لماذا عندما نبدء بعمل ما, نحب ان نتدرج في عمل الأشياء؟

الحل
هناك أسباب كثيرة تجعلنا نتدرج في عمل الأشياء، والتفكير قليلاً قبل البدء بالأعمال أو اتخاذ القرارات....

- التدرج واتخاذ الخطوات خطوة خطوة هي من فطرتنا التي فطرنا عليها الله تعالى كباقي المخلوقات وباقي موجودات الكون كذلك.

- قدراتنا التي أعطانا إياها رب العالمين تتطور شيئاً فشيئاً، وتتراجع كذلك بالتدريج غالباً... فيولد الإنسان جنيناً ثم يكبر ويتطور شيئاً فشيئاً، وحتى عندما يكبر ويهرم فإنه يبدأ بالتعب وبفقدان بعض قدراته شيئاً فشيئاً.

- نحن وسائر مخلوقات الكون لدينا إحساس طبيعي بالخوف وهذا يجعلنا نحذر ونقوم بالأشياء خطوة خطوة تجنباً للخطر الناتج عن التهور وعدم التفكير... فإن أردت القيام بمشروع معين فإنك بالطبع تبدأ به صغيراً حتى لو كنت تملك المال الكافي لبناء شركة ضخمة وتوظيف عدد كبير من الموظفين فيها، لكننا عادة نبدأ هكذا لتجنب الخسائر...

أسيل

كاتب جيد جدا
هناك أسباب كثيرة تجعلنا نتدرج في عمل الأشياء، والتفكير قليلاً قبل البدء بالأعمال أو اتخاذ القرارات....

- التدرج واتخاذ الخطوات خطوة خطوة هي من فطرتنا التي فطرنا عليها الله تعالى كباقي المخلوقات وباقي موجودات الكون كذلك.

- قدراتنا التي أعطانا إياها رب العالمين تتطور شيئاً فشيئاً، وتتراجع كذلك بالتدريج غالباً... فيولد الإنسان جنيناً ثم يكبر ويتطور شيئاً فشيئاً، وحتى عندما يكبر ويهرم فإنه يبدأ بالتعب وبفقدان بعض قدراته شيئاً فشيئاً.

- نحن وسائر مخلوقات الكون لدينا إحساس طبيعي بالخوف وهذا يجعلنا نحذر ونقوم بالأشياء خطوة خطوة تجنباً للخطر الناتج عن التهور وعدم التفكير... فإن أردت القيام بمشروع معين فإنك بالطبع تبدأ به صغيراً حتى لو كنت تملك المال الكافي لبناء شركة ضخمة وتوظيف عدد كبير من الموظفين فيها، لكننا عادة نبدأ هكذا لتجنب الخسائر التي قد تحدث معنا في البداية. حتى القطة عندما تقدم لها الطعام تراها تقترب منك بحذر وخطوة خطوة وهي تراقبك بعينيها لتستشعر الأمان.

أتذكر نفسي لأستشهد لك بمواقف حدثت معي وأعمال بدأتها خطوة خطوة فوجدت أن هناك الكثير الكثير منها، فعندما قررت التوجه إلى مجال الكتابة وتحقيق حلمي الذي أحلم به منذ نعومة أظفاري، فقد بدأت أقرأ المقالات الخفيفة ومن ثم أكتب ما فهمت منها بأسلوبي الخاص باللغتين العربية والانجليزية، وأرسلت يوماً ما كتبت لصحيفة Jordan Times لنشره، ولكن المسؤولة رفضته، فحزنت كثيراً وراجعته مرات ومرات اعتقاداً مني أن سبب رفضها له هو احتوائه على أخطاء لغوية أو نحوية مثلاً، وعندما تشجعت وعاودت الاتصال بها لأفهم منها سبب الرفض قالت لي أنه يشبه موضوع الإنشاء في المدارس، وأن الصحيفة لا تنشر هذا النوع من الكتابات.
لم أفقد حلمي وبقيت مصرة على الكتابة إلى أن وقع في يدي يوماً كتيباً يحتوي على أرقام هواتف الشركات وعناوينها، فاتصلت ببعض المجلات لأسألهم عن شاغر، فوجدته في مجلة بيتي المتخصصة بالذكاء العاطفي، بعد أن طلبت مني صاحبة المجلة أن أكتب مقالاً وأرسله لها، وعندما قابلتها وافقت علي، ففرحت كثيراً لأنني اعتقدت أن بإمكاني البدء بعملي في الكتابة فوراً، ولكنها قالت لي أن علي أولاً أن أستلم بعض المهام الإدارية وأن أراقب الكتاب وأقرأ أعداد سابقة من المجلة لأشهر، ففعلت هذا فعلاً وبعد حوالي شهرين طلبت منها أن تعطيني مقالات لكتابتها كباقي الزملاء والزميلات فوافقت، ولكن مقالاتي الأولى كانت تخضع لتغييرات كثيرة من قبل المحررة، ومن ثم ترجعها لي لقراءتها من جديد، وبعد حوالي شهر قالت لي المحررة أنها لم تغير شيئاً في مقالي لأنني أخيراً أتقنت الكتابة، ولم تعد مقالاتي بحاجة لتحرير، وشيئاً فشيئاً أصبحت أحد كتاب المجلة الرئيسيين، وبعد أن اضطرت المجلة للإغلاق بسبب الظروف المالية رفضت أن أخرج منها وقلت للمديرة أنني مستعدة أن أبقي فيها وحدي وأن أكتب كل المواضيع وأدققها وأقوم بكل ما يلزم لتستمر بيتي حتى لو على الموقع الإلكتروني فقط، ففعلت هذا فعلاً وكنت أخرج العدد أنا وصاحبة المجلة لحوالي عام. انتقلت بعدها للكتابة في صحيفة الغد- حياتنا، ومنها إلى عدة مواقع إلكترونية.

هكذا هي الحياة تستدرجنا لعمل الأشياء خطوة خطوة لننجح بها، ولكن علينا ألا نتراجع في رحلتنا، وأن نعلم أن الخطوات قد تكون صغيرة وبطيئة ولكننا سنصل في النهاية، وإن أخطأنا فعلينا التعلم من أخطائنا والاستمرار في المسير.
 

مواضيع مماثلة

أعلى