اذكر الشخصية التاريخية الافضل لديك

الحل
ديوجانس الكلبي هو شخصيتي التاريخية المفضلة بلا منازع, تخيل رجل يعيش في وعاء كبير من الفخار, لا يمتلك سوى حقيبة من القماش يحمل بها القليل من الاغراض, يحتضن التماثيل المغطاة بالثلج شتاءاً و يتدحرج في الرمل الحار صيفاً و ينام بالشارع ليلاً.

الان قد تسأل ما المميز في هذا فانا ارى رجل مشرد كل يوم في طريقي للعمل فما الفرق بين هذا الرجل المشرد و ديجانوس؟ و إجابة هذا السؤال بأن ديوجانس هو فيلسوف سعى لازدراء المادة و التحرر منها و بكلمات أبسط سعى للعيش بأبسط طريقة ممكنة, و من هنا جاء لقبه الكلبي الذي أعطوه اياه الناس من باب الأهانة الا أنه اخذه كإطراء فالكلاب قنوعة تأكل ما يعطى لها, تنام حيث تتعب, لا تقلق من المستقبل و تعيش ببساطة بسعادة و هذا ما أراده ديوجانس, و له العديد من القصص التي تظهر قناعته بالحياة إحداها أنه رأى طفل يشرب الماء بيديه...

أسيل

كاتب جيد جدا
ديوجانس الكلبي هو شخصيتي التاريخية المفضلة بلا منازع, تخيل رجل يعيش في وعاء كبير من الفخار, لا يمتلك سوى حقيبة من القماش يحمل بها القليل من الاغراض, يحتضن التماثيل المغطاة بالثلج شتاءاً و يتدحرج في الرمل الحار صيفاً و ينام بالشارع ليلاً.

الان قد تسأل ما المميز في هذا فانا ارى رجل مشرد كل يوم في طريقي للعمل فما الفرق بين هذا الرجل المشرد و ديجانوس؟ و إجابة هذا السؤال بأن ديوجانس هو فيلسوف سعى لازدراء المادة و التحرر منها و بكلمات أبسط سعى للعيش بأبسط طريقة ممكنة, و من هنا جاء لقبه الكلبي الذي أعطوه اياه الناس من باب الأهانة الا أنه اخذه كإطراء فالكلاب قنوعة تأكل ما يعطى لها, تنام حيث تتعب, لا تقلق من المستقبل و تعيش ببساطة بسعادة و هذا ما أراده ديوجانس, و له العديد من القصص التي تظهر قناعته بالحياة إحداها أنه رأى طفل يشرب الماء بيديه فأخرج كوبه من حقيبته و رماه قائلاً :"طفل كان يغلبني في بساطة العيش".

و ليست فلسفته التقشفية هي وحدها ما يجعله شخصيتي المفضلة, فبالاضفة لفلسفته فإن أسلوبه الساخر حتى في اصعب المواقف هو محط إعجاب إيضاً فثقته بنفسه طغت على الجميع حتى على إسكندر المقدوني نفسه فيقال انه مر على مدينة ديوجانس بحثاً عنه فلما وجده يتدحرج تحت الشمس قال له:"تمنى ما تشاء" فرد ديوجانس "ابتعد انت تحجب الشمس عني" فقال الكسندر و هو يمشي مبتعداً:"لو لم اكن الكسندر لوددت ان اكون ديوجانس" و لم تكن هذه المرة الوحيدة التي احتك بها القائد العظيم اسكندر بالفيسلسوف المشرد فقد بعث له اسكندر رسول يطلب منه ان يحضر لديه فرد ديوجانس بالرفض قائلاً:"ما يمنعه من القدوم إلي هو بذاته ما يمنعني من الحضور لديه" فجاء الرد من اسكندر بعدها "ما الذي يمنعني و ما الذي يمنعك؟" فرد ديوجانس:"انت اقوى بكثير من ان تحتاجني, و انا مقتنع بما املك لذلك لست بحاجتك", و احتدم الامر بينهم حين احتل اسكندر لمدينة و بحث عن ديوجانس فيها فوجده نائم بالشارع فايقظه بقدمه و قال:"قم لقد احتللت المدينة" فرد الفيسلوف:"ليس مأخذ على الملوك ان يحتلوا المدن, و لكن الحمير هي من تركل".

و قد تظن بأن هذا الشخص الغريب كان فيلسوفاً عادياً فكما يقال "ثلاثة أرباع" اليونان كانوا فلاسفة و هنا اخطئت عزيزي القارئ في تقدير ديوجانس الذي كان ند افلاطون الفلسفي بل انه احرجه في العديد من المرات ساذكر الموقف المفضل بالنسبة لي و اترك لك متعة البحث عن المواقف الاخرى بينهم, في احد المرات بينما افلاطون يحاضر طلابه عرف الانسان بأنه حيوان ذو اقدام اثنتين منزوع الريش او الفرو فأحضر ديوجانس دجاجة منتفٌ ريشها و دخل بها مقاطعاً المحاضرة قائلاً:"ها هو إنسان أفلاطون".

و أختم بأهم سبب يجعله شخصيتي المفضلة, و هو ان تحرره من المادة ادى الى تحرره العقلي فهو لا يحتاج لانه يعمل و يستطيع ان يجلس طوال اليوم فقط يفكر و يحلل بحرية مطلقة دون تبعية فكرية لاي احد او لأي شيء و من المحزن ان اعماله الفكرية الاصلية فقدت عبر التاريخ الا ان العديد من معاصريه وصفوا فلسفته و شخصه و كانت كتباتهم مصدر معلوماتنا عن ديوجانس و هنا أوصي لك الكتاب الذي تعرفت به على هذه الشخصية الرائعة لتقرأه بنفسك و تخوض تجربتك الخاصة مع ديوجانس.

اسم الكتاب : Diogenes Laertius: Lives of the Eminent Philosophers 1925
 
أعلى