اجتماع وساطة لبحث أزمة كاراباخ.. وبوتين: أوقفوا المأساة

عشية اجتماع وساطة دولية أول يعقد اليوم الخميس في جنيف لبحث النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف "المأساة" الجارية.

وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي، قال بوتين "إنها مأساة هائلة. هناك ناس يموتون. نأمل أن يتوقف هذا النزاع في أسرع وقت ممكن".

ودعا إلى الموافقة على وقف إطلاق النار "في أسرع وقت ممكن" بغض النظر عن إمكان حل النزاع المزمن.

وبعيد ذلك، أعلنت أذربيجان أن وزير خارجيتها جيهون بيرموف سيزور جنيف الخميس وسيلتقي قادة مجموعة مينسك، وهي هيئة وساطة تضم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وتسعى المجموعة إلى حل النزاع القائم منذ تسعينيات القرن الماضي.

مفاوضات وعملية عسكرية​


من جهتها، استبعدت أرمينيا عقد لقاء بين وزير خارجيتها زهراب مناتساكانيان ونظيره الأذربيجاني، واعتبرت أنه "من المستحيل الجمع بين إجراء مفاوضات ومواصلة العمليات العسكرية".

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأرميني نظيره الروسي سيرغي لافروف الإثنين في موسكو.

وأجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتصالا هاتفيا الأربعاء مع نظيره الأذربيجاني والأرميني على ما ذكرت وكالات أنباء روسية.

وحوّل القصف الذي نفّذته القوات الأذربيجانية ستيباناكرت، المدينة الرئيسية في إقليم كاراباخ، إلى مدينة أشباح مليئة بالذخيرة غير المنفجرة والحفر الناجمة عن القذائف.

نزوح نصف السكان​


وقال أرتاك بلغاريان المسؤول المكلف ملف حقوق المدنيين في أوقات الحرب في الإقليم لوكالة فرانس برس "بحسب تقديراتنا الأولية، نزح نحو 50% من سكان كاراباخ و90% من النساء والأطفال -- أي ما يعادل نحو سبعين إلى 75 ألف شخص".

ودوّت صفارات الإنذار للتحذير من غارات جوية طوال الليل الذي شهد عدة انفجارات في مدينة تغرق في ظلام دامس.

إلى ذلك، قال مراسل وكالة فرانس برس إن ضربات جديدة استهدفت المدينة صباح الاربعاء، فيما يشير الضوضاء المرافق للضربات إلى أن المصدر كان طائرة مسيّرة.

واتّهمت أذربيجان القوات الأرمينية بقصف أهداف مدينة في المناطق المأهولة، بما في ذلك ثاني كبرى مدن البلاد كنجه، التي تعد أكثر من 330 ألف نسمة.

كما تأكد مقتل عشرات المدنيين في المعارك، وأقر الجانب الأرميني بمقتل أكثر من 300 من عسكرييه، فيما لم تعلن أذربيجان سقوط قتلى في صفوف قواته.

وقالت المتحدثة باسم النيابة العامة جوناي سالم زاده إن 427 مسكنا يقطنها نحو 1200 شخص دمرت منذ بدء الصراع الحالي.

لكن لودريان اتّهم في كلمة ألقاها أمام البرلمان الفرنسي أذربيجان بأنها أطلقت شرارة النزاع الدائر حاليا، معربا عن أسفه "لوقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين من أجل تحقيق تقدم (ميداني) طفيف" في أذربيجان.

دعم تركيا الكامل​


تخوض باكو ويريفان نزاعا منذ عقود للسيطرة على المنطقة التي يهيمن عليها الأرمن وانفصلت عن باكو خلال حرب اندلعت في أوائل تسعينات القرن الماضي وأودت بنحو 30 ألف شخص.

وأعلن إقليم كاراباخ الذي يسكنه نحو 140 الف نسمة غالبيتهم العظمى من الارمن استقلاله، والمحادثات الهادفة إلى تسوية النزاع، والتي بدأت مع تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991، متعثرة بشكل كبير منذ اتفاقية لوقف إطلاق النار عام 1994.

واندلعت عدة مواجهات بين الطرفين خلال العقود الماضية، أكبرها في نيسان/ابريل 2016 وأدت إلى مقتل 110 أشخاص.

لكن محللين يقولون إن العنصر الذي غيّر قواعد اللعبة هذه المرة هو دعم تركيا، التي قيل إنها أرسلت مقاتلين سوريين موالين لأنقرة لدعم أذربيجان وكذلك طائرات مسيّرة محلية الصنع تم نشرها بالفعل بنجاح في ليبيا وسوريا.

وقال لودريان إن "الجديد في الأمر هو وجود تدخل عسكري لتركيا مما قد يؤدي إلى مزيد من تدويل الصراع".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ تركيا أرسلت 1200 مقاتل إلى المنطقة، مشيرا إلى مقتل 64 مسلحا سورياً موالين لأنقرة على الأقل في المواجهات.
من جهته، دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الثلاثاء العالم لدعم اذربيجان "الطرف الذي على حق"، واصفا أرمينيا "بالمحتل".

خطر أكبر​


وتقيم روسيا علاقات جيدة مع طرفي النزاع اللذين تمدهما بالسلاح، لكنها أقرب إلى أرمينيا العضو في حلف عسكري تهيمن عليه موسكو.

ووجه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في مقابلة مع فرانس برس تحذيرا مبطنا إلى أذربيجان من توسيع النزاع، مذكرا بتحالفه العسكري مع الشقيق الأكبر الروسي. وقال "إنني واثق من أن روسيا ستفي بالتزاماتها إذا تطلب الوضع ذلك".

وخلال المقابلة المتلّفزة، أعلن بوتين أن روسيا "ستحترم التزاماها في إطار منظمة المعاهدة الأمنية الجماعية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المواجهات "لا تجري على أراضي أرمينيا" بل على أراضي ناغورني قره باغ، الإقليم الانفصالي الأذربيجاني المدعوم من يريفان.

في الأثناء، حذّر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من وجود مقاتلين سوريين، معتبرا أن هذا الأمر يشكل "خطرا كبيرا وسببا لقلق روسيا البالغ".

واستقطب النزاع قوى إقليمية، وقد حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بأن دعم تركيا لأذربيجان يهدد بـ"تدويل" النزاع.

واندلع القتال في 27 ايلول/سبتمبر، وأدى إلى نزح نصف سكان ناغورني كاراباخ بسبب المعارك بين أرمينيا وأذربيجان.
 

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
يعطيك الف عافية يارب
 
أعلى