هل طبيعي ان يدمن الشخص على العمل دائما وهل هذا جيد؟

الحل
هناك من يدمن العمل الى درجة يجعله ينسى كافة جوانب الحياة الاجتماعية، هؤلاء يعتبرهم البعض نموذجا للنجاح، ولكن علماء الاجتماع يرون أن هذه الظاهرة المرضية تقود إلى تحطيم الحياة الاجتماعية للشخص، وتجعله لا يتذوق طعم نجاحه. فمتى يعد الانشغال بالعمل إدمانا وكيف يمكن التعامل معه؟

في الواقع،للأسف الشديد لا يدرك الشخص أنه مدمن على العمل، بل قد يظن أنه على حق في إشراك كل طاقاته الفكرية والذهنية والجسدية الإنسانية، ويعتقد في قرارة نفسه بأنه يقوم بتطبيق مفاهيم العمل وما يعطى إليه من مهمات بشكل استثنائي ولا يدرك بأنه مدمن عمل، ولكن البيئة المحيطة به تشعر أن لديه هذا الإدمان، خاصة إن كانت نوعية العمل وإنتاجيته تكون سلبية على عكس ما يظن البعض المدمنين على العمل بأنهم يقومون بواجبهم و أنهم يتقنون إنجازهم بشكل مهني، وهناك فرق شاسع بين المدمن على...

أسيل

كاتب جيد جدا
هناك من يدمن العمل الى درجة يجعله ينسى كافة جوانب الحياة الاجتماعية، هؤلاء يعتبرهم البعض نموذجا للنجاح، ولكن علماء الاجتماع يرون أن هذه الظاهرة المرضية تقود إلى تحطيم الحياة الاجتماعية للشخص، وتجعله لا يتذوق طعم نجاحه. فمتى يعد الانشغال بالعمل إدمانا وكيف يمكن التعامل معه؟

في الواقع،للأسف الشديد لا يدرك الشخص أنه مدمن على العمل، بل قد يظن أنه على حق في إشراك كل طاقاته الفكرية والذهنية والجسدية الإنسانية، ويعتقد في قرارة نفسه بأنه يقوم بتطبيق مفاهيم العمل وما يعطى إليه من مهمات بشكل استثنائي ولا يدرك بأنه مدمن عمل، ولكن البيئة المحيطة به تشعر أن لديه هذا الإدمان، خاصة إن كانت نوعية العمل وإنتاجيته تكون سلبية على عكس ما يظن البعض المدمنين على العمل بأنهم يقومون بواجبهم و أنهم يتقنون إنجازهم بشكل مهني، وهناك فرق شاسع بين المدمن على العمل، وبين المجتهد في عمله.

وهناك دلائل وإشارات معينة، تمكنك من خلالها أن تنتبه إن كنت مدمنا على العمل أم لا.

أولا: الإكثار من إعادة تطبيق المهام العملية من الناحية المهنية،
ثانيا : عدم الحصول على النتيجة المبتغاة من العمل بشكل واضح وصريح وسريع، بل تظل تعيد وتعيد ظنا منك بأن عملك مفردا خارج عن إطار العمل في الفريق الجماعي يعود على العمل بمنفعة أكبر
ثالثا : تعاني حالة من القلق النفسي بداخلك، أي بمعنى أنك تظل تعتقد أن العمل لم يتم إنجازه كما يجب، مما يضطرك إلى الإعادة والتكرار بشكل يلحظه الآخرون فيستنتجون إدمانك على العمل.
رابعا : إنجاز العمل خلال وقت طويل مبالغ به، فبدلا من إنجاز العمل في ثلاثين دقيقة على سبيل المثال، يتم إنجازه على مدى ساعات أو أيام.

والمدمن على العمل يختلف عن الشخص الذي يبحث عن المثالية الذي يهتم بإنجاز عمله بشكل دقيق وجيد ولامع الى درجة الإتقان، أما المدمن على العمل فهو شخص يعمل دون الوصول الى النتيجة المنتظرة منه، أي أن الإكثار من ساعات العمل والابتعاد عن العمل ضمن الفريق المتجانس، هي من مميزات المدمن على العمل.

الإدمان على العمل أمر لا يعترف به الشخص المدمن،وهي حالة انتمائية طاقية نفسية يحتاج من خلالها الإنسان إثبات وجوده، تماما كالإدمان على المقامرة والإدمان على المخدرات، وللخروج من هذه الحالة يجب على الآخرين مساعدته، بدءا بإعلامه بطريقة مبسطة و الشرح له بأنه يتعامل مع العمل وكأنه سلعة وليست حالة إنتاجية مبدعة . بعض النصائح التي أوجهها للشخص الذي يتم إعلامه بأنه مدمن على العمل:

اولا : تقليص ساعات العمل ، ومحاولة إنجاز العمل في وقت أقل
ثانيا : العمل على تعزيز حالة الأمن النفسي الذاتي لأن هذه الفئة لديها قلة ثقة بالنفس، ويعانون حالة نفسية ذاتية منخفضة
ثالثا : تدعيم الحالة الاجتماعية والتركيز على العلاقات وتعزيزها
رابعا : التوجه نحو النشاطات والهوايات وقضاء وقت في أمور أخرى مختلفة عن جو العمل.
 
أعلى