ماهي لعبة الدكتاتور في علم الاقتصاد؟

الحل
تتكون لعبة الدكتاتور من فردين, يُعطى احدهما كمية من المال ( ويسمى هذا الشخص بالدكتاتور ), والاخر لا يُعطى شيئا, يتم اخبار الدكتاتور بان عليه ان يعطي الشخص الاخر مبلغا من المال, مهما كان المبلغ, او لا يعطيه اي شيء. مهما كانت كمية المال التي سيعطيها على الشخص الثاني ان يقبلها, حتى لو كانت كمية المال قليلة, فعليه ان يتقبلها بدون ابداء اي اعتراض.
تبين هذه اللعبة وتدرس الافتراضات الاقتصادية حول تصرفات الانسان المادية والتي تخدم المصلحة الذاتية. وبالتالي فان المتوقع من الدكتاتور الاحتفاظ بكمية المال كلها لنفسه واعطاء - صفر - للآخر.
عندما تم اجراء هذه اللعبة على ارض الواقع فان ما نسبته 40% فقط من الاشخاص قاموا بالاحتفاظ بكامل المال. اما غالبية الاشخاص انهم يعطون ما نسبته 20% من هذا المال للشخص الاخر.. ولكن هناك عوامل مؤثرة على العطاء او عدمه...

أسيل

كاتب جيد جدا
تتكون لعبة الدكتاتور من فردين, يُعطى احدهما كمية من المال ( ويسمى هذا الشخص بالدكتاتور ), والاخر لا يُعطى شيئا, يتم اخبار الدكتاتور بان عليه ان يعطي الشخص الاخر مبلغا من المال, مهما كان المبلغ, او لا يعطيه اي شيء. مهما كانت كمية المال التي سيعطيها على الشخص الثاني ان يقبلها, حتى لو كانت كمية المال قليلة, فعليه ان يتقبلها بدون ابداء اي اعتراض.
تبين هذه اللعبة وتدرس الافتراضات الاقتصادية حول تصرفات الانسان المادية والتي تخدم المصلحة الذاتية. وبالتالي فان المتوقع من الدكتاتور الاحتفاظ بكمية المال كلها لنفسه واعطاء - صفر - للآخر.
عندما تم اجراء هذه اللعبة على ارض الواقع فان ما نسبته 40% فقط من الاشخاص قاموا بالاحتفاظ بكامل المال. اما غالبية الاشخاص انهم يعطون ما نسبته 20% من هذا المال للشخص الاخر.. ولكن هناك عوامل مؤثرة على العطاء او عدمه من قبل الدكتاتور. مثلا حين تم حجب الشخصين عن بعضهما بشكل كلي, يميل الدكتاتور الى الاحتفاظ بالمال كله او على الاقل ب 80% من المال. (1)
تفسير حالة العطاء يتمثل بكرم الانسان ورغبته بتحقيق العدل بشكل عملي, ولكن حقيقة هذا التصرف التجريدية هو رغبة الانسان بأن يظهر بمظهر الكريم, ان يُقال فلان كريم, وليس الهدف الاساسي ان يكون الشخص جيدا او كريما, بل ان - يبدو - كريما.
التفسير الاخر للعطاء في حالة مقابلة الشخصين لبعضها قبل اللعبة, اي ان الدكتاتور شكله معروف لدى الطرف الاخر, فسيميل الدكتاتور للتصرف بكرم. لنفرض ايضا انه تم وضع كاميرات تراقب قرار وتصرف الدكتاتور ( والدكتاتور يعلم بوجود هذه الكاميرات ) اذا هو يعلم بأنه مٌراقب, فسيميل حينها للعطاء.
نحن نميل الى القيام بالافعال الجيدة حين نكون تحت المراقبة, مرة اخرى لكي نظهر بالمظهر الحسن امام الناس. تصرفاتنا مُقادة برغبتنا بأن يُقال عنا أكفاء او جيدون او طيبون, الخ. وليست مقادة ابدا بالخير النابع من داخلنا بلا اهداف خادمة لمصلحتنا الذاتية, فهذا الشيء غير موجود اطلاقا في طبيعتنا البشرية.
هناك تفسير يقول بأن العطاء ليس انساني بل ثقافي, الاشخاص الغربيون المثقفون الاغنياء العمليون والديمقراطيون قد يميلون الى العطاء بسبب طبيعة ثقافتهم.
هؤلاء الناس يسمون ب WEIRD, كل حرف من الكلمة اختصار للكلمات التالية : ( Western, Educated, Industrial, Rich, Democrats ).ويمثل هؤلاس الناس 96% من الاشخاص الذين تقام عليهم هذه الدراسات, فاذا هذه الدراسات تفتقر للتنوع البشري, ونتائجها قد تكون خاصة فقط بهذه المجتمعات الارستقراطية, لهذا فان لعبة الدكتاتور محط انتقاد ودحض من العلماء.
أجرى عالم النفس الكندي بول بلوم لعبة الدكتاتور على الاطفال من سن 4-7 لدراسة تفكيرهم, تصرف الاطفال كان مروعا للغاية ويدل على انانية رهيبة ومخيفة كما يقول بلوم, فان الطفل مستعد للتضحية بكل شيء على ان يعطي غيره اي مقدار من المال, اي هو على استعداد ان يرفض المال ان كانت هناك ادنى احتمالية بأن يتم اخذ اي مقدار منه.
ليس عندي مصدر لهذه الدراسة (2)
يقول الروائي كنغسلي أميس : " لا عجب بأننا كائنات مروعة, حيث أننا بدأنا حياتنا كأطفال "
الخلاصة هي أننا كائنات انانية رأسمالية بحتة هدفنا مصلحتنا الذاتية, وعطاؤنا غير نابع ابدا من حب الخير بل هو متصل بشكل عميق بسمعتنا ومظهرنا.
 

مواضيع مماثلة

أعلى