دول أوروبية: أي عدوان روسي على أوكرانيا له عواقب وخيمة

أكدت 6 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الخميس أن أي عدوان عسكري من جانب روسيا على أوكرانيا ستكون له "عواقب وخيمة" وستترتب عليه "تكاليف غير مسبوقة".

وشددت الدول الست وهي فرنسا وألمانيا وأيرلندا وإستونيا وألبانيا والنرويج في بيان مشترك صدر في ختام جلسة لمجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا الخميس، على دعمها الكامل لاستقلال وسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دولياً وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

كما دعت إلى التنفيذ الكامل لاتفاقيات مينسك بدءاً بالالتزام غير المشروط بوقف إطلاق النار، مطالبة روسيا بالانخراط بشكل بناء والوفاء بجميع التزاماتها، بما في ذلك المسائل الإنسانية والأمنية، لإحراز تقدم في التنفيذ الكامل لاتفاقيات مينسك.

قلق شديد​


كذلك عبرت عن قلقها الشديد بشأن قرار مجلس الدوما الروسي الذي دعا للاعتراف بـ"الجمهوريات الشعبية" في دونيتسك ولوغانسك، وإزاء الحشد الروسي الهائل للقوات المسلحة في أوكرانيا وحولها.

وأكدت الدول الأوروبية الست استعدادها للمشاركة بشكل بناء في مناقشات هادفة للوصول إلى نتائج بشأن القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك.

كما عبرت عن ترحيبها بالتزام السلطات الأوكرانية بتقديم مقترحات حول التشريعات المعلقة التي تتطلبها اتفاقيات مينسك.

ودعت موسكو إلى ضمان أن تتمكن بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا من تنفيذ مهامها والوصول دون قيد إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات غير حكومية.

تقاذف المسؤولية​


يشار إلى أن موسكو وكييف تقاذفتا في مجلس الأمن الدولي الخميس المسؤولية عن عدم تنفيذ اتفاقيات مينسك الرامية لإحلال السلام في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الحكومية الأوكرانية.

كما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرتشينين، خلال الجلسة السنوية لمجلس الأمن حول تطبيق الاتفاقيات الموقعة في مينسك عام 2015، إن كييف لم تنخرط حتى في حوار مع الانفصاليين على النحو المنصوص عليه في هذه الاتفاقيات.

وعلى الرغم من أن الجلسة خيّم عليها القلق المتصاعد من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، فإن الدبلوماسي الروسي كرس القسم الأكبر من كلمته للحديث عن اتفاقيات مينسك، مكتفياً بالتعليق على التحذيرات الغربية لبلاده بالقول "لا تنخدعوا" بهذه "التكهنات المفرطة".

وإذ أكّد فيرتشينين أن روسيا ليست طرفاً في النزاع الدائر في شرق أوكرانيا، حرص على تلاوة كل البنود الواردة في اتفاقيات مينسك. وأضاف أن "ما من حلّ آخر سوى تطبيق" هذه الاتفاقيات، معرباً عن أسفه لوقوع "فظائع" في شرق أوكرانيا، ممتنعاً في ذلك عن استخدام مصطلحي "جرائم الحرب" و"الإبادة الجماعية" اللذين استخدمتهما بلاده مؤخراً.

"روسيا داست على الاتفاقيات"​


إلى ذلك رد السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا في نهاية الجلسة، قائلاً إن الدولة التي لم تطبق اتفاقيات مينسك هي روسيا وليس أوكرانيا، مشدداً على أن "روسيا داست على الاتفاقيات مباشرة بعد توقيعها" ملوحاً بهذه الاتفاقيات.

كما حذر كيسليتسيا من أنه إذا "اعترفت روسيا باستقلال دونباس"، الإقليم الانفصالي في شرق أوكرانيا، تنفيذاً لتوصية بهذا المعنى وجهها مجلس الدوما إلى الرئيس فلاديمير بوتين فإن هذا الأمر "سيعني انسحابها من اتفاقيات مينسك".

وأعرب عن أسفه لرفض موسكو المستمر عقد قمة روسية-أوكرانية لنزع فتيل التوتر بين البلدين.

مطالبة بإثباتات​


أما بشأن الحشود العسكرية الروسية على حدود بلاده والتي قالت موسكو إنها بدأت بسحبها أوضح السفير الأوكراني أن كييف "تطالب بإثباتات" على هذه الانسحابات العسكرية الروسية.

وندد بـ"الاتهامات الكاذبة" التي وجهتها روسيا إلى كييف بارتكاب "إبادة جماعية" في شرق أوكرانيا.

يذكر أنه منذ سنوات تتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بعدم تنفيذ اتفاقيات مينسك التي تم التوصل إليها بوساطة فرنسية-ألمانية مشتركة لكنها لم تطبّق بعد.

وهذا الاجتماع السنوي لمجلس الأمن الدولي مقرر منذ فترة طويلة وقد عقد برئاسة روسيا كونها تتولى حالياً الرئاسة الشهرية لمجلس الأمن. وفي اللحظات الأخيرة قررت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة المشاركة في هذا الاجتماع على مستوى وزاري بسبب خطورة الأزمة الحالية بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا.
 
أعلى