الطابع الشرجي (في علم النفس) هل لي بشرح عن هذا المصطلح؟

[walaa yo]

الطابع الشرجي (في علم النفس) هل لي بشرح عن هذا المصطلح؟​

 

رواتب الإطفاء في الكويت

اسعار هدايا التيك توك

مخالفات المرورالكويت

عدد المتابعين للربح من لايكي

مراسلة الفيس بوك

[أسيل]

تتكون نظرية فرويد للادراك من اربع مراحل نفسية جنسية : فموي- شرجي - ذري - تناسلي.
الطبع الشرجي هو قدرة الانسان على السيطرة على العمليات الحاصلة في منطقة الشرج وينعكس هذا الامر اجتماعيا على قدرته على السيطرة على رغباته التي من الممكن ان لا تتوافق مع المجتمع او القطيع او مع محيطه.
بالتالي, حين يتعلم الطفل هذا الشي منذ الصغر, ويكبر بشكل طبيعي, يكون هذا الطفل قد درب نفسه تدريبا قاسيا على السيطرة والتحكم بنفسه , برفقة هذا التحكم تنمو لديه صفات مثل حب الترتيب, العناد, البخل, الالتزام في المواعيد, النظافة, وقد يتطور كل هذا ويصل الى " السادية ".
بعكس الشخص الذي تربى على عدم السيطرة, يكبر ليكون فوضوي وعفوي وبسيط.

ابتدع عالم النفس الالماني ايريك فروم فكرة " الشخصية الادخارية " : هو الشخص المرتب في علاقاته مع الاشياء وافكاره ومشاعره, يسيطر على المكان والزمان , وبالنظافة الالزامية يقطع صلته بالعالم القذر.
الشخص المدخر يمتلك كمية ثابتة من القوة والطاقة والقدرة الذهنية - ومقتنع بفكرة ان الموجود يتناقص من خلال الاستعمال ولا يمكن اعادة تعبئته - ومقتنع كذلك ان قدرتنا تزيد قوتنا بينما التبلد يضعفها. بالتالي ينظر الى الموت والدمار بشكل واقعي اكثر من الحياة والنمو.
مفهوم الامان لدى الشخص المدخر, يعني اما ابتعاد الشخص او امتلاكه ( ان يكون الشخص بعيد عني لا يمسني فانا آمنة , او يان يكون تحت امرتي وتصرفي فأنا هنا أتحكم به فأنا امنة , غير ذلك فكلا ). لهذا لا يستطيع الشخص الادخاري ان يشعر بالامان الى عند تطبيق سيطرته على العالم.

شخصية تاريخية ينطبق عليها الطبع الشرجي الادخاري هي كلب صيد اوروبا الضخم. هاينريتش هملر, قائدا في الحزب النازي في المانيا. كان مسؤولا الى جانب هتلر عن قتل ما بين خمسة عشر مليونا من الروس والبولنديين اليهود.
كان هملر يترك في المرء انطباع بالمرؤوسية الغريبة, والتحرج القائم على ضيق العقل, والنظامية المجردة من الصفات الانسانية والممتزجة بعنصر الاوتوماتية - هذا الوصف يشتمل على جل العناصر المهاوية في الطبع السادي التسلطي - وهو وصف بيروقراطي متجرد من الصفات الانسانية الى اقصى الحدود.

يقول عنه الجنرال الالماني هاينتس غودريان.
" كان اغبى اتباع هتلر هو هاينريتش هملر .كان هذا الانسان التافه يكل ما فيه من امارات الدونية العرقية يتصرف بطريقة بسيطة وقد حاول ان يكون دمثا... وكانت لي الفرصة عدة مرات لألاحظ افتقاره الى الثقة بالنفس والشجاعة بحضور هتلر "

كان هملر يدون كم طال نومه ومتى ذهب الى الغداء ومتى تناول الشاي وهل دخن ام لا ومن راى اثناء النهار وكم دامت دراسته والى اي كنيسة ذهب ومتى عاد الى البيت في المساء ثم كان يدون اسم الذي زاره وهل كان مضيفوه لطيفين معه وفي اي وقت ركب القطار ليعود الى ابويه وهل وصل القطار متاخرا ام في الموعد المحدد .

كانت الخصلة البارزة في بنية هملر هي رضوخيته, او تبعيته, ومع انه لا يبدو انه كائن خائفا من ابيه للغاية الا انه كان مطيعا له اكثر الطاعة - كان ينتمي الى الذين لا يخضعون لأن السلطة مرعبة بل لانهم شديدو الفزع من الحياة بحيث يبحثون عن السلطة ويريدون ان يخضعوا لها . - من الجدير بالذكر انه خضع لابوه ولهتلر - * وكان دلوع امه بالمعنى الحرفي *

هملر غلام حليبي الوجه, عمودي الانتصاب بصورة غير عادية كان يضع النظارة على عينيه وكثيرا ما يبدي ابتسامة نصف مرتبكة ونصف خبيثة وكانت له شعبية كبيرة مع كل المعلمين وكان تلميذا نموذجيا مفرط الطموح - كان اكثر ما يفتقر اليه هو قوة الارادة التي انعدمت انعداما تاما وعوض عن هذا الافتقار بالسيطرة القسرية على الاخرين -.

اصبح هملر رئيس قوة الشرطة الالمانية السرية, من اقواله حينها :
" يحب ان يكون لاحد المبادىء الالزام القانوني المطلق بالنسبة الى رجل الشرطة وهو ان يكون صادقا محتشما مواليا ورفيقا مخلصا لاعضاء سلالتنا وليس لاحد سواهم. ان ما يحدث للروس امر لا يهمني بتاتا, واي اصل شريف تملكه الشعوب الاخرى سوف نأخذه منهم بسلب اطفالهم منهم اذا كان ذلك ضروريا, وتنشئتهم بيننا. وسواء كانت الامم الاخرى تحيا في بحبوحة ام تفنى من الجوع فانها لا تهمني الا لاننا نحتاج الى عبيد لثقافتنا, والا فهي لا تهمني , ومسألة هل في عملية انشاء الخنادق للدبابات تسقط عشرة الاف امراة روسية ام لا , لا تهمني الا من ناحية ان الخندق جاهز لالمانيا . ولن نكون قساة وعديمي الرأفة حين لا تكون ضرورة لذلك."

شهد هملر اعداما جماعيا في مدينة منسك في صيف 1942 وقد هزه ذلك الى حد ما. ولكنه قال : " مع ذلك, اعتقد انه من الصواب ان ننظر الى هذا الاعدام. فمن يحكم في موضوع الحياة والموت عليه ان يعرف ماذا يشبه الموت وماذا يطلب من الامرين بالاعدام ان يفعلوا " - وقد وقع الكثيرون من رجال الشرطة الالمانية مرضى بعد هذه الاعدامات الجماعية وانتحر بعضهم او صاروا ذهانيين.

نوع اخر من السادية كان يملكه هملر هو "السادية حسنة النية"
التي تكون فيها السيطرة على الشخص الاخر هدفها ليس ايذائه, بل المقصود منها العمل من اجل خيره بشكل, وبشكل اخر السيطرة عليه؟
والمثال على ذلك رسالة هملر الى ضابط كبير هو الكونت كوتولنسكي : " عزيزي كوتولنسكي انت مريض جدا, ولديك شكوى شديدة في قلبك. وباسم مصالح قلبك امنعك من التدخين في السنتين المتتاليتين وبعد هتين السنتين ترسل الي تقريرا طبيا عن صحتك وبعد ذلك سأقرر هل سيرفع منع التدخين ام يستمر, فليتوفق هتلر "
نهايته كانت ملائمه لطباعه, لما خسرت المانيا الحرب , قدم الكثير من التنازلات فيما يتصل بمصير اليهود, وخان هتلر, وانتهى عهده بانتحاره بسم السيانايد.

المصدر: كتاب تشريح التدميرية البشرية - اريك فروم.