هل لك ان تمدني بشرح عن احد الكتب الذي غير مجرى حياتك؟

الحل
بصراحة لا أعتقد أنه يوجد كتاب واحد قد غير من مجرى حياتي كليًا، ولا أؤمن شخصيًا بقدرة كتاب واحد على التأثير بي لهذه الدرجة؛ فغالبًا ما أجد نفسي التقط من كل كتاب بضع معلومات وفوائد تغير من طريقة تفكيري من طرف، وطريقة تعاملي مع الحياة من طرف آخر.

فالشخصية التي أنا عليها الأن، والتي ما زلت أحاول أن أحسن من ما تمتلكه من عادات وأفكار ومعتقدات ليست سوى نتيجة القراءة في مختلف المجالات، ومختلف المصادر سواء من الكتب أو مقالات المختصين، أو حتى نتيجة الاستماع للأمور المفيدة.

وهذه الحقيقة جعلتني في موضع حيرة، هل حقًا لا يوجد كتاب أنسب إليه حب الاطلاع الذي أنا عليه اليوم، وحبي للتطور الذي أطمح للاستمرار عليه حتى في المستقبل؟، وفي خوض كل هذه التفكير تذكرت أول كتاب قد قرأته في حياتي. ثم لمعت فكرة في عقلي، نعم أول كتاب قرأته، الذي يعود حبي...

أسيل

كاتب جيد جدا
بصراحة لا أعتقد أنه يوجد كتاب واحد قد غير من مجرى حياتي كليًا، ولا أؤمن شخصيًا بقدرة كتاب واحد على التأثير بي لهذه الدرجة؛ فغالبًا ما أجد نفسي التقط من كل كتاب بضع معلومات وفوائد تغير من طريقة تفكيري من طرف، وطريقة تعاملي مع الحياة من طرف آخر.

فالشخصية التي أنا عليها الأن، والتي ما زلت أحاول أن أحسن من ما تمتلكه من عادات وأفكار ومعتقدات ليست سوى نتيجة القراءة في مختلف المجالات، ومختلف المصادر سواء من الكتب أو مقالات المختصين، أو حتى نتيجة الاستماع للأمور المفيدة.

وهذه الحقيقة جعلتني في موضع حيرة، هل حقًا لا يوجد كتاب أنسب إليه حب الاطلاع الذي أنا عليه اليوم، وحبي للتطور الذي أطمح للاستمرار عليه حتى في المستقبل؟، وفي خوض كل هذه التفكير تذكرت أول كتاب قد قرأته في حياتي. ثم لمعت فكرة في عقلي، نعم أول كتاب قرأته، الذي يعود حبي للقراءة إليه!.

في السنوات المبكرة من حياتي أتذكر امتلاك أمي مكتبة طغت أنواع الكتب فيها على الكتب السياسية وكتب التاريخ والكتب العلمية خاصة في مجال الكيمياء. كنت في الصف الخامس أو السادس ابتدائي، ولم تكن هذه الأنواع من الكتب تثير اهتمامي؛ فالشخص البصري الذي أنا عليه لن يفكر حتى بقراءة تلك الكتب الطويلة التي لا تحتوي على أي صور فيها، فبالحقيقة الشيء الوحيد الذي يشبه الصور في تلك الكتب كانت الصيغ البنائية الكيميائية المتواجدة في كتب الكيمياء العضوية التي امتلكتها أمي -التي لم أكن أفهمها في ذلك الوقت-.

وفي أحد الأيام أثناء لعبي وقيامي بالرسم في محيط تلك المكتبة لمحت كتبًا قد بدا غلافه الخارجي ملون ومثير للاهتمام )، وكان قصيرًا مقارنةً بالكتب الأخرى، كتب في أعلاه أجاثا كريستي، وكان مكتوبًا في خط كبير ساعة الصفر.

فَجريت بأقدامي القصيرة إلى أمي حاملة للكتاب أود أن أسألها عنه، فأخبرتني أنه كتاب للكاتبة أجاثا كريستي؛ وهي كاتبة روايات بوليسية مشهورة حقًا. شجعتني أمي على قراءة تلك الرواية وأخبرتني أنها كانت من الروايات التي قرأتها في صغرها أيضًا.

قد شدني أسلوب الكاتبة حقًا؛ من طريقتها في الربط بين أمور التي لا تبدو في الوهلة الأولى تتعلق ببعضها، تسلسل الأحداث بانسيابية، التطور الواضح في الشخصيات مع تطور أحداث القصة، ثم تأتي النهاية الصادمة غير المتوقعة للرواية. احتجت لقراءة الرواية لعدة مرات لأفهمها حقًا؛ خاصةً أن القراءة الوحيدة التي كنت أقرأها قبل هذه الرواية هي قصص الأطفال -مفضلتي كانت قصة سلوى في المنزل?-.

جعلتني هذه الرواية أدرك أن القصص الطويلة ذات السطور المتعددة والكلمات الصعبة التي يخلوها الصور، ليست مملة كما كنت أعتقد!، فوجدت الصور التي كنت أرغب بتواجدها تتكون من تلقاء نفسها في عقلي؛ كأنني أقوم بمشاهدة فيلم ما. وقد قرأت بضع روايات أخرى من بعد رواية ساعة الصفر، وكنت أستمتع في غالبيتها. من الممكن أن تمر بحالة من سوء الأخيار في الكتب -كما حدث معي في بعض الأحيان-، وتعلمت تجنب ذلك باستخدام مواقع مثل (good reads) ومتابعة أشخاص موثوق فيهم.

لكنني لست الوحيدة التي بدأت رحلتها في عالم القراءة برواية من أجاثا كريستي؛ بل لاحظت قبل سنوات أثناء زيارتي لمعرض الكتاب في المدرسة، أن الطالبات في المرحلة العمرية المشابهة لتلك التي قرأت بها أول رواية في حياتي، قد قام معظمهن بشراء روايات بوليسية للكاتبة نفسها. وكنت دائمًا ما ابتسم عند رؤيتي لهذا الموقف، متأملة أن يجدن السعادة والعالم السحري الذي بدأ معي من تلك الرواية في مكتبة أمي.
 

مواضيع مماثلة

أعلى