انتهاء الاجتماع الأول في مفاوضات فيينا.. المبعوث الروسي يؤكد الانطلاقة الناجحة

أعلن مبعوث روسيا إلى محادثات إيران النووية، الاثنين، أن أول اجتماع انتهى في فيينا، وأنه بدأ "بنجاح إلى حد بعيد".

وقال ميخائيل أوليانوف على تويتر: "اجتماع اللجنة المشتركة بخصوص خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) انتهى. واتفق المشاركون على خطوات عاجلة أخرى خلال الجولة السابعة من المفاوضات التي بدأت بنجاح إلى حد بعيد".

وانطلقت في فيينا، الاثنين، المحادثات الدولية حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، بعد أشهر من تعليقها.

وأرسلت الولايات المتحدة وفداً برئاسة مبعوثها الخاص إلى إيران روب مالي ليشارك في المحادثات بشكل غير مباشر.

يُذكر أن الجولة الجديدة للمفاوضات هي السابعة من نوعها والأولى بعد تولي الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي منصبه في أغسطس 2021.

ويجتمع أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة مجددًا في فيينا بعد ما يقرب من 6 أشهر لمناقشة العودة المتبادلة إلى الصفقة من قبل كل من الولايات المتحدة وإيران، لكن الفجوة أعطت وقتًا لتجذر عقبات جديدة.

وتتألف اللجنة من روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيران، وهي الدول الموقعة على الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل ثلاثة أعوام.

الشروط الإيرانية​


وقبيل انطلاق المفاوضات، أكدت الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، أن طهران لن تجري محادثات ثنائية مع الوفد الأميركي في محادثات فيينا النووية.

وفي مؤتمر صحافي له، قال المتحدث باسم الخارجية، سعيد خطيب زاده: "فريق التفاوض الإيراني دخل فيينا بتصميم جاد للتوصل إلى مبادئ اتفاق ويفكر في محادثات موجهة نحو النتائج".

ورداً على سؤال حول إمكانية إجراء محادثات مباشرة بين الوفدين الإيراني والأميركي خلال محادثات فيينا، التي تبدأ اليوم، قال متحدث باسم وزارة الخارجية: "لن تكون هناك محادثات ثنائية مع الوفد الأميركي خلال محادثات فيينا".

وشدد على أن "الأميركيين يجب أن يأتوا إلى فيينا بهذا النهج لإزالة الجمود الذي أحدثته المفاوضات السابقة ورفع العقوبات المفروضة على إيران والتي فرضوها منذ عام 2015 بعلامات وهمية".

طهران: لا نخضع للتهديد​


وكانت وسائل إعلام إيرانية قد نقلت عن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية كبير مفاوضيها في فيينا، علي باقري كني، قوله: "لقد اتخذنا خيارنا، ويجب على الغرب أن يدفع ثمن عدم الالتزام بتعهداته في الاتفاق النووي".

كما نقلت وكالة "فارس" للأنباء عن باقري كني قوله إن بلاده "لا تخضع للتهديد العسكري ولا للحظر.. ينبغي عدم تكرار أخطاء الماضي"، معلناً جاهزية بلاده للحوار "على أساس الحصول على ضمانات، والتحقق من التزامات الطرف الآخر".

وأضاف: "الهدف الأول للمفاوضات في فيينا هو إلغاء إجراءات الحظر كافة. الهدف الثاني هو تسهيل حقوق الشعب الإيراني للاستفادة من العلوم النووية".

وأشار باقري كني إلى أن "الغرب لا يسعى للوصول لاتفاق، بل يريد الحصول على امتيازات من إيران"، مؤكداً أن الغرب يجب عليه تعويض "أي نقض للالتزامات في الاتفاق النووي".

مشاورات غير رسمية​


من جهته، أفاد ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف الأحد بعقد مشاورات غير رسمية بين بلاده والصين وإيران استعدادا للاستئناف الرسمي لمحادثات فيينا النووية. وقال أوليانوف عبر حسابه على "تويتر": "كان تبادل وجهات النظر مفيداً من أجل فهم أفضل لأحد تطورات الموقف التفاوضي لطهران".

هذا وصرح الدبلوماسي الأوروبي الأحد بأن المحادثات بين الشركاء المتبقين في الاتفاق، إيران والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، ستستأنف قرابة الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت غرينتش).

وسترسل الولايات المتحدة وفدا برئاسة مبعوثها الخاص إلى إيران روب مالي ليشارك في المحادثات بشكل غير مباشر.

وكان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في فيينا، ميخائيل أوليانوف، قد قال هذا الأسبوع، إنه من المتوقع عقد "اجتماعات غير رسمية" بين المشاركين قبل المحادثات الرسمية التي ستنظم في فندق قصر كوبورغ بالعاصمة النمساوية.

وأشار أوليانوف إلى أن استئناف المحادثات يأتي بعد أكثر من خمسة أشهر على تعليقها، "وهي فترة توقف طويلة للغاية".

وكتب أوليانوف على "تويتر" السبت: "المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. هناك حاجة واضحة لتسريع المسار".

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت السبت، أن كبير المفاوضين في الملف علي باقري وصل إلى فيينا، بعد أيام من جولة خليجية.

ووضع اتفاق 2015 المسمى رسميا خطة العمل الشاملة المشتركة، لمنع إيران من تطوير سلاح نووي من خلال فرض قيود صارمة على برنامجها مقابل رفع بعض العقوبات.

لكنه انهار عام 2018 عندما سحب الرئيس الأميركي حينها دونالد ترمب بلاده أحاديا منه.

وبعد ذلك بعام، بدأت إيران بالتراجع عن التزاماتها الواردة في النص.

وأعرب الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عن رغبته في أن تعود بلاده إلى الاتفاق، لكن لم يتحقق تقدم يذكر منذ وصوله إلى المنصب.
 
أعلى