3 عقبات تعيق إحياء النووي.. مخاض عسير بين واشنطن وطهران

لا شك أن إعادة إحياء الاتفاق النووي تخوض مسارا عسيرا قد يطول أشهرا عدة، إن لم يحدث اختراق كبير في فجوة الجمود، بحسب ما أكد مرارا عدة مراقبين.

وفي السياق، قال مسؤولون أميركيون مطلعون ومنخرطون في هذا الملف، إن جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإعادة التواصل بشأن الاتفاق النووي تواجه ثلاث عقبات رئيسية: أولاً الافتقار إلى قنوات اتصال مباشرة، ثم الانقسامات داخل القيادة في طهران، أما العقبة الثالثة فتتمثل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الوشيكة، بحسب ما أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي.

كما أشاروا أن جميع اتصالاتهم مع طهران تأتي بشكل غير مباشر، عبر مجموعة E3 (فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا) أو روسيا أو الصين أو الاتحاد الأوروبي، ما يستغرق وقتًا أطول.

ولفتوا إلى أن تلك الطرق غير المباشرة أدت إلى العديد من حالات سوء الفهم.

في الصندوق​


يشار إلى أن إعادة البرنامج النووي الإيراني مرة أخرى إلى أطر الضوابط القانونية الموضوعة أو "وضعه في الصندوق" كما يقال، يعد أحد أهم أولويات السياسة الخارجية للإدارة الأميركية.

فقد أكد بايدن مراراً أنه على استعداد لرفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 إذا عادت إيران إلى الامتثال الكامل للبنود المنصوص عنها في الاتفاق، والتراجع فورا عن الانتهاكات التي نفذتها منذ انسحاب الرئيس السابق دونالد ترمب من الاتفاق عام 2018.

وعلى مدى الأسابيع والأشهر الماضية حاولت الأطراف الدولية لا سيما الأوروبية المعنية بهذا الملف الدفع نحو البدء بالمحادثات بين إيران وأميركا .

أموال كوريا الجنوبية​


وفي حين أعطت طهران إشارات معينة حو استعدادها للقبول بنهج تدريجي وفق خطوة مقابل خطوة بين الطرفين، بحسب ما وصل إلى كواليس الإدارة الأميركية، عاد المسؤولون في طهران وأوضحوا أنهم غير مستعدين للقبول بذلك.

وفي السياق، أشارت مصادر أميركية وإسرائيلية مطلعة على الأمر بحسب "أكسيوس"، إلى أن الولايات المتحدة اقترحت أن تبدأ العملية بإلغائها تجميد الأموال الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية، مقابل اتخاذ إيران خطوات لإنهاء بعض انتهاكاتها، إلا أنها رفضت ذلك.

يبدو أن التخبط الإيراني هذا يعود إلى الانتخابات، رغم النفي الإيراني. فقد لفت مسؤولون أميركيون إلى أن إدارة بايدن تعتقد أن عدم الوضوح في المقاربة الإيرانية للعودة للمفاوضات مع واشنطن يرجع جزئيًا إلى الانقسامات داخل القيادة الإيرانية نفسها.

إذ يبدو أن إحدى العقد الأساسية تدور حول ما إذا كان يجب التعامل مع الولايات المتحدة قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو.
 

مواضيع مماثلة

أعلى