اختلف مع الروس؟!..إيران تستنفر بسوريا بعد مغادرة ضابط رفيع

على الرغم من أن الرواية الإيرانية تحدّثت عن انتهاء مهمته، إلا أن المغادرة المفاجئة للجنرال الإيراني أحمد مدني الملقب بـ"الحاج جواد غفاري" من الأراضي السورية الشهر الماضي، وضعت الميليشيا الإيرانية هُناك بحالة ضياع.

فالقيادي المذكور كان يتولى قيادة ميليشيا الحرس الثوري منذ سنوات خلفاً للجنرال حسين همداني الذي قتل في عام 2016 بظروف لم تتوضح حتى اليوم، ورغم أن طهران أكدت عدم وجود خلافات، إلا أن التطورات على الأرض توحي بغير ذلك.

فقد تناقلت معلومات عن وجود خلافات بين غفاري وقوات النظام والقوات الروسية، خصوصاً حول كيفية التعاطي مع القوات الأميركية والتركية.

كما أن تحركات القوات الإيرانية في مناطق عديدة، أهمها ريف الرقة، حيث انسحب بعضها من هناك بعد أيام قليلة فقط من مغادرة غفاري في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد أوامر عاجلة وصلت بإجراء تغييرات في بعض مناصب قيادة "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا ساهمت في زيادة التخبط.

أوامر عاجلة وبلبلة​


في سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية سورية معارضة أن أوامر عاجلة وصلت إلى قيادات في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في سوريا عبر قيادات أخرى في العراق تفي بضرورة إجراء تغييرات جوهرية في هيكلة الجهاز الأمني التابع للميليشيا، وهو ما تسبب ببلبلة كبيرة.

كما أوضحت أنه من المتوقع أن تشمل التغييرات المطلوبة ما يقارب 20 ضابط أمن موزعين على مراكز حساسة في كل من مطار التيفور العسكري ومدينة تدمر، إضافة إلى مواقع أخرى في الرقة والقامشلي.

في حين شملت التغييرات الأولية، وفق مواقع معارضة، كلاً من ازدشير ريزان، إيراني الجنسية وهو مسؤول أمني في مطار التيفور العسكري شرق حمص، والمدعو حاج دهقان أبرز المسؤولين الأمنيين والقائم على شؤون التحركات العسكرية في بادية حمص الشرقية عموماً وهو عراقي الجنسية، إضافة إلى مسؤول ثالث يدعى أبو صلاح العتيق، وهو أحد المسؤولين الإيرانيين في مدينة تدمر ومشرف على ملفات المنتسبين إلى "الحرس الثوري" الإيراني منذ دخولهم شرق حمص.

وأضافت المعلومات أنَّه من المتوقع خلال الفترة المقبلة إنهاء الملفات الأمنية وتسليمها للمسؤولين الجدد ومن ثم نقل المسؤولين القدامى إلى العراق وإيران.

لتفادي الضربات الإسرائيلية​


يشار إلى أن بعض المراقبين كانوا ربطوا التطورات الأخيرة بأنها استراتيجية إيرانية جديدة لمواجهة الغارات الإسرائيلية، وسعياً من قبل طهران لتخفيف آثار تلك الضربات، وأيضاً بهجمات داعش في تلك المنطقة والتي زادت خطورتها في الآونة الأخيرة.

وهناك أصوات أخرى رأت أن تزامن هذه التغييرات مع تطورات ثانية أهمها استعداد طهران لخوض مفاوضات صعبة حول ملفها النووي، إضافة إلى تهديد أنقرة بعمل عسكري في شمال سوريا جعل من مغادرة غفاري خطوة ستستغلها إيران لإدخال تعديلات على استراتيجيتها على الأراضي السورية تتضمن التراجع خطوة وإفساح المجال أمام القوات الروسية لتحتل صدارة المشهد في مواجهة التطلعات التركية من جهة وإدارة ملف إخراج القوات الأجنبية.

طلب إيراني رفضه الروس​


يذكر أن الخطوات الإيرانية الجديدة أتت متزامنة مع اجتماع عقده مستشارون إيرانيون وضباط روس في مطار التيفور شرق حمص بهدف إيجاد طريقة لتفادي الضربات الإسرائيلية على المطار الاستراتيجي الذي تحول إلى نقطة نفوذ إيرانية.

ونقلت مصادر حينها أن الاجتماع شهد طلباً إيرانياً لمشاركة الروس في الحضور العسكري في بعض المواقع التي يطاولها الاستهداف الإسرائيلي، إلا أن الضباط الروس رفضوا ذلك، واعتبروا أن الطريقة الوحيدة لإيقاف الضربات الإسرائيلية هي في إخلاء القوات الإيرانية من المطار، وهو ما رفضه غفاري الذي كان متواجداً هناك.
 

مواضيع مماثلة

أعلى