ماهي الطريقة لنعلم اطفالنا وننمي فيهم اهمية ثقافة التطوع؟

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة

ماهي الطريقة لنعلم اطفالنا وننمي فيهم اهمية ثقافة التطوع؟​

 
الحل
التطوع؛ تلك الثقافة العظيمة، التي لا يدرك ماهيتها الكثير، فيبتعد عن أداءئها البعض، لما تنطوي عليها من مشقة برأيهم، وعدم وجود مردودٍ ماديٍ من ورائها، متناسين أهميتها المعنوية في صناعة الشخصية وبناء لبناتها وصقل مهاراتها وبدء تعلمٍ قيميٍّ جديد مميز.

لا تقتصر ثقافة التطوع على طلبة الجامعة أو البالغين، بل يجب أن تبدأ من الصغر، بالأنشطة الطلابية المدرسية، مثل جمع التبرعات، والتبرع بالدم، والتشجير، والمجال البيئي، وتنظيف الشوارع، وطلاء الأرصفة. كما أنه من المميز أن تخصص المدارس حصةً أسبوعية عن التطوع ومجالاته وأهميته، ثم عمل شهر للتطوع لتدريس الأقران الضعاف مثلًا وجمع الملابس المستعملة الجيدة، وزيارة دار المسنين.

إن أول بيئة للتطوع تبدأ من المنزل، وهنا يأتي دورنا كمربيين قدوة، فمن مساعدة للأهل والجيران، إلى المساهمة بجزءٍ من...

أسيل

كاتب جيد جدا
التطوع؛ تلك الثقافة العظيمة، التي لا يدرك ماهيتها الكثير، فيبتعد عن أداءئها البعض، لما تنطوي عليها من مشقة برأيهم، وعدم وجود مردودٍ ماديٍ من ورائها، متناسين أهميتها المعنوية في صناعة الشخصية وبناء لبناتها وصقل مهاراتها وبدء تعلمٍ قيميٍّ جديد مميز.

لا تقتصر ثقافة التطوع على طلبة الجامعة أو البالغين، بل يجب أن تبدأ من الصغر، بالأنشطة الطلابية المدرسية، مثل جمع التبرعات، والتبرع بالدم، والتشجير، والمجال البيئي، وتنظيف الشوارع، وطلاء الأرصفة. كما أنه من المميز أن تخصص المدارس حصةً أسبوعية عن التطوع ومجالاته وأهميته، ثم عمل شهر للتطوع لتدريس الأقران الضعاف مثلًا وجمع الملابس المستعملة الجيدة، وزيارة دار المسنين.

إن أول بيئة للتطوع تبدأ من المنزل، وهنا يأتي دورنا كمربيين قدوة، فمن مساعدة للأهل والجيران، إلى المساهمة بجزءٍ من المصروف البيتي كمساعدة للمحتاج، إلى تنظيف الشارع حول المنزل. هذه الأنشطة تسهم في بناء الّلبنات الأولى للعمل التطوعي، ثم يكمل الطالب هذه الرحلة العظيمة في المدرسة، التي يجب أن يدعمها كل من المدير والمعلمين والمرشد التربوي.مع تذكر أن لا يتم التعبير عن العمل التطوعي أنه نوع من الشفقة أو جزء من الواجب الصفي أو البيتي، بل هو جزء من المنهجية التربوية القيادية.

إن تبني هذه الثقافة تضفي قيمةً نوعيةً في خدمة المجتمع ودعم الثقافة الإيجابية. كما يمكن لهذه الثقافة أن تعدّل السلوك حيث تشيع روح المحبة والإخاء والترابط والتكافل. فهي سلوكٌ مسؤولٌ ومقدر، يمكنه تغيير الثقافة المجتمعية السائدة وتوجيهها لتصبح العقليات منفتحة نحو التغيير.

أتذكر سعادة طلابي في إحدى السنوات عند القيام بأنشطة متعددة خاصة بالتطوع، فجمعوا ثم صنفوا الملابس المستعملة تمهيدًا لإرسالها لبنك الملابس، و عملوا على طلاء الأرصفة فيما حول المدرسة ، وزاروا دارًا رعاية المسنين. وعند عودتهم كان كل حديثهم عما قاموا به، وكم هم فخورون بهذا الأداء. ومع مناقشتهم في السبل لاستكمال هذا المسير فيما بعد مسيرتهم المدرسية، كان جوابهم بالإيجاب. موقف تطوعي آخر قام به أحد طلبتي حيث صمم وبنى مكتبةٍ إلكترونيةٍ مجانيةٍ لمساعدة الطلبة الجامعيين خلال دراسته الجامعية، وكان هذا التحدي دافعًا ليصبح فيما بعد جزءً من العمل التطوعي في المنظمات المختلفة وأنشطتها.

لنكن قدوةً لأبنائنا في دعم العمل التطوعي والمشاركة بهذه الثقافة، وتشجيع كل من يبتكر فكرة تسهم في تعزيز المجتمع سواء كان تطوعهم داخل أو خارج الوطن.

ومن أجمل ما قرأت عن ثقافة التطوع قول ألبرت اينشتاين" يبدأ الإنسان في الحياة عندما يستطيع الحياة خارج نفسه"
 
أعلى