هل للفضاء مخاطر صحية فعلا؟

الحل
هل من الممكن أنك لم تتساءل قبلًا عن اجراءات السلامة المشددة التي يأخذ بها رواد الفضاء قبل خروجهم إلى هناك! أظن أنك قد سمعت قبلًا عن تحديد الصفات الجسمانية التي قد يتمتع بها رائد الفضاء ليتم قبوله وإخراجه في أي رحلة فضائية. إن كل ذلك ليس من فراغ أو لأسباب شكلية، وليس فقط للأسباب السطحية التي نعرفها، إلا أن الفضاء في الحقيقة محيط عنيف على صحة الإنسان بشكل لم نكن نتصوره قبلًا.
إن إحدى دراسات رواد الفضاء التابعة لناسا خرجت بتأثيرات الفضاء الخطيرة على الصحة، ولربما تكون صادمة قليلًا لمن لم يتصورها قبلًا. فوجدوا أن الفضاء يؤثر مباشرة على تدفق الدم إلى الدماغ، ويسبب التهابات في الأمعاء، وهشاشة العظام، ويؤثر حتى على الرؤية. وفي دراسة محاكاة أجريت على الفئران، توصوا أن الفضاء يمكنه أن يؤدي إلى الشيخوخة المؤثرة في وظائف الدماغ وجهاز المناعة...

أسيل

كاتب جيد جدا
هل من الممكن أنك لم تتساءل قبلًا عن اجراءات السلامة المشددة التي يأخذ بها رواد الفضاء قبل خروجهم إلى هناك! أظن أنك قد سمعت قبلًا عن تحديد الصفات الجسمانية التي قد يتمتع بها رائد الفضاء ليتم قبوله وإخراجه في أي رحلة فضائية. إن كل ذلك ليس من فراغ أو لأسباب شكلية، وليس فقط للأسباب السطحية التي نعرفها، إلا أن الفضاء في الحقيقة محيط عنيف على صحة الإنسان بشكل لم نكن نتصوره قبلًا.
إن إحدى دراسات رواد الفضاء التابعة لناسا خرجت بتأثيرات الفضاء الخطيرة على الصحة، ولربما تكون صادمة قليلًا لمن لم يتصورها قبلًا. فوجدوا أن الفضاء يؤثر مباشرة على تدفق الدم إلى الدماغ، ويسبب التهابات في الأمعاء، وهشاشة العظام، ويؤثر حتى على الرؤية. وفي دراسة محاكاة أجريت على الفئران، توصوا أن الفضاء يمكنه أن يؤدي إلى الشيخوخة المؤثرة في وظائف الدماغ وجهاز المناعة.
وفي دراسات كثيرة أجريت على البشر والفئران والذباب والديدان في الفضاء، خرج العلماء بحقائق ونتائج مهمة حول بيولوجيا الفضاء، والتي من شأنها أن تؤثر على تطور سبل الحماية التي يجب الأخذ بها مستقبلًا في أي رحلة فضائية قادمة. ثم أنه صار من السهل على هؤلاء العلماء دراسة واختراع أدوات وطرق جديدة تسهل وتوفر الحماية لرواد الفضاء حتى لا تكون التأثيرات الصحية الخطيرة كبيرة عليهم، وحتى تستمر دراسة الفضاء بشكل أكثر أمانًا.
اشتملت الدراسات أيضًا على ملاحظات حول تغيرات في الجينات وأنظمة الجسم والعضلات والأعضاء والأنسجة والخلايا، بالإضافة للتحول النظامي الملحوظ في وظيفة الميتوكوندريا؛ التي تعتبر مخزن الطاقة في الخلايا والذي يحول الأكسجين والغذاء إلى طاقة. وما سبق، كان التفسير الوحيد للاضطرابات التي لوحظت في ساعات البيولوجية لرواد الفضاء وأجهزة مناعتهم.
في إحدى الدراسات لناسا والتي قارنت بين بيانات لتوأمي كيلي -رواد الفضاء الشقيقين الوحيدين الذين سافرا للفضاء- مع بيانات لإحد عشر رائد فضاء آخر قضوا ما يقارب الستة أشهر في رحلتهم. وتركزت الدراسة حول التيلوميرات -أغطية موجودة على نهايات الكروموسومات تتآكل مع العمر- والتي وجها العلماء أقصر مما كانت عليه بعد عودة الروّاد من رحلتهم.
وبالطبع إن الأجسام المختلفة لا تستجيب بالطريقة ذاتها. وإن أطول رحلة فضائية لأحد الرواد لم تستغرق سوى 437 يومًا، أي أن لا فكرة لدينا عن التأثيرات التي تسببها الرحلات الطويلة جدًا. إلا أن العلماء ما زالوا يعملون بكل طاقتهم للحصول على بيانات تفيد في هذا المجال.
 
أعلى