"خطأ" يفضح حواراً ساخراً من مؤتمر اللاجئين في دمشق

تداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلاً مسرباً لفريق البث المباشر على هامش مؤتمر اللاجئين السوريين، الذي عقده النظام برعاية روسية في دمشق، الأربعاء والخميس.

وفي التسجيل يتبادل هؤلاء الأشخاص حواراً ساخراً من المؤتمر ومن الحاضرين فيه، من دون الانتباه إلى أن أجهزة الصوت (الميكروفاونات) تعمل خلال إحدى فترات الاستراحة. ولم تظهر وجوههم في الفيديو المسرب، حيث كانت الكاميرا مثبتة على قاعة المؤتمر.

كما سخر المعلقون من الحضور في المؤتمر، وقارنوه بمؤتمر سوتشي. وقال أحدهم: "أحسن شي وقت أخدوهم على سوتشي. أخدو شي 5 آلاف شخص مشان يصفقوا ويرددوا: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد".

إلى ذلك سخر أحد المعلقين من فكرة المؤتمر، مؤكداً رغبة السوريين في الداخل الخروج من بلدهم، على عكس ما يهدف إليه المؤتمر بشأن عودة من هم بالخارج، قائلاً: "بالعكس تماماً الموجودون بالبلد لو يصحّلهم بيطلعوا بكرا". وأكدت زميلته على الموقف قائلة: "صحيح ما فيك تلوم حدا بدو يسافر".

يذكر أن المؤتمر انطلق صباح الأربعاء في دمشق بدعم روسي للبحث في قضية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وعقد المؤتمر يومي الأربعاء والخميس في قصر الأمويين للمؤتمرات في دمشق، بحضور الأمم المتحدة بصفة "مراقب" وووفد روسي كبير وممثلين عن بعض الدول الحليفة لدمشق مثل فنزويلا وإيران والصين وعدد من الدول العربية بينها لبنان، فيما قاطعه الاتحاد الأوروبي، الذي يفرض عقوبات على حكومة النظام السوري.

عقبة الـ100 دولار​


يذكر أنه في وقت سابق من الشهر الحالي، ادعى رئيس النظام بشار الأسد أن السبب الجوهري لتفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا خلال الأشهر الأخيرة يعود إلى حجز ودائع بمليارات الدولارات تعود لسوريين في البنوك اللبنانية.

يأتي هذا في وقت تجبر حكومة النظام كل مواطن سوري يريد دخول البلاد تصريف 100 دولار أميركي إلى الليرة السورية بحسب سعر الصرف الرسمي. وصدر القرار في يوليو الماضي، بحجة "مساعدة الدولة" على ملء احتياطها من العملات الأجنبية في خضم أزمة اقتصادية غير مسبوقة، غير أنه في الواقع، لم يفعل القرار سوى إضافة عقبة جديدة تمنع السوريين الراغبين في العودة إلى ديارهم من ذلك.

يشار إلى أن النزاع السوري تسبب منذ اندلاعه في مارس 2011 بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من خمسة ملايين و500 ألف لاجئ مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فروا بشكل أساسي الى الدول المجاورة. وتشهد سوريا منذ بدء النزاع أسوأ أزماتها الاقتصادية والمعيشية التي تترافق مع انهيار قياسي في قيمة الليرة وتآكل القدرة الشرائية للسوريين الذين بات يعيش الجزء الأكبر منهم تحت خط الفقر.
 
أعلى