ماذا يحدث في سوريا؟.. روسيا تطلب من "قسد" تسليم بلدة!

كشف مصدر عسكري من "مجلس عين عيسى العسكري"، أن القوات الروسية طلبت رسمياً من قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ "قسد"، تسليم بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، إلى القوات الموالية للنظام السوري.

في التفاصيل، أوضح قيادي رفض الكشف عن اسمه، أن اجتماعاً عقد قبل يومين في القاعدة الروسية بعين عيسى ضم ضباطاً من القوات الكردية وضباطاً من قوات النظام السوري ومسؤولين من الجيش الروسي، أبلغ فيه الضباط الروس، قيادة "قسد"، أن التهديدات التركية جدية في اجتياح البلدة، وطلبوا تسليمها إلى قوات النظام السوري، إدارياً وعسكرياً، لقطع الطريق أمام ذاك التهديد.

وبحسب المصدر، قدم الجانب الروسي مقترحات لقيادة "قسد" على أن يقيموا مربعاً أمنياً بمركز البلدة، يضم مؤسسات الإدارة ومكاتبها على غرار مربعات النظام الأمنية في مدينتي القامشلي والحسكة، شريطة رفع علم النظام السوري وافتتاح مؤسسات الدولة، بهدف قطع الطريق أمام الهجمات التركية ومنع تنفيذ هجوم واسع.

"قسد" تدرس العرض​


وأكد المصدر بحسب تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط، أن قيادة "قسد" طلبت مهلة لدراسة العرض، ورجح أنهم سيرفضون، وذلك لأن تركيا وفصائلها الموالية طلبت من روسيا "سحب مقاتلي قسد من مسافة 32 كيلومتراً، وعين عيسى تبعد عن الحدود التركية نحو 37 كيلومتراً، وبذلك هم المهاجمون وقد تجاوزا حدود التماس"، وفقاً لقوله.

الجدير ذكره أن بلدة عين عيسى تحظى بأهمية خاصة في خريطة الشرق السوري، ولها موقع استراتيجي بارز بتموضعها على الطريق الدولي "m4"، والذي تحاول روسيا فتحه منذ أكثر من عام، بدءا من المناطق التي يمر بها في إدلب، وصولا إلى المناطق المار بها في شرق سوريا.

وإلى جانب موقعها الاستراتيجي تتميز عين عيسى أيضا بمكانة سياسية بالنسبة لمشروع "الإدارة الذاتية" في شرق سوريا، كونها تشكّل العاصمة الإدارية والسياسية للأخيرة، وفي حال سقوطها بيد "الجيش الوطني" والقوات التركية، فهذا يعني ضرب مشروع اللامركزية الإدارية في شرق سوريا بشكل كامل.

كما تعد عين عيسى الشريان الرئيسي للمناطق الإدارة الذاتية ومطلة على الطريق السريع الذي يربط محافظات حلب والحسكة والرقة، شمال شرقي سوريا، وتتحكم بشبكة طرق رئيسية توصل مدينتي عين العرب "كوباني" ومنبج بريف حلب الشرقي، وبلدة العريمة بريف الباب.

أهمية المنطقة.. صراع روسي تركي​


وعلى الرغم من أن بلدة عين عيسى تتعرض منذ أيام لهجوم عنيف من قبل الجيش التركي والفصائل الموالية له بقذائف المدفعية، إلا أن مراقبين في المنطقة يستبعدون أن تقدم أنقرة وأتباعها على أي عمل عسكري للسيطرة على المنطقة، معتبرين أن كل ما يجري من تصعيد ما هو إلا تفاهمات في إطار "التفاوض بالنار"، بين الأتراك من جهة والروس من جهة أخرى، وهي سياسة باتت معروفة.

وتعتبر تركيا الوحدات الكردية جماعة إرهابية على صلة بحزب العمال الكردستاني المسلح الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا منذ 1984.
 

مواضيع مماثلة

أعلى