سيدنا نوح عليه السلام هل حمل في سفينته جميع انواع الحيوانات وكيف ابحرت السفينة بهذا العدد من الكائنات الحية

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
الحل
قال الله تعالى سورة هود ( حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ( 40 ) .

روى الطبري في تفسيره عن مجاهد رحمه الله (من كل زوجين اثنين) ، قال: ذكر وأنثى من كل صنف.

وقال القرطبي في التفسير :
قوله تعالى : قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين يعني ذكرا وأنثى ; لبقاء أصل النسل بعد الطوفان . وقرأ حفص من كل زوجين اثنين بتنوين كل أي من كل شيء زوجين . والقراءتان ترجعان إلى معنى واحد : شيء معه آخر لا يستغني عنه .

فظاهر القران أن نوح عليه الصلاة والسلام حمل في سفينته زوجين من كل أصناف الحيوانات التي كانت في زمنه والتي كان يمكن حملها وأخذها ، فلا يظن مثلا أنه أخذ يبحث عن الحشرات لحملها!

أما الحيوانات التي لم تكن خلقت بعد وإنما خلقها الله بعد ذلك فلم...

أسيل

كاتب جيد جدا
قال الله تعالى سورة هود ( حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ( 40 ) .

روى الطبري في تفسيره عن مجاهد رحمه الله (من كل زوجين اثنين) ، قال: ذكر وأنثى من كل صنف.

وقال القرطبي في التفسير :
قوله تعالى : قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين يعني ذكرا وأنثى ; لبقاء أصل النسل بعد الطوفان . وقرأ حفص من كل زوجين اثنين بتنوين كل أي من كل شيء زوجين . والقراءتان ترجعان إلى معنى واحد : شيء معه آخر لا يستغني عنه .

فظاهر القران أن نوح عليه الصلاة والسلام حمل في سفينته زوجين من كل أصناف الحيوانات التي كانت في زمنه والتي كان يمكن حملها وأخذها ، فلا يظن مثلا أنه أخذ يبحث عن الحشرات لحملها!

أما الحيوانات التي لم تكن خلقت بعد وإنما خلقها الله بعد ذلك فلم يحملها نوح عليه الصلاة والسلام في السفينة بطبيعة الحال لعدم وجودها في زمنه أصلا ، فلا يوجد دليل أن كل أنواع الحيوانات قد خلقها الله في زمن واحد، وأن جميعها وجد في زمن نوح بل قد يكون بعضها خلقها الله بعده ، وتفصيل ما خلق قبله وما خلق بعده وما وجد في زمنه لا يعلمه إلا الله سبحانه .

أما كيف استطاعت السفينة حمل هذا العدد الهائل من الحيوانات ، فالجواب :
أولا : سفينة نوح عليه الصلاة والسلام آية ربانية ومعجزة لا يقاس عليها غيرها من السفن ، كما قال تعالى ( فانجنياه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين ) ( العنكبوت ،15).

فالوضع الطبيعي للسفن العادية أن تغرق في مثل ذلك الطوفان ولكن الله حفظها ، وكذلك مسألة كيف وسعت هذه السفينة هذا العدد من الحيوانات ، فالمسألة راجعة إلى كونها معجزة ، كما يقال في مسألة كفاية الطعام القليل العدد الكبير من الجيش مع النبي عله الصلاة والسلام فهي معجزة لا تقاس بالعقل المجرد ، وإنما تقابل بالتسليم ما دام صحت ، وكذلك قصة السفينة تقابل بالتسليم لا التشكيك لإنها معجزة .

ثانيا: كم كان عدد الحيوانات التي كانت موجودة في زمن نوح عليه الصلاة والسلام والتي اقتضى الأمر الإلهي حملها في السفينة حينها ؟ هذا أمر لا يعلم أصلا فقد يكون بعض ما نعلمه اليوم من حيوانات لم يكن موجودا أصلا في زمنه او في مكانه لأن نوح عليه الصلاة والسلام إنما حمل من الحيوانات التي كانت في مكانه واستطاع أخذها أما غير ذلك فلا يعلم .
وكذلك القول في شكل الحيوانات وحجمها كله من الغيب الذي لا يعلم ، شأنها شأن مسألة كيف استطاعت الحيوانات التعايش في هذه السفينة فترة الطوفان ، فهو أمر لا يعلم و‘إن كان روي في ذلك آثار غالبها متلقاة من أهل الكتاب الله أعلم بصحتها .

فالخلاصة : أنه لا يوجد تصور او علم عن عدد وكيفية حمل نوح للحيوانات معه في سفينته ، كما أنه لا يوجد ما يحيل في العقل حمل الحيونات الموجودة في زمن نوح عليه الصلاة والسلام في سفينته ، واستبعاد ذلك أو منعه يعني الطعن في كثير من معجزات الإنبياء ، والواجب أن يقابل ذلك بالتسليم .

ولا نفع من كثرة التفكير في هذه الدقائق التي أغفلها القران ولم يبينها النبي عليه الصلاة والسلام لعدم وجود منفعة أو عمل من وراء هذا العلم .
والله أعلم
 

مواضيع مماثلة

أعلى