رئيس برلمان ليبيا يستعد للترشح.. ممسكاً بورقة القبيلة!

مع انطلاق سباق الترشح للانتخابات في ليبيا، رغم كافة الخلافات والصعاب التي قد تهدد إجراء هذا الاستحقاق الذي يعلق عليه المجتمع الدولي أهمية كبرى، بعد سنوات من النزاع، بدأت أسماء مرشحي الرئاسة تتكشف.

وفي السياق، أكد المستشار الإعلامي لرئاسة البرلمان فتحي المريمي في تصريح لـ"العربية.نت"، أن رئيس المجلس النيابي، عقيلة صالح سيتقدم بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية إلى فرع مفوضية الانتخابات بمدينة بنغازي، خلال اليومين القادمين.

كما أوضح أن رئيس البرلمان ينوي التنافس على رئاسة ليبيا، استجابة لرغبة المكونات القبلية والاجتماعية في منطقة الشرق الليبي.

دعم أكبر قبائل الشرق​


يشار إلى أن صالح الذي سيزيد ترشحه من السباق المحموم نحو كرسي الرئاسة الذي ينتظر البلاد، مدعوم بقوة من قبيلته "العبيدات"، وهي أكبر قبائل الشرق الليبي من حيث التعداد، ويمتد وجودها بين مدن القبة وطبرق وبنغازي والبيضاء والجبل الأخضر وحتى الحدود الليبية المصرية ومرسى مطروح.

وفي بلد تلعب فيه القبيلة دورا هاما ومركزيا في العملية السياسية وفي تشكيل اتجاهات الناخبين، سيدخل الرجل البالغ من العمر (77 سنة) إلى الانتخابات متفوقا على منافسيه ببعض الميزات، تنطلق من كونه "مهندس" عملية السلام الأخيرة، التي أنتجت حكومة وحدة وطنية وأوقفت إطلاق النار في ليبيا، وأحد الشخصيات الرئيسية التي قامت بتحويل البلاد من حالة الحرب والانقسام إلى السلام والوحدة، وتثبيت حل سياسي للأزمة الليبية.

كما لم يرفع معسكر الغرب الليبي حتى الآن الفيتو ضد ترشحه، على عكس منافسه على أصوات إقليم برقة قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ومرشح أنصار النظام السابق سيف الإسلام القذافي، الذي قوبل ترشحهما برفض شديد وصل حتى التهديد بالحرب وبمنع الانتخابات من قبل خصومهما السياسيين في إقليم طرابلس.

فرصه ضعيفة!​


لكن رغم ذلك، ينظر إلى رئيس البرلمان على أنه أحد أسباب الخلافات والنزاعات حول القوانين الانتخابية التي أقرّها البرلمان ورفضتها طرابلس، والتي باتت تهدد بنسف الموعد الانتخابي، بعدما رفع وتيرة الصدام مع المجلس الأعلى للدولة وفجر أزمة سياسية بسحب الثقة من حكومة عبد الحميد الدبيبة.

ولهذه الأسباب المجتمعة، لا تبدو فرص صعود صالح إلى الرئاسة قويّة، حيث لم يظهر اسمه في استطلاعات الرأي التي تجريها يوميا صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المحلية، التي يشارك فيها عشرات الآلاف، والتي أصبحت تستقطب الاهتمام ويعوّل عليها لمعرفة اتجاهات الرأي العام الليبي، في ظلّ غياب مؤسسات مختصة في عمليات سبر الآراء في البلاد.

فقد أظهرت استطلاعات الرأي، أن مشهد المبارزة والتنافس على التأهل للجولة الثانية من الرئاسيات، سيكون محصورا بين القذافي وحفتر ورئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، الذي أوضح مساء أمس الاثنين، أنه سيعلن موقفه من الترشح في اللحظة الحاسمة، محتكما للشباب لترشيحه، وفق تعبيره!
 
أعلى