دبلوماسيو أفغانستان بواشنطن حائرون..لا أموال ومصير معلق

بعد مرور حوالي شهر على سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان وتشكيل حكومة غير معترف بها دولياً حتى اللحظة، أصبح الدبلوماسيون الأفغان في الخارج بلا رواتب أو إعانات، يعيشون حالة من القلق.

فقد انقطعت رواتب واتصالات الموظفين في السفارة الأفغانية في واشنطن مع كابل، وبات حالهم حال عشرات الآلاف من الأفغان الذين فروا من البلاد، لا يدركون ما يخبئه مستقبلهم.

ففي حين أكدت طالبان سابقا أنها تريد اعترافاً دولياً وعلاقات دبلوماسية جيدة مع الولايات المتحدة، إلا أن الاتصالات بين واشنطن والحكومة المؤقتة الجديدة تقتصر في الوقت الحالي على عدد قليل من كبار الدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين الأميركيين.

بدورهم، أمضى مسؤولو السفارة الأفغانية معظم الأسابيع القليلة الماضية في العمل على معالجة الأزمة الإنسانية، دون أن يجروا أي اتصالات رسمية مع الحكومة الجديدة في كابل، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستيرت جورنال".

مصير معلق​


كما رفض الكثير منهم الاعتراف بحكومة طالبان، وباتوا اليوم يخشون الاضطهاد أو الموت إذا عادوا إلى أفغانستان.

في حين فضل آخرون الانتظار قبل أن يقرروا ما إذا كانوا سيعودون إلى البلاد.

في موازاة ذلك، يتواصل العديد من الدبلوماسيين الأفغان الآن عبر رسائل البريد الإلكتروني الشخصية الخاصة بهم، مع الأخذ بعين الاعتبار احتمال أن تغلق حسابات البريد الإلكتروني في أي لحظة.

يشار إلى أن السفارة الأفغانية تقع في منزل عمره حوالي 100 عام في منطقة كالوراما بواشنطن. ولا يزال العلم الأسود والأحمر والأخضر لجمهورية أفغانستان يرفرف عالياً فوق المدخل الرئيسي، بدلاً من الراية السوداء والبيضاء لإمارة أفغانستان التي تقودها طالبان.

كما لا تزال اللوحات الغريبة التي تعود إلى حقبة المغول تزين العديد من جدران السفارة. لكن صور الرئيس الأسبق أشرف غني حذفت في الحال بعد فراره من البلاد في 15 أغسطس.

لا أموال وتقليل للنفقات​


من جانبه، قال جواد راحة، إن السفارة تنفق ما تبقى لديها من أموال على الإيجار ورواتب الدبلوماسيين، مشيراً إلى أنه تم تقليل النفقات على كل شيء من اشتراكات التلفزيون إلى كشوف المرتبات.

كما أضاف أنه تم إخبار الموظفين المعينين محلياً، بما في ذلك بعض الأميركيين، بأنه سيتم التخلي عنهم في وقت لاحق من هذا الشهر.

كذلك، أوضح أن الدبلوماسيين سيضطرون إلى العودة لأفغانستان إذا نفدت أموال السفارة، أو البحث عن عمل آخر في واشنطن، أو الانتقال إلى مكان آخر.

ولفت إلى أن اتخاذ القرار يعود بشكل فردي لكل زميل، فإذا استولت طالبان على السفارة، أو تم منحهم إياها، فالأمر متروك لكل فرد سواء أراد العمل لحكومة طالبان أم لا.

كما، أشار إلى أن مصير السفارة قد ينقلب إذا اعترفت الولايات المتحدة في النهاية بحكومة طالبان، التي لا تضم في الوقت الحالي أي نساء وتتألف إلى حد كبير من البشتون ذات الأغلبية العرقية.

عزل عن النظام المالي​


ومنذ استيلاء طالبان على السلطة، تم عزل أفغانستان عن النظام المالي الدولي وتوقفت معظم المساعدات الخارجية عن التدفق، ما أدى إلى شل قدرة الحركة على دفع رواتب الحكومة والجيش.

يذكر أن الولايات المتحدة كانت علقت عمل السفارة الأفغانية في واشنطن عام 1997، بسبب خلاف بين الدبلوماسيين حول من هي القيادة الشرعية للبلاد، الجمهورية الأفغانية أو طالبان التي أطاحت بها.

وقضت وزارة الخارجية بعدم وجود حكومة فعالة في أفغانستان حينها، وأغلقت أبواب السفارة.

ثم أعيد فتحها في يناير 2002، بعد شهر من إعادة فتح الولايات المتحدة سفارتها في كابل.
 
أعلى