لقد وصلت في دراسة الطب للسنة السادسة ولكن هناك افكار تراودني انني لن اكون طبيبا جيدا ماهي نصائحكم؟

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
الحل
يعيدني هذا سنين إلى الوراء عندما كنت في السنة الأولى من كلية الطب، وسؤالك عاد بي للعديد من الشباب الذين كانوا قد دخلوا كلية الطب، والجميع أو معظمهم ممن استشارني في شيء مشابه لبعض أسئلتك، من مثل:

"هل أنا الشخص المناسب لدراسة الطب؟"
"هل الطب هو الفرع المناسب؟"
"ها سأكون طبيبا ناجحا؟"
"هل سأحب ممارسة الطب بعد التخرج؟"

ويمكننا القول: إن العديد من هذه الأسئلة تشبه الأسئلة التي يطرحها طلاب الكليات الأخرى سواء العلمية والأدبية.

ويبدو أن جزء كبير من هذه الأسئلة طبيعية، أو تعتبر مرحلة طبيعية عند الشباب من هذه المرحلة العمرية، والتي تصادف إلتقاءها مع مرحلة السنوات الجامعية الأولى، حيث يحدث تغيير جذري في نمط الحياة، من تعرف على أصدقاء جدد، وربما أيضا الابتعاد عن البيت حيث يدرس الطلبة في منطقة أخرى غير منطقة الأسرة، وربما تغيرات حياتية أخرى...

أسيل

كاتب جيد جدا
يعيدني هذا سنين إلى الوراء عندما كنت في السنة الأولى من كلية الطب، وسؤالك عاد بي للعديد من الشباب الذين كانوا قد دخلوا كلية الطب، والجميع أو معظمهم ممن استشارني في شيء مشابه لبعض أسئلتك، من مثل:

"هل أنا الشخص المناسب لدراسة الطب؟"
"هل الطب هو الفرع المناسب؟"
"ها سأكون طبيبا ناجحا؟"
"هل سأحب ممارسة الطب بعد التخرج؟"

ويمكننا القول: إن العديد من هذه الأسئلة تشبه الأسئلة التي يطرحها طلاب الكليات الأخرى سواء العلمية والأدبية.

ويبدو أن جزء كبير من هذه الأسئلة طبيعية، أو تعتبر مرحلة طبيعية عند الشباب من هذه المرحلة العمرية، والتي تصادف إلتقاءها مع مرحلة السنوات الجامعية الأولى، حيث يحدث تغيير جذري في نمط الحياة، من تعرف على أصدقاء جدد، وربما أيضا الابتعاد عن البيت حيث يدرس الطلبة في منطقة أخرى غير منطقة الأسرة، وربما تغيرات حياتية أخرى كثيرة.

لذلك ومن خلال تخصصي في الطب النفسي، ومن الحالات الكثيرة التي رأيتها، أقول: إن من علامات نجاح الإنسان وتفوقه تأتيه بعض الأوقات التي يشك فيها في أهمية ما قدمه أو يقدمه، أو في إمكاناته، ولكنها ما هي إلا لحظات مؤقتة ويستعيد الشخص همته وحماسه للعمل، وهكذا بين هذا وذاك.

ومن الطبيعي أن تعترض حياتنا الكثير من العوامل والمواقف التي يمكن أن تشككنا في قدراتنا، أو تضعف ثقتنا بأنفسنا، كتعليق سلبي من صديق أو معلم، أو موقف صعب يتحدى إمكاناتنا، أو ظروف معيشية صعبة نقف أمامها شبه عاجزين، أو عاطفة سلبية كشيء من الاكتئاب أو الحزن يذكرنا بنقاط الضعف عندنا، وربما يضخمها فلا نعود نذكر الإيجابيات الكثيرة التي هي عندنا، وهكذا العادة في مثل هذه الحالات والمواقف تصبح نظرة الإنسان لنفسه والناس والحياة نظرة سلبية، ولا يعود يذكر من الإيجابيات شيئا.

لا أحتاج أن أذكرك هنا بالنعم الكثيرة التي أنعم بها الله عليك حتى وصلت إلى ما أنت عليه من الصفات الخـَلقية والخـُلقية والإمكانات والظروف والفرص والعون والمساعدات الكثيرة، وإنك لا شك عندما تفكرين بكل تاريخ حياتك منذ اللحظات الأولى التي تذكرينها من طفولتك وحتى الآن حيث وصلت إلى ما وصلت إليه، فإنك لاشك تجدين رعاية الله لك تحفك من كل جانب "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".

كثير من الكليات غير الجيدة أو غير المتقدمة تخرّج في كثير من الأحيان أطباء ومهندسين وغيرهما على مستوى عال من الخبرات المهنية والممارسة الأخلاقية، ومهما فعل الناس من حولنا أو لم يفعلوا، فهذا لا يعفينا من بذل جهدنا وتحمل مسؤولياتنا، بل على العكس لا بد أن نجد في هؤلاء الناس من حولنا من هو جادّ في تحصيله مثلنا، وأخلص في مساعيه مثلنا، ويتحمل مسؤولياته مثلنا، فأنا لست من أنصار فكرة أنه انعدم الخير في الناس، وكما تؤثر بعض ظروفنا بنا، فكذلك تؤثر ظروف الناس فيهم، والدنيا تتسع لهم ولنا.

فالطب كغيره من التخصصات، تحبينه رويدا رويدا وأنت تتعرفين عليه شيئا فشيئا، فالمطلوب منك هنا بعض الصبر، وبعض المثابرة، وستجدين أن أكثر راحة مع نفسك هي مع مواد الدراسة، وهذا العمل وهذه الدراسة سترفع ثقتك بنفسك، وبالتالي ستتحسن أيضا علاقاتك مع الآخرين.

وإن خوفك وترددك من أن لا تؤذي الناس كطبيب/ة لشيء صحي وطبيعي، يشير إلى طبيعتك الحساسة، ولكنه يشير أيضا إلى أنك ستكونين طالب/ة طب موفق/ة، ومن ثم طبيب/ة ناجح/ة، تنفع الناس وتخفف عنهم آلامهم ومعاناتهم بإذنه تعالى
 
أعلى