نقد كتاب حسن المقصد في فضائل وأحكام الحجر الأسود

رضا البطاوى

كاتب جيد جدا
نقد كتاب حسن المقصد في فضائل وأحكام الحجر الأسود
الكتاب تأليف محمود عامر عمرى وهو يدور حول المعلوم عن الحجر الأسود كما قال عمرى في مقدمته :
"المقدمة
جمعت هذه الصفحات في فضائل وخصائص ومكارم وأحكام الحجر الأسود درة بيت الله الحرام "
ثم تحدث عن مكانة الكعبة فقال:
"مكانة البيت الحرام
قال تعالى { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }
تشير هذه الآيات المباركة بوضوح إلى أول بيت وضع في الأرض لعبادة الله وإلى ما في هذا البيت من قدسية وحرمة وما فيه من دلائل وبراهين وآثار منها مقام إبراهيم (ص) وهو الأمن لأهل الأرض
وفي الآيات دعوة القادرين لحج هذا البيت وقصده وتعظيمه وخلاف ذلك هو الكفر كما ختمت الآيات { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }
..قال صاحب الكشاف فكأنه قال إن أول متعبد للناس الكعبة
وعن أبي ذر قال قلت يا رسول الله (ص) أي بيت وضع للناس أول ؟ قال المسجد الحرام قلت ثم أي ؟ قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما ؟ قال أربعون سنة "
الحديث لا يصح لأن معناه أن الجن ومنهم إبليس والملائكة وهم من الناس لم يكونوا يعبدون الله في بيت وهو يتناقض مع حديث قادم يقول أن الكعبة كانت على مثال البيت المعمور
ثم قال :
"وذكر الزركشي في كتابه إعلام الساجد باب في ذكر أسماء مكة إن من أسمائها البيت العتيق لأنه قديم البناء إذ كانت الملائكة تطوف به قبل خلق آدم وإن من أسمائها البيت الحرام لتحريم القتال فيه مما يدل على حرمته ومكانته وهو أول وأولى المساجد التي تشد إليها الرحال حيث ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (ص)" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى "
والخطأ هو وجوب حج أى زيارة ثلاثة مساجد وهو ما يخالف أن الزيارة وهى الحج واجبة فقط للبيت الحرام مصداق لقوله تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا "
ثم قال :
"وهو قبلة المسلمين في صلواتهم الخمس والنوافل والدعاء والصلاة فيه ـ بعد الطواف ـ أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه "عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله (ص) صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة "
والخطأ في ألحاديث السابقة أن أجور الصلاة تختلف باختلاف المكان وهو يخالف أنها واحدة وهو عشر حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "ونلاحظ تناقض بين 100و1000وبين 1000و100000صلاة
وذكر المؤلف أنه البيت المعمور فقال :
"قال الزركشي وذكر جماعة أنه البيت المعمور الذي أقسم الله به حكي ذلك عن ابن عباس والحسن معمور بمن يطوف به
قال تعالى { والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور }
وعن محمد بن عباد بن جعفر أنه كان يستقبل الكعبة ويقول واحد بيت ربي ما أحسنه وأجمله ؟ هذا والله البيت المعمور
وقال تعالى أيضا في بيان فضله { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود }
البيت الكعبة والمثابة المباءة والمرجع للحجاج والعمار يتفرقون عنه ثم يثوبون إليه والأمن هنا مكان السلام
كلمة في سياق هذه الآية تأتي هذه الآية بعد إعطاء إبراهيم منصب الإمامة وبعد إعطائه الوعد بأن يكون من ذريته أئمة فترينا هذه الآية مظهرا من مظاهر إمامة إبراهيم وواحدا من ذريته وترينا نموذجا من قيام إبراهيم وإسماعيل بما كلفا به وترينا كذلك أن البيت الذي سيكون قبلة للمسلمين ومحجا لهم ...
وقال كثير من أئمة التفسير أن المثابة المجمع
...والكعبة المشرفة هي القبلة التي رضيها الله تبارك وتعالى لرسوله (ص)بقوله { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره }
ويروى عن ابن عمر أنه كان يطوف بالكعبة المشرفة ويقول ما أعظمك وأعظم حرمتك ولكن المؤمن أعظم حرمة عند الله منك "
ومن حرمة هذا البيت بجميع أركانه تأتي حرمة ومكانة الحجر الأسود لأنه أحد أركانه الأربع وهو الركن عند الإطلاق حيث له علاقة بالطواف حول البيت الحرام الذي جاء في الخبر أنه أفضل الأعمال في البيت الحرام حيث ينزل الله تبارك وتعالى في كل يوم على هذا البيت مائة وعشرين رحمة ستين للطائفين وأربعين للمصلين وعشرين للناظرين"
والخطأ في الحديث السابق مخالفة الأجر لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "فالأجر هنا 10 وفى القول مرة 60ومرة 40ومرة 20والخطأ الأخر هو حصول الناظر على أجر وهو لم يعمل أى يسعى وهو يخالف بهذا قوله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "وهو يناقض قولهم "إن لله 100رحمة قسمها منها رحمة بين الخلائق 00وأخر 99 يرحم بها عباده ابن ماجة فهنا رحمات الله كلها 100بينما فى البيت فقط 120 وهو تناقض
وفى الفقرة السابقة نجده يقول أن الكعبة هى البيت المعمور من خلال ما نقله وهو ما يناقض ما سيأتى من كون البيت المعمور في السماء والكعبية في الأرض
وتحدث عن تاريح بناء الكعبة المزعوم فقال :
"تاريخ بناء البيت الحرام
قال ابن كثير وقد اختلف الناس في أول من بنى الكعبة فقيل الملائكة قبل آدم وقيل آدم (ص) وقيل شيث (ص) وغالب من يذكر هذا إنما يأخذه من كتب أهل الكتاب وهي مما لا يصدق ولا يكذب ولا يعتمد عليها بمجردها وأما إذا صح حديث في ذلك فعلى الرأس والعين
وعن ابن عباس هو أول بيت حج بعد الطوفان وقيل هو أول بيت ظهر على وجه الماء عند خلق السماء والأرض خلقه قبل الأرض بألفي عام وكان زبدة بيضاء على الماء فدحيت الأرض تحته وقيل هو أول بيت بناه آدم (ص)في الأرض وقيل لما أهبط آدم قالت له الملائكة طف حول هذا البيت فلقد طفنا قبلك بألفي عام
وروى الأزرقي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أن الله تعالى بعث ملائكة فقال ابنو لي في الأرض بيتا تمثال البيت المعمور وقدره وأمر الله تعالى من في الأرض أن يطوفوا به كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور قال وهذا كان قبل خلق آدم (ص)"
وهذا هو الحديث الذى يناقض كون الكعبة البيت المعمور وكون الكعبة هى أول بيوت الله وعاد لحديث أخر يقول أن الكعبة هى نفسها البيت المعمور فقد كانت في الأرض ثم رفعت للسماء وهو :
وأسند العمري إلى قتادة أنه قال ذكر لنا أن البيت هبط مع آدم وحين أهبط قال الله تعالى أهبط معك بيتي يطاف به كما يطاف حول عرشي فطاف حوله آدم ومن كان بعده من المؤمنين حتى إذا كان زمن الطوفان رفعه الله وطهره من أن تصيبه عقوبة أهل الأرض فصار معمورا في السماء ثم إن إبراهيم (ص)تتبع منه أثرا بعد ذلك فبناه على أساس قديم كان قبله "
وكل هذا الكلام الذى نقله مختلف متناقض ليس منه شىء صحيح سوى أن الكعبة هى البيت ألأول الذى وضع في الكون لعبادة الله وهو نص قوله تعالى :
" إن اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا"
والكعبة بيت الله ليست بناء ولم يبنها أحد فقد خلقها الله مركزا للكون وتحدث عن مشكلة الحجر ألأسود فقال :
"حل مشكلة الحجر الأسود:
ومهما اختلفت الروايات والأخبار حول عدد المرات وأول من بنى الكعبة المشرفة فإنه مما لا خلاف فيه بناء إبراهيم الخليل (ص) واشتراك الرسول (ص)بنفسه في البناء الأول قبل البعثة عندما بنتها قريش بعد تصدعها واحتراقها حسب بعض الروايات ومما لا خلاف فيه أيضا مشكلة وضع الحجر الأسود الذي كادت قريش أن تقتتل بسببه لتنال كل قبيلة شرف وضعه في مكانه حتى رضوا بحكم وحكمة الصادق الأمين عندما دخل عليهم "
الحديث عن بناء ابراهيم(ص9 هو كذب محض يخالف أن ما فعله إبراهيم0ص) وإسماعيل (ص) كان تطهيرا أى تنظيفا أى كنسا للقواعد وهو التراب والغبار على أرضيتها كما قال تعالى :
" أن طهرا بيتى"
وقال :
" أن طهر بيتى"
ورفع القواعد يعنى رفع الأتربة من أرضيتها لأن القواعد المعروفة عند الناس لا ترفع وإنما يبنى فوقها ومن فالتعبير لا يستقيم
وتحدث عن حديث كاذب أخر وهو بناء قريش للكعبة فقال :
"قال ابن إسحاق ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها حتى بلغ البنيان الركن - الحجر الأسود -فاختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى تحاوروا وتحالفوا وأعدوا للقتال فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمسا ثم إنهم اجتمعوا في المسجد وتشاوروا وتناصفوا فزعم بعض أهل الرواية أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ( عم خالد بن الوليد ) وكان عامئذ أسن قريش كلها قال يا معشر قريش اجعلوا بينكم ـ فيما تختلفون فيه ـ أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ففعلوا فكان أول داخل رسول الله (ص) فلما رأوه قالوا هذا الأمين رضينا هذا محمد فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر فقال (ص) " هلم إلي ثوبا " فأتي به فأخذ الركن فوضعه بيده ثم قال " لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب " ثم ارفعوه جميعا ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده ثم بنى عليه وكانت قريش تسمي رسول الله (ص)ـ قبل أن ينزل عليه الوحي الأمين
..ويلاحظ من هذه الرواية الموثقة أنهم لم يختلفوا إلا على وضع الحجر الأسود خاصة من دون حجارة الكعبة المشرفة الأخرى مما يدل بوضوح على أهمية ومكانة وقدسية وخصوصية هذا الحجر الكريم "
والحديث السابق كذب محض لأنه يتحدث عن استعداد القبائل للقتال داخل الكعبة وهو طبقا لقوله تعالى :
"ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
فمن يقرر فقط ارتكاب ذنب وليس أن يفعله ينزل عليه العذاب المهلك فما بالنا بادخال السلاح والاستعداد للقتال والجدال ؟
ثم حدثنا عن موضع الحجر الأسود في الكعبة فقال :
"موضع الحجر الأسود في البيت
قال الإمام النووي وهو في الركن الذي يلي باب البيت من جانب المشرق ويسمى الركن الأسود ويقال له وللركن اليماني ـ الركنان اليمانيان ـ وارتفاع الحجر الأسود من الأرض ثلاث أذرع إلا سبع أصابع " وتقدر بمقادير اليوم بـ سم تقريبا
وصفه " والحجر الأسود حجر صقيل بيضي غير منتظم ولونه أسود يميل إلى الإحمرار وفيه نقط حمراء وتعاريج صفراء "
ووصف الرحالة ابن بطوطة الحجر الأسود كما شاهده خلال رحلته إلى مكة فقال " واما الحجر الأسود فارتفاعه عن الأرض ستة أشبار فالطويل من الناس يتطامن لتقبيله والصغير يتطاول إليه وهو ملصق بالركن الذي إلى جهة المشرق وسعته ثلثا شبر وطوله شبر وعقد ولا يعلم قدر ما دخل منه في الركن فيه أربع قطع ملصقة وجوانب الحجر مشدودة بصفيحة من فضة يلوح بياضها على سواد الحجر الكريم فتجلى منه العيون حسنا باهرا ولتقبيله لذة ينعم بها الفم ويود لاثمه ألا يفارق لثمه خاصة مودعة فيه وعناية ربانية به وكفى قول رسول الله (ص)" إنه يمين الله في أرضه " ..وفي القطعة الصحيحة من الحجر الأسود مما يلي جانبه الموالي مستلمه نقطة بيضاء صغيرة مشرقة كأنها خال من تلك الصحيفة البهية "
والخطأ هو أن يمين الله فى الأرض الحجر الأسود ويخالف هذا أن الله تعالى عن المكان لأنه ليس كمخلوقاته يوجد فى المكان وفى هذا قال تعالى "ليس كمثله شىء"
ونلاحظ التناقض بين الروايات في الارتفاع ما بين ستة أشبار وستة اشبار إلا سبعة أصابع
كما نلاحظ الاختلاف فمرة وصف نقاطه بالاحمرار ومرة بالبياض وهو ما يؤكد أنه لا وجود لذلك الحجر المزعوم وأنه تم استبداله
وتحدث عن مصدر الحجر فقال :
"من أين أتى الحجر الأسود ؟ مصدره
جاء في أخبار مكة عن الشعبي قال لما أمر إبراهيم (ص)أن يبني البيت وانتهى إلى موضع الحجر قال لإسماعيل إئتني بحجر ليكون علما للناس يبتدئون منه الطواف فأتاه بحجر فلم يرضه فأتي إبراهيم (ص)بهذا الحجر ثم قال أتاني به من لم يكلني على حجرك "
هنا الحجر أتى به إسماعيل (ص) من الأرض وهو ما يناقض كونه من الجنة فى الروايات التالية:
وعن يوسف بن ماهك قال قال عبد الله بن عمرو أن جبريل (ص)هو الذي نزل عليه بالحجر من الجنة .."
وعن ابن عباس قال أنزل الركن الأسود من الجنة وهو يتلألأ تلألؤا من شدة بياضه فأخذه آدم (ص)فضمه إليه أنسا به
وعن مجاهد قال الركن من الجنة ولو لم يكن من الجنة لفني
وعن أنس بن مالك قال رسول الله (ص)" الحجر الأسود من حجارة الجنة "
والأحاديث التى تقول أنه من الجنة كاذبة وليس فيها حديث عن النبى(ص) لأن الجنة طبقا للقرآن حاليا في السماء كما قال تعالى:
" ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة الماوى"
وتحدث عن تغيرات الحجر المزعوم فقال:
"الحجر الأسود كان مضيئا
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله (ص)"إن الركن والمقام من ياقوت الجنة لولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي "
وفي رواية الأزرقي قال أشهد أن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة لولا أن الله تعالى أطفأ نورهما لأضاء نورهما ما بين السماء والأرض
وفي رواية أخرى فلما وضع جبريل الحجر في مكانه وبنى عليه إبراهيم وهو حينئذ يتلألأ من شدة بياضه فأضاء نوره شرقا وغربا ويمينا وشمالا قال فكان نوره يضيء إلى منتهى أنصاب الحرم من كل ناحية من نواحي الحرم قال وإنما شدة سواده لأنه أصابه الحريق مرة بعد مرة في الجاهلية والإسلام
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الركن والمقام من جوهر الجنة
وثبت في الحديث الصحيح عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص)" نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم "
والأحاديث كلها يناقض بعضها بعضا فالأول والأخير سبب اسواده فيهما الخطايا وهى ذنوب الناس والثانى سبب الاسوداد اطفاء الله نوره هو والركن والثالث سببه الحرائق التى حرقت الكعبة ولاحظوا التناقض مع القول المشهور" للبيت رب يحميه"
كما نلاحظ الخبل في القول أن الحجر يشفى الأمراض وهو كلام يتناقض مع أحاديث التداوى " تداووا فغن لكل داء دواء"
كما يتعارض مع واقعنا فالحجر في البيت الذى يسمى حاليا بالكعبة زورا لا يشفى مرضا وهو يناقض ما سيأتى مع روايات عن عمر في الحجر بأنه لا يضر ولا ينفع
ورغم أن عمرى قال أن الحجر الأسود غير الركن فإنه روى أحاديث تقول أن الركن في العنوان التالى:
"فضائل الحجر الأسود
"عن ابن عباس قال إن الركن يمين الله عز وجل في الأرض يصافح بها خلقه والذي نفس ابن عباس بيده ما من امرئ مسلم يسأل الله عز وجل شيئا عنده إلا أعطاه إياه "
وعن ابن عباس قال قال النبي (ص)" ليبعثن الله الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق "
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله (ص)قال " يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسان وشفتان يتكلم عمن استلمه بالنية وهو يمين الله التي يصافح بها خلقه "
ونلاحظ في الحديثين السابقين تناقضا ففى الأول للحجر عينان ولسان وهو ما يناقض وجود لسان وشفتين له ثم قال :
"وجاء في الحاوي روى محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله (ص)" الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده
وروى أنس بن مالك قال قال رسول الله (ص)" الحجر يمين الله في الأرض فمن مسحه فقد بايع الله "
وعن عكرمة قال أن الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن لم يدرك بيعة رسول الله (ص)فمسح الحجر فقد بايع الله ورسوله "
قال الإمام الغزالي رحمه الله في الإحياء وأما الإستلام فاعتقد عنده أنك مبايع لله عز وجل على طاعته "ويقول الداعية فتحي يكن وأما باستلام الحجر الأسود ؛ فيدرك الداعية أنه مبايع لله عز وجل على طاعته وعلى الجهاد في سبيله ""
وهذا الكلام كله أوهام فكيف تكون السموات في يمين الله كما قال " والسموات مطويات بيمينه" وفى نفس الوقت تكون موجودة في الأرض في شكل حجر ؟
والأدهى والأمر أن الحديث يتناقض مع وجود يدين لله في حديث "وكلتا يديه يمين" فهل الله حل في حجر ؟وهل أصبح له جسم محدد متجسد
هذا الكلام كله نصب ووهم يناقض أن الله لا يحل في مكان وأنه ليس له أجزاء كما قال"ليس كمثله شىء"
ويكمل الرجل الأوهام حول الحجر فيقول:
"ومن فضائله أنه يستجاب عنده الدعاء
روى الحسن أن رسول الله (ص)قال " الركن الأسود نور من أنوار الجنة وما من أحد يدعو الله عز وجل عنده إلا استجيب له "
هنا الركن نور وهو ما يناقض كونه ياقوتة في حديث سابق ثم قال :
وروي " ما بين الركن اليماني والركن الأسود روضة من رياض الجنة "
وهو كلام كاذب يناقض أن الجنة في السماء كمل في رحلة المعراج والتى قال تعالى فيها:
" ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
ثم روى حديث عن عمر فقال :
"عن ابن عمر قال استقبل رسول الله (ص)الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا فالتفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي فقال " يا عمر ! ههنا تسكب العبرات ولا تمس النار عينا بكت وفاضت من خشية الله ويظلها الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
وروى ابن شهاب أن عمر بن الخطاب قبل الحجر وقال والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع لولا أني رأيت رسول الله (ص)يقبلك ما قبلتك " فقال علي بن أبي طالب أما أنه ينفع ويضر سمعت النبي (ص)يقول " أن الله تبارك وتعالى لما أخذ العهد على آدم وذريته أودعه في رق في هذا الحجر فهو يشهد لمن وافاه يوم القيامة " فقال عمر لا أحياني الله لمعضلة لا يكون لها ابن أبي طالب حيا "
ونلاحظ تناقض الأحاديث قواحدة تقول عن عمر أنه لا يضر ولا ينفع وواحدة عن على تقول أنه يضر وينفع وهو كلام يصدقه المغفلون لأنه لا وجود لذلك الحجر في كتاب الله ولا وحيه السابق والحقيقة مرة في الحجر صادمة لو قيلت
وتحدث عن حديث عمر فقال :
"الحكمة في قول عمر :
" لولا أني رأيت رسول الله (ص)يقبلك ما قبلتك "
اشتهرت مقولة الفاروق عمر بن الخطاب في تقبيله للحجر الأسود " لولا أني رأيت رسول الله (ص)يقبلك ما قبلتك " من حديث أخرجه الجماعة
قال الحافظ ابن حجر قال الطبري إنما قال ذلك عمر لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر تعظيم بعض الأحجار كما كانت العرب تفعل في الجاهلية فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل رسول الله (ص) لا لأن الحجر يضر وينفع بذاته كما كانت تعتقده في الأوثان
وليوسف القرضاوي تعليق ورد يناسب هذه الحكمة حيث ورد إليه سؤال يقول صاحبه وقع في يدي كتاب أثار فيه مؤلفه شبهات حول الحجر الأسود ورد الأحاديث التي وردت في استلامه وتقبيله زاعما أنها تنافي دعوة الإسلام للتوحيد ونبذ الأوثان فكان جوابه بعد أن ذكر قصة عمر والأحاديث المذكورة أحاديث قولية صحيحة ثابتة لم يطعن فيها عالم من علماء السلف أو الخلف على أن الأمر أكثر من ذلك فإن هذه سنة عملية تناقلتها الأجيال منذ عهد النبوة إلى الآن بلا نكير من أحد فأصبحت من مسائل الإجماع ولا تجتمع الأمة على ضلالة وهذا وحده أقوى من كل حديث يروى ومن كل قول يقال "
وهذا الكلام عن السنة العملية هو من ضمن الخبل وهو نفس ما كانت الأقوام الكافرة تقوله" إنا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مهتدون"
فلكى نرد لابد من وجود وحى يقول بوجود هذا الحجر وكما سبق نجد كل الأحاديث السابقة متناقضة متعارضة مع نفسها ومع أحاديث أخرى ومع كتاب الله نفسه
ثم قال :
"الحجر الأسود وفقه العبادات ( الحج )
- الطواف
الحج ركن من أركان الإسلام يجب على المسلم القادر مرة في العمر إذا توفرت الشروط وما زاد فهو تطوع والطواف ركن من أركان الحج في جميع المذاهب ( طواف الإفاضة ـ الركن ) وفي العمرة كذلك وبحثنا هنا عن علاقة الطواف بالحجر الأسود
روى عبد الله بن عمر قال كان أحب الأعمال إلى النبي (ص)إذا قدم مكة الطواف بالبيت "
قيل لما كان البيت أفضل من سائر المساجد وجب أن تكون تحيته أفضل من تحية سائر المساجد والطواف أفضل من الصلاة لرواية عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص)" ينزل الله تعالى على هذا البيت في كل يوم عشرين ومائة رحمة ستون منها للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين فيجعل للطائف أكثر من أجر المصلي "
ما ذكره عمرى من أحاديث في الطواف ليس فيه ذكر للحجر الأسود ثم قال :
" بدء الطواف
قال المزني قال الشافعي ويفتتح الطواف بالاستلام فيقبل الركن الأسود "
عن جابر بن عبد الله قال دخلت مع رسول الله (ص)حال ارتفاع الضحى فلما أتى باب المسجد أناخ راحلته ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه وفاضت عيناه من البكاء ثم رمل حتى انتهى إلى الركن الآخر فاستلمه ورمل ثلاثا ومشى أربعا فلما فرغ قبل الحجر ووضع يديه عليه ثم مسح بهما وجهه "
وعنه أن رسول الله (ص)لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه ثم مشى على يمينه فرمل ثلاثا ومشى أربعا
قال الشوكاني " فيه دليل على أنه يستحب أن يكون ابتدأ الطواف من الحجر الأسود بعد استلامه
وحكي في البحر عن الشافعي والإمام يحيى أن ابتداء الطواف من الحجر الأسود فرض " "
والحديث الذى اعتمد عليه عمرى في كلامه معانيه غير مستقيمة لو عقله في جملة "ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه " فالجملة معناها إما أن الحجر كان في أول أرض المسجد بعيدا عن المكعب الحالى وإما معناه دخل البناء المكعب والحجر الأسود الحالى ليس ظاهرا داخل البناء المكعب ومن ثم من وضعوا الحديث وضعوه مبهما ليظن كل واحد ما يشاء
ثم قال :
-" الطواف من الحجر إلى الحجر
عن عبد الله بن عمر قال رأيت رسول الله (ص)حين يقدم مكة ؛ إذا استلم الركن الأسود أول ما يطوف يخب ثلاثة أطواف من السبع
وفي أخرى قال " رمل رسول الله (ص)من الحجر إلى الحجر ثلاثا ومشى أربعا "
والحديثين فيهما خبل ظاهر وهو أن ابن عمر لم يكن يعيش في المدينة كما هو معروف وإنما كان يعيش في مكة ومن ثم رأى النبى(ص) في كل مرة وهو يدخل مكة ونلاحظ اختلاف الروايات في المكان فمرة الركن ومرة الحجر
ثم حدثنا حديثا غريبا عن أن البيت هو البناء المكعب فقط فقال :
"ثم قال وينبغي أن ينتبه هنا لدقيقة وهي أن من قبل الحجر الأسود فرأسه في حد التقبيل في جزء من البيت فيلزمه أن يقر قدميه في موضعهما حتى يفرغ من التقبيل ويعتدل قائما لأنه لو زالت قدماه من موضعهما إلى جهة الباب قليلا ولو قدر بعض شبر في حالة تقبيله ثم لما فرغ من التقبيل اعتدل عليهما في الموضع التي زالتا إليه ومضى من هناك في طوافه لكان قد قطع جزءا من مطافه وبدنه في هواء الشاذروان فتبطل طوفته تلك وهذا خطأ شائع يقع فيه الطائفون دون أن ينتبهوا لذلك وفي المغني قولان يجزئه ولا يجزئه"
وهذا الكلام وما بناه عليه الفقهاء باطل لأن البيت هو مكان الصلاة والطواف كما قال تعالى :
" أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"
فالبيت يشمل مكان الصلاة والطواف وهما حاليا خارج البناء المكعب
وكرر الرجل كلاما عن استلام الحجر وتقبيله فقال :
- استلام الحجر وتقبيله
عن عابس بن ربيعة قال رأيت عمر يقبل الحجر ويقول إني لأعلم أنك حجر ما تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله (ص)يقبلك ما قبلتك " أخرجه الجماعة إلا أن الموطأ أخرجه عن عروة " أنه رأى عمر "
وزاد مسلم والنسائي في إحداهما " ولكن رأيت رسول الله (ص)بك حفيا " ولم يقل " رأيت رسول الله يقبلك "
وفي أخرى لمسلم عن عبد الله بن سرجس قال رأيت الأصلع ـ يعني عمر ـ يقبل الحجر ويقول والله إني لأقبلك وإني أعلم أنك حجر وأنك لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله (ص)يقبلك ما قبلتك"
وفي رواية رأيت الأصيلع "
ونلاحظ تناقض الأحاديث فمرة عمرقال أن النبى(ص) يقبل ومرة لم يقبل ثم قال :
- السجود على الحجر بعد تقبيله
عن ابن عباس قال رأيت رسول الله (ص)يسجد على الحجر أخرجه البيهقي "
هذا الحديث جنون تاك أو ضحك على العقول فالحجر موجود حسب الروايات في الجدار على ارتفاع ستة أشبار أى حوالى متر ونصف فكيف يتم السجود على شىء واقفأى راسى بينما السجود المعروف يتم على سةر أرضى أى أفقى ؟
ثم قال :
- تقبيل اليد بعد الاستلام
عن نافع قال رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ثم قبل يده وقال ما تركته منذ رأيت رسول الله (ص)يفعله "
هنا الحديث يتحدث عن استلام النبى 0ص) للحجر بيده وهو ما يناقض أنه كان يشير له بمحجن في الحديث التالى:
- الاستلام في الزحام
عن عبد الله بن عباس قال طاف النبي (ص)في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن" هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي
وفي أخرى للبخاري والنسائي والترمذي قال طاف النبي (ص)بالبيت على بعير كلما أتى على الركن أشار إليه "
زاد البخاري في رواية أخرى " بشيء كان في يده وكبر "
...وقد استنبط بعضهم من مشروعية تقبيل الحجر وكذلك المحجن جواز تقبيل كل من يستحق التعظيم من آدمي وغيره وقد نقل عن الإمام أحمد أنه سئل عن تقبيل منبر النبي (ص)وتقبيل قبره فلم ير بأسا واستبعد بعض أصحابه ذلك
ونقل عن أبي الصيف اليماني أحد علماء مكة من الشافعية جواز تقبيل المصحف وأجزاء الحديث وقبور الصالحين كذا في الفتح
قال ابن حزم في مراتب الإجماع"واتفقوا على استلام الحجر الأسود "
وكل هذا الكلام أوهام وحديث المحجن يتعارض مع أحاديث عدم دخول المسجد بالسلاح وهو العصا المعقوفة كالصولجان
ثم قال :
- هل يستلم ويقبل غير الركن الأسود ؟
جاء عن ابن عمر قال لم أر النبي (ص)يمس من الأركان إلا اليمانيين (وهما الركن الأسود والركن اليماني ) وإنما اقتصر (ص)على استلام اليمانيين لما ثبت في الصحيحين من قول ابن عمر أنهما على قواعد إبراهيم دون الشاميين
- حكم من لم يستلم
جاء في أخبار مكة أخبرني جريج أن عبد الله ابن عمر رأى رجلا يطوف بالبيت لا يستلم فقال يا هذا ما تصنع هاهنا ؟ قال أطوف قال ما طفت " وعنه عن النبي (ص)أنه كان لا يدع الركن الأسود والركن اليماني أن يستلمهما في كل طواف أتى عليهما قال وكان لا يستلم الآخرين
...وذكر صاحب مغني المحتاج بعد ذكر واجبات الطواف وأما السنن فأن يطوف ماشيا ويستلم الحجر أول طوافه ويقبله ويضع جبهته عليه فإن عجز أشار بيده "
وأن يقول أول طوافه بسم الله والله أكبر اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك محمد (ص)
- الزحام على الحجر
ذكر الماوردي الاختلاف في الزحام على الحجر فقال واختلف في الزحام لاستلام الحجر فقيل ينتظر حتى يخف الزحام وإن علم أن الزحام لا يخف ترك الاستلام ولم يزحم الناس وأشار إليه رافعا ليده ثم يقبلها
...وحكي عن طائفة أن الزحام عليه أفضل كفعل ابن عمر
...روى الأزرقي أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول إذا وجدت على الركن زحاما فلا تؤذ ولا تؤذى لا تؤذ مسلما ولا يؤذيك إن رأيت منه خلوة فقبله أو استلمه وإلا فامض
أما النساء فلا يختار لهن الاستلام ولا التقبيل إذا حاذين الحجر أشرن إليه وقد روى عطاء " أن امرأة طافت مع عائشة فلما جاءت الركن قالت المرأة يا أم المؤمنين ألا تستلمين ؟ فقالت عائشة وما للنساء واستلام الركن امض عني وأنكرت عائشة ذلك على مولاة لها
فإن أرادت المرأة تقبيل الحجر فعلت ذلك في الليل عند خلو الطواف
وجاء في حاشية المغني والشرح الكبير تعليق مقابل حديث عمر السابق " إيذاء الناس محرم واستلام الحجر مستحب فمن الجهل الفاضح ما يجري دائما في وقت الزحام من إيذاء الأقوياء للضعفاء وضغطهم للنساء لأجل استلام الحجر فالرجل يرتكب عدة معاص لأجل مستحب واحد "
وكل ما سبق عن حكاية الاستلام من أحاديث لا يتحدث عن الحجر ويتحدث عن الركن ومن المعروف أن الركن هو مكان تقابل جدارين وهو ما نسميه بالزاوية حيث تقابل ضلعين وهو لا يكون من حجر واحد
 

مواضيع مماثلة

أعلى