في مسائل الاعتقاد دون التفكير ماهو التقليد فيها؟

المواضيع المتشابهة
الحل
عرف الامام الغزاليُّ التقليد في الاعتقاد بقوله أن: “التقليدُ هو: قبول قولٍ بلا حجّة”

  • وقصد بقول بلا حجة أي دون حجَّة تلزم بتقليد هذا المقلَد, ولم يشمل بالتقليد الشخص العامي ان هو أخذ قولاً من مفتٍ, لأنه اعتبر ان الشخص العامي باتباعه ما يقول المفتي يوجد عليه حجة, مثل الآية: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون."


  • خلق الله لنا وسائل العلم وقم بإرسال الرسل لإقامة الحجج علينا وتعليمنا أمور دينا وتنوير عقولنا وتعريفنا الأدلة والآيات من حولنا، حتى تكون برهاناً على صدق الإيمان به جل وعلا، والشخص الذي لا يقيم إيمانه على العلم فهو شخص مقلد لغيره في إيمانه، حيث اختلف العلماء في صحة إيمان الشخص المقلد، منهم من قال بأن إيمانه غير صحيح، بدلالة قوله سبحانه وتعالى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى...

أسيل

كاتب جيد جدا
عرف الامام الغزاليُّ التقليد في الاعتقاد بقوله أن: “التقليدُ هو: قبول قولٍ بلا حجّة”

  • وقصد بقول بلا حجة أي دون حجَّة تلزم بتقليد هذا المقلَد, ولم يشمل بالتقليد الشخص العامي ان هو أخذ قولاً من مفتٍ, لأنه اعتبر ان الشخص العامي باتباعه ما يقول المفتي يوجد عليه حجة, مثل الآية: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون."


  • خلق الله لنا وسائل العلم وقم بإرسال الرسل لإقامة الحجج علينا وتعليمنا أمور دينا وتنوير عقولنا وتعريفنا الأدلة والآيات من حولنا، حتى تكون برهاناً على صدق الإيمان به جل وعلا، والشخص الذي لا يقيم إيمانه على العلم فهو شخص مقلد لغيره في إيمانه، حيث اختلف العلماء في صحة إيمان الشخص المقلد، منهم من قال بأن إيمانه غير صحيح، بدلالة قوله سبحانه وتعالى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى دليلهم بذلك أن المقلد ليس له سعي في إيمانه، بسبب أنه يقبل قول من يقلده بغير حجة، أما جمهور العلماء فقد حكموا بصحة إيمان المقلد، لأن أصل الإيمان موجود في فطرة الإنسان التي فطره الله عليها، بدلالة قوله تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا " وبدلالة قول النبي عليه الصلاة والسلام: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ".



  • فالأصل في الإنسان هو الإيمان، وهو يقلد في أمرٍ قد فطره الله عليه, وقول الجمهور هو الصواب .ولأبي المظفر السمعاني كلام متين في هذه المسألة ينص على أنه:" لا يجوز للعامي التقليد في الأصول! وذكر وجه قولهم ودليله، ثم قال: واعلم أن أكثر الفقهاء على خلاف هذا، وقالوا: لا يجوز أن نكلف العوام اعتقاد الأصول بدلائلها، لأن في ذلك المشقة العظيمة والبلوى الشديدة، وهي في الغموض والخفاء أشد من الدلائل الفقهية في الفروع، ولهذا خفي على كثير من العقلاء مع شدة عنايتهم في ذلك واهتمامهم العظيم، فصارت دلائل الأصول مثل دلائل الفروع، ولأنا نحكم بإيمان العامة ونقطع أنهم لا يعرفون الدلائل ولا طرقها وإنما شأنهم التقليد والاتباع المحض."


إذن وبشكل مبسط للغاية اختلف العلماء المسلمون في صحة ايمان المقلد في العقيدة, أي الذي يعتقد العقائد دون علم او حجة, فمنهم من جزم بصحة ايمانه لأن الايمان في الفطرة السوية, ومنهم من أبطل ايمان المقلد لأنه لم يشغل عقله الذي اعطاه الله اياه.
 

مواضيع مماثلة

أعلى