إعراب الاسم الواقع بعد ( مُذْ - ومُنْذُ )
- العرب يستعملانهما ( مذ - منذ ) حرفين ، واسمين .. والأغلب في ( منذ ) الحرفية .. والأغلب في (مذ ) الاسمية ، وذلك للحذف الذي لحقها ، والحذف بابه الاسماء ، من نحو ( يد ، دم ) أما الحروف فليس الأصل فيها الحذف ، وذلك لأن الحذف ضرب من التصرف ، والحروف جامدة لا تتصرف . كما أنها بمنزلة جزء من الاسم ، وجزء الشيء لا يعمل فيه .
... فإن كانا حرفي جرّ :
*****************
فإنهما يختصان بجرّ الطاهر ، ويشترط في مجرورهما أن يكون وقتا مثل : ما رأيته منذ يوم الخميس .. قال الشاعر : قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان ** وربع عفت آثاره منذ أزمانِ .
... وإن كانا اسمين :
***************
- فيقع الاسم بعدهما مرفوعا ، واختُلف في رافعه ..
1- المبرد ، وابن السرّاج ، والفارسيّ ، وطائفة من الكوفيين ، واختاره ابن الحاجب :
إنّ الكلام مبتدأ وخبر ، ف( مذ - منذ ) مبتدأ ، وما بعدهما خبر ، فقولك : ما رأيته منذ يومان . فقد وقعتا موقع ( الأمد ) فكأنك قلت : أمدُ ذلك يومان .
2- الأخفش ، والزجاج ، والزجاجيّ ، وطائفة من البصريين :
إنّ الكلام خبر مقدم ، ومبتدأ مؤخر ، فإذا قلت : ما رأيته منذ يومان ، ف ( يومان ) مبتدأ مؤخر ، و( منذ ) خبر مقدم ، والتقدير : بيني وبينه يومان .. والمذهب الأول أظهر .
3- الكوفيون - عدا الفرّاء - واختاره السهلي وابن مالك :
إنّ ( مذ - ومنذ ) ظرفان مضافان لجملة فعلية حذف فعلها وبقي فاعلها ، فإذا قلت : ما رأيته مذ يومان ، كان الأصل : مذ كان يومان ، أو مذ مضى يومان .
4- الفرّاء :
إنهما خبران لمبتدأ محذوف ، فإذا قلت : ما رأيته منذ يومان ، كان التقدير : ما رأيته من الزمان الذي هو يومان ، بناء على أنّ ( منذ ) مركبة من ( مِنْ ) و( ذو ) الطائية .
وبعد عرض آراء النحويين - في عُجالة - فإن ما أميل إليه مذهب الكوفيون ، رقم (3)
وذلك لأن حمل الكلام على كونه جملة واحدة خير من حملة على جملتين ، كما أنّ ( مذ ومنذ ) ظرفان يضافان إلى الجمل دائما ..
- العرب يستعملانهما ( مذ - منذ ) حرفين ، واسمين .. والأغلب في ( منذ ) الحرفية .. والأغلب في (مذ ) الاسمية ، وذلك للحذف الذي لحقها ، والحذف بابه الاسماء ، من نحو ( يد ، دم ) أما الحروف فليس الأصل فيها الحذف ، وذلك لأن الحذف ضرب من التصرف ، والحروف جامدة لا تتصرف . كما أنها بمنزلة جزء من الاسم ، وجزء الشيء لا يعمل فيه .
... فإن كانا حرفي جرّ :
*****************
فإنهما يختصان بجرّ الطاهر ، ويشترط في مجرورهما أن يكون وقتا مثل : ما رأيته منذ يوم الخميس .. قال الشاعر : قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان ** وربع عفت آثاره منذ أزمانِ .
... وإن كانا اسمين :
***************
- فيقع الاسم بعدهما مرفوعا ، واختُلف في رافعه ..
1- المبرد ، وابن السرّاج ، والفارسيّ ، وطائفة من الكوفيين ، واختاره ابن الحاجب :
إنّ الكلام مبتدأ وخبر ، ف( مذ - منذ ) مبتدأ ، وما بعدهما خبر ، فقولك : ما رأيته منذ يومان . فقد وقعتا موقع ( الأمد ) فكأنك قلت : أمدُ ذلك يومان .
2- الأخفش ، والزجاج ، والزجاجيّ ، وطائفة من البصريين :
إنّ الكلام خبر مقدم ، ومبتدأ مؤخر ، فإذا قلت : ما رأيته منذ يومان ، ف ( يومان ) مبتدأ مؤخر ، و( منذ ) خبر مقدم ، والتقدير : بيني وبينه يومان .. والمذهب الأول أظهر .
3- الكوفيون - عدا الفرّاء - واختاره السهلي وابن مالك :
إنّ ( مذ - ومنذ ) ظرفان مضافان لجملة فعلية حذف فعلها وبقي فاعلها ، فإذا قلت : ما رأيته مذ يومان ، كان الأصل : مذ كان يومان ، أو مذ مضى يومان .
4- الفرّاء :
إنهما خبران لمبتدأ محذوف ، فإذا قلت : ما رأيته منذ يومان ، كان التقدير : ما رأيته من الزمان الذي هو يومان ، بناء على أنّ ( منذ ) مركبة من ( مِنْ ) و( ذو ) الطائية .
وبعد عرض آراء النحويين - في عُجالة - فإن ما أميل إليه مذهب الكوفيون ، رقم (3)
وذلك لأن حمل الكلام على كونه جملة واحدة خير من حملة على جملتين ، كما أنّ ( مذ ومنذ ) ظرفان يضافان إلى الجمل دائما ..
