إذا أردنا البحث عن الأمراض التي فتكت بالعديد من الأشخاص في الحقب القديمة، سنجد أن الُّسل إحداها. يعتقد أن ثُلث سكان العالم قد أصيبوا به في الأزمنة الغابرة، حيث يُهاجم السُّل الرئتين، بانتقاله إليها عبر رذاذ اللُّعاب من خلال التحدث أو السّعال أو العطس. وتكثُر الإصابة به في الأماكن المغلقة والتجمعات والمباني الرطبة غير الصحية. وهنا جاء دور الرّومان في نقل هذا المرض الخطير.
لقد كانت الحضارة الرومانية حضارة عريقة، امتدت آلاف السنين، وأسهمت في العديد من الابتكارات مثل المسارح والحمامات والساحات- ولازال الكثير من آثار هذه الابتكارات شاهدًا على عظمة هذه العراقة. ومع تعدد الدراسات والأبحاث حول السّل في الأزمنة القديمة وأحدثها دراسة مقارنة عينات بكتيريا السل التي جمعها فريق بيبريل من جامعة ويسكنسون ماديسون والتي كان عددها 522 عينة...