هل تعلم من هم اضعف الجيوش في العالم؟

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
1605106203293.png

بينما تحب الكثير من الأمم في العالم التباهي بقوتها العسكرية والتبجح بها على بقية العالم، يملك بعضها الآخر قوة عسكرية ضعيفة للغاية، أو بالأحرى لا يملك قوة عسكرية على الإطلاق، فبعضها لا يسعه تحمل تكاليف بناء وتكوين جيش محترم للدفاع عن حدوده، بينما يبدو أن البعض الآخر يفضل عدم وجود جيش في بلاده لأسباب قد تجدها مقنعة عزيزي القارئ.

تابع معنا قراءة مقالنا هذا على موقعنا لتتعرف على أضعف جيوش العالم المتواجدة الآن:

1. مقدونيا الشمالية

74608-1.jpg

يطلق على هذه البلاد بصفة رسمية إسم ”جمهورية مقدونيا الشمالية“، ويبلغ تعداد سكان هذه الدولة التي لا تملك شريطا ساحليًا 2 مليون نسمة يتوزعون على مساحة صغيرة جدا، حيث على وجه المقارنة يمكن أن تتسع الولايات المتحدة الأمريكية لـ380 مقدونيا الشمالية، لذا لا يسعنا أن نتظاهر بالدهشة لدى معرفتنا بأن ميزانية الدفاع الأمريكية أكبر بكثير من ميزانية الدفاع في مقدونيا الشمالية، في الواقع تتجاوزها بحوالي 7000 ضعف.

تبلغ ميزانية التسليح الخاصة بمقدونيا الشمالية 108 ملايين دولار سنويًا، وهي تمثل نسبة 0.85 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للبلد، وهو ما يعتبر منخفضا جدا مقارنة بمتوسط ميزانية الدفاع في الاتحاد الأوروبي التي تبلغ 1.3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، ومقارنة بميزانية الدفاع الأمريكية التي تبلغ 3.4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، خاصة عندما نأخذ بعين الاعتبار واقع أن مقدونيا الشمالية لطالما انخرطت في صراعات عسكرية مع جارتها ألبانيا.

دون ذلك، تسمح هذه الميزانية الضئيلة لجيش مقدونيا الشمالية بالحفاظ على الأقل على مظهر الجيش النظامي البري، وبما أنها لا تملك أي شريط ساحلي، فهي لا تملك أي قدرات عسكرية بحرية، وهي دون ذلك تملك 14 طائرة مروحية للنقل و4 مروحيات هجومية.

يبلغ تعداد جيش مقدونيا الشمالية 13000 فردًا، والتي يمثل 5000 منها أفرادا احتياطيين، وهو ما يجعلنا نرتاح لكونها لن تقوم بغزو العالم في أي وقت من المستقبل القريب.

2. البوسنة والهرسك

74608-2.jpg

يقال أن الألماس يتشكل تحت الضغط الكبير، غير أن هذا لا يمكن أن يكون صحيحا عندما يتعلق الأمر بالقوات المسلحة الخاصة بالبوسنة والهرسك.

كوّنت هذه الدولة الواقعة في الجنوب الشرقي للقارة الأوروبية جيشها في خضم الحرب البوسنية التي دارت رحاها في سنة 1992. أدى الاندلاع السريع للحرب وكذا محدودية الوصول إلى الإمدادات إلى تشكيل جيش يتضمن على كل شخص يمكن العثور عليه في البلد، بما في ذلك العصابات الإجرامية.

على الرغم من التعديلات التي أدخلت عليه في أوائل القرن الواحد والعشرين، فإن الأمور لم تتحسن بالشكل الكافي. وعلى الرغم كذلك من أن البوسنة والهرسك تحوز على شريط ساحلي بطول 12 ميلا، فإنها لا تملك أي قوات بحرية أو معدات لحراسة هذا الشريط الساحلي.
يعتقد كذلك أن القوات الجوية للبلد تملك ما لا يزيد عن 19 طائرة مروحية والتي لم يتم تصميم أي منها لأغراض دفاعية، ويمكن العثور على القوة القليلة التي تملكها هذه الدولة في قواتها البرية التي تتكون من 10500 فرد في الخدمة الفعلية، وبينما تفيد التقارير الداخلية للدولة بأنها تملك جيشا احتياطيا يتألف من 6000 فرد، فإن الخبراء يتفقون أن ذلك مجرد ادعاء لتخويف كل من قد تسول له نفسه بمحاولة التعدي عليها.

على الرغم من كل هذا الضعف العسكري والدفاعي، تبلغ ميزانية التسليح والدفاع الخاصة بالبوسنة والهرسك 165 مليون دولار سنويا.

مؤخرًا، قام هذا المبلغ الكبير بإثارة اهتمام وحفيظة الشعب البوسني الذي بدأ يتساءل عما إذا كانت أمواله تنفق بحكمة. أدى هذا بالرئيس البوسني في سنة 2012 إلى الدعوة إلى حل الجيش كاستجابة لتحقيقات واسعة اكتشف على إثرها إنفاق مبالغ طائلة من المال على التسليح والإعداد والتدريب لكن النتائج كانت ضعيفة للغاية مما أوحى بوجود تبديد للمال العام.
غير أن دعواه لم تلق صدى أو ترحيب، وبقي الجيش البوسني متواجدا إلى اليوم.

3. سورينام

74608-3.jpg

خلال السنوات الأربعين الأخيرة، عرفت سورينام انقلابين عسكريين على النظام الحاكم إلى جانب حرب أهلية جعلت الجيش في البلاد ينحني متقهقرًا.
سورينام هي الدولة الوحيدة في القارة الأمريكية الجنوبية التي يتحدث أهلها اللغة الهولندية، وتفيد التقارير أنها تعاني من نقص حاد في التجهيزات العسكرية بما في ذلك القوارب العسكرية والطائرات وحتى العربات والسيارات، حتى أن العدد القليل من هذه العربات التي تملكها مهترئ للغاية وقد أكل عليه الدهر وشرب.

تتكون القوات المسلحة النظامية في سورينام من 1850 جنديا في الخدمة الفعلية اختير من مجمل كثافة سكانية تقدر بحوالي 600.000 نسمة. قد تكون هذه القوات المسلحة فعالة على نطاق صغير لولا النقص الفادح في التجهيزات والمعدات اللازمة.
حاليا، لا تملك القوات الجوية في سورينام سوى 3 طائرات مروحية، بينما تملك القوات البحرية وخفر السواحل 3 قوارب دورية التي تم اقتناؤها في السبعينيات الماضية.
بحلول سنة 2010، أصبحت هذه المعدات قديمة جدا لدرجة أنها وضعت خارج الخدمة جميعها، إلى أن تم اقتناء 3 قوارب جديدة في سنة 2012.

منذ ذلك الحين، ظلت سورينام تعول كثيرا على التبرعات العسكرية التي تقدمها لها دول الجوار ودول أخرى، وقد كان لكل تلك الصراعات الداخلية والانقلابات العسكرية أثر وخيم على اقتصاد البلد، ومع كل هذه المشاكل التي تورط فيها الجيش بطريقة أو بأخرى، لا عجب أن ميزانية الدفاع الخاصة بها لا تتجاوز 63 مليون دولار، وهو المبلغ الذي لا يكفي حتى لاقتناء مقاتلة نفاثة من طراز F-35 التي يبلغ ثمنها 95 مليون دولار.

4. الصومال

74608-f.jpg

منذ الإطاحة بحكومته سنة 1991 والصومال يعاني من الحرب الأهلية، ومثلما قد تتوقعه عزيزي القارئ، فقد جعل هذا الأمر من تكوين جيش نظامي أمرا عسيرا. ومع ذلك يملك الصومال جيشا نشطا يبلغ تعداد أفراده 20 ألفًا، لكن هذا لا يكاد يقارن بتعداد السكان الكبير الذي يبلغ 15 مليون نسمة.
عنى حجم الصراعات الداخلية التي نخرت البلاد أن قسما كبيرا من السكان صار منخرطا سواء طواعية أو قسرا في الجماعات المسلحة المتناحرة. كما كان الأمر يعني أن عتاد الجيش الذي لا يتعدى عدده المائة إلى جانب 10 دبابات هو مشغول عادة في القتال على الجبهات الداخلية ضمن الحرب الأهلية بدلا من حماية حدود البلد.
ومثلما قد تتخيله عزيزي القارئ، لابد أن يضع هذا الأمر الصومال في خطر كبير خاصة إذا ما رغبت دولة ما في غزوها.

على الرغم من أن الصومال تملك أكبر شريط ساحلي في القارة الإفريقية، فإنها لم تكن تملك أية قوات بحرية إلى غاية سنة 2012، وذلك كله راجع إلى الحرب الأهلية التي دمرت مقومات بناء الدولة وسوت بالأرض مؤسساتها.

وما حدث في سنة 2012، هو أن تقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة لمساعدة دولة الصومال من خلال تمويل وزارة دفاعها بمبلغ كبير. وعلى الرغم من ذلك لا تتعدى ميزانية وزارة الدفاع الصومالية 62 مليون دولار، وعلى وجه المقارنة تبلغ ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية 750 مليار دولار، أي أنها أكبر من ميزانية دفاع الصومال بحوالي 12000 مرة.

5. بوتان

74608-5.jpg

تعرف هذه الدولة الصغيرة بصفة رسمية باسم ”مملكة بوتان“، وتقع في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، وهي تشتهر بشكل كبير برهبانها ومعابدها المنتشرة بشكل واسع.

تبلغ مساحة هذه الدولة الصغيرة 15 ألف ميل مربع، وهي محاطة باليابسة من جميع حدودها ولا تملك شريطا ساحلياً، ومنه فهي ليست بحاجة إلى قوات بحرية أو خفر سواحل، وكل ما يتشكل منه جيشها هو القوات البرية التي تتألف من حوالي 7000 فردًا بدون أي دبابات أو عتاد ثقيل من أي نوع، غير أنها تملك طائرتين مروحيتين و27 عربة مدرعة للمساعدة على حفظ النظام وإحلال السلام في البلد.
كانت هذه العربات المدرعة مفيدة للغاية عندما خاضت مملكة (بوتان) أولى حروبها سنة 2010 ضد مجموعة من الهنود الإنفصاليين المجاورين لها، وقد تمكن جيشها الذي كان يبلغ عدد أفراده آنذاك 6000 فرد فقط من ردع العدوان وحفظ السلام.

 

مواضيع مماثلة

أعلى