هل انت داعم لفكرة جعل المواد التدريسية ثابتة علما انه يوجد طلاب لايرغبون ببعض المواد

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
الحل
هذا السؤال قد تم طرحه من قبل عددٍ كبيرٍ من طلبتي، حيث يعتقدون أن بعض المواد تدرّس بشكل مجرّد نظري، فلا يشعرون بأي تقبّل لها، وقد يقوم البعض بالتهرب من دراستها أو تأجيل مراجعتها إلى ما قبل يوم الامتحان.

قبل أن نبدأ بتدريس الطلبة لمناهج معينة، يجب إجراء الدراسات والأبحاث حولها، لنجد مدى ملاءمتها للخصائص النمائية للطلبة، واحتياجاتهم نحو المعرفة والفهم، بالإضافة للعودة لنظريات التعلم ونظريات التدريس التي يتم اعتمادها لكل فئةٍ أو مرحلةٍ عمرية، مع متابعة ما هو مستجد في مجتمعات التدريس المتقدمة.

لقد لاحظت خلال خبرتي في مجال تدريس مواد العلوم المختلفة ومنها مادة تخصصي "الكيمياء"، حبّ الطلبة لتعلم العلوم تجريبيًا ومخبريًا، لا حفظ معلومات حشوية سردية لا تسمن ولا تغني من جوع، ورغبتهم في التنافس حول إيجاد المعلومة بدقة وخاصةً إن كانت...

أسيل

كاتب جيد جدا
هذا السؤال قد تم طرحه من قبل عددٍ كبيرٍ من طلبتي، حيث يعتقدون أن بعض المواد تدرّس بشكل مجرّد نظري، فلا يشعرون بأي تقبّل لها، وقد يقوم البعض بالتهرب من دراستها أو تأجيل مراجعتها إلى ما قبل يوم الامتحان.

قبل أن نبدأ بتدريس الطلبة لمناهج معينة، يجب إجراء الدراسات والأبحاث حولها، لنجد مدى ملاءمتها للخصائص النمائية للطلبة، واحتياجاتهم نحو المعرفة والفهم، بالإضافة للعودة لنظريات التعلم ونظريات التدريس التي يتم اعتمادها لكل فئةٍ أو مرحلةٍ عمرية، مع متابعة ما هو مستجد في مجتمعات التدريس المتقدمة.

لقد لاحظت خلال خبرتي في مجال تدريس مواد العلوم المختلفة ومنها مادة تخصصي "الكيمياء"، حبّ الطلبة لتعلم العلوم تجريبيًا ومخبريًا، لا حفظ معلومات حشوية سردية لا تسمن ولا تغني من جوع، ورغبتهم في التنافس حول إيجاد المعلومة بدقة وخاصةً إن كانت معلومة جديدة. فكان توجهي للاعتماد على الطلبة في تعلمهم وصبغ المواد التي أدرسها بصبغة الاستكشاف والاستقصاء والبحث والتجريب. فوجدت رغبة كبيرة تدفع الطلبة لتحسين أدائهم في هذه المادة، حتى وصل بهم الأمر لاستقبالي أمام باب الصف وسؤالي الدائم: "مس عنا اليوم مختبر"، " مس اليوم نعمل مجموعات تعلم وخبرات".

دعونا الآن نحاول ارتداء عباءة الطالب، لنرى ما يحدث على أرض الواقع. سنجد اننا سنسعى لتعلّم المواد التي نحبها، حتى يكون إنجازنا بها عظيمًا، وسنرغب باكتساب ودّ معلمها حبًا بها، وهذا لا يمكن تحديده إلا بعد تعرض الطالب لمواد معينة، وإتقانه لبعض المواد الأساسية التي تثبّت بنيانه، وتقوي من ركائزه، ومنها لغته الأم والرياضيات والعلوم والتربية الدينية. ثم ترك الخيار له للتوجه نحو حزمٍ من المواد ليدرسها ويتخصص بها لاحقًا في حقل من حقول التعلم الجامعي. فمن يود التخصص في الطب يدرس الأحياء والكيمياء ، ومن يتخصص في الهندسة يدرس الرياضيات والفيزياء، ومن يودّ تعلم اللغات يختار مواد اللغة العربية والإنجليزية، ومن يود المسار المهني يختار مواد تتناسب مع ما يرغب ثم تتم إضافة المواد الأساسية السابقة بما يتناسب مع تعلم الطالب.

سنجد من يؤيد هذه الفكرة بسبب الإيجابيات التي تحتويها في اختيار الطالب لما يرغب، وتعويده تحمل مسؤولية تعلمه، وزيادة دافعيته نحو التعلم بما يتماشى مع فلسفة التعليم المعتمدة من قبل الدولة. تقول د. صادق "إذا عملنا معًا ، في النهاية ، سيصبح الطالب أفضل حالًا. نحن ندرس مدى الحياة ، لذلك من المهم تعليم الطالب وليس المادة ". وهنا الفكرة، أن نعلم أولادنا مواد يتقنونها في حياتهم لاحقًا، ليتميزوا ويبدعوا ويبتكروا بما يحقق أعلى مستويات هرم بلوم للتعلم.

وسنجد من يعارض الفكرة‘ إذ نحتاج لبناء شخصية الطالب أولًا، ليستطيع أن يقيًم ما يريده بالفعل، ثم إنهاء احتكار الأهل في توجهات أولادهم للفروع الأكاديمية، وهذا في الوقت الحالي أمر صعب وفق المنظومة المجتمعية التي نعيش بها. كما أن اختيار مواد يحبها الطلبة تحتاج للكثير من الدراسات والاستبانات والأبحاث والمقابلاتـ الأمر الذي سيستنفذ وينهك ميزانية وزارة التربية، وبدلًا من ذلك يجب توجيه هذه الميزانية لدعم المعلمين والمتعلمين . مع ملاحظة أن مع كل تغيير لطبيعة المواد الدراسية تحدث ثورة عارمة دون حتى أدنى اطلاع على طبيعة هذه التغييرات.
 

مواضيع مماثلة

أعلى