"الإخوان" تحقق: كيف تسربت أدق أسرار الجماعة للعربية.نت؟

فتحت جماعة الإخوان تحقيقا لمعرفة كيفية تسرب أسرار ومحادثات ونصوص ورسائل متبادلة بين قيادات الجماعة، عبر جروبات سرية، لموقع "العربية.نت".

واتهم مكتب التنظيم في لندن جبهة محمود حسين في اسطنبول بتسريب اتهامات وجهتها قيادات الجبهة لإبراهيم منير، حول الانتخابات الأخيرة ونتائجها وإجراءاتها، ورسائل لقيادات الجبهة وتهديدات يعلنون فيها نيتهم عزل منير استنادا لمخالفته قرارات مجلس الشورى العام ولوائح الجماعة، بتسريب تلك المعلومات لموقع "العربية.نت".

ويأتي ذلك بعد ساعات من قيام فضائية "الحوار" الإخوانية، التي تبث من العاصمة البريطانية لندن، بإجراء مقابلة مع إبراهيم منير، القائم بعمل المرشد العام لجماعة الإخوان، للحديث عن أزمة الجماعة الأخيرة، والانشقاقات التي ضربت صفوفها، حيث تحدث عن تفاصيل الأزمة ومحاولاته لرأب الصدع، وكشف عن التغييرات التي قام بها لإجراء حركة تصحيحية لمسار الجماعة.

واستعرض مقدم البرنامج، قبل بدء المقابلة خبرا انفردت به "العربية.نت" قبل أيام وقبل إعلان الجماعة عن الانشقاقات التي حدثت بها، والصراعات بين جبهتي محمود حسين في أسطنبول بتركيا، وإبراهيم منير في لندن، وكشفت فيه تفاصيل الصراعات بين الجبهتين.

وتساءل مقدم البرنامج عن كيفية وصول المعلومات المنشورة في الخبر لموقع "العربية.نت"، وكيف سربت؟! وكشف أن هناك "جروب" على موقع "تليغرام" باسم "السرداب" يضم قيادات جبهة اسطنبول، وتضمن محادثات سرية بين قيادات الجبهة حول الانتخابات، وتبادل اتهامات بين الجبهتين، وانضمام بعض عناصر وشباب الجماعة لداعش، وجميعها نشرت في الموقع.

وأضاف أن هذا الجروب يضم فقط عناصر الإخوان ويتبع مجموعة اسطنبول، ويُفترض أنه سري، متسائلاً: إذا كان هذا الجروب يضم عناصر إخوانية فقط وغير مسموح لغير أعضاء الجماعة الانضمام له كيف تسللت وتسربت منه المعلومات والمحادثات والنصوص الكاملة لرسائل القادة لموقع "العربية.نت"؟ طالبا من مشاهديه وعناصر الجماعة الإجابة عن سؤاله.

وخلال المقابلة التي أجرتها الفضائية مع منير، أكد القائم بعمل مرشد الجماعة وجود خلافات كبيرة وعميقة مع مجموعة اسطنبول ورفضهم لأي مبادرات صلح معه، وقال إنه مسؤول عن أخطاء داخل الإخوان في الداخل والخارج، متهما محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة، بعدم تزويده وإبلاغه بالمعلومات الصحيحة لكي يتخذ بناء عليها قرارات سليمة.

وأضاف أن الأزمة داخل الجماعة انتهت -بحسب زعمه-، معلنا تعيين كل من أسامة سليمان وصهيب عبدالمقصود متحدثين رسميين جديدين باسم جماعة الإخوان بعد إقالة طلعت فهمي المتحدث الإعلامي السابق والمحسوب على جبهة محمود حسين، ومؤكدا أن الأجيال السابقة وكبار السن انتهى دورهم في الجماعة، وأن الانتخابات الأخيرة جاءت بالشباب ويجب تسليم الراية لهم.

وفي سياق متصل، كشفت معلومات حصلت عليها "العربية.نت"، أن مجموعة محمود حسين ترتب لعقد مؤتمر صحافي خلال ساعات في اسطنبول، يعلنون فيه تعيين الأخير نائبا لمرشد الجماعة وقائما بالأعمال بدلا من إبراهيم منير.

وأوضحت المعلومات أن قيادات جبهة محمود حسين تتواصل الآن مع العديد من العناصر الإخوانية في الأقطار المختلفة لعقد اجتماعات تسفر عن تشكيل هيئة إدارية عليا تتولى مقاليد الأمور في الجماعة وتعزل إبراهيم منير ومكتب لندن وتعين حسين نائبا بدلا منه، ويؤيدهم في ذلك عائلات وأسر قيادات إخوانية كبيرة في مصر وعائلات بعض قيادات الجماعة، ومنهم الشيماء ابنة الرئيس المعزول الراحل محمد مرسي.

ووفق المعلومات فإن ابنة مرسي قد تشارك في المؤتمر المزمع عقده لتعيين حسين نائبا للمرشد بفيديو تعلن فيه تأييدها وتأييد الأسرة لجبهة اسطنبول ومجلس الشورى العام، وما دعم من ذلك تدوينة كتبتها نجلة الرئيس المعزول على حسابها على موقع "تويتر"، قالت فيها إن أمرهم "شورى بينهم، لا سمع ولا طاعة لمن يتجاوز الشورى أو يتجاهلها أو يقامر بها، ولا طاعة عندي لمن يطالبنا بالاستسلام أو يفرضه، وبناء عليه أنا كعضو عامل فى جماعة الإخوان المسلمين أؤيد قرار الشورى العام بكل ما جاء فيه جملة وتفصيلا".

وكشفت المعلومات أنه حتى الآن ترفض جبهة محمود حسين تسليم الملفات والأوراق الخاصة بالجماعة واستثماراتها وشركاتها وأموالها ومكتب تركيا لجبهة لندن، منتظرة ما تسفر عنه الاجتماعات التي تجهز لها لتعيين هيئة عليا للجماعة، أو وصول رسائل موثقة ومؤكدة من قادة الجماعة في السجون المصرية بحسم الصراع لصالحها وتأييد قراراتها.

وكانت "العربية.نت" قد كشف في 6 أكتوبر الجاري عن خلافات عناصر تنظيم الإخوان في تركيا وبداية حدوث الصراعات والانشقاقات في صفوف الجماعة، حيث احتدم الصراع بين جبهتي إبراهيم منير القائم بعمل مرشد الإخوان، ومحمود حسين الأمين العام السابق، بعد قرار الأول بحل المكتب الإداري ومجلس الشورى.

واحتدمت الخلافات بين جبهتي الصراع بسبب ملفين رئيسيين باتا يشكلان عمق الأزمة في الجماعة، هما انتخابات المكتب في تركيا والتي جرت مؤخراً وشهدت طعوناً كثيرة في نتائجها وإجراءاتها، وعدم اعتراف مجموعة محمود حسين، التي تضم مدحت الحداد، وصابر أبوالفتوح، وممدوح مبروك، وعبدالرحمن فتحي بها.

وبعث همام علي يوسف، عضو مجلس شورى الجماعة، والذي كان مسؤولا عن تشكيل اللجان الإلكترونية لها خارج مصر والهارب حاليا لتركيا، برسالة إلى إبراهيم منير القائم بعمل المرشد انتقد فيها الأخير، وطالبه بعقد اجتماع عاجل لمجلس الشورى العام من أجل بحث أزمة الانتخابات في تركيا ووقف الخلافات، معلنا كذلك عدم اعترافه بالمكتب الجديد في تركيا ورفضه التام لأي إجراءات يقوم بها.

وقرر منير تجميد عضوية كل من محمود حسين ومدحت الحداد ومحمد عبدالوهاب وهمام علي يوسف ورجب البنا وممدوح مبروك، مستنكرا التصرفات والإجراءات التي قاموا بها حسب زعمه -لشق صفوف الجماعة-، ومؤكدا أن كل من شارك في أي إجراءات تشق الصف الإخواني يعتبر نفسه خارجا من جماعة الإخوان.

وأيد عدد كبير من قيادات الجماعة في تركيا، وغالبيتهم من المخالفين لمحمود حسين، قرارات منير، واصفين القرارات بأنها جاءت بعد 8 سنوات من الفشل والتعسف، وسوء استعمال المؤسسات وتفريغ مجلس الشورى العام والتلاعب من جانب جبهة محمود حسين.
 
أعلى