أرمناز مدينة تقع في محافظة إدلب في الشمال الغربي من سوريا

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة

الموقع
تبعد 350 كم شمال العاصمة دمشق وحوالي 30 كم عن مركز المحافظة إدلب
مدينة تقع في محافظة إدلب في الشمال الغربي من سورياقريباً جداً من الحدود مع لواء اسكندرون .وقد تم تحويلها مؤخراً إلى ناحية تتبع منطقة حارم وتحيط بها عدة قرى وبلدات تتبع لها إدارياً منها بيرة أرمناز ، وبياطس وتدعى أيضاً الحي الغربي ، وملس وكبتا وكوارو ،وكوكو و حفسرجة والشيخ بدر والعديد من القرى الصغيرة والمزارع المنتشرة في سهل الروج والمنطقة الواقعة بين جبل الأعلى وجبل الدويلة حيث تحتل أرمناز موقعا جغرافيا متميزاً بين الجبللين وعلى هضبة تشرف على ما حولها من أراض زراعية ذات تربة خصبة وجمال طبيعة رائعة .

ارمناز قديما كانت موطنا للفينيقيين ومن ثم جزء من مثلث الامبراطورية الرومانية الممتد بين حلب اللاذقية في مواجهة الامبراطورية الفارسية في التاريح لذلك فحضارتها القديمة عميقة وبارزة وتحوي على الكثير من الاثار ، منها ما هو واضح للعيان مثل الاحياء القديمة التاريخية (المنصورة - اسبطريس - تل الحدادي - القنوات المائية الرومانية الطويلة تحت الارض )واخر بانتظار استكشافه . تشتهر أرمناز ببساتين الزيتون والأشجار المثمرة من كروم وتين وغيرها من الفواكه وينابيع مياهها العذبة وجمال طبيعتها

الاقتصاد

أرمناز من البلدان الغنية بمواردها ويعمل أهالي أرمناز في شتى ميادين الحياة الاقتصادية من زراعة وصناعة وتجارة


الزراعة
تعتبر زراعة الزيتون الأكثر انتشاراً في أرمناز ويشكل الزيتون مصدر الدخل لأساسي للكثير من العائلات في أرمناز، وتنتشر زراعة الأشجار المثمرة وبساتين الفاكهة المختلفة والخضروات والحبوب حيث يمكن أن نعتبر أن أرمناز قد حققت تكاملاً غذائياً بشقيه النباتي والحيواني وقد حققت الاكتفاء الذاتي في الكثير من المنتجات الزراعية والحيوانية من ألبان وأجبان وزبدة وسمن ولحوم وبيض ... إلخ. بل يتم تصدير الكثير منها إلى باقي محافظات سورية .

الصناعة
فمن المشهور عن أرمناز زجاجها العالي الجودة صناعة الزجاج من زمن الفينيقيين حتى أنه قديماً كان مضرب المثل فيقال "أرق من الزجاج الأرمنازي" وقد ساعد على ذلك توافر التربة الرملية الزجاجية، وتأتي صناعة الفخار على قدم المساواة مع صناعة الزجاج فمنذ القدم وصناعة الفخار اليدوي مزدهرة في أرمناز وما تزال بعض الآثار الفخارية القديمة تظهر هنا وهناك أثناء الحفريات في المدينة وأيضاً كان لتوافر التربة الغضارية في أراض ارمناز دوراً كبيراً في إزدهار هذه الصناعة واستمرارها. و لابد من الإشارة إلى أن صناعتي الزجاج والفخار في أرمناز ظلتا محافظتين على طابعهما اليدوي التقليدي ولم تواكبا التطور الصناعي والتكنولوجي ومع مرور الزمن تكتسب هاتين الصناعتين طابعاً تراثياً شعبياً وتفقد معه الطابع الاقتصادي الذي كان مصدر دخل رئيس للكثير من أهالي أرمناز وتتمتع هذه الصناعة بالفن والابداع .

وبحكم موقع أرمناز وسط "غابات" من الزيتون في هذه المنطقة من سوريا كان لا بد من إزدهار صناعة عصر الزيتون وتكريره ومعالجة مخلفاته وفيها اليوم عدد كبير من معاصر الزيتون التي تقوم استخراج زيت الزيتون ، ومصانع ومعامل التكرير التي تستخدم مخلفات عصر الزيتون في صناعة الصابون والمنظفات و مواد التدفئة "العرجون" أو "البيرين" .

التجارة
فمما سبق ذكره يمكن الاسنتاج أن حركة التجارة مزدهرة في أرمناز حيث ان غناها بالمواد الزراعية والصناعية ألقى بظلاله على النشاط التجاري ومن أهم صادراتها: الزيتون، زيت الزيتون، الزجاج، التحف الفخارية،الفاكهة وغيرها.

السياحة
موقع مدينة ارمناز الرائع وجمال الطبيعة والخضرة التي تلف المدينة والمناطق المحيطة بها والاثار المنتشرة فيها وعلى مقربة منها حيث الكثير من الاوابد التاريخية ومناخها المعتدل كل هذه العوامل تجعل من ارمناز مكان رائع للسياحة واكتشاف الطبيعة الساحرة في هذه المنطقة من سوريا .

السكان
ويبلغ عدد سكانها (القاطنين فيها) حوالي 25000 نسمة حيث أن معظم أهالي أرمناز إما من المغتربين أو يسكنون في مراكز المحافظات وخصوصاً حلب وإدلب واللاذقية ودمشق وحماه . والفلكلور والموروث الشعبي غني جدا في مدينة أرمناز ويتضح تنوع الفنون في حفلات الزفاف والاعراس ويتميز شعب المدينة بالكرم.ويدين السكان في أرمناز كما في المناطق المحيطة بالإسلام بنسبة 100%

الفلكلور والموروث الشعبي
من كتاب ادلب مغنى ومعنى للأستاذ عبد الحميد مشلح

تميزت أرمناز عن باقي أرجاء المحافظة (محافظة إدلب) في حفاظها على الفن الأصيل للموشح ورقص السماح الأندلسي ويعود سبب شهرة أرمناز بهذا الفن إلى أن امرأة أرمنازية تدعى ( أسما الكمثارية ) وأثناء زيارة أهلها في بلدة أرمناز أحضرت معها بعض الكتب عن هذا الفن العريق وبدا الفن ينتشر في أرمناز ويغنى كما انتشر رقص السماح أيضا.

ومن الفلكلور الموسيقي المتوارث في أرمناز ما يسمى بدورة العريس، وهذه الدورة لايوجد لها مثيلٌ في كافة أصقاع الأرض الاّ في مدينة غرناطة بالأندلس، ولكنها اندثرت هناك وبقيت خالدة في أرمناز.

وتتميز دورة العريس بالإنشاد الجماعي مع الرقص الموزون وتدار عندما يتم إنهاء الحفل حيث يؤخذ العريس إلى بيت العروس. أما بالنسبة إلى شكل الدورة فيقف العريس في مؤخرة الدورة وخلفه أصدقاؤه وأقرباؤه ويقف أمامه اثنان من العازبين ويمسكون بطرفي منديل أمامه كإنه حاجز له . أما المغنون فيقفون على الطرفين باستقامة تامة ،متباعدين حوالي -2م - وتبدأ الدورة بتمايل الطرف اليميني على اليساري ثم اليساري على عكس اليميني ، هذا التمايل يسمى وحدة كبيرة ووحدة صغيرة وتسير الدورة باتجاه بيت الزوجية وما يزال أهالي بلدة أرمناز كبيرهم وصغيرهم يحافظ على هذه الدورة التي تنفرد بها أرمناز عن باقي أرجاء القطر وليس عن بقية أرجاء محافظة إدلب فقط . أما ما يغنى في هذه الدورة هو الموشحات على نغم السيكا نذكر منها : (بالله يا باهي الجمال - صلي وسلم يا سلام - كم وكما الصدود ) . حيث يختلف الفن الأرمنازي عن الحلبي بلحن الموشح والدور وفلكلور السماح ، ويتفقان بالوزن . أما عندما يقترب موكب العريس من بيت الزوجية فتبدأ الدورة بالتعريجة وهي على نغمة الصبا ولها موشح خاص بها يدعى ( عرّج يا حادي )


قصة أرمناز والزجاج
هنالك بعض المصادر التي ذكرت أن أرمناز كانت المهد الأول لصناعة الزجاج ، حيث اخترعها سكان المنطقة الفينيقيون (الكنعانيون) عام (2500ق.م) ونقلها الفييقيون إلى مصر وتونس عبر رحلاتهم البحرية في البحر الأبيض المتوسط . وتميزت أرمناز بصناعة زجاج العقيق الذي انفردت به. حتى أن الخلفاء العباسيين كانوا يتباهون بالزجاج الأرمنازي ويروي: أن وفداً حضر إلى بغداد من الصين يحمل قطعاً من الزجاج هدية للخليفة هارون الرشيد فقال للحاجب: "أرق من زجاج أرمناز؟!". كانت صناعة الزجاج متطورة كثيراً في أرمناز ومنذ القدم . وكانت تصنع العدسات الزجاجية . وسبب تمركز صناعة الزجاج في أرمناز يعود إلى توفر المادة الأولية وهي : الرمال الزجاجية ، ووجود نبتة محلية تعرف بـ (القلة) التي تساعد على تصفية الزجاج من الشوائب. كما كانت أرمناز تصنع أساور النساء، والزجاج الملون بعدة ألوان وذلك لمعرفة الفينيقيين بالأصبغة المتنوعة، وخاصة اللون الأرجواني. ومازالت تنتشر في أرمناز العديد من معامل الزجاج القديمة والحديثة. فقد تطورت الصناعة اليدوية بالرغم من منافسة الصناعات الآلية . كما أدخلت عليها أشكال تزيينية وجميلة ، بعد إدخال الحبيبات المعدنية والزجاجية لخلط عجينة الزجاج . وهكذا بقيت أرمناز رائدة في صناعة الزجاج بلا منازع.
 
أعلى