تركيا تناكف روسيا: لن نخضع للأمر الواقع في كاراباخ

بعدما تحدّثت روسيا عن "سوء فهم" وقع بينها وبين تركيا حول نشر قوات حفظ السلام في إقليم ناروغو كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، قررت أنقرة مجدداً مناكفة الروس.

فقد أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس، أن بلاده حاضرة في اتفاق كاراباخ بالمفاوضات وبالميدان، قائلاً: إنه لا يمكن لأحد أن يخضعنا للأمر الواقع، بحسب تعبيره.

أتى تصريح الوزير التركي بعد ساعات من تجديد روسيا تأكيدها على وجود خلافات بينها وبين تركيا حول الإقليم، حيث اعتبرت أن تركيا فهمت خطأ مسألة نشر قوات حفظ السلام في المنطقة.

لا بديل​


فقد كشف دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه ستتم تسوية الفروق الدقيقة والخلافات التي تنشأ حول قضية الإقليم خلال الحوار مع الأتراك، مضيفاً في بيان، أنه إذا كانت لدى بلاده وجهات نظر مختلفة منذ البداية، فإنها مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والرؤساء المشاركون وفرنسا ودول أوروبية أخرى مؤيدون مقتنعون للنهج القائل بأنه لا يوجد بديل لتسوية الصراع في كاراباخ بالطرق السياسية والدبلوماسية.

كما أعلن تمسك موسكو بوجهة النظر هذه، في حين تتمسك تركيا بوجهة نظر مختلفة، بحسب تعبيره، وذلك في إشارة إلى تلميح وزير الدفاع التركي في وقت سابق اليوم بأن قوات بلاده ستشارك في قوات حفظ السلام التي اتفق على نشرها في الإقليم الانفصالي الذي تسكنه أغلبية من أصول أرمنية.

يذكر أن الكرملين كان أكد الثلاثاء أيضا أن البيان الثلاثي لزعماء روسيا وأذربيجان وأرمينيا حول وقف القتال في إقليم ناغورنو كاراباخ لا يتضمن أي إشارة إلى إمكانية نشر قوات حفظ سلام تركية في الإقليم.

وقف القتال​


وكان الجيش الروسي، قد أعلن الأربعاء، أن قواته لحفظ السلام انتشرت في ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا بمنطقة كاراباخ الانفصالية، إثر اتفاق وقف القتال الموقع مع أذربيجان يوم الاثنين. وقال الجنرال الروسي سيرغي رودسكي في بيان إن نحو 400 من أصل 1960 جندي سلام روسيا، يفترض أن ينتشروا بين الأرمن والأذربيجانيين في الأيام المقبلة، وصلوا إلى أرمينيا.

وينص الاتفاق الموقع بين يريفان وموسكو وباكو على نشر هذه القوات تدريجياً مع انسحاب القوات الأرمينية من الأراضي التي ستعود لسيطرة أذربيجان المنتصرة عسكرياً في النزاع الدامي الذي استمر ستة أسابيع لاستعادة السيطرة على منطقة كاراباخ الانفصالية وسبعة أقاليم محاذية خارجة عن سيادتها منذ تسعينيات القرن الماضي.

إلى ذلك، ستستعيد باكو، بموجب الاتفاق، الأقاليم السبعة وجزءا صغيرا من ناغورنو كاراباخ. وستستمر الجمهورية المعلنة من جانب واحد في ناغورنو بحماية الجنود الروس وانتشارهم عند خط الجبهة. بينما يحمي الجيش الروسي خصوصا ممر لاتشين، طريق التموين الوحيد بين كاراباخ وأرمينيا.

كما ستقام مراكز مراقبة روسية، اعتباراً من اليوم الخميس في جنوب الإقليم.
 
أعلى