علاج للكلف وأسباب ظهوره

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
1606236504707.png

في هذه المقالة سنتعرف على أسباب الكلف وطرق علاجه وأمراض الجلد التي تشبه الكلف


أسباب الكلف وطرق علاجه


عندما تبحث عن كلمة “علاج الكلف” على الإنترنت، فإنك تندهش لحجم المقالات ذات الطابع الإشهاري والتبسيطي لهذا الخلل الذي يصيب بشرة الوجه. فنجد مثلا من يبشر بالتخلص النهائي للكلف بعد 10 أيام، ومن يدعو إلى استعمال النخالة والخل والبطاطا والحمص وباقي أنواع الخضر والفواكه، بل هناك من المواقع من يجتهد في إعطائك أكثر من وصفة لعل أحدها “يجيب الله فيها التيسير”.
ولعل أغرب شيء يمكن أن تلاحظه هو أن أكثر مؤلفي تلك المقالات ليسوا بأطباء، ناهيك على أن يكونوا من أخصائي الجلد أو ما شابه. بل إن الأمر قد وصل إلى حد أن بعض تلك المواقع تكتب في آخر المقال وبحروف مايكروميترية جملا من شاكلة ”هذا الموضوع ليس مرجعا صحيا، يرجى مراجعة طبيبك”: يعني سيدتي، بعد أن اشتريت السوق كله، وسمحت في أكلك وأكل أولادك، لتزوقي وجهك بما لذ و طاب من “المستحضرات الطبيعة”… يتمخض الجبل فيلد فأرا.
لذلك، و إجابة عن سؤال لإحدى الأخوات من الجارة الجزائر، ارتأيت أن أذكر بأهم أنواع العلاجات الطبية الموثوقة والموثقة علميا، الخاصة بعلاج الكلف دون تجميل ولا تزييف للمعلومات، لمعرفة ما يجب وما لا يجب فعله، وكيف يجب فعله.

مرض الكلف: وراثة، شمس وهرمونات

الكلف هو ظهور تدريجي، دون احمرار مسبق أو حكة، لبقع بنية و/ أو رمادية في الوجه، بشكل متناظر، خصوصا على مستوى الخدين والجبهة والشفة العليا، ومنتم الذقن والعنق بنسبة أقل.
ويمكن أن يكون هذا التصبغ فاتحا جدا أو بنيا قاتما، أو يكون سطحيا في طبقة البشرة أو عميقا في طبقة الأدمة، مع معالم غير منتظمة، لكن حدودها غالبا ما تكون واضحة. وقد يأخذ الكلف شكل نقاط صغيرة أو بقع بنية كبيرة ومتصلة، وأحيانا يظهر على شكل يشبه القناع (قناع الحمل).
كما هو حال البرص، فسبب ظهور الكلف يعود إلى خلل في عمل النظام الصبغي أو نظام تلوين الجلد، الناتج بدوره عن عدة عوامل وراثية وهرمونية وبيئية لم تتضح معالمها كليا، مما يجعل علاج الكلف يلاقي العديد من الصعوبات عند نسبة مهمة من المرضى.
بالفعل، ف 50 في المئة من المصابين بالكلف لهم على الأقل قريب من الدرجة الأولى (أم أو أخت مثلا) مصاب أيضا. كما أنه يصيب أكثر طيف البشرات التي تبتدأ من السمراء الفاتحة (كتلك التي تميز ساكنة شمال إفريقيا)، مرورا بالسمراء الداكنة (جنوب شرق آسيا مثلا)، إلى البشرة السوداء (إفريقيا جنوب الصحراء).
زيادة على ذلك فالمرض يظهر – كمعدل – في منتصف الثلاثينيات، ويصيب تسع نساء مقابل رجل واحد، كما أن النساء الحوامل أو اللواتي يستهلكن حبوب منع الحمل هن الأكثر تعرضا للكلف؛ والعامل في هذه الحالة هي الهرمونات الأنثوية التي ترتفع نسبها في الدم عند هؤلاء النساء.
التعرض للشمس ولو لفترة قصيرة – عندما يكون هناك استعداد وراثي أو هرموني – يعتبر من أهم العوامل المسببة أو المفاقمة للمرض. كما أن هناك أيضا بعض الأدوية أو الاستعمال المكثف لبعض مستحضرات التجميل التي قد يتسبب في الإصابة بالكلف أو عودة ظهوره.

أمراض الجلد التي تشبه الكلف

هناك عدة أمراض جلدية قد تشبه إلى حد ما الكلف، ويمكن الكلام عن ثمانية على سبيل المثال لا الحصر:
  1. بعض أشكال حب الشباب المعروف بالتكيسات الدقيقة.
  2. النمش: وهو عبارة عن بقع متناظرة صغيرة وبنية اللون تظهر في منتصف الوجه عادة أو حتى في الساعد أو العضد أو الكتفين وأعلى الظهر. تتراجع مع تقدم العمر وتصيب ذوي الشعر الأحمر أو الأشقر. وهو مرض وراثي.
  3. التصبغات الشمسية: وتبدو كالنمش لكن بأبعاد أكبر قد تصل إلى بضعة سنتمترات… والسبب هو التعرض المباشر والمطول لأشعة الشمس، أو لحصص "البرونزاج " بالأشعة ما فوق البنفسجية.
  4. فرط التصبغ الناتج عن الالتهابات الجلدية: وتشخيصه سهل نسبيا، حيث يتغير لون الجلد إلى اللون الداكن نتيجة التهاب يصيب حب الشباب مثلا أو مرض الصدفية أو الأكزيما، أو نتيجة تعرضه لجرعات كبيرة من التقشير الكيماوي أو العلاج بالليزر.
  5. هناك أيضا أدوية قد تتسبب في تغير لون الوجه على الخصوص مثل المينوسكلين، وهي مضادات حيوية من نوع السيكلينات (tetracyclines)، ومضادات حيوية أخرى مثل الفلوروكوينولونات (fluoroquinolones) الواسعة الانتشار، ثم هناك بعض أدوية علاج الصرع… إلخ. بالإضافة إلى بعض أنواع العطور والكريمات.
  6. تغير لون الجلد الناتج عن الاحتكاكات المتكررة: كالحكة والصلاة على غطاء خشن، أو حك الوجه في الحمام.
  7. وحمة أوتا: نسبة إلى الطبيب الياباني Ōta Masao الذي اكتشف المرض سنة 1939، ويتعلق الأمر بتصبغ أزرق أو في بعض الحالات بني لجزء من الوجه والعين أحيانا، يصيب الأطفال الحديثي الولادة.
  8. التمغر: وينتج عن الاستعمال المكثف لأدوية من طينة الهيدروكينون.

علاج الكلف صعب يلزم معه الصبر و الوقت :

مما سبق، نفهم أن الكلف مرض حميد، لكن الهيئة غير النظيفة التي يظهر بها التصبغ على الوجه، يجعل من الصعب القبول به، الشيء الذي يتسبب في مشاكل نفسية للمصاب به.
ويمكننا أن نتفهم أيضا لماذا ينقلب علاج الكلف إلى معاناة يومية، ولماذا نسبة مهمة من الحالات لا تستجيب بشكل كافي أو لا تستجيب مطلقا للعلاج. لعدة أسباب موضوعية أهمها على الإطلاق أن الكلف ليس نوعا واحدا، بل 3 أنواع: ومن هنا يمكن تفسير أهمية استشارة إخصائي الجلد، لكونه قادرا – عبر جهاز خاص يدعى مصباح Wood – على التمييز بين مختلف هذ الأنواع:

  1. هناك بقع الكلف السطحية أي المتواجدة على مستوى بشرة الجلد، وتستجيب بسرعة للعلاج.
  2. ثم هناك البقع العميقة على مستوى أَدَمَة الجلد أي الطبقة الموجودة تحت البشرة. وفي هذه الحالة، لا أمل في التخلص من الكلف إلا في حالات محدودة عبر تقنية الليزر، ويصبح الشغل الشاغل هو محاولة إخفائها بالمستحضرات التجميلية.
  3. غالبا ما يكون الكلف مختلطا بين السطحي والعميق، والعلاج هنا ممكن لكن يحتاج إلى وقت، كما أن النتائج غير مضمونة.
كما أن نجاح العلاج – إن كان ممكنا – يتطلب اجتماع عدة شروط من أهمها:
  • يتطلب وقتا كثيرا حتى يتغلب الدواء على النشاط الزائد للخلايا المفرزة للميلانين، وهذا الأمر ليس أبدا تحصيل حاصل.
  • يتطلب استعمال وسائل حمل أخرى غير الحبوب، أو الهرمونات الخاصة بسن اليأس؛ وكذلك تجنب التوتر العصبي، وتجنب استهلاك بعض الأطعمة الغنية بالسكريات والغلوتين والخمائر المحفزة لبعض أنواع الفطريات التي تساعد على ظهور الكلف.
  • يتطلب الامتناع التام عن التعرض للشمس: بارتداء ملابس واقية من الشمس كواقيات الشمس السميكة ونظارات الشمس الواسعة.
  • من الضروري استعمال الكريمات الواقية من الشمس ذات مؤشر وقاية عالي (+SPF 30، 50) ومضادة لكافة أنواع الأشعة (UVA، UVB، …)، خصوصا تلك المحتوية على مادتي (الزنك أوكسيد) و(التيتانيوم دايوكسيد)… عشرين دقيقة قبل التعرض للشمس، وإعادة استعمالها كل ساعتين، وقبل وبعد الاستحمام، حتى وإن كانت الكريم مقاومة للماء.

الخطوط العريضة لعلاج الكلف

هناك عدة وسائل علاجية للتعامل مع الكلف السطحي والمختلط، ونخص بالذكر:
  • المستحضرات الطبية التي من الأفضل استعمالها تحت إشراف طبي خصوصا في البداية. أهم هذه المستحضرات ما يعرف بالعلاج الثلاثي الذي يتكون من العناصر التالية: هيدروكينون، حمض تريتينويد والكورتيزون، يتم استعمالها وفق نسب وطرق وجداول ومدد معينة، حسب كل حالة على حدة ارتباطا بالعوامل المذكورة سالفا. هناك مستحضرات أخرى أثبتت نجاعتها كالكريمات الغنية بالفيتامين "س" أو حمض الأزيلييك أو العديد من الأحماض الأخرى المضادة للأكسدة كتلك المشتقة من الفواكه.
  • يعتبر التقشير الكيميائي (peeling) إحدى الوسائل المتاحة لمحاربة الكلف، حيث تستعمل مجموعة من المستحضرات الكيميائية – أهمها حمض الغليكوليك – ذات قدرة تقشير متفاوتة – حسب نوع الكلف – لإزالة الطبقة العليا من البشرة أو التقليص من سماكتها. وبطبيعة الحال، كلما كان الكلف متواجدا في طبقات أعمق من البشرة، كلما كان المستحضر المستعمل قويا، وكلما كانت الآثار الجانبية الناتجة عن عملية "الحرق" حاضرة. العملية في حد ذاتها غير مؤلمة كثيرا، لكن القناع لا تتم إزالته إلا بعد عدة ساعات. ويمكن إعادة الكرة بعد شهر في المتوسط، إذا كانت النتيجة غير مرضية.
  • هناك أيضا عدة طرق لعلاج الكلف بالليزر، وتتميز بكلفتها المرتفعة والحاجة إلى تكرار العلاج مرات متعددة ولمدة قد تصل إلى 6 أشهر حتى يكون العلاج ناجحا.
 

مواضيع مماثلة

أعلى