الرسائل العنصرية التي نراها في الاعلام الى اي مدى يمكن ان تتأثر النفسية منها؟

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
الحل
لا بد أنك كنت تتابع مسلسلات الكرتون في صغرك، هل لاحظت أن معظم كرتون الأطفال تصور الأشخاص الجميليلين والخيّرين بأن جسمهم رشيق وبشرتهم بيضاء وأحياناً يكون شعرهم ناعم وعيونهم ملونة، بينما الأشرار تصورهم ببشرة سوداء أو غامقة نوعاً ما وجسد ممتلئ وشعر أجعد؟!

هذا الأمر شكل لدينا صورة نمطية بأن الأشخاص البيض طيبون بينما يمتاز السود بأنهم أشرار، فكبرنا وفي داخلنا هذا الاعتقاد -سواء شئنا أم أبينا- فترى الفتاة تميل لصبغ شعرها للون الأشقر أو الفاتح على الرغم أنها تعلم أن الشعر الغامق أو لون شعرها الطبيعي أكثر جمالاً ومناسب أكثر لها، ربما لأن عقلها الباطن قد ربط الجمال بالشعر الأشقر! وترانا إن رأينا شخصاً ببشرة غامقة وجسده ممتلئ وشعره أجعد وأسنانه متفرقة وآذانه كبيرة نشبهه بالشيطان الذي صوره لنا الإعلام بهذه الصورة!

كل هذه الصور النمطية صنعت وخزنت...

أسيل

كاتب جيد جدا
لا بد أنك كنت تتابع مسلسلات الكرتون في صغرك، هل لاحظت أن معظم كرتون الأطفال تصور الأشخاص الجميليلين والخيّرين بأن جسمهم رشيق وبشرتهم بيضاء وأحياناً يكون شعرهم ناعم وعيونهم ملونة، بينما الأشرار تصورهم ببشرة سوداء أو غامقة نوعاً ما وجسد ممتلئ وشعر أجعد؟!

هذا الأمر شكل لدينا صورة نمطية بأن الأشخاص البيض طيبون بينما يمتاز السود بأنهم أشرار، فكبرنا وفي داخلنا هذا الاعتقاد -سواء شئنا أم أبينا- فترى الفتاة تميل لصبغ شعرها للون الأشقر أو الفاتح على الرغم أنها تعلم أن الشعر الغامق أو لون شعرها الطبيعي أكثر جمالاً ومناسب أكثر لها، ربما لأن عقلها الباطن قد ربط الجمال بالشعر الأشقر! وترانا إن رأينا شخصاً ببشرة غامقة وجسده ممتلئ وشعره أجعد وأسنانه متفرقة وآذانه كبيرة نشبهه بالشيطان الذي صوره لنا الإعلام بهذه الصورة!

كل هذه الصور النمطية صنعت وخزنت في داخلنا من الإعلام، وهناك رسائل عنصرية كثيرة نستقيها من المحتوى الإعلامي غير المسؤول. سأذكر لكم مثالاً شاهدته من خلال عملي في الإذاعات... كان هناك مقدم برامج يكره النساء بسبب تجربة سابقة مر بها، فتجده لا يضيع فرصة إلا ويحاول إيصال رسائل عنصرية للمستمعين ضد النساء، فإن كان متأخراً على العمل يقول على الهواء بأن طريقه كان مزدحماً بالنساء اللاتي بطبعهن لا يجدن قيادة السيارة! وإن اتصل مستمع للمشاركة في البرنامج وعرف أنه أعزب يحسده لأنه غير مرتبط بامرأة وبالتالي هو مرتاح من "النق"!... ربما كان يستقبل البعض حديثه هذا وكأنه نكتة فيضحكون عليه، إلا أنه للأسف عبارة عن رسائل عنصرية مسيئة للمرأة يوجهها ويكررها شخص مسؤول من خلال منبر إعلامي وهذا يساهم بشكل كبير جداً في تكوين الوعي العام للجمهور المتلقي، ويجعل الناس يصدقون فعلاً أن النساء كثيرات الكلام وأن كلامهن سخيف ويحببن "النق" وأنهم غير بارعات في قيادة السيارة وأنهن سطحيات - حتى أن النساء أنفسهن قد يصدقن هذه الصورة النمطية عن أنفسهن! فيبدأن فعلاً بالتصرف بناء على ذلك؛ فترى الفتاة مقتنعة تماماً بأنها لا تستطيع الرجوع بالخلف في السيارة وكأن عقلها قد أغلق عن تعلم هذه المهارة! وترى الرجال يعاملون النساء بأنهن سطحيات ويفاجأن إن وجدوا امرأة قد حققت إنجازات معينة!

كما تؤثر هذه الرسائل العنصرية على ثقة الشخص بنفسه؛ فتجد الفتاة ذات البشرة السمراء والشعر الأجعد ترى نفسها بأنها غير جميلة مقارنة بالفتاة البيضاء ذات الشعر الناعم، فتجد أن ثقتها بنفسها قليلة مما ينعكس على علاقاتها الاجتماعية بأقرانها فقد يصيبها الانسحاب الاجتماعي وخاصة عندما تتواجد بين أناس يصدقون هذه الصورة النمطية كثيراً، كما يزيد ذلك من توترها ما يزيد من إنتاج هرمونات التوتر التي تؤدي بدورها لأمراض القلب والشرايين والكبد، وتقل مناعتها بشكل عام وتصبح أكثر عرضة للأمراض من غيرها مثل مرض الكورونا!

من هنا أتوجه برسالة لكل شخص مسؤول في جهة إعلامية رسمية، وحتى لكل الأشخاص المسؤولين عن groups في وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة مراقبة المحتوى المقدم للناس لتأثيره الكبير علينا جميعاً.
 

مواضيع مماثلة

أعلى