فرنسا تطالب بعقاب تركيا .. وأردوغان يندّد برسم كاريكاتوري

أعلن سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمان بون، الأربعاء، أنّ بلاده ستؤيد فرض "عقوبات" على المستوى الأوروبي ضد تركيا، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة على خلفية عدة ملفات.

وقال بون في مجلس الشيوخ الفرنسي: "سنؤيد تدابير أوروبية تعكس ردة فعل قوية، من بينها أداة العقوبات المحتملة".

وأضاف: "الفصل الأخير الذي يدفع كل يوم حدود اللامقبول، والرئيس (رجب طيب) أردوغان الذي يهين رئيس الجمهورية يثبت وجود استراتيجية شاملة لدى تركيا تقضي بمضاعفة الاستفزازات من كافة النواحي".

أردوغان: رسم "حقير"
وانتقد الرئيس التركي أردوغان بشدة، الأربعاء، تصويره في رسم كاريكاتوري نشرته مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، معتبرا أنه "هجوم حقير" من جانب "أوغاد".

وفي وقت لاحق، أفاد بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية أنها استدعت القائم بأعمال السفير الفرنسي، اليوم الأربعاء، للاحتجاج على رسم كاريكاتوري نشرته مجلة شارلي إبدو الساخرة.

وتعهد مكتب أردوغان قبل خطوة الاستدعاء باتخاذ إجراءات "قضائية ودبلوماسية" لم يحددها، ردا على غلاف العدد الأخير للمجلة، الذي يُظهر رسماً كاريكاتورياً لأردوغان يرتدي ملابس داخلية ويمسك بيده علبة بيرة، فيما يرفع بيده الثانية عباءة امرأة محجبة.

وأثار الرسم غضب الأوساط السياسية التركية وزاد من الأزمة التي تحيط بعلاقات تركيا المتدهورة أساسا مع فرنسا.

ويأتي الرسم الجديد بعد أيام قليلة من دعوة أردوغان الأتراك إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية واستدعاء باريس السفير الفرنسي لدى أنقرة إثر تشكيك الرئيس التركي بـ"الصحة العقلية" لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتأخذ تركيا على ماكرون تعبيره عن دعمه لحرية نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، أثناء مراسم تكريم مدرّس فرنسي قُطع رأسه على يد روسي شيشاني بسبب عرضه على تلاميذه في الصف تلك الرسوم.

وأثار دفاع ماكرون عن حق وسائل الإعلام في السخرية من الأديان احتجاجات غاضبة في جميع أنحاء تركيا وعدد من دول العالم الإسلامي.

وقال أردوغان في خطاب في أنقرة: "لم أنظر إلى هذا الرسم (...) لا داعي لقول أي شيء عن هؤلاء الأوغاد الذين أهانوا رسولي الحبيب على هذا المستوى".

وأضاف: "غضبي ليس ناجماً عن الهجوم الحقير ضد شخصي، إنما عن الشتائم لنبينا الذي نحبه أكثر من أنفسنا". وتابع الرئيس التركي: "ندرك أن الهدف ليس شخصي إنما قيمنا".

وتركيا دولة ذات أغلبية مسلمة ولكنها رسميا علمانية، إلا أنها اتخذت مسارا أكثر تحفظًا وقومية في ظل حكم أردوغان.

ووضعت هذه السياسات تركيا وأردوغان على خلاف متزايد مع فرنسا وماكرون، أحد أكثر منتقدي أنقرة صخباً والمدافع عن حرية التعبير حتى عندما تمس الدين.
واتهم أردوغان، الأربعاء ، "ماكرون ومن يشاركونه نفس العقلية" باتباع "سياسات شريرة واستفزازية وقبيحة تزرع بذور الكراهية".

وأعلنت النيابة العامة في أنقرة فتح تحقيق يستهدف مسؤولي "شارلي إيبدو" بسبب "إهانة رئيس الدولة".

ويأتي الرسم الجديد في خضم نقاش حاد حول سياسة فرنسا الأوسع تجاه المسلمين.
 
أعلى