قرون، فكان الأولى حسب نظرية النضج المبكر التي اخترعوها ان تتزوج الفتيات في ذلك الوقت في سن السادسة أو السابعة ولكنهم رغم اجتهادهم لم يجدوا سابقة لهذه الحادثة الغريبة لا عند العرب ولا اليهود ولا النصارى ولا الهنود ولا المغول."
وأدخلنا الليبى في متاهة أخرى رغم انه قال أن حديثه سيقتصر على زواج الطفلة وهى زواج طليقة المتبنى فقال :
"8 - اتهمنا بعضهم بالرغبة في خلط الأنساب وهذا من العجب، فان من يرغب في حفظ الأنساب لا يدخل بالنساء بدون استبراء أرحامهن، ولا يعجب بزوجة متبناه فيطلقها منه ويتزوجها، وحتى لو كان الغرض من ذلك هو التشريع فكان من الممكن أن يبيح الرسول ذلك بدون أن يضرب المثل بنفسه درءا للقيل والقال، فلا يوجد ما يجبر الرسول على ضرب المثل بنفسه لايضاح كل التشريعات وهو الذي يتبعه المؤمنون دون نقاش (وقالوا سمعنا وأطعنا).
9 - وقلنا أن عدم الزواج من زوجة الابن المتبنى كان من العادات الحميدة في الجاهلية وخالفهم فيها الرسول، فأنكره بعضهم علينا وتعللوا بحفظ الانساب الخ .. ونحن نعلم أن زيدا كان عبدا ثم ابنا للرسول لسنين طويلة في مكة ثم في المدينة فلماذا لم تتذكر السماء موضوع التشريع المزعوم الا بعد أن زار الرسول زيدا ورأى زينب فأعجبته كما بينا في مقال؟ أليست هذه من المصادفات العجيبة كمصادفة نزول آية براءة عائشة فقط بعد أن تحدث اليها الرسول وأقنعته ببرائتها؟"
ونجد سخرية الليبى من الله الذى سماه فقال:
"فلماذا لم تتذكر السماء موضوع التشريع المزعوم الا بعد أن زار الرسول زيدا ورأى زينب فأعجبته"
الغرابة في كلامه هو أنه يصدق كلام الروايات في حكاية رؤية النبى(ص) لابنة عمته وكأنه لم يراها طوال اربعين أو خمسين سنة وكأنه لم يزوجه لمتبناه بنفسه؟
والغرابة انه لا يذكر أن النبى(ص) مكث مدة يخفى في نفسه أمر الله بالزواج من المطلقة بعد طلاقها " وتخفى في نفسك ما الله مبديه" والذى أبداه الله هو زواج المتبنى لطليقة ابنه بالتنبنى وليس شهوته ورغبته الجنسية كما يزعم الليبى
ثم قال :
10 - وأما خبر نزول جبريل بصورة عائشة في يده فهو فرصة جيدة أعزائي القراء لفهم طبيعة العقل الديني المستعد لقبول جميع الخوارق والأساطير بدون تردد وذلك لمجرد ورودها في النص المقدس، ولو لم يرد هذا الحديث في البخاري أو مسلم وورد مثله في الانجيل مثلا لوجدنا هؤلاء الإخوة يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على الخرافات التي يؤمن بها النصارى ..
ونحن نعلم أن كل من تزوجهن الرسول هن أمهات للمؤمنين وكلهن أزواجه في الجنة، فلماذا لم ينزل جبريل بصورهن أيضا؟ هل هذا يرجع الى أن عائشة بنت أبي بكر وهو من هو في الفضل؟ فما بال حفصة بنت عمر بن الخطاب؟"
حديث الصورة المزعومة يتنافى مع القرآن وهو أن الملاك لا ينزل إلا في صورة رجل كما قال سبحانه:
"وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضى الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون"
وقال " فتمثل لها بشرا سويا"
ونلاحظ استهزاء الليبى بقوله لفهم طبيعة العقل الديني المستعد لقبول جميع الخوارق والأساطير بدون تردد وذلك لمجرد ورودها في النص المقدس" فهو يعلم أن النص المقدس هو القرآن وليس الروايات كما نلاحظ أنه يحاول نفى النصرانية عن نفسه من خلال قوله " ولو لم يرد هذا الحديث في البخاري أو مسلم وورد مثله في الانجيل مثلا لوجدنا هؤلاء الإخوة يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على الخرافات التي يؤمن بها النصارى"
ويواصل الرجل حديثه فيقول:
"ونعلم أيضا أن الرسول يفوق عائشة في العمر بأربعة عقود ونصف، وأبوها هو أقرب أصحابه اليه قبل أن تولد عائشة بعقود فلا شك أنه رآها وهي وليدة وطفلة، ولا شك أنه أراد أن يتزوجها ولا أرى حكاية الصورة الا حجة واهية لتبرير هذا الزواج العجيب، وكان أيسر على جبريل أن يدله على بيت أبي بكر لكي يرى عائشة بدلا من استنساخ الصور.
11 - زواج الرسول من بكر واحدة: وهذه من المغالطات المشهورة التي يعمد اليها الاسلاميون لإيهام الناس ان الرسول كان زاهدا في النساء، وهذا غير صحيح وكتب الفقه والحديث والسيرة والتاريخ مليئة بالقصص التي تنفي هذا، والرسول يقول عن نفسه (حبب الى من دنياكم الطيب والنساء) والرسول تزوج امرأة واحدة غنية تكبره سنا ولم يتزوج أو يتسرى عليها لمدة خمس وعشرين سنة، وبمجرد وفاتها، وفي غضون اثني عشرة سنة تزوج ما يقارب من أربعة عشر امرأة منهن عائشة بنت ابي بكر، وسودة بنت زمعة، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وام سلمة واسمها هند بنت ابي امية، وجويرية بنت الحارث، وام حبيبة بنت ابي سفيان، وزينب بنت جحش، وصفية بنت حيي بن اخطب، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة، وهي التي يقال لها ام المساكين، كما تزوج نساء لم يدخل بهن كالشنباء بنت عمرو الغفارية، وعمرة بنت يزيد الكلابية (وقيل أسماء بنت النعمان بن الجون)، ويوجد خلاف كبير عن عدد وأسماء من لم يدخل بهن فسنتجاوزه.
ومن ملك اليمين كانت عنده مارية القبطية، وريحانة بنت زيد من بني قريظة (وهذه أعتقها وتزوجها وماتت عنده)، بخلاف من أهدت نفسها للنبي وأبيح له الاحتفاظ بها بعد نزول اية سورة الاحزاب: "وأمرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين". وبالنظر الى هذا العدد من النساء والاماء وغيرهن يصعب القول بالزهد في النساء، وتبقى قصة زواجه منهن لمصلحة الدعوة ولحكم شرعية أخرى، وهذه مغالطة ثانية يسعدنا أن نفندها بالتفصيل في مقال آخر ولكن باختصار فانه لو كان الهدف تمكين الدعوة لكان الأولى به أن يفعل ذلك في مكة عندما كان مستضعفا وكانت الدعوة في حاجة الى النصرة وليس بعد أن تمكن له الأمر في المدينة.
وقد وردت الأحاديث الصحيحة أن الرسول كان يطوف على نسائه في اليوم الواحد، وكانوا يتحدثون انه أعطي قوة أربعين رجلا في الجماع ونعلم أيضا انه كان يقبل زوجاته وهو صائم، وأنه يأمر زوجتة يشد الازار ثم يأتيها في حيضها، فلعلهم يعفوننا قليلا من قصة الزهد هذه لأنها لا تستقيم."
في الفقرة نجد اتهاما بأن زواجه(ص) من النساء كان لمصلحة الدعوة ولحكم شرعية أخرى والحقيقة أن كل ما يقال عن زواجات النبى(ص) من غريبات عنه هو أمر يكذب القرآن فقد تزوج من المكيات في مكة ومن بنات عماته وعمه وخاله وخالاته اللاتى هاجرن معه وليس من كل تلك القبائل والسبب ليس شهوة ولكن لأنهن كن يعشن في بيته وهو يدخل عليهن ليل نهار ولا يعدم أن يرى من واحدة منهن ما يسوءه من كشف بعض الجسم ومن ثم كان أمر الله بزواجهن حتى لا يحدث شىء محرم زد على هذا أن أحدا لم يتزوجهن في تلك الفترة التى كان فيها المهاجرون وحتى ألأنصار فقراء بسبب اقتسامهم مال الأنصار وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك"
وتحدث عن كون الرجل ظالم في حكاية سودة فقال :
"12 - قالوا أيضا انه لو كان راغبا في النساء لما تزوج الأرامل كبيرات السن، فنحيلهم الى قصة أم المؤمنين سودة بنت زمعة، فالقرطبي يقول في تفسيره [قال ابن أبي مليكة: إن سودة بنت زمعة لما أسنت أراد النبي –ص- أن يطلقها، فآثرت الكون معه، فقالت له: أمسكني وأجعل يومي لعائشة؛ ففعل صلى الله عليه وسلم، وماتت وهي من أزواجه] فها نحن نرى هذه المرأة التي تزوجها بعد وفاة خديجة مباشرة وأفنت عمرها معه أراد أن يطلقها لأنها كبرت في السن، ولم ينقذها من الطلاق الا أن تنازلت عن يومها لعائشة، واذا نظرنا الى رواية ابن سعد في طبقاته فالقصة أكثر مأساوية [حدثنا القاسم بن أبي بزة أن النبي بعث إلى سودة بطلاقها فلما أتاها جلست على طريقه الى بيت عائشة فلما رأته قالت أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه لم طلقتني؟ ألموجدة وجدتها في؟ قال لا قالت فإني أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني وقد كبرت ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة فراجعها النبي وقالت فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة]، فهذه المرأة التي عاشرت الرسول ما يقارب السنوات العشر بعث اليها بطلاقها ولم تستطع الا ان تترصد له في الطرقات وقد أقر بأنه لم يطلقها لذنب اقترفته أو لموجدة وجدها عليها، ويبدو أنها عرفت سبب طلاقها فأعفته بقولها أنها لا حاجة لها في الرجال، ولا أستطيع أن اقاوم اضافة هذا السؤال الى أسئلتي وهو: "اذا كانت رابطة الزوجية في الاسلام علاقة انسانية، واذا كان الله والرسول يأمران بالعدل بين الزوجات، فكيف قبل الرسول بأن تتنازل سودة عن يومها لعائشة؟ وهل هذا من العدل؟ وحتى لو كانت سودة كبيرة في السن ولا حاجة لها في المعاشرة الجنسية، ألا يحق لها يوم كبقية النساء حتى وان كان للحديث والمسامرة؟ وهل الحياة الزوجية في الاسلام جنس فقط؟ وهل هذا جزاء الزوجة المخلصة إذا كبرت في السن؟ " وهذا هو سؤالنا العشرين كي لا نخطىء العد.
ونعلم عزيزي القارىء أن المشايخ سيثورون علينا ويتهموننا بالافتراء فنورد لهم فهم العلماء الأجلاء لهذه القصة، فقد جاء في تفسير القرطبي [عن علي بن أبي طالب أن رجلا سأله عن هذه الآية فقال: هي المرأة تكون عند الرجل فتنبو عيناه عنها من دمامتها أو فقرها أو كبرها أو سوء خلقها وتكره فراقه؛ فإن وضعت له من مهرها شيئا حل له أن يأخذ وإن جعلت له من أيامها فلا حرج. وقال الضحاك: لا بأس أن ينقصها من حقها إذا تزوج من هي أشب منها وأعجب إليه]. فتأمل عدل الشريعة وتكريمها للمرأة!!والانسان السوي يرى أنه ليس من المروءة أن تعاشر امرأة لسنوات ثم تطلقها لأنها كبرت في السن، أو تبقيها بعد أن تسلبها حقها، فهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ ولكننا أمام ذات العقل الديني الذي يقلب الحقائق الواضحات فليتهم اكتفوا بالسكوت عن هذه الحادثة المؤسفة بل شطحوا بمحاولة تصوير حكمة الشرع في ان المرأة إذا خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا فلا جناح عليها أن تتنازل له عن جزء من حقوقها، أو عنها جميعا، وكأن الرجل لا يكبر في السن ولا يعتريه القبح أو الوهن أو الدمامة أو سوء الخلق، فاذا بالظلم ينقلب عدلا والاستغلال البشع ينقلب حكمة، وأترك للقارئات الكريمات أن يتأملن هذه الشريعة السمحاء وماذا سيكون مصيرهن إذا طبقت يوما ما."
وبالقطع الروايات في أمر سودة كلها كاذبة فالرسول (ص) العادل الذى يطيع ربه يعلم جيدا أن عدم جماع المرأة أكثر من أربعة أشهر هو طلاق رسمى كما قال تعالى :
" للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم"
ومن ثم فالحكاية هى تكذيب مباشر لكتاب الله والرسول(ص) لن يظلم امرأة الظلم البين كيف وهو موصوف بالرحمة ؟
ثم قال:
13 - وقال البعض أن سد الذرائع هو أصل عظيم من أصول الدين ونحن لا نخالفه في هذا ونقول أنه من باب سد الذرائع عدم الزواج من طفلة ذات تسع سنوات منعا لاستنكار الناس واستهجانهم، كما أنه من باب سد الذرائع الترفع عن الزواج من مطلقة الابن بالتبني.
14 - وقد أتانا بعضهم بعجائب أخرى إذ اشترط أن نأتيه بمصادر الأسئلة والأدلة عليها، ونحن نفهم أن يأتي الانسان بدليل على دعوى ولكن أن يأتي بدليل على سؤال فهذا من العجب! كما اشترط أن نأتي له بأرقام الصفحات ويبدو أن من يعجز عن الاجابة يعمد الى إثارة الغبار، وكان الاولى بهم أن يثبتوا ان هذه الروايات غير صحيحة اذا كان يستطيعون ذلك، أما المصادر فأنا أذكرها ويستطيع من أراد أن يتأكد منها فليفعل، فلن نفتري على الطبري أو ابن كثير أو مسلم أو البخاري وكتبهم موجودة في متناول الخاصة والعامة.
15 - وأورد بعضهم حجة عجيبة وهي أنه لا يقبل ما جاء في كتب التفسير والتاريخ الا ما كان في البخاري ومسلم، ونقول له: ماذا كان يفعل علماء المسلمين ان لم يمحصوا كتبهم؟ ولم لم تفعل أنت ذلك مثلا؟ وأين كان آلاف العلماء الذين يسودون الصفحات في فقه الحيض والنفاس؟ ولم لم تسعفهم غيرتهم على الرسول في تمحيص ما ورد عنه من أخبار؟
وتعلم عزيزي القارىء أن هذه كتب السيرة والتاريخ كما رواها علماء الاسلام، وأن هذه القصص وردت فيها بروايات مختلفة، وقد وردت في عدة كتب لعلماء لم يعاصر بعضهم بعضا فما الذي يجعل كل هؤلاء العلماء يتفقون على رواية قصص كاذبة بأسانيد مختلفة؟ وهل هم أغير من هؤلاء العلماء على الرسول وأهله؟ أم هم أدرى بعلوم الحديث والجرح والتعديل من علماء أنفقوا أعمارهم فيها؟
ونحن اذا أخذنا من هؤلاء العلماء لا نسلم واذا أخذنا من المستشرقين أقاموا علينا الدنيا، وإذا أتينا بتحليل من عندنا اتهمونا بالجهل، فمن أين نأخذ التاريخ يا حضرات المشايخ؟وأخيرا، أذكر القارىء بأن كل هذه الجعجعة لم يتبعها طحن، وأنهم لم يتعرضوا لأسئلتي التسعة عشر والتي أصبحت اليوم عشرين، فلعلهم يمنون علينا بالاجابة فقد طال انتظارنا، خاصة اذا علمنا أنهم يجمعون أن هذه شبهات واهية، وأن الرد عليها من أيسر الأمور، وبعضهم قرع طبول النصر قبل أن يبدأ في الاجابة .."
تبقت كلمة وهى أن عدم محاكمة كل كتب الروايات إلى كتاب الله هو واحدة من اكبر المصائب التى تجعل الدين متناقض ومن يطالبون بتصديقها دون عرضها على القرآن هم أناس يريدون ابقاء الكفر في الإسلام من خلال تصديق الحكايات فتجد كل صاحب شهوة يريد ابقاء سبى النساء وجماع الإماء بلا زواج وزواج الطفلات وقتل المعارضين دون اعتداء منهم وغير هذا