- إنضم
- 11 أغسطس 2020
- المشاركات
- 13,375
- النقاط
- 4,901
- العمر
- 24
بحث مفصل في ظن وأخواتها ؟ عملها أنواعها أقسامها من حيث الجمود والتصرف .
ظن وأخواتها أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو : ظننتُ الطالبَ غائباً . فالطالبَ : مفعول أول ، وغائباً : مفعول ثانٍ ، وأصلهما قبل دخول ظن المبتدأ والخبر ؛ تقول : الطالبُ غائبٌ .
وهذه الأفعال تنقسم إلى قسمين :
1- أفعالُ الْقُلُوبِ . 2- أفعالُ التَّحْوِيلِ .
أولاً : أفعال القلوب .
تنقسم أفعال القلوب إلى قسمين :
أ- ما يدلّ على اليقين ، نحو : رَأَى ، عَلِمَ ، وَجَدَ ، دَرَى ، تَعَلَّمْ .
ب- ما يدلّ على الرُّجْحَان ، أي : رُجحان وقوع الشيء ، نحو : ظَنَّ ، خَالَ ، حَسِبَ ، زَعَمَ ، عَدَّ ، حَجَا ، جَعَلَ ، هَبْ .
وهَاكَ أمثلةً ، وشواهد على عمل أفعال اليقين ، ومعانيها :
1- رأى ، نحو قول الشاعر :
رأيتُ اللهَ أَكْـبَرَ كُـلِّ شيءٍ مُحَـاوَلَةً وأَكْثَرَهُمْ جُنُوداً
رأى في هذا البيت بمعنى اليقين (أي : بمعنى عَلِم) ونحو : رأيتُ العلمَ نوراً . وقد تُستعمل بمعنى ظنَّ ، كقوله تعالى : (أي: يَظُنُّونَه) . وقد تأتي بمعنى (حَلَمَ) كما في قوله تعالى : وهي بهذه المعاني تنصب مفعولين .
( م ) وقد تأتي رأى بمعنى (أَبْصَرَ) نحو : رأيتُ القَمَرَ . وقد تأتي بمعنى (اعَتَقدَ) نحو : رأى المدرسُ صِحَّةَ هذه المسألة ( أي : اعتقدَ صحَّتها ) . وقد تأتي بمعنى
( أَصَابَ رِئَتَه ) نحو : رأيتُ مفحمداً ، تَقْصِد أَنَّك ضربتهَ فَأَصبْتَ رِئتَه . وهي بهذه المعاني تنصب مفعولاً واحدا . ( م )
2- عَلِمَ ، نحو : عَلِمْتُ زيداً أخاك . ومنه قول الشاعر :
عَلِمْتُكَ البَاذِلَ المعروفَ فَانْبَعَثَتْ إِلَيْكَ بِى وَاجِفَاتُ الشَّوْقِ والأَمَـلِ
علم في المثالين بمعنى اليقين
( م ) وقد تأتي عَلِمَ بمعنى ظنَّ ، ويمثِّل لها العلماء بقوله تعالى : .
وسواء كانت عَلِمَ بمعنى اليقين ، أو الظن فهي تتعدى إلى مفعولين . وقد تأتي
بمعنى (عَرَفَ) فَتنصبُ مفعولاً واحداً ، كما في قوله تعالى : . ( م )
3- وَجَدَ ، نحو قوله تعالى : وهي بمعنى اليقين ، ونحو : وجدتُ التَّقْوَى أَعْظَمَ أسبابِ دخولِ الجنَّةِ .
4- دَرَى ، نحو : قول الشاعـر :
دُرِيتَ الوَفِيَّ العهدَ ياعُرْوَ فَاغْتَبِطْ فإِنَّ اغْتِبَاطـاً بِالوَفَاءِ حَمِـيدُ
وهي بمعنى اليقين ، ونحو : دَرَيْتُ النَّجاحَ قريباً من طَالِبِه .
5- تَعَلَّمْ - وهي التي بمعنى اعْلَمْ - كما في قول الشاعـر :
تَعَلَّمْ شِفَاءَ النَّفْسِ قَهْرَ عَدُوِّهَا فَبَالِغْ بِلُطْفٍٍ في التَّحَيُّلِ والْمَكْرِ
وهي بمعنى اليقين (أي: اعْلَمْ ) وفي الحديث:" تَعَلَّمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بأَعْوَرَ "
( أي : اعْلَمُوا ) .
( م ) فإن كانت أمراً من ( تَعَلَّمَ يَتَعَلَّمُ ) فهي متعدية إلى مفعول واحد ، نحو : تَعَلَّم النَّحوَ . فَتَعلَّمْ التي تنصب مفعولاً واحداً مُتَصَرَّفة ، وأما التي من أخوات ظنّ فجامدة لا تتصرف .
وأمّا أمثلة ، وشواهد أفعال الرُّجحان فكما يلي :
1- ظَنَّ ، نحو : ظننتُ زيداً صاحِبَك . وقد تستعمل لليقين ، كقوله تعالى :
وكقوله تعالى : الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم . وهي في الآيتين بمعنى عَلِمُوا .
وظنَّ بمعنى الرُّجْحان ، أو اليقين تنصب مفعولين .
2- خَالَ ، نحو : خِلْتُ زيداً أَخَاكَ . وقد تُستعمل خال لليقين ، كقول الشاعـر :
دَعَانِي الغَوَانِي عَمَّهُنَّ وخِلْتُنِي لِيَ اسْمٌ فَـلاَ أُدْعَى بِهِ وَهْوَ أَوَّلُ
خال في هذا البيت بمعنى اليقين ، وليس بمعنى الظن ؛ لأن الشاعر لا يظنّ أنّ لنفسه اسماً ، بل هو على يقين من ذلك .
3- حَسِبَ ، كقوله تعالى : ونحو : حَسِبْتُ زيداً صاحِبَك . وقد تُستعمل لليقين ، كقول الشاعـر :
حَسِبْتُ التُّقَى والْجُودَ خَيْرَ تِجَارَةٍ رَبَاحـاً إِذَا مَا الْمَرْءُ أَصْبَحَ ثَاقِلاَ
حَسِب هنا بمعنى عَلِمَ .
4- زَعَمَ ، كقول الشاعر :
فَإِنْ تَزْعُمِينِي كُنْتُ أَجْهـَلُ فِيكُمُ فَإِنِّي شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بِالْجَهْل
( م ) والأكثر في زَعَمَ أنْ تتعدَّى إلى مفعوليها بواسطة أنّ المؤكدة ، نحو قوله تعالى : وقوله تعالى : بَلْ وردت ( أَنْ ) في الآيتين مخففة من الثقيلة ( أنَّ ) وتأتي كذلك مُشَدَّدة ، كقول الشاعر :
وَقَدْ زَعَمَـتْ أَنِّي تَغَيَّرْتُ بَعْـدَها ومَنْ ذَا يا عَـزَّ لا يَتَـغَيَّــرُ ( م )
5- عَدَّ ، نحو قول الشاعر :
فَلاَ تَعْـدُدِ الْمَوْلَى شَرِيكَكَ في الغِنَى وَلكِنَّمَا الْمَوْلَى شَرِيكُكَ في العُدْمِ
والمعنى : لا تظنَّ أنّ صديقَك وَحَلِيفك هو الذي يُشارِكُك المودَّة أيام الغِنى ،
ونحو : عَدَدْتُ الصَّدِيَق أَخاً .
* فإن كانت ( عَدَّ ) بمعنى ( أَحْصَى ) تعدّت إلى مفعول واحد ، نحو : عَدَدْتُ المالَ . *
6- حَجَا ، نحو قول الشاعـر :
قَدْ كُنْتُ أَحْجُـو أَبَا عَمْرٍو أَخاً ثِقَـةً حَتَّى أَلَمَّتْ بِنَا يَـوْماً مُلِمَّـاتُ
والمعنى : قد كنتُ أظنّ أبا عمروٍ أخاً ثقة ، ونحو: حَجَا الطَّالبُ المدرسَ مديراً .
( م ) فإن كانت ( حَجَا ) بمعنى غَلَب في المحاجاة ، نحو :حَاجَيْتُه فَحَجَوْتُه ، أو كانت بمعنى ( قَصَدَ ) كقول الشاعر : حَجَوْنا بنِي النُّعمانَ إِذْ عَصَّ مُلْكُهُمْ ...، فهي متعديّة إلى مفعول واحد . ( م
.
* فإن كانت جَعَلَ بمعنى ( أَوْجَدَ ) تعدَّت إلى مفعول واحد ، نحو قوله تعالى : وإن كانت بمعنى ( أَنْشَأ ) فهي ناقصة من أفعال الشروع التي تعمل عمل ( كان ) نحو : جعل المدرسُ يشرحُ الدرسَ .
8- هَبْ ، كقول الشاعـر :
فَقُلْتُ أَجِـرْنِي أَبَـا مَـالِكٍ وَإِلاَّ فَهَبْـنِي امْـرَأً هَـالِكـاً
والمعنى : أَغِثْنِي يا أبا مالكٍ ، فإنْ لم تفعلْ فَظُنَّ أنَّى رجلٌ من الهالكين ، ونحو : هَبْ قولَك صحيحاً فما العَمَلُ ؟
* فإن كانت هَبْ بمعنى (خَفْ) تعدَّت إلى مفعول واحد ، نحو : هَبْ رَبَّكَ . وإن كانت بمعنى (الهِبَة) أي : الأُعْطِيَة ، نحو : هَبِ الفقراءَ مالاً ، فهي متعدية إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، فهي بذلك ليست من أفعال القلوب ، ولا من أفعال التّحويل . *
ثانيا : أفعال التَّحويل .
هي التي أشار إليها الناظم بقوله : "والتي كصَيَّرا ... إلخ .
وهذه الأفعال هي : 1- صَيَّر ، نحو : صَيَّرتُ الطينَ خَزَفاً .
2- جَعَل ،نحو قوله تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (2 أي: صَيَّرناه هباءً،وكما في قوله تعالى: .
3- وَهَبَ ، نحو : وَهَبَني الله ُفِدَاكَ ( أي : صَيَّرَنِي فِداك ) .
4- تَخِذَ ، كقراءة مَنْ قرأ قوله تعالى : لَتَخِذْتَ بتخفيف التاء ، وكسر الخاء في ( لتَخِذْتَ ) ونحو قولك : تَخِذْتُك صديقاً بعد أنْ كنتَ عدوّاً .
5- اتَّخَذَ ، كقوله تعالى : ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا ونحو : اتَّخَذَ المسافرون الباخرةَ فُندقاً .
6- تَرَكَ ،كقوله تعالى : (أي:صَيَّرْنا بعضهم يموج في بعض) . فالمفعول الأول : بعضَهم ، والثاني : جملة يموج ،
وكما في قول الشاعر :
وَرَبَّيْتُـهُ حَتَّى إِذَا مَا تَرَكْـتُهُ أَخَا القَوْمِ وَاسْتَغْنَى عَنِ الْمَسْحِ شَارِبُهْ
ونحو : تَرَكَتِ الحربُ القريةَ خَرَاباً .
7- رَدَّ ،كما في قوله تعالى وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسدا ( أي : يُصَيَّرونَكُمْ كُفَّاراً ) وكما في قول الشاعر :
فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضـاً وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ البِِيضَ سُـودَا
( أي : صَيَّرَ شْعُورهُنَّ بيضاً ، وصَيَّر وجوهَهُنّ سوداً .
وهذه الأفعال لا تنصب مفعولين إلا إذا كانت بمعنى ( صَيَّر ) وهو التَّحويل .
إلام أشار الناظم بقوله : " أَعْنِى رَأَى ...... إلخ " ؟
- أشار إلى أنَّ أفعال القلوب منها ما ينصب مفعولين ، وهو : رأى ، وما بعده مما ذكره الناظم في أبيات هذا الباب ، ومنها ما ليس كذلك ( أي : لا ينصب مفعولين ) وهو قسمان
أ- قسمٌ لاَزِمٌ ، نحو : جَبُنَ زيدٌ ، وحَزِنَ عمرٌو .
ب- قسمٌ مُتَعَدٍّ إلى مفعول واحد ، نحو : كَِرهْتُ زيداً ، وفَِهمْتُ الدرسَ .
التَّصَرُّفُ ، والْجُمُودُ
والتَّعْلِيقُ ، والإِلْغَاءُ
وَخُصَّ باِلتَّعْلِيقِ وَالإِلْغَـاءِ مَـا مِنْ قَبْلِ هَبْ وَالأَمْرَ هَبْ قَدْ أُلْزِمَا
كَذَا تَعَلَّمْ وَلِغَـيْرِ الْمَاضِ مِنْ سِوَاهُمَا اجْعَـلْ كُلَّ مَا لَهُ زُكِنْ
اذكر تقسيم ظن وأخواتها باعتبار تصرّفها ، وجمودها .
عرفنا أنّ هذه الأفعال قسمان، أحدهما : أفعال القلوب ، والثاني : أفعال التحويل. فأما أفعال القلوب فتنقسم باعتبار التصرّف وعدمه إلى قسمين :
1- أفعال مُتَصَرَّفَة ، وهي جميع أفعال القلوب ما عدا ( هَبْ ، وتعلَّمْ ) وهذه الأفعال المتصرّفة يأتي منها الماضي ، نحو : ظننتُ زيداً قائماً ، والمضارع منه
2- أفعال غير متصرفة ( جامدة ) ، وهي فعلان ، هما : ( هَبْ ، وتعلَّمْ بمعنى اعْلَمْ ) فلا يُستعمل منهما إلا الأمر فقط .
وأَمَّا أفعال التحويل فكُلٌّها متصرفة ما عدا (وَهَبَ) فلا يُستعمل منه إلا الماضي .
ظن وأخواتها أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو : ظننتُ الطالبَ غائباً . فالطالبَ : مفعول أول ، وغائباً : مفعول ثانٍ ، وأصلهما قبل دخول ظن المبتدأ والخبر ؛ تقول : الطالبُ غائبٌ .
وهذه الأفعال تنقسم إلى قسمين :
1- أفعالُ الْقُلُوبِ . 2- أفعالُ التَّحْوِيلِ .
أولاً : أفعال القلوب .
تنقسم أفعال القلوب إلى قسمين :
أ- ما يدلّ على اليقين ، نحو : رَأَى ، عَلِمَ ، وَجَدَ ، دَرَى ، تَعَلَّمْ .
ب- ما يدلّ على الرُّجْحَان ، أي : رُجحان وقوع الشيء ، نحو : ظَنَّ ، خَالَ ، حَسِبَ ، زَعَمَ ، عَدَّ ، حَجَا ، جَعَلَ ، هَبْ .
وهَاكَ أمثلةً ، وشواهد على عمل أفعال اليقين ، ومعانيها :
1- رأى ، نحو قول الشاعر :
رأيتُ اللهَ أَكْـبَرَ كُـلِّ شيءٍ مُحَـاوَلَةً وأَكْثَرَهُمْ جُنُوداً
رأى في هذا البيت بمعنى اليقين (أي : بمعنى عَلِم) ونحو : رأيتُ العلمَ نوراً . وقد تُستعمل بمعنى ظنَّ ، كقوله تعالى : (أي: يَظُنُّونَه) . وقد تأتي بمعنى (حَلَمَ) كما في قوله تعالى : وهي بهذه المعاني تنصب مفعولين .
( م ) وقد تأتي رأى بمعنى (أَبْصَرَ) نحو : رأيتُ القَمَرَ . وقد تأتي بمعنى (اعَتَقدَ) نحو : رأى المدرسُ صِحَّةَ هذه المسألة ( أي : اعتقدَ صحَّتها ) . وقد تأتي بمعنى
( أَصَابَ رِئَتَه ) نحو : رأيتُ مفحمداً ، تَقْصِد أَنَّك ضربتهَ فَأَصبْتَ رِئتَه . وهي بهذه المعاني تنصب مفعولاً واحدا . ( م )
2- عَلِمَ ، نحو : عَلِمْتُ زيداً أخاك . ومنه قول الشاعر :
عَلِمْتُكَ البَاذِلَ المعروفَ فَانْبَعَثَتْ إِلَيْكَ بِى وَاجِفَاتُ الشَّوْقِ والأَمَـلِ
علم في المثالين بمعنى اليقين
( م ) وقد تأتي عَلِمَ بمعنى ظنَّ ، ويمثِّل لها العلماء بقوله تعالى : .
وسواء كانت عَلِمَ بمعنى اليقين ، أو الظن فهي تتعدى إلى مفعولين . وقد تأتي
بمعنى (عَرَفَ) فَتنصبُ مفعولاً واحداً ، كما في قوله تعالى : . ( م )
3- وَجَدَ ، نحو قوله تعالى : وهي بمعنى اليقين ، ونحو : وجدتُ التَّقْوَى أَعْظَمَ أسبابِ دخولِ الجنَّةِ .
4- دَرَى ، نحو : قول الشاعـر :
دُرِيتَ الوَفِيَّ العهدَ ياعُرْوَ فَاغْتَبِطْ فإِنَّ اغْتِبَاطـاً بِالوَفَاءِ حَمِـيدُ
وهي بمعنى اليقين ، ونحو : دَرَيْتُ النَّجاحَ قريباً من طَالِبِه .
5- تَعَلَّمْ - وهي التي بمعنى اعْلَمْ - كما في قول الشاعـر :
تَعَلَّمْ شِفَاءَ النَّفْسِ قَهْرَ عَدُوِّهَا فَبَالِغْ بِلُطْفٍٍ في التَّحَيُّلِ والْمَكْرِ
وهي بمعنى اليقين (أي: اعْلَمْ ) وفي الحديث:" تَعَلَّمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بأَعْوَرَ "
( أي : اعْلَمُوا ) .
( م ) فإن كانت أمراً من ( تَعَلَّمَ يَتَعَلَّمُ ) فهي متعدية إلى مفعول واحد ، نحو : تَعَلَّم النَّحوَ . فَتَعلَّمْ التي تنصب مفعولاً واحداً مُتَصَرَّفة ، وأما التي من أخوات ظنّ فجامدة لا تتصرف .
وأمّا أمثلة ، وشواهد أفعال الرُّجحان فكما يلي :
1- ظَنَّ ، نحو : ظننتُ زيداً صاحِبَك . وقد تستعمل لليقين ، كقوله تعالى :
وكقوله تعالى : الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم . وهي في الآيتين بمعنى عَلِمُوا .
وظنَّ بمعنى الرُّجْحان ، أو اليقين تنصب مفعولين .
2- خَالَ ، نحو : خِلْتُ زيداً أَخَاكَ . وقد تُستعمل خال لليقين ، كقول الشاعـر :
دَعَانِي الغَوَانِي عَمَّهُنَّ وخِلْتُنِي لِيَ اسْمٌ فَـلاَ أُدْعَى بِهِ وَهْوَ أَوَّلُ
خال في هذا البيت بمعنى اليقين ، وليس بمعنى الظن ؛ لأن الشاعر لا يظنّ أنّ لنفسه اسماً ، بل هو على يقين من ذلك .
3- حَسِبَ ، كقوله تعالى : ونحو : حَسِبْتُ زيداً صاحِبَك . وقد تُستعمل لليقين ، كقول الشاعـر :
حَسِبْتُ التُّقَى والْجُودَ خَيْرَ تِجَارَةٍ رَبَاحـاً إِذَا مَا الْمَرْءُ أَصْبَحَ ثَاقِلاَ
حَسِب هنا بمعنى عَلِمَ .
4- زَعَمَ ، كقول الشاعر :
فَإِنْ تَزْعُمِينِي كُنْتُ أَجْهـَلُ فِيكُمُ فَإِنِّي شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بِالْجَهْل
( م ) والأكثر في زَعَمَ أنْ تتعدَّى إلى مفعوليها بواسطة أنّ المؤكدة ، نحو قوله تعالى : وقوله تعالى : بَلْ وردت ( أَنْ ) في الآيتين مخففة من الثقيلة ( أنَّ ) وتأتي كذلك مُشَدَّدة ، كقول الشاعر :
وَقَدْ زَعَمَـتْ أَنِّي تَغَيَّرْتُ بَعْـدَها ومَنْ ذَا يا عَـزَّ لا يَتَـغَيَّــرُ ( م )
5- عَدَّ ، نحو قول الشاعر :
فَلاَ تَعْـدُدِ الْمَوْلَى شَرِيكَكَ في الغِنَى وَلكِنَّمَا الْمَوْلَى شَرِيكُكَ في العُدْمِ
والمعنى : لا تظنَّ أنّ صديقَك وَحَلِيفك هو الذي يُشارِكُك المودَّة أيام الغِنى ،
ونحو : عَدَدْتُ الصَّدِيَق أَخاً .
* فإن كانت ( عَدَّ ) بمعنى ( أَحْصَى ) تعدّت إلى مفعول واحد ، نحو : عَدَدْتُ المالَ . *
6- حَجَا ، نحو قول الشاعـر :
قَدْ كُنْتُ أَحْجُـو أَبَا عَمْرٍو أَخاً ثِقَـةً حَتَّى أَلَمَّتْ بِنَا يَـوْماً مُلِمَّـاتُ
والمعنى : قد كنتُ أظنّ أبا عمروٍ أخاً ثقة ، ونحو: حَجَا الطَّالبُ المدرسَ مديراً .
( م ) فإن كانت ( حَجَا ) بمعنى غَلَب في المحاجاة ، نحو :حَاجَيْتُه فَحَجَوْتُه ، أو كانت بمعنى ( قَصَدَ ) كقول الشاعر : حَجَوْنا بنِي النُّعمانَ إِذْ عَصَّ مُلْكُهُمْ ...، فهي متعديّة إلى مفعول واحد . ( م
.
* فإن كانت جَعَلَ بمعنى ( أَوْجَدَ ) تعدَّت إلى مفعول واحد ، نحو قوله تعالى : وإن كانت بمعنى ( أَنْشَأ ) فهي ناقصة من أفعال الشروع التي تعمل عمل ( كان ) نحو : جعل المدرسُ يشرحُ الدرسَ .
8- هَبْ ، كقول الشاعـر :
فَقُلْتُ أَجِـرْنِي أَبَـا مَـالِكٍ وَإِلاَّ فَهَبْـنِي امْـرَأً هَـالِكـاً
والمعنى : أَغِثْنِي يا أبا مالكٍ ، فإنْ لم تفعلْ فَظُنَّ أنَّى رجلٌ من الهالكين ، ونحو : هَبْ قولَك صحيحاً فما العَمَلُ ؟
* فإن كانت هَبْ بمعنى (خَفْ) تعدَّت إلى مفعول واحد ، نحو : هَبْ رَبَّكَ . وإن كانت بمعنى (الهِبَة) أي : الأُعْطِيَة ، نحو : هَبِ الفقراءَ مالاً ، فهي متعدية إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، فهي بذلك ليست من أفعال القلوب ، ولا من أفعال التّحويل . *
ثانيا : أفعال التَّحويل .
هي التي أشار إليها الناظم بقوله : "والتي كصَيَّرا ... إلخ .
وهذه الأفعال هي : 1- صَيَّر ، نحو : صَيَّرتُ الطينَ خَزَفاً .
2- جَعَل ،نحو قوله تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (2 أي: صَيَّرناه هباءً،وكما في قوله تعالى: .
3- وَهَبَ ، نحو : وَهَبَني الله ُفِدَاكَ ( أي : صَيَّرَنِي فِداك ) .
4- تَخِذَ ، كقراءة مَنْ قرأ قوله تعالى : لَتَخِذْتَ بتخفيف التاء ، وكسر الخاء في ( لتَخِذْتَ ) ونحو قولك : تَخِذْتُك صديقاً بعد أنْ كنتَ عدوّاً .
5- اتَّخَذَ ، كقوله تعالى : ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا ونحو : اتَّخَذَ المسافرون الباخرةَ فُندقاً .
6- تَرَكَ ،كقوله تعالى : (أي:صَيَّرْنا بعضهم يموج في بعض) . فالمفعول الأول : بعضَهم ، والثاني : جملة يموج ،
وكما في قول الشاعر :
وَرَبَّيْتُـهُ حَتَّى إِذَا مَا تَرَكْـتُهُ أَخَا القَوْمِ وَاسْتَغْنَى عَنِ الْمَسْحِ شَارِبُهْ
ونحو : تَرَكَتِ الحربُ القريةَ خَرَاباً .
7- رَدَّ ،كما في قوله تعالى وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسدا ( أي : يُصَيَّرونَكُمْ كُفَّاراً ) وكما في قول الشاعر :
فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضـاً وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ البِِيضَ سُـودَا
( أي : صَيَّرَ شْعُورهُنَّ بيضاً ، وصَيَّر وجوهَهُنّ سوداً .
وهذه الأفعال لا تنصب مفعولين إلا إذا كانت بمعنى ( صَيَّر ) وهو التَّحويل .
إلام أشار الناظم بقوله : " أَعْنِى رَأَى ...... إلخ " ؟
- أشار إلى أنَّ أفعال القلوب منها ما ينصب مفعولين ، وهو : رأى ، وما بعده مما ذكره الناظم في أبيات هذا الباب ، ومنها ما ليس كذلك ( أي : لا ينصب مفعولين ) وهو قسمان
أ- قسمٌ لاَزِمٌ ، نحو : جَبُنَ زيدٌ ، وحَزِنَ عمرٌو .
ب- قسمٌ مُتَعَدٍّ إلى مفعول واحد ، نحو : كَِرهْتُ زيداً ، وفَِهمْتُ الدرسَ .
التَّصَرُّفُ ، والْجُمُودُ
والتَّعْلِيقُ ، والإِلْغَاءُ
وَخُصَّ باِلتَّعْلِيقِ وَالإِلْغَـاءِ مَـا مِنْ قَبْلِ هَبْ وَالأَمْرَ هَبْ قَدْ أُلْزِمَا
كَذَا تَعَلَّمْ وَلِغَـيْرِ الْمَاضِ مِنْ سِوَاهُمَا اجْعَـلْ كُلَّ مَا لَهُ زُكِنْ
اذكر تقسيم ظن وأخواتها باعتبار تصرّفها ، وجمودها .
عرفنا أنّ هذه الأفعال قسمان، أحدهما : أفعال القلوب ، والثاني : أفعال التحويل. فأما أفعال القلوب فتنقسم باعتبار التصرّف وعدمه إلى قسمين :
1- أفعال مُتَصَرَّفَة ، وهي جميع أفعال القلوب ما عدا ( هَبْ ، وتعلَّمْ ) وهذه الأفعال المتصرّفة يأتي منها الماضي ، نحو : ظننتُ زيداً قائماً ، والمضارع منه
2- أفعال غير متصرفة ( جامدة ) ، وهي فعلان ، هما : ( هَبْ ، وتعلَّمْ بمعنى اعْلَمْ ) فلا يُستعمل منهما إلا الأمر فقط .
وأَمَّا أفعال التحويل فكُلٌّها متصرفة ما عدا (وَهَبَ) فلا يُستعمل منه إلا الماضي .