الانسان عندما يولد كفيف واطرش من ناحية اللغة ماهي اللغة التي سيفكر بها؟

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
الحل
يبدو أنه من الصعب علينا أن نتخيل فقدان ما نملك، وبالتالي يصعب تخيّل الحال. لعل من هم من الصمّ وجدوا لغة الإشارة، والكفيفين لم يخسروا لغتنا. لكن ماذا عمّن لا يسمع ولا يرى؟ فلا لغة يسمعها ولا يتكلمها ولا إشارة يراها فيقلدها. لذا إن هؤلاء قد خسروا جزءًا كبيرًا من متعتة التواصل الضرورية بيننا، أم أن هذا فقط ما نعتقده!
في الحقيقة، ليس هنالك من لا يملك لغة من البشر. فبغض النظر عن الفقدان عند فئة من الناس، إلا أنه يمكنهم تعلم أي نوع من أنواع التواصل عن طريق تعرضهم له بشكل مكثف منذ طفولتهم. لذا إن الموضوع ليس مستحيلًا إلا أنه يحمل شيئًا طبيعيًا من التحدي في حياة هؤلاء الأشخاص، وحياة عائلاتهم إذ يحتاجون بدورهم تعلم لغتهم ليتمكنوا من التواصل ببساطة.
يبقى السؤال عن لغة التفكيرعالقًا، فهي ليست بلغة منطوقة أو مرئية. إن...

أسيل

كاتب جيد جدا
يبدو أنه من الصعب علينا أن نتخيل فقدان ما نملك، وبالتالي يصعب تخيّل الحال. لعل من هم من الصمّ وجدوا لغة الإشارة، والكفيفين لم يخسروا لغتنا. لكن ماذا عمّن لا يسمع ولا يرى؟ فلا لغة يسمعها ولا يتكلمها ولا إشارة يراها فيقلدها. لذا إن هؤلاء قد خسروا جزءًا كبيرًا من متعتة التواصل الضرورية بيننا، أم أن هذا فقط ما نعتقده!
في الحقيقة، ليس هنالك من لا يملك لغة من البشر. فبغض النظر عن الفقدان عند فئة من الناس، إلا أنه يمكنهم تعلم أي نوع من أنواع التواصل عن طريق تعرضهم له بشكل مكثف منذ طفولتهم. لذا إن الموضوع ليس مستحيلًا إلا أنه يحمل شيئًا طبيعيًا من التحدي في حياة هؤلاء الأشخاص، وحياة عائلاتهم إذ يحتاجون بدورهم تعلم لغتهم ليتمكنوا من التواصل ببساطة.
يبقى السؤال عن لغة التفكيرعالقًا، فهي ليست بلغة منطوقة أو مرئية. إن من وُلد كفيفًا وأصمًا منذ الولادة لا يملك أدنى فكرة عن لغتنا المتعارف عليها. لذا إن التفكير الذي يرتبط باللغة ارتباطًا وثيقًا يعتبر استفهامًا كبيرًا في هذه الحالة. فهل تستطيع التخيل حتى أن هؤلاء الناس يفكرون أو يتصورون؟؟ يذكر الدكتور أحمد عزت أستاذ علم النفس في كتابه "أصول علم النفس" أدوات التفكير؛ فأولها الصور الذهنية، ثم الكلام الباطن أو ما يسمى باللغة الصامتة، إضافةً إلى التصور العقلي. ثم عاد وذكر أن التجارب الاستنباطية تقول أننا نستطيع أن نسترجع الماضي وأن نفكر دون صور ذهنية أو لغة صامتة، وهذا عن طريق تصورات عقلية لمعاني وأفكار غير مشكّلة في ألفاظ. لذا إن هذا الكلام ينفي فكرة عدم القدرة على التفكير بدون لغة، ويشرح أن هناك شكلًا للتفكير لا يستلزم حمل ألفاظٍ وعبارات. لكن هذا لا ينفي اطلاقًا علاقة اللغة بالتفكير على الجانب الآخر، بل يشرح لنا أن أدوات التفكير ليست شرطًا لا أكثر.
إن اللغة هي طريقة تعبير عن الأفكار والتفكير، يستخدمها من يتكلمها. أما بالنسبة للكفيف والأصم فهو يعبّر بدوره بلغته الخاصة عن أفكاره التي راودت عقله بطريقتها الخاصة أيضًا. ويبدو أن أكثر ما يرتكز عليه هؤلاء الأشخاص هي المشاعر، ولعلها إحدى اللغات البسيطة التي يمكن ممارستها جهرًا أو باطنيًا. فمن الممكن أن تكون أفكار الشخص هي المشاعر تجاه كل شيء، فهي الشيء الوحيد الذي يجمع البشرية كافة.
 
أعلى