هل البكاء يمكنه ان يكون مفيدا وكيف يكون كذلك؟

الحل
لا ادري عن كم الناس الذين ما زالوا يرون أن البكاء تصرفٌ يبعث على الخزي والحرج، ربما ذلك بسبب ربطه بالأطفال. فلا بد أنك تلاحظ انك لم تعد تبكي كثيرًا كالسابق. حتى أن الدراسات تُعد قليلة حول عدد المرات التي يبكي فيها الأشخاص. إلا أن تلك القليلة تتلخص في أن النساء يبكين أكثر بثلاثة مرات من الرجال. وان النساء في دول الغرب يبكين أكثر من النساء في الدول العربية.

يرى العلماء أن البكاء وسيلة للتخلص من بعض المواد الكيميائية من الجسم، ويحدث ذلك عن تراكم مشاعر الحزن أو الضغط أو ما شابه. ثم إن البكاء يعمل بشكلٍ ما على التقليل من شعور الإجهاد والحزن ويزيد بالتالي من المشاعر الإيجابية. وإن كانت الدراسات على البكاء غير كافية، إلا أن هذا ما نملكه في الوقت الحالي.

بناءًا على أن البكاء يحمل مشاعر داخلية، فدراسته بحيادية ليست بالأمر السهل. حيث...

أسيل

كاتب جيد جدا
لا ادري عن كم الناس الذين ما زالوا يرون أن البكاء تصرفٌ يبعث على الخزي والحرج، ربما ذلك بسبب ربطه بالأطفال. فلا بد أنك تلاحظ انك لم تعد تبكي كثيرًا كالسابق. حتى أن الدراسات تُعد قليلة حول عدد المرات التي يبكي فيها الأشخاص. إلا أن تلك القليلة تتلخص في أن النساء يبكين أكثر بثلاثة مرات من الرجال. وان النساء في دول الغرب يبكين أكثر من النساء في الدول العربية.

يرى العلماء أن البكاء وسيلة للتخلص من بعض المواد الكيميائية من الجسم، ويحدث ذلك عن تراكم مشاعر الحزن أو الضغط أو ما شابه. ثم إن البكاء يعمل بشكلٍ ما على التقليل من شعور الإجهاد والحزن ويزيد بالتالي من المشاعر الإيجابية. وإن كانت الدراسات على البكاء غير كافية، إلا أن هذا ما نملكه في الوقت الحالي.

بناءًا على أن البكاء يحمل مشاعر داخلية، فدراسته بحيادية ليست بالأمر السهل. حيث يرى البعض أن الكثير من الأشخاص يشعرون بمشاعر جيدة بعد البكاء. أما آخرون فقد وجدوا أن البكاء يزيد من سوء مزاجهم في أحيان كثيرة.

وُجد أن البكاء في الآونة الأخيرة قد يشعر صاحبه بمشاعر سيئة. إلا أن تذكرهم لمواقف بكاء قديمة يجعلهم يعتقدون أنه كان خيارًا جيدًا وساعدهم في التخفيف من الضغط وكان يُشعرهم بتحسن. لكن في المجمل، يُنظر إلى البكاء كفعل مفيد لصاحبه بشكلٍ كبير. وربما هذا سبب ميل بعضنا إلى الأفلام والأعمال الأدبية التي تجعلنا نبكي لأي سببٍ كان.

ترى بعض الدراسات أن البكاء ليس مجرد ظاهرة اجتماعية، بل هو من أكثر الأمور التي تساعد على الهدوء، والتي تعتبر تنبيه لأن هناك أمرًا خاطئًا يجري، فينتج عنه بكاء عاطفي شديد. وهو إشارة لا جدال فيها للآخرين ليعلموا أن هذا الشخص بحاجة لمساعدة أو لراحة.

في أبحاث مخبرية، تم محاولة دراسة تأثير البكاء على الجسم وعلى هرمون الشدة بالذات "الكورتيزول". فكان من المتوقع أن البكاء يخفف من شعورنا بالألم في حالات الألم العاطفي أو الجسدي، إلا أن ذلك لم يكن صحيحًا. إن الاختلاف الوحيد الذي ظهر بين الشخص الذي كان يبكي والشخص الآخر أنه كان ذو قدرة أعلى على التحكم بمستوى تنفسه. فأصحاب الألم يظهر أنهم يحاولون حبس أنفاسهم للتهدئة على أنفسهم، ثم يظهر البكاء كوسيلة لذلك.

أما في النهاية، فالبكاء مسألة شخصية. لا تسبب فائدة عظمى أو مشكلة. ولا يُعتبر مدعاة للأحرج بأي شكل أو لأي الجنسين مهما كان السبب لذلك.
 
أعلى